السعودية تضع آليات تضمن الاستدامة المالية لمركز «البنية التحتية» بالرياض

تحديد برنامج زمني لممارسة الاختصاصات والصلاحيات الجديدة

مشروعات عملاقة عدة تشهدها العاصمة الرياض في الوقت الراهن (الشرق الأوسط)
مشروعات عملاقة عدة تشهدها العاصمة الرياض في الوقت الراهن (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تضع آليات تضمن الاستدامة المالية لمركز «البنية التحتية» بالرياض

مشروعات عملاقة عدة تشهدها العاصمة الرياض في الوقت الراهن (الشرق الأوسط)
مشروعات عملاقة عدة تشهدها العاصمة الرياض في الوقت الراهن (الشرق الأوسط)

في حين وافق مجلس الوزراء السعودي، الأسبوع الماضي، على إنشاء مركز مشروعات البنية التحتية بمنطقة الرياض، علمت «الشرق الأوسط» أن الحكومة قررت وضع الآليات المناسبة التي تمكّن المركز من الاستفادة من الإيرادات والمقابل المالي للأعمال والخدمات التي يقدمها، بما يضمن الاستدامة المالية.

ووجهت الحكومة وزير المالية، وأمين منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة «مشروعات البنية التحتية»، بالاتفاق على جميع ما يتصل باستثمار أموال المركز.

وستقوم وزارة المالية بالاشتراك مع «هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية»، وأمانة منطقة الرياض، بدراسة طلب الميزانية التأسيسية لمركز مشروعات البنية التحتية بمنطقة الرياض، بمبلغ 150 مليون ريال (40 مليون دولار).

وستشمل الدراسة تفصيل أوجه الصرف التشغيلية والرأسمالية، والتدفقات النقدية السنوية المرتبطة به، وآلية تدبير المبلغ، على أن ترفع وزارة المالية الدراسة إلى مجلس الوزراء خلال مدة لا تتجاوز 14 يوماً.

كما وجهت الحكومة وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، والمركز الجديد، بتوقيع مذكرة تفاهم بينهما تتضمن الترتيبات والآليات اللازمة لممارسة المركز للاختصاصات والصلاحيات المنوطة إليه، وأن يحدد البرنامج الزمني لمباشرة تلك الصلاحيات.

تحصيل الرسوم

ويباشر المركز الجديد اختصاصات وصلاحيات «وزارة الشؤون البلدية»، والأمانة، وبلديات المنطقة، المتعلقة بأعمال ومشروعات البنية التحتية في العاصمة السعودية، بما في ذلك ما يتصل بإصدار التراخيص والتصاريح وتحصيل الرسوم والمقابل المالي.

ودون إخلال بمباشرة «وزارة الشؤون البلدية» لاختصاصاتها المنصوص عليها في لائحة الجزاءات عن المخالفات البلدية، يتفق الوزير مع رئيس مجلس إدارة المركز على تحديد المخالفات ذات الصلة باختصاص المركز.

وطبقاً للمعلومات، يفوض وزير «الشؤون البلدية»، رئيس مجلس إدارة المركز في شأن إصدار قرار من يتولى من الموظفين أو غيرهم ضبط المخالفات ذات الصلة باختصاص المركز وإيقاع الجزاءات المنصوص عليها في اللائحة.

اللوائح المالية والإدارية

ويمارس رئيس المركز، مهام المجلس إلى حين تشكيله، على أن يقتصر ذلك على ممارسة الاختصاصات المتصلة بتسيير أعماله دون أن يشمل الاختصاصات المتعلقة بإقرار السياسات واللوائح المالية والإدارية.

وتكون ممارسة المجلس صلاحيته بالاتفاق مع «المالية»، ومراكز تنمية الإيرادات غير النفطية، إلى حين صدور لائحة ممارسة الهيئات والمؤسسات العامة وما في حكمها فرض المقابل المالي للخدمات والأعمال التي تقدمها والعمل بها.

وبحسب الترتيبات التنظيمية لمركز مشروعات البنية التحتية، التي اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، سيكون على الجهة الجديدة اقتراح مشروعات الأنظمة واللوائح التي تتطلبها طبيعة العمل، إلى جانب التعديلات على المعمول بها حالياً بالاتفاق مع الجهات المعنية، ورفعها إلى مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض تمهيداً لاستكمال الإجراءات النظامية.

وسيضع المركز المخطط الشامل التفصيلي لأعمال مشروعات البنية التحتية في المنطقة والبرامج والجداول الزمنية والمراحل الخاصة بها، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

ومن ضمن مهام المركز، إصدار تراخيص أعمال مشروعات البنية التحتية وسحبها وإلغاؤها أو إيقافها كلياً وجزئياً بشكل دائم أو مؤقت، إلى جانب الرقابة على الأعمال والتفتيش عليها واتخاذ ما يلزم في شأنها.

المخطط الشامل

وعلى المركز تمكين الجهات الحكومية والخاصة من الاطلاع على المخطط الشامل التفصيلي والجداول الزمنية لأعمال مشروعات البنية التحتية في المنطقة وفق ضوابط توضع لهذا الغرض.

