اللبنانيون يلوذون بالشمس عن كهرباء الدولة

سباق على زيادة التغذية بين المؤسسة الرسمية والشبكة الموازية

الشمس وقود سيارة في لبنان
0 seconds of 1 minute, 6 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:06
01:06
 
TT
20

اللبنانيون يلوذون بالشمس عن كهرباء الدولة

ألواح الطاقة الشمسية تغزو أسطح منازل اللبنانيين (الوكالة المركزية)
ألواح الطاقة الشمسية تغزو أسطح منازل اللبنانيين (الوكالة المركزية)

استغنى اللبناني وسيم عن اشتراك الكهرباء في متجره لبيع الهواتف الجوالة، من صيف 2021، منذ ثبَّت نظام توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية. منحه النظام الجديد استغناءً كاملاً عن الشبكة الموازية، كما قلَّص اعتماده على كهرباء الدولة. «لا أكترث لساعات تغذية الكهرباء بتاتاً»، يقول لـ«الشرق الأوسط»؛ ذلك أن الأزمة التي أدت إلى انطفاء كامل للشبكة قبل عامين «حفزتنا على البدائل».

والطاقة الشمسية مثلت أبرز البدائل التي لجأ إليها اللبنانيون، إثر أزمة متواصلة بانقطاع التيار الكهربائي تفاقمت في صيف 2021، وتزامنت مع انقطاع مماثل في مادة «الديزل»، مما أدى إلى إطفاء مولدات الشبكة الموازية. عاش اللبنانيون على الظلام لأشهر، قبل أن تستأنف البلاد تعافيها إثر تسعير المازوت على الدولار في خريف 2021، ودولرة أسعار الكهرباء التي ارتفعت نحو 50 مرة في خريف 2022، مما مكَّن وزارة الطاقة من استئناف التغذية لمدة تتخطى الخمس ساعات يومياً في هذا الوقت، حسب المناطق اللبنانية.

لولا الأزمة لما فكَّر وسيم في تركيب نظام طاقة شمسية؛ يقول: «في هذا الوقت من السنة، أطفئ عداد كهرباء الدولة بالكامل، فيما أحتاج إليه في الشتاء لساعات قليلة»، وبذلك يكون قد قلص فاتورة استهلاك الطاقة، وحقق وفراً إضافياً في ظل ارتفاع أسعار الكهرباء.

لطالما اعتاد اللبنانيون البحث عن بدائل للطاقة، منذ تقلص التغذية الكهربائية، وانتشار ظاهرة التقنين الحاد قبل 15 عاماً. يومها، كانت الشبكة الموازية التي توفرها مولدات الكهرباء في الأحياء والبلدات بديلاً عملياً عن التقنين، وتغطي حاجة اللبنانيين للطاقة لحظة انقطاع الكهرباء. لكنها كانت عاملاً مساعداً، قبل عام 2021، حيث انطفأت إلى حد شبه كامل شبكة الكهرباء الرسمية، في ظل امتناع الحكومة عن صرف اعتمادات لـ«شركة كهرباء لبنان»، مما دفع وزارة الطاقة إلى رفع أسعار الكهرباء.

ألواح للطاقة الشمسية في محاذاة معمل لكهرباء لبنان شرق بيروت (أ.ف.ب)
ألواح للطاقة الشمسية في محاذاة معمل لكهرباء لبنان شرق بيروت (أ.ف.ب)

ومع أن اللبنانيين يشكون من ارتفاع أسعارها؛ كون فاتورة الكهرباء باتت تتخطى قدرات موظفي القطاع العام وتشكل نسبة 20 في المائة تقريباً مما تجنيه أغلبية الموظفين شهرياً، فإن استئناف التغذية ساعد اللبنانيين في الاستغناء عن شبكة المولدات التي يصل سعرها إلى أضعاف ما تسعّره شركة الكهرباء الرسمية؛ فسعر الكيلوواط/ ساعة في «مؤسسة الكهرباء» يتراوح بين 0.10 و0.27 دولار، حسب سلم الاستهلاك، بينما يتراوح سعر الكيلوواط/ ساعة في الشبكة الموازية بين 0.45 و0.70 دولار. لكن الجديد أن تغذية اشتراكات المولد ارتفعت في الفترة الأخيرة، لتغطي النقص في تغذية شبكات الدولة.

أمام هذا الواقع، لجأ كثيرون إلى خيار توليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية. تتخطى نسبة اللبنانيين الذين ثبتوا هذا النظام، 40 في المائة من السكان، في أعلى معدل في المنطقة لتوليد الطاقة النظيفة، لكن ذلك لم ينطلق من معايير بيئية، بل «معايير الحاجة»، حسبما يقول خبراء ومسؤولون في الوزارات اللبنانية. ويمكن ملاحظة ألواح الطاقة المثبتة على قسم كبير من المباني في الأرياف، وقرب منشآت استخراج المياه لأغراض الري وتأمين مياه الشفة ضمن نطاق البلديات، في حين ساعد الدعم الدولي بتأمين محطات التوليد على الطاقة الشمسية لاستخراج المياه من الآبار وتوفيرها للسكان.

