لا يزال مصير الجنرال الروسي سيرغي سوروفيكين مجهولاً، في ظل امتناع القيادات العسكرية والسياسية الروسية، عن التصريح بشكل علني عن مكان وجوده، أو نفي الأنباء التي تتحدث عن اعتقاله. بيد أن الفريق أول الروسي أندريه يودين، مساعد سوروفيكين، نفى كل الأنباء المتعلقة باعتقالهما في سجن ليفورتوفو، شرقي العاصمة موسكو. وقال في مقابلة مع وكالة «أورا» الروسية، تناقلتها وسائل إعلام عدة، إنه يمضي الآن إجازته السنوية في منزله بموسكو.
ورغم ذلك، تواصلت التقارير التي تتحدث عن دور سوروفيكين وعلاقاته بمجموعة «فاغنر» وقائدها يفغيني بريغوجين. وكشف تقرير لمحطة «سي إن إن» أن الجنرال كان عضواً قيادياً سرياً في المجموعة، ومن كبار شخصياتها العسكرية. وأورد موقع المحطة أن الوثائق التي حصلت عليها تشير إلى أن سوروفيكين، نائب قائد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، لديه رقم تسجيل شخصي لدى «فاغنر»، وأنه مدرج مع ما لا يقل عن 30 من كبار المسؤولين العسكريين والاستخباريين، كأعضاء مهمين في «فاغنر».
ويأتي كشف هذه المعلومات ليضيف إلى سجل العلاقة الفعلية التي تربط الحكومة الروسية بمجموعة المرتزقة. وفي تصريح له قبل أيام، اعترف الرئيس الروسي بأن حكومته مولت المجموعة خلال العام الماضي، بعدما كان ينفي على الدوام أي تورط رسمي في عملياتها التي تنشط في سوريا والشرق الأوسط وأفريقيا.
ومع انتقال قائد المجموعة بريغوجين وما لا يقل عن ألف من رجاله إلى بيلاروسيا، بحسب الاتفاق الذي رعاه رئيسها ألكسندر لوكاشينكو، أظهرت لقطات التقطتها أقمار «سنتانيل 2» الاصطناعية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، أن المجموعة انتشرت في القاعدة «المهملة» التي عرضها لوكاشينكو على بريغوجين لاستخدامها، بالقرب من العاصمة مينسك.
وفيما لا يزال نشاط المجموعة ودورها المقبل في بيلاروسيا مجهولاً حتى الساعة، فإن انتقالها إلى هذا البلد يثير قلق دول الجوار.
ونقلت محطة «فوكس نيوز» عن مسؤولة سابقة في البنتاغون، قولها إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يسعى إلى فتح جبهة ثانية في بيلاروسيا. وقالت ريبيكا كوفلر، في بيان للشبكة، إنه يريد استحضار مخزون استراتيجي جاهز للقتال، من أكثر مقاتلي «فاغنر» كفاءة. وأضافت: «من هنا، يمكن لفريق الاغتيال في (فاغنر) أن يشن (بليتزكريغ) (الحرب الخاطفة بالألمانية) جنوباً، موظِّفاً حدود بولندا لمصلحته مع وجود القوات البولندية خلفه».
وحذرت من أنه «لا يتوجب استبعاد احتمال أن يأمر بوتين بتمركز الوحدات الروسية في جيب مولدوفا في ترانسنيستريا، حيث تحظى القوات الروسية بمخزون هائل من الذخيرة التي تعود إلى الحقبة السوفياتية. وقالت: «من هذا الموقع يمكن للروس أن يهددوا حدود الناتو بالقنابل النووية التكتيكية التي أهداها بوتين للتو (للرئيس) لوكاشينكو».
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي عرضتها محطة «فوكس نيوز»، صفوفاً من الأبنية الطويلة قرب قرية تسيل، وبالتحديد في حقل كان فارغاً في 24 يونيو (حزيران)، أي قبل تمرد «فاغنر» بنحو أسبوع. وأشارت الشبكة إلى أن الصور متاحة للبحث العام على موقع الوكالة الأوروبية.