حل لغز التباين بين حرارة سطح الشمس وإكليلها الخارجي

الإكليل الشمسي تفوق حرارته سطح الشمس نفسها (ناسا)
الإكليل الشمسي تفوق حرارته سطح الشمس نفسها (ناسا)
TT

حل لغز التباين بين حرارة سطح الشمس وإكليلها الخارجي

الإكليل الشمسي تفوق حرارته سطح الشمس نفسها (ناسا)
الإكليل الشمسي تفوق حرارته سطح الشمس نفسها (ناسا)

نجح فريق دولي من العلماء في حل لغز عمره أكثر من قرن من الزمان، يتعلق بالتباين الشديد بين درجة حرارة سطح الشمس وغلافها الجوي العلوي، الذي يأخذ شكل «الإكليل أو الهالة»، ويعرف بـ«الإكليل الشمسي».

ويوجد «الإكليل الشمسي» على بعد حوالي 5 آلاف كيلومتر فوق سطح الشمس، وكانت درجة حرارته التي تفوق السطح المرئي للشمس نفسها، تحير العلماء منذ زمن بعيد، غير أن الفريق الدولي الذي يقوده باحثون من معهد نيو جيرسي للتكنولوجيا، استطاع أن يقدم حلاً لهذا اللغز.

ومن خلال بيانات رصد جديدة تم الحصول عليها باستخدام تلسكوب جود الشمسي (GST)، الذي يبلغ ارتفاعه 1.6 مترا في مرصد «بيغ بير» الشمسي (BBSO)، التابع لمعهد نيو جيرسي للتكنولوجيا، أعلن الباحثون في دراسة نُشرت «الأربعاء» في مجلة «نيتشر أسترونومي»، عن اكتشاف موجات من الطاقة المكثفة من منطقة بلازما باردة ومظلمة وممغنطة توجد على الشمس، وقادرة على عبور الغلاف الجوي الشمسي والحفاظ على درجات حرارة تصل إلى مليون درجة كلفن داخل الهالة، أي أن أبرد مناطق الشمس، هي بمثابة مخازن سرية لتسخين الهالة الشمسية.

وباستخدام قدرات التصوير الفريدة لـ«تلسكوب جود الشمسي»، تمكن الفريق البحثي في البداية من التقاط موجة متحركة تتكون من ترددات عمودية في أبرد منطقة على الشمس، تسمى البقع الشمسية. ويمكن أن تتشكل مناطق البقع الشمسية المظلمة، لأن المجال المغناطيسي القوي للشمس يثبط التوصيل الحراري ويعوق إمداد الطاقة من الداخل الأكثر سخونة إلى السطح المرئي (أو الفوتوسفير)، حيث تصل درجات الحرارة إلى ما يقرب من 5000 درجة مئوية.

وللتحقيق في ذلك، قاس الفريق نشاط بقعة شمسية نشطة مسجلة بواسطة «تلسكوب جود الشمسي»، بما في ذلك الترددات العمودية لألياف البلازما داخلها، حيث يكون المجال المغناطيسي أقوى بأكثر من 6000 مرة من الأرض.

وقال ويندا كاو، مدير مرصد «بيغ بير» الشمسي، أستاذ الفيزياء في معهد نيو جيرسي للتكنولوجيا، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد، بالتزامن مع نشر الدراسة، «لوحظت هذه الألياف في البقع الشمسية لفترة طويلة؛ لكن للمرة الأولى تمكن فريقنا من اكتشاف الترددات العمودية المنتشرة في كل مكان في الألياف الممغنطة، والتي تجلب الطاقة إلى الأعلى من خلال قنوات مغناطيسية طويلة رأسياً وتساهم في تسخين الغلاف الجوي العلوي للشمس».

ومن خلال محاكاة عددية لهذه الموجات، يقدر الفريق أن الطاقة المنقولة يمكن أن تكون أقوى بآلاف المرات من فقد الطاقة في بلازما المنطقة النشطة في الغلاف الجوي العلوي للشمس، وهو ما يفسر ارتفاع درجات حرارة البلازما الحارقة في الهالة.


مقالات ذات صلة

حريق ضخم بموقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان (فيديو)

آسيا لحظة اندلاع الحريق أثناء اختبار الصاروخ «إبسيلون إس» في مركز تانيغاشيما الفضائي (رويترز)

حريق ضخم بموقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان (فيديو)

اندلع حريق ضخم صباح اليوم (الثلاثاء) في موقع تجارب تابع لوكالة الفضاء اليابانية أثناء اختبارها صاروخ «إبسيلون إس» الذي يعمل بالوقود الصلب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مركبة الفضاء «ستارشيب» تظهر وهي تستعد للإطلاق من تكساس (رويترز)

«سبيس إكس» تستعد لإجراء اختبار سادس لصاروخ «ستارشيب» وسط توقعات بحