ذكر الطبيب الهندي الدكتور مانوج موتو المتخصصص بالطب الباطني أن الغدة الدرقية غدة صغيرة على شكل فراشة تكون في الرقبة، لكنها تلعب دورًا حيويًا في تنظيم العديد من وظائف الجسم. موضحا ان الأبحاث الناشئة تشير إلى أن ضعف الغدة الدرقية يمكن أن يساهم في آلام المفاصل وعدم الراحة، وذلك وفق ما نشر موقع «healthshots» الطبي المتخصص.
ما علاقةالغدة الدرقية بآلام المفاصل؟
يعد فهم الارتباط بين الغدة الدرقية وآلام المفاصل أمرًا بالغ الأهمية في تشخيص مختلف الحالات المرتبطة بالغدة الدرقية وإدارتها. إذ تلعب الغدة الدرقية دورًا حيويًا في تنظيم التمثيل الغذائي وإنتاج الهرمونات التي تؤثر على كل عضو في الجسم تقريبًا. وعندما يحدث خلل في وظيفة الغدة الدرقية، يمكن أن يؤدي إلى اختلالات هرمونية، ما يؤدي بالتالي إلى مجموعة واسعة من الأعراض بينها آلام المفاصل. أنواع اضطرابات الغدة الدرقية المساهمة بآلام المفاصل:
1. قصور الغدة الدرقية
قصور الغدة الدرقية حالة تنتج فيها الغدة الدرقية كميات غير كافية من هرمونات الغدة الدرقية. وكثيرا ما يلاحظ آلام المفاصل لدى الأفراد المصابين بقصور الغدة الدرقية. غالبًا ما يصيب الركبتين والوركين والكتفين واليدين.
وفي حين أن الآلية الدقيقة وراء هذا الارتباط ليست مفهومة تمامًا، لكن يُعتقد أن الاختلالات الهرمونية التي يسببها قصور الغدة الدرقية يمكن أن تؤدي إلى التهاب المفاصل، ما يؤدي إلى الألم والتصلب.
2. فرط نشاط الغدة الدرقية
يحدث فرط نشاط الغدة الدرقية عندما تفرز الغدة الدرقية لدى الشخص كمية زائدة من هرمونات الغدة الدرقية.
وفي حين أن فرط نشاط الغدة الدرقية يتجلى عادة بأعراض مثل فقدان الوزن وسرعة ضربات القلب والرعشة، يمكن أن يكون ألم المفاصل موجودًا أيضًا. وفي هذه الحالة، يُعتقد أن آلام المفاصل مرتبطة بالتكسر السريع لأنسجة العظام وزيادة ارتشافها الذي يمكن أن يحدث مع فرط نشاط الغدة الدرقية.
3. أمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية
بصرف النظر عن هذين المرضين، يمكن أن تسبب أمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية مثل التهاب الغدة الدرقية (هاشيموتو) ومرض (غريفز)، آلامًا في المفاصل. حيث يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية بالخطأ مسبباً الالتهاب. ويمكن أن ينتشر الالتهاب إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك المفاصل، ما يسبب الألم والتورم وتقليل الحركة.
من المهم أن ندرك أن آلام المفاصل وحدها لا تكفي لتشخيص اضطراب الغدة الدرقية، حيث أن العديد من العوامل الأخرى يمكن أن تسهم في آلام المفاصل.
علاج آلام المفاصل المرتبطة بالغدة الدرقية
يتضمن علاج آلام المفاصل المرتبطة باضطرابات الغدة الدرقية في المقام الأول إدارة حالة الغدة الدرقية الكامنة. فغالبًا ما يتم علاج قصور الغدة الدرقية باستخدام الغدة الدرقية الاصطناعية.
أما في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية، فقد يشمل العلاج أدوية لقمع إنتاج هرمون الغدة الدرقية؛ وفي بعض الحالات التدخل الجراحي أو العلاج باليود المشع لتقليل نشاط الغدة الدرقية.
تشخيص آلام المفاصل المتعلقة بالغدة الدرقية
إذا كنت تعاني من آلام مستمرة في المفاصل وتشتبه في وجود مشكلة متعلقة بالغدة الدرقية من المهم أن تطلب استشارة الطبيب من خلال إجراء فحص طبي شامل واختبارات تشخيصية مناسبة، والتي قد تشمل اختبارات الدم لقياس مستويات هرمون الغدة الدرقية.
ونظرًا لأن آلام المفاصل يمكن أن تكون لها أسباب مختلفة، فإن ضعف الغدة الدرقية هو مجرد عامل محتمل واحد. من أجل ذلك تساعد اختبارات وظائف الغدة الدرقية في التمييز بين آلام المفاصل الناتجة عن اضطرابات الغدة الدرقية والحالات الكامنة الأخرى المحتملة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو هشاشة العظام. فهذا التمايز ضروري للتشخيص المناسب وتخطيط العلاج.
- تغييرات في نمط الحياة لإدارة آلام المفاصل المرتبطة بالغدة الدرقية
يمكن أن يساعد إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة في إدارة آلام المفاصل ودعم الصحة العامة. ويشمل ذلك أيضًا ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مثل الأنشطة منخفضة التأثير كالسباحة أو المشي والحفاظ على وزن صحي والحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم واعتماد نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات وأحماض أوميغا 3 الدهنية.
يمكن بالفعل ربط آلام المفاصل باضطرابات الغدة الدرقية، خاصة في سياق أمراض المناعة الذاتية والاختلالات الهرمونية. ولضمان التشخيص والعلاج المناسبين، من الأهمية بمكان التعرف على العلاقة بين هذين العاملين. من أجل ذلك يعد السعي للحصول على رعاية طبية أمرًا بالغ الأهمية لإدارة أعراض آلام المفاصل بشكل فعال. ويمكن أن يؤدي الاكتشاف والتدخل المبكر إلى تحسين إدارة آلام المفاصل واضطرابات الغدة الدرقية.