ويكون للمركز موارد مالية من الميزانية العامة للدولة، والمقابل المالي والرسوم التي يتقاضاها نظير التراخيص التي يمنحها وما يقدمه من أعمال وخدمات وكذلك الغرامات، وأيضاً الموارد الأخرى التي يقرّها المجلس بما لا يتعارض مع الأنظمة والتعليمات.

وتودع الإيرادات في حساب جارٍ لوزارة المالية في البنك المركزي السعودي، ويفتح حساب خاص للمركز وله الصلاحية لفتح حسابات أخرى في أي من البنوك المرخصة في البلاد، ويصرف من هذه الحسابات وفق الميزانية المعتمدة واللوائح الداخلية.

ويعين المجلس مُراجعَ حسابات خارجياً من المرخص لهم بالعمل في السعودية، لتدقيق حسابات المركز ومعاملاته وبياناته وحسابه الختامي.

ويخضع منسوبو المركز لأحكام نظام العمل والتأمينات الاجتماعية.


مقالات ذات صلة

ارتفاع الصادرات السعودية غير النفطية 16.8 % خلال الربع الثالث

الاقتصاد ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)

ارتفاع الصادرات السعودية غير النفطية 16.8 % خلال الربع الثالث

أعلنت «الهيئة العامة للإحصاء» السعودية، اليوم، ارتفاع الصادرات غير النفطية بنسبة 16.8 في المائة خلال الربع الثالث من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

تحت رعاية ولي العهد... السعودية تستضيف المؤتمر السنوي العالمي 28 للاستثمار

تحت رعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تستضيف المملكة المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار «دبليو آي سي»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)

عرض استحواذ مفاجئ من «يونيكريدت» الإيطالي على بنك «بي بي إم» بـ11 مليار دولار

شعار بنك «يونيكريديت» أمام فرع المجموعة في كييف (رويترز)
شعار بنك «يونيكريديت» أمام فرع المجموعة في كييف (رويترز)
TT

عرض استحواذ مفاجئ من «يونيكريدت» الإيطالي على بنك «بي بي إم» بـ11 مليار دولار

شعار بنك «يونيكريديت» أمام فرع المجموعة في كييف (رويترز)
شعار بنك «يونيكريديت» أمام فرع المجموعة في كييف (رويترز)

أطلقت مجموعة «يونيكريدت» الإيطالية يوم الاثنين عرضاً مفاجئاً للاستحواذ على منافستها المحلية الأصغر، بنك «بي بي إم»، من خلال عرض بأسهم فقط بقيمة 10 مليارات يورو (نحو 11 مليار دولار). جاء هذا العرض في وقت تسعى فيه «يونيكريدت» أيضاً لإتمام صفقة محتملة مع بنك «كوميرتس» الألماني.

وتحت قيادة الخبير المخضرم في صفقات الدمج والاستحواذ، أندريا أورسيل، منذ عام 2021، كانت «يونيكريدت» قد أعدت في وقت سابق عرضاً للاستحواذ على بنك «بي بي إم»، قبل أن يتحول تركيزها نحو ألمانيا، حيث أثارت تحركاتها ردود فعل معاكسة، وفق «رويترز».

وأعلنت «يونيكريدت» يوم الاثنين أن عرض الاستحواذ على بنك «بي بي إم» مستقل تماماً عن استثمارها المقترح في بنك «كوميرتس».

ويأتي هذا العرض بعد أن اشترى بنك «بي بي إم» في وقت سابق من هذا الشهر 5 في المائة من بنك «مونتي دي باشي» (إم بي إس) الذي تم إنقاذه، وهو تحرك يُعتقد أنه قد يمهد الطريق لدمج محتمل بينهما، في ظل سعي الدولة للخروج بالكامل من بنك «إم بي إس».

كما يأتي بعد عرض الاستحواذ الذي قدمه بنك «بي بي إم» بقيمة 1.6 مليار يورو (نحو 1.7 مليار دولار) هذا الشهر للاستحواذ الكامل على شركة إدارة الأصول «أنيما هولدينغ»، في مسعى لتعزيز الإيرادات من الرسوم في ظل تراجع أسعار الفائدة.

وأشارت «يونيكريدت» إلى أنها قد أخذت في اعتبارها عرض بنك «بي بي إم» لشراء «أنيما». ويعمل أورسيل على تعزيز دخل الرسوم في «يونيكريدت» وتقليل الاعتماد على إيرادات الإقراض.

وقدمت «يونيكريدت» عرضاً يقدر بـ0.175 من أسهمها العادية مقابل كل سهم من أسهم بنك «بي بي إم»، مما يعادل سعر 6.67 يورو لكل سهم، مع علاوة تقدر بنحو 0.5 في المائة عن سعر إغلاق السهم يوم الجمعة.

وقال أورسيل في بيان: «أوروبا بحاجة إلى بنوك أقوى وأكبر لدعم تطوير اقتصادها وتمكينها من منافسة الكتل الاقتصادية الكبرى الأخرى».

وأوضحت «يونيكريدت» أن صفقة بنك «بي بي إم» من المتوقع أن تساهم في زيادة ربحية السهم بنسبة مرتفعة ضمن نطاق رقم أحادي في غضون عامين بعد إتمام الصفقة.

وقد ارتفعت أسهم بنك «بي بي إم» بنحو 5.3 في المائة منذ إغلاقها يوم 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، قبل أن يعلن عن عرضه لشراء «أنيما».