إلتون جون يودع جمهور إنجلترا في آخر حفلة موسيقية له

ضمن مهرجان غلاستونبري

إلتون جون خلال حفلته الوداعية ضمن مهرجان غلاستونبري الموسيقي في جنوب غربي إنجلترا (أ.ف.ب)
إلتون جون خلال حفلته الوداعية ضمن مهرجان غلاستونبري الموسيقي في جنوب غربي إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

إلتون جون يودع جمهور إنجلترا في آخر حفلة موسيقية له

إلتون جون خلال حفلته الوداعية ضمن مهرجان غلاستونبري الموسيقي في جنوب غربي إنجلترا (أ.ف.ب)
إلتون جون خلال حفلته الوداعية ضمن مهرجان غلاستونبري الموسيقي في جنوب غربي إنجلترا (أ.ف.ب)

أمام جمهور لن ينساه «مطلقاً»، أحيا إلتون جون أمس (الأحد) آخر حفلة موسيقية له في المملكة المتحدة ضمن جولته العالمية الوداعية، خلال مهرجان غلاستونبري الموسيقي الشهير في جنوب غربي إنجلترا.

وعلى وقع هتافات الحاضرين، وصل النجم البالغ 76 عاماً مرتدياً بزة فضية وواضعاً نظارات بزجاجتين حمراوين إلى المسرح، قبل أن يجلس أمام البيانو ويبدأ بعزف «بينبال ويزرد»، وهي أغنية أدّاها جون في فيلم «تومي» (1975). وقال المغني البريطاني: «هذه أمسية مميزة جداً ومؤثرة لي، إذ قد تكون هذه الحفلة الأخيرة لي في المملكة المتحدة، لذا يهمّني أن يكون أدائي جيداً». بعدها، واصل جون حفلته مع تأدية أغنيات شهيرة له بينها «يور سونغ» و«كاندل إن ذي ويند» و«كروكودايل روك» و«أيم ستيل ستاندينغ». وأهدى أغنية «دونت لِت ذي صن غو داون أون مي» لـ«صديقه» جورج مايكل الذي توفي في يوم عيد الميلاد سنة 2016، وكان ليبلغ الستين أمس (الأحد).

إلتون جون خلال حفلته الوداعية ضمن مهرجان غلاستونبري الموسيقي في جنوب غربي إنجلترا (أ.ف.ب)

وخلال الحفلة التي امتدت على ساعتين، رافق إلتون جون كلاً من فرقة «لندن كميونيتي غوسبل كواير» وجايكب لاسك من فرقة «غايبرييلز»، فيما أدى المغنّي البريطاني برفقة ستيفن سانشيز أحد أغنيات الفنان الأميركي الشاب.

كذلك، أدى أغنية «تايني دانسر» إلى جانب براندن فلاورز من فرقة «ذي كيلرز»، وأغنية «دونت غو برايكينغ ماي هارت» مع رينا ساواياما. وأنهى جون الحفلة بأغنية «روكت مان»، التي أدّاها وهو يعزف على البيانو فيما أُطلقت تزامناً مفرقعات عدة. وخلال هذه الحفلة التي أكّد جون أنه لن ينساها «مطلقاً»، شكر المغني البريطاني الحاضرين لارتدائهم ملابس تحتفي بـ«52 عاماً من الحب والوفاء». وقال: «لقد أمضيت أفضل اللحظات. لن أنساكم قط. أنتم في بالي وقلبي وروحي، كنتم مذهلين».

إلتون جون خلال حفلته الوداعية ضمن مهرجان غلاستونبري الموسيقي في جنوب غربي إنجلترا (أ.ف.ب)

وكانت إطلالة إلتون جون الذي سيُنهي جولته العالمية الوداعية في حفلة مرتقبة في ستوكهولم بتاريخ الثامن من يوليو (تموز)، ينتظرها عشرات الآلاف من محبي مهرجان غلاستونبري على مسرح «بيراميد ستايدج». وقال بن مونك مرتدياً لباساً مميزاً يحتفي بالمغني، لوكالة الصحافة الفرنسية: «وصلت عند السابعة صباحاً في هذا اليوم المميز جداً في تاريخ غلاستونبري».

وقالت جوستين كلايتن التي عقدت قرانها على وقع أغنية «يور سونغ»، «لا أحد مثله! إنّ هذا الحدث مؤثر لنا ولعدد كبير من الأشخاص، فأغاني إلتون جون تحمل ذكريات لمختلف الأجيال التي أدّى المغني أمامها». وكان جون أشار في حديث أدلى به في نهاية مايو (أيار) الماضي لمحطة «بي بي سي» إلى أنها المرة الأولى تُطلب منه المشاركة في هذا المهرجان. وأضاف أنه يأتي «في الوقت المناسب. أؤمن بالقدر إذ هي أفضل طريقة لإنهاء المسيرة في إنجلترا».

