هل يتصدع «الوفد» بسبب أزمة تسمية مرشحه لـ«رئاسة مصر»؟

بدراوي أكد أحقيته في المنافسة بعد تمسك يمامة بخوض السباق

اجتماع رئيس حزب «الوفد» مساء الأربعاء مع سكرتيري عموم لجان الحزب بالمحافظات (الصفحة الرسمية للحزب على «فيسبوك»)
اجتماع رئيس حزب «الوفد» مساء الأربعاء مع سكرتيري عموم لجان الحزب بالمحافظات (الصفحة الرسمية للحزب على «فيسبوك»)
TT

هل يتصدع «الوفد» بسبب أزمة تسمية مرشحه لـ«رئاسة مصر»؟

اجتماع رئيس حزب «الوفد» مساء الأربعاء مع سكرتيري عموم لجان الحزب بالمحافظات (الصفحة الرسمية للحزب على «فيسبوك»)
اجتماع رئيس حزب «الوفد» مساء الأربعاء مع سكرتيري عموم لجان الحزب بالمحافظات (الصفحة الرسمية للحزب على «فيسبوك»)

دخل حزب «الوفد» المصري، جولة جديدة لتنازع بعض قياداته حول أحقية الترشح باسم الحزب في انتخابات الرئاسة المصرية المقبلة. وبينما تمسّك رئيس الحزب، عبد السند يمامة، بخوض السباق الرئاسي، أكد عضو الهيئة العليا للحزب، فؤاد بدراوي، «أحقيته في المنافسة»، ما يثير مخاوف من «تصدع» المؤسسة الحزبية بفعل الأزمة.

وفي اجتماع مع سكرتيري عموم اللجان العامة للحزب بالمحافظات المصرية، قال يمامة إن «قرار خوض (الوفد) الانتخابات الرئاسية اتخذته (الهيئة العليا) وانتهى الأمر». وأضاف يمامة، في بيان نشره الحزب (مساء الأربعاء)، أنه «المرشح لخوض هذه الانتخابات طبقاً للمادة 19 من لائحة الحزب، وطبقاً لرغبة 53 عضواً من أعضاء (الهيئة العليا)».

في المقابل، قال بدراوي لـ«الشرق الأوسط»، إن ما جاء في بيان «الوفد»، «مخالف للائحة الحزب التي تقضي بطرح الأسماء الراغبة في الترشح على الجمعية العمومية للحزب للتصويت». وكان يمامة قد انتقد في بيانه الأخير «ما تردد عن (مخالفة اللائحة) في ترشحه».

واستنكر بدراوي (الخميس) إجراء اجتماع لسكرتيري عموم اللجان العامة بالمحافظات المصرية، رغم إصدار رئيس الحزب قراراً سابقاً خلال الشهر الحالي بحل هذه اللجان. وقال بدراوي: «هذا تضارب».

وحول موقفه عقب إعلان رئيس الحزب تمسكه بالترشح للرئاسة المصرية، أكد بدراوي: «من حق رئيس حزب (الوفد) أن يتمسك بالترشح، ومن حقي أن أنافس على ذلك، والجمعية العمومية للحزب هي الفيصل».

وكان بدراوي قد أصدر بياناً قبل أيام، أعلن فيه تمسكه بالطعن «تنظيمياً وقضائياً» ضد الإجراءات الداخلية لرئيس الحزب، التي يراها «تخالف اللائحة». وأشار إلى أنه «يدرس الخطوات المقبلة»، مضيفاً: «رموز الحزب: عمرو موسى، ومحمود أباظة، والسيد البدوي، جميعهم يتمسكون بتطبيق اللائحة».

وقبل أيام، غرّد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، عبر «تويتر»، قائلاً: «إن عدم احترام اللوائح ينزع الشرعية عن الترشيح، ويكون استخدام أموال الحزب (أي الوفد) في الحملة الانتخابية في هذه الحالة مشكلاً لـ(جريمة الاستيلاء على المال العام) تُوجّه للمرشح والمؤسسات التي سمحت بذلك على حد سواء». في حين قال رئيس حزب «الوفد»، في بيانه الأخير، إنه «لن يمس أموال الحزب».

من جانبه، يرى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد»، ياسر حسان، أن اللائحة «واضحة بشأن طرح الأسماء الراغبة في الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية باسم حزب (الوفد) على الجمعية العمومية للحزب للتصويت».

وعن رؤيته لمستقبل الأزمة في الحزب بشأن المرشح الرئاسي، قال حسان لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن يتم حل الأزمة عبر (الأصوات الهادئة)، فهناك مبادرات داخل الحزب للوصول إلى صيغة (توافقية) خلال الأسبوع المقبل»، مضيفاً: «ما زالت هذه المبادرات في إطار المشاورات».

وحول مدى تعارض هذه المبادرات مع البيان الأخير لرئيس الحزب حول تمسكه بالترشح، أكد حسان «كل طرف مُتمسك بموقفه، لكن نأمل في الوصول إلى حلول».

حاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع يمامة (الخميس) لمعرفة موقفه من تلك المبادرات، لكن لم يتسن لها ذلك. في حين قال بدراوي: «لم يتواصل معي أحد بعد بشأن هذه المبادرات، وقراري ثابت بالترشح للرئاسة المقبلة عن حزب (الوفد)».

ومن المنتظر فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر، على الأقصى، في الثالث من ديسمبر (كانون أول) المقبل. ولحزب «الوفد» 39 نائباً في مجلس النواب المصري (البرلمان)، يمكنهم تزكية المرشح المحتمل للرئاسة، بموجب المادة 142 من الدستور المصري، التي تشترط أن «يزكي المرشح 20 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن، ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل».


مقالات ذات صلة

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

يوميات الشرق الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

شهدت فعاليات «أيام مصر» في «حديقة السويدي» بالعاصمة السعودية الرياض، حضوراً واسعاً وتفاعلاً من المقيمين المصريين في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا محاكمة سابقة لمتهمين من «الإخوان» في أحداث عنف بمصر (أ.ف.ب)

مصر: ترحيب الأزهر باستبعاد المئات من «قوائم الإرهابيين» يثير تفاعلاً على مواقع التواصل

أثار ترحيب الأزهر باستبعاد المئات من «قوائم الإرهابيين» في مصر تفاعلاً «سوشيالياً»، امتزج بحالة من الجدل المستمر بشأن القرار.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا عمليات إنقاذ الناجين من المركب السياحي «سي ستوري» (المتحدث العسكري المصري)

مصر: العثور على 5 أحياء وانتشال 4 جثث من ضحايا المركب السياحي

نجحت السلطات المصرية، الثلاثاء، في العثور على 5 أحياء وانتشال 4 جثث من ضحايا غرق المركب السياحي «سي ستوري»، في الحادث الذي وقع قبالة سواحل البحر الأحمر.

محمد عجم (القاهرة)
رياضة عربية اللاعب المصري السابق محمد زيدان تحدث عن رفضه المراهنات (يوتيوب)

النجم المصري السابق محمد زيدان يفجِّر جدلاً بشأن «المراهنات»

فجَّر المصري محمد زيدان -اللاعب السابق بمنتخب مصر لكرة القدم، والذي كان محترفاً في الخارج- جدلاً بشأن المراهنات، بعد قيامه بدعاية لإحدى الشركات.

محمد الكفراوي (القاهرة )
شمال افريقيا حطام الباخرة «سالم إكسبريس» في مياه البحر الأحمر (المصدر: مجموعة «DIVING LOVERS» على موقع «فيسبوك»)

أبرز حوادث الغرق المصرية في البحر الأحمر

شهد البحر الأحمر على مدار السنوات الماضية حوادث غرق كثيرة، طالت مراكب سياحية وعبّارات، وخلَّفت خسائر كبيرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

أفورقي يبلغ البرهان بوقوف بلاده مع استقرار ووحدة السودان

أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
TT

أفورقي يبلغ البرهان بوقوف بلاده مع استقرار ووحدة السودان

أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)

أعلن الرئيس الإريتري آسياس أفورقي وقوف حكومته مع السودان لتحقيق الأمن والاستقرار، في أعقاب جولة مباحثات أجراها في العاصمة أسمرة مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي وصل إلى بلاده في زيارة رسمية.

وتأتي زيارة البرهان إلى إريتريا، بعد وقت قصير من إعلان أفورقي دعمه المباشر للجيش السوداني في حربه ضد قوات «الدعم السريع»، وعدّ أفورقي الحرب الدائرة بأنها حرب إقليمية تهدد أمن بلاده، وهدد بالتدخل بجيشه وإمكانياته لنصرة الجيش السوداني، حال اقتراب الحرب من ولايات «البحر الأحمر، وكسلا، والقضارف، والنيل الأزرق»، كونها امتداداً للأمن القومي لبلاده.

وأجرى البرهان جولة مباحثات مع أفورقي، تناولت علاقات البلدين، وتطور الأوضاع في السودان، وجهود إحلال الأمن والاستقرار، واستمع خلالها المضيف لتنوير من البرهان بشأن مستجدات الأوضاع في السودان، والانتهاكات التي «ارتكبتها الميليشيا الإرهابية المتمردة ضد المواطنين، والتدمير الممنهج للدولة السودانية ومؤسساتها»، وعزمه على «القضاء على الميليشيا ودحرها وهزيمتها»، وذلك وفقاً لنص إعلام مجلس السيادة.

أفورقي لدى استقباله البرهان في مطار أسمرة الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)

ونقل إعلام السيادة عن الرئيس أفورقي، أن بلاده تقف بثبات ورسوخ إلى جانب السودان من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، وهو ما يعد امتداداً للعلاقات الأزلية بين شعبي البلدين: «سنعمل على تعزيز آفاق التعاون المشترك بما يخدم مصالح البلدين والشعبين».

إريتريا لن تقف على الحياد

وكان الرئيس آسياس أفورقي قد هدد قبل أيام، بأن بلاده ستتدخل لصالح الجيش السوداني إذا اقتربت الحرب من أربع ولايات حدودية، هي: القضارف وكسلا والبحر الأحمر والنيل الأزرق، وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة «التيار» السودانية: «إذا وصلت الحرب إلى هذه الولايات، فإن إريتريا لن تقف مكتوفة الأيدي، وستصبح طرفاً في الحرب بكل ما تملك من جيوش وإمكانيات، لأن أمنها القومي سيصبح في المحك».

ووفق عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة «التيار» السودانية، الذي زار أسمرة، ضمن وفد صحافي سوداني، الشهر الماضي، فإن الرئيس الإريتري أبلغهم بأن بلاده «تنظر إلى الحرب الدائرة بوصفها حرباً إقليمية تستهدف السودان»، داعياً للتعامل معها بالجدية الكافية، وقال أيضاً: «ما كان يجب السماح بقيامها (الحرب) ابتداءً، سواء كان ذلك سلماً أو حرباً، وعدم السماح باستمرارها لأكثر من عام ونصف العام، وكان يجب توجيه ضربة استباقية لـ(الدعم السريع)».

وأوضح ميرغني على «فيسبوك»، أن أفورقي أبلغهم بأهمية بلوغ الدولة السودانية ما سماه «بر الأمان»، عادّاً ذلك «أولوية الأولويات»، وقال أفورقي أيضاً: «الدولة السودانية تواجه تحدي البقاء أو الفناء، وإنقاذها من هذا المصير يتطلب اتحاد كلمة الشعب السوداني مع الجيش».

دعوة بوتين لزيارة بورتسودان

من جهة أخرى، سير مئات السودانيين في العاصمة الإدارية «بورتسودان» موكباً إلى السفارة الروسية، تأييداً وشكراً على «الفيتو» الروسي في مجلس الأمن، وإسقاط مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا وسيراليون، لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، وحملوا لافتات كتب عليها: «شكراً روسيا، روسيا تدعم السلام والاستقرار في السودان».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لدى لقائهما في منتجع سوتشي على البحر الأسود أكتوبر 2019 (أ.ب)

وقال السفير الروسي في بورتسودان، أندريه تشيرنوفول، لدى استقباله المسيرة، إن حكومته صديقة وستظل صديقة للشعب السوداني، وأضاف: «الكل يعرف الوضع الداخلي في السودان، وأن الشعب يقف مع الجيش ومع الحكومة الشرعية، وهذا واقع معروف في كل العالم».

وأوضح أن استخدام بلاده لحق النقض «فيتو» يأتي احتراماً لخيار الشعب السوداني، وأضاف: «نحترم خيار الشعب السوداني، ومن أجل ذلك رفعنا صوتنا في مجلس الأمن ضد الوجود الأجنبي على أراضي السودان». ووجهت «المبادرة السودانية الشعبية»، وهي الجهة التي نظمت الموكب الدعوة للرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، لزيارة السودان لتكريمه من قبل الشعب، وكرّمت سفير بلاده في بورتسودان.