مصر: حدائق القناطر الخيرية تجتذب محبي الطبيعة في إجازة العيد

تتميز بأشجارها المعمّرة وإطلالاتها المميزة على النيل

استمتع الأطفال والكبار بحدائقها الشاسعة (صفحة مدينة القناطر الخيرية على «فيسبوك»)
استمتع الأطفال والكبار بحدائقها الشاسعة (صفحة مدينة القناطر الخيرية على «فيسبوك»)
TT

مصر: حدائق القناطر الخيرية تجتذب محبي الطبيعة في إجازة العيد

استمتع الأطفال والكبار بحدائقها الشاسعة (صفحة مدينة القناطر الخيرية على «فيسبوك»)
استمتع الأطفال والكبار بحدائقها الشاسعة (صفحة مدينة القناطر الخيرية على «فيسبوك»)

استقبلت حدائق القناطر الخيرية (شمال القاهرة)، زوارها في وقت مبكر من ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، حيث شهدت وجوداً كبيراً من العائلات والأهالي لمشاهدة جمال الطبيعة والاستمتاع بموقعها المتميز على نهر النيل.

وتتميز المنطقة الواقعة على مسافة نحو (22 كيلومتراً شمالي القاهرة) بطراز المتنزهات والحدائق الأوروبية، وهي مزودة بالأشجار النادرة التي استُقدمت شتلاتها من مختلف أنحاء العالم، حتى أُطلق عليها عند افتتاحها «أروع حدائق الشرق»، وفق المهندس حنفي موسى، نائب رئيس مجلس مدينة القناطر الخيرية، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «استقبلت المدينة في أول أيام العيد نحو مليون زائر، فيما ارتفع العدد في ثاني يوم لنحو مليون ونصف المليون زائر».

صلاة العيد في حدائق القناطر الخيرية (فيسبوك)

وتمثل حدائق القناطر متنفساً مهماً لسكان القاهرة والمحافظات القريبة الذين يستغلون الإجازات والمناسبات لزيارة هذه المنطقة السياحية المتفردة باتساع حدائقها ومعانقتها للطبيعة الريفية البسيطة ذات المناظر الخلابة التي تطل على النيل مباشرةً.

وتحولت حدائق هذا المزار السياحي الترفيهي التي تتجاوز الـ500 فدان، حسب موسى، إلى منتجعات للأسر المصرية في عيد الأضحى؛ حيث افترش الزائرون المسطحات الخضراء والمظلات للاستمتاع بالمناظر الطبيعية، بينما اتجه الأطفال إلى اللهو والانطلاق والاستمتاع باستخدام الأرجوحة والألعاب الترفيهية.

وقال: «جسدت الحدائق لوحة فنية كبيرة تمتزج فيها الضحكات بالمرح والسعادة والمياه والخضرة، وساعدت على ذلك أعمال التطوير التي شهدتها القناطر الخيرية ولا تزال تخضع لها، كما رُفعت الإشغالات، واستمرت أعمال التنظيف في إطار جهود مكثفة لاستقبال المدينة للعيد».

متنزهات طبيعة في القناطر الخيرية (فيسبوك)

وعلى مدى عقود طويلة بقيت القناطر الخيرية من أهم المقاصد السياحية للمصريين في الأعياد والعطلات الرسمية حتى استحقت بجدارة لقب «فسحة العيد المفضلة»، فمن الصعب إيجاد موقع مميز منافس لها، وعبّر عن ذلك الكثير من الأعمال السينمائية والدرامية، ومن أشهرها فيلم «أميرة حُبي أنا» الذي قدمت فيه السندريلا سعاد حسني أبرز أغاني الربيع «الدنيا ربيع» 1975 لصلاح جاهين، وألحان كمال الطويل.

وبخلاف ما تتمتع به من طابع معماري مميز فإنه على طول الطريق إليها يستمتع الزائر بالطرز المعمارية المميزة لبعض المباني، مثل محلج القطن والقصور والفيلات المتجاورة، المملوكة لبعض الشخصيات التاريخية والمشاهير المصريين لا سيما قصر الخديو الذي بناه محمد علي باشا، مؤسس القناطر، والذي كان يتخذه الملك فاروق، ملك مصر السابق، استراحة له.