إلتون جون خلال حفلته الوداعية ضمن مهرجان غلاستونبري الموسيقي في جنوب غربي إنجلترا (أ.ف.ب)

وكانت الجولة الوداعية التي تحمل عنوان «فيرويل ييلو بريك رود» بدأت عام 2018، وكانت تلحظ في الأساس أكثر من 300 حفلة في مختلف أنحاء العالم على مدى ثلاث سنوات. لكنّ جائحة «كوفيد - 19» عطلتها، ثم عملية جراحية في الورك خضع لها جون في 2021 وبعدها إصابته بفيروس كورونا. ومن بين الأسماء الكبيرة المشاركة في مهرجان غلاستونبري، لانا ديل راي ولويس كابالدي وفرقة «أركتيك مانكيز، و«أمادو أند ميريام» وريك أستلي الذي حقق شهرة واسعة عام 1987 من خلال أغنيته «نيفر غانا غيف يو أب».

والجمعة، أحيت فرقة «فو فايترز» حفلة لها خلال مهرجان غلاستونبري، ودُعي قائدها ديف غرول للانضمام إلى فرقة «غَنز أن روزيس»، التي كانت تحيي أول حفلة لها ضمن المهرجان على المسرح لتأدية أغنية «بارادايس سيتي». ويستقبل مهرجان غلاستونبري أكثر من 200 ألف شخص يحضرون ومعهم خيمهم وحقائبهم. وفي مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، بيعت تذاكر دورة 2023 من المهرجان في غضون ساعة تقريباً مع أنّ سعر الواحدة منها بلغ نحو 400 يورو.


مقالات ذات صلة

فيروز إن حكت... تسعينُها في بعضِ ما قلّ ودلّ ممّا قالت وغنّت

يوميات الشرق لها في كل بيتٍ صورة... فيروز أيقونة لبنان بلغت التسعين وما شاخت (الشرق الأوسط)

فيروز إن حكت... تسعينُها في بعضِ ما قلّ ودلّ ممّا قالت وغنّت

يُضاف إلى ألقاب فيروز لقب «سيّدة الصمت». هي الأقلّ كلاماً والأكثر غناءً. لكنها عندما حكت، عبّرت عن حكمةٍ بسيطة وفلسفة غير متفلسفة.

كريستين حبيب (بيروت)
خاص فيروز في الإذاعة اللبنانية عام 1952 (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص «حزب الفيروزيين»... هكذا شرعت بيروت ودمشق أبوابها لصوت فيروز

في الحلقة الثالثة والأخيرة، نلقي الضوء على نشوء «حزب الفيروزيين» في لبنان وسوريا، وكيف تحول صوت فيروز إلى ظاهرة فنية غير مسبوقة وعشق يصل إلى حد الهوَس أحياناً.

محمود الزيباوي (بيروت)
خاص فيروز تتحدّث إلى إنعام الصغير في محطة الشرق الأدنى نهاية 1951 (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص فيروز... من فتاةٍ خجولة وابنة عامل مطبعة إلى نجمة الإذاعة اللبنانية

فيما يأتي الحلقة الثانية من أضوائنا على المرحلة الأولى من صعود فيروز الفني، لمناسبة الاحتفال بعامها التسعين.

محمود الزيباوي (بيروت)
يوميات الشرق فيروز في صورة غير مؤرّخة من أيام الصبا (أرشيف محمود الزيباوي)

فيروز في التسعين... يوم ميلاد لا تذكر تاريخه

منذ سنوات، تحوّل الاحتفال بعيد ميلاد فيروز إلى تقليد راسخ يتجدّد يوم 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث تنشغل وسائل الإعلام بمختلف فروعها بهذه المناسبة، بالتزامن

محمود الزيباوي ( بيروت)
خاص فيروز وسط عاصي الرحباني (يمين) وحليم الرومي (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص فيروز في التسعين... يوم ميلاد لا تذكر تاريخه

عشية عيدها الـ90 تلقي «الشرق الأوسط» بعض الأضواء غير المعروفة على تلك الصبية الخجولة والمجهولة التي كانت تدعى نهاد وديع حداد قبل أن يعرفها الناس باسم فيروز.

محمود الزيباوي (بيروت)

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».