ألواح الطاقة الشمسية تغزو أسطح منازل اللبنانيين (الوكالة المركزية)
ألواح الطاقة الشمسية تغزو أسطح منازل اللبنانيين (الوكالة المركزية)

ودفع هذا الجانب الذي يُوصَف بـ«البديل العملي»، إلى سباق لتوفير الطاقة الكهربائية في البلاد. فبينما يوفر أصحاب المولدات تغذية تصل إلى 16 ساعة يومياً في بعض الأحياء، تسعى وزارة الطاقة لزيادة إنتاج الكهرباء عبر تأمين مصادر تمويل وقروض مؤجلة، أبرزها من العراق.

ووقَّع وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، الجمعة، مذكرة تفاهم مع وزير النفط العراقي حيان عبد الغني، لتزويد لبنان بالمشتقات النفطية، تقضي بتمديد اتفاقية تزويد لبنان بزيت الوقود العراقي مع زيادة الكمية، إضافة إلى إبرام اتفاق تجاري جديد لتزويد لبنان بكميات من النفط الخام لاستبدالها بما يناسب من المشتقات النفطية لزوم تشغيل معامل إنتاج الكهرباء في لبنان».

وتنص الاتفاقية الجديدة على تزويد لبنان بكمية سنوية تصل إلى مليوني طن من النفط الخام تقوم وزارة الطاقة بتبديلها بما يناسب مواصفات معامل إنتاج الكهرباء، ما يعني مضاعفة الكمية من مليون إلى مليوني طن سنوياً، مما يوفر تغذية كهربائية تتخطى الـ10 ساعات يومياً من محطات الإنتاج العاملة على الفيول.


مقالات ذات صلة

باكستان تبحث خفض فترة الدراسة بسبب الحرارة الشديدة

آسيا تحذيرات من احتمال تعرض باكستان لموجات حرارة مرتفعة وطويلة الأمد (إ.ب.أ)

باكستان تبحث خفض فترة الدراسة بسبب الحرارة الشديدة

من المرجح زيادة فترة العطلة الصيفية للمدارس في باكستان هذا العام، في ظل التحذيرات من احتمال تعرض البلاد لموجات حرارة مرتفعة وطويلة الأمد.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
صحتك مشروبات منعشة للحفاظ على رطوبة جسمك خلال موسم الصيف الحار (إ.ب.أ)

8 مشروبات باردة تشعرك بالانتعاش في حرارة الصيف

إذا كنت تجد شرب الماء العادي مملاً، ففكر في شرب هذه المشروبات المنعشة للحفاظ على رطوبة جسمك خلال موسم الصيف الحار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا مواطنون يحتمون من الشمس في الهند (أ.ف.ب)

درجات الحرارة العالمية تسجل مستويات قياسية في شهر مارس

بقيت درجات الحرارة العالمية عند مستويات مرتفعة تاريخياً في مارس، ما يشكّل استمراراً لقرابة عامَيْن من الحرّ غير المسبوق الذي يشهده الكوكب.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 4 درجات مئوية قد يزيد من فقر الأشخاص بنسبة 40 % (إ.ب.أ)

ارتفاع درجة حرارة الأرض قد يؤثر سلباً على دخلك وثروتك

توصلت دراسة جديدة إلى أن ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 4 درجات مئوية قد يزيد من فقر الأشخاص بنسبة 40 في المائة

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك عدَّاء يبرّد نفسه بالماء في سكوبيه شمال مقدونيا (أرشيفية - رويترز)

دراسة جديدة تربط بين الطقس الحار وأمراض القلب

توصل الباحثون في أستراليا إلى وجود صلة بين أمراض القلب والأوعية الدموية والطقس الحار.

«الشرق الأوسط» (سيدني )

رئيس غرفة تجارة دمشق: لا استثناءات اقتصادية في سوريا الجديدة

رئيس غرفة تجارة دمشق: لا استثناءات اقتصادية في سوريا الجديدة
TT
20

رئيس غرفة تجارة دمشق: لا استثناءات اقتصادية في سوريا الجديدة

رئيس غرفة تجارة دمشق: لا استثناءات اقتصادية في سوريا الجديدة

أكد رئيس غرف تجارة دمشق المنتخب حديثاً، عصام زهير الغريواتي، أن جميع رجال الأعمال ممن كانوا أعضاء في غرفة تجارة دمشق ولهم ارتباطات مشبوهة مع النظام السابق، ألغيت عضويتهم، بصفتهم أعضاء سابقين ومعظمهم خارج البلاد، وحالياً تجري المصادقة في وزارة الاقتصاد على تثبيت الأعضاء الجدد وعددهم 18 عضواً.

وقال الغريواتي في حديث مع الـ«الشرق الأوسط» إنه ليس من مهام غرفة التجارة التحقق في ارتباطات التجار، لأن هذه هي مسؤولية القضاء والأمن العام.

وعصام زهير الغريواتي أحد أبرز رجال الأعمال السوريين ومن الذين غادروا البلاد بعد اندلاع الثورة ضد النظام وعاد بعد سقوطه، وعين في غرفة تجارة دمشق. وانتخب رئيساً لها في اجتماع عقده مجلس الغرفة بحضور جميع الأعضاء، لانتخاب أعضاء المكتب التنفيذي يوم الثلاثاء الماضي في أول انتخابات وصفت بأنها «بعيدة عن السياسة».

وأشاد الغريواتي بالأعضاء السابقين، وقال إن «قلة قليلة منهم كانت تشارك النظام السابق في أعماله العسكرية»، في حين أن هناك تجاراً آخرين كانوا مرغمين على التعامل مع النظام، وهناك فرق بين المرغم والشريك، ومن يحدد ذلك الجهات المعنية من أمن عام وقضاء.

ويشار إلى أن الغريواتي الذي يعمل في مجال تجارة السيارات، وكيلاً حصرياً لعلامات تجارية كبرى مثل «فورد وجاكوار ورنج روفر ولاند روفر»، وتعرض لضغوط كبيرة من النظام السابق لبيع أحد معامله في دمشق، بأقل من قيمته بكثير، عام 2017.

وقال الغريواتي: «غرفة التجارة منفتحة على جميع التجار السوريين، وبينهم كثر واصلوا العمل في أحلك الظروف وأصعبها، وتعرضوا لضغوط كبيرة، وكانوا جزءاً أساسياً من الاقتصاد الوطني».

لا قرارات على قياس أشخاص

وفيما يتعلق بسياسية الاحتكار والاستثناءات، قال الغريواتي: «في سوريا الجديدة لا يوجد احتكار ولا قرارات استثنائية، ومن خلال لقاءاتنا مع أعضاء الحكومة ووزير الاقتصاد والمسؤولين هناك تأكيدات بإلغاء القرارات الاستثنائية إلا ضمن مقتضيات المصلحة العامة، لن تكون هناك قرارات مفصّلة على قياس مصالح أشخاص».

وحول برنامج غرفة تجارة دمشق للمرحلة المقبلة عبر الغريواتي عن عزم أعضاء مجلس الإدارة على العمل على بناء قاعدة بيانات وإحصائيات خاصة بالغرفة، وأتمتة العمل لتسهيل معاملات التجار، وتنظيم المعارض، وإقامة ورشات عمل لدراسة الجدوى الاقتصادية للسوق، والتواصل مع الشركات العالمية. وعلى صعيد القانون سيتم العمل على تعديله ودراسة مقترحات منع انتخاب العضو أكتر من دورتين، وأيضاً أن يكون انتخاب الرئيس لمرة واحدة فقط.

امرأة سورية تتحدث مع موظفة في محل صرافة بدمشق (أ.ف.ب)
امرأة سورية تتحدث مع موظفة في محل صرافة بدمشق (أ.ف.ب)

ورداً على الانتقادات المتعقلة بإجراء انتخابات أعضاء المكتب التنفيذي من قبل أعضاء المجلس الذين سبق أن تم تعيينهم دون انتخاب، بعد سقوط النظام قال الغريواتي: «تعيش سوريا وضعاً استثنائياً، ومن ثمّ القرارات التي تصدر في ظل هذا الوضع تكون استثنائية، ولهذا تم تعيين أعضاء مجلس إدارة غرفة التجارة، وجميعهم من تجار دمشقيين أباً عن جد، ولديهم كفاءات عالية، ومشهود لهم بالسمعة الحسنة، ولا أظن وجود أي اعتراض عليهم، أما أعضاء المكتب التنفيذي فقد تم انتخابهم بطريقة حرة. هذه أول مرة تجري الانتخابات بشفافية مطلقة، وفي ظل سوريا الحرة ستكون هناك غرفة تجارة حرة وغير مقيدة».

وعصام زهير الغريواتي ابن لعائلة تجارية دمشقية، حاصل على بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والصناعية في جامعة «كانساس» بالولايات المتحدة الأميركية، بدأ عمله رئيساً تنفيذياً في شركة «أبناء زهير غريواتي»، التي حققت شراكات مع كبرى الشركات العالمية، وسع تجارته في مجال تجارة السيارات، وبعد مغادرته سوريا أسس في الولايات المتحدة أكثر من 20 شركة منها وكالات «أودي ونيسان».