ولم يكتفِ بعض الزوار في العيد بافتراش الحدائق الشاسعة والتجول وسط مشاهدها الرائعة وإنما اتجهوا كذلك إلى رحلات نيلية لاستكشاف المزيد من الجمال، فعلى متن القوارب تجولوا إلى جوار العيون والجزر الصغيرة التابعة لمدينة القناطر، واقترب بعض الرحلات من فرعَي النيل، دمياط ورشيد، عند نقطة الملتقى.

وتزخر «القناطر الخيرية» بالكثير من الحدائق التراثية المميزة التي تم طورتها أخيراً وزارة الري المصرية، من بينها حديقة «عفلة» التي يصل عمرها إلى نحو قرنين وتتمتع بمجموعة من الأشجار النادرة التي جلبها محمد علي باشا من الخارج لزراعتها في المكان، وتبلغ مساحتها نحو 13 فداناً، وشهدت أخيراً في إطار تطويرها إنشاء ممشى «أهل مصر» بواجهة الحديقة. بالإضافة إلى حديقة «الياسمين»، التي تتميز بتصميمها ذي المستويات مختلفة المرتفعات والمنخفضات، ما يمنحها طابعاً جمالياً خاصاً، وتقع على 8 أفدنة، وشمل التطوير بها عمل شلال صناعي على مسطح 1000 متر مربع وإقامة نافورة.

يُذكر أن القناطر الخيرية من أعظم مشاريع الري وفقاً للنظم الحديثة، وقد استغرق بناؤها نحو 20 عاماً. حيث استوحى محمد علي باشا فكرتها بعد أن لمس فوائد القناطر التي أنشأها على عدة ترع، ووضع حجر أساسها في احتفال ضخم عام 1847، ومر إنشاؤها بعدة مراحل، حتى تم تدشينها في عهد الخديو سعيد، ووصفها كبار مهندسي الري بأنها من أكبر أعمال الري في العالم قاطبةً، لأن فن بناء القناطر على الأنهار لم يكن بلغ من التقدم ما بلغه اليوم.


مقالات ذات صلة

أنقرة تكرر مطالبتها لواشنطن بوقف دعم «الوحدات الكردية»

شؤون إقليمية أرشيفية لتدريبات مشتركة بين «قسد» و«التحالف الدولي» ضد «داعش» في ريف الحسكة (أ.ف.ب)

أنقرة تكرر مطالبتها لواشنطن بوقف دعم «الوحدات الكردية»

عبّرت تركيا عن تطلعها لتعاون إيجابي من جانب الولايات المتحدة، وقطع الدعم الذي تقدمه لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تقود «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)».

سعيد عبد الرازق (أنقرة )
يوميات الشرق شواطئ الساحل الشمالي ازدحمت بالمصطافين خلال العيد (الشرق الأوسط)

مصريون يحتفلون بعيد الأضحى على الشواطئ

ازدحمت الطرق السريعة المؤدية إلى الشواطئ والمصايف الشهيرة على الساحل الشمالي في مصر بمئات السيارات، حيث اجتذبت الشواطئ آلاف الأسر المصرية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
المشرق العربي امرأة فلسطينية بالقرب من قبر أحد أقاربها الذي قُتل في الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» بالبريج وسط قطاع غزة 16 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

هدوء نسبي في قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي

شنّت إسرائيل، الاثنين، ضربات على شمال قطاع غزة، وأشار شهود إلى انفجارات في الجنوب، لكنّ الوضع هناك يشهد هدوءاً نسبياً لليوم الثاني على التوالي.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

بايدن يحض في رسالة بمناسبة عيد الأضحى على وقف النار في غزة

استغل الرئيس الأميركي رسالته للمسلمين بمناسبة عيد الأضحى للحض على تبني اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة تدعمه واشنطن، قائلاً إنه يمثل أفضل وسيلة لمساعدة المدنيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي أرشيفية للواء القدس المدعوم من الجيش السوري وإيران الذي فقد الاتصال مؤخراً بإحدى مجموعاته في بادية السخنة شرق حمص

هجمات لـ«داعش» تستهدف رعاة ومواشيهم ببادية حمص

سقط قتلى وجـرحى في هجوم مسلح استـهدف رعاة أغنام من قبيلة «الفواعرة» قرب منطقة الفرقلس بريف حمص الشرقي، أول أيام عيد الأضحى في سوريا

«الشرق الأوسط» (دمشق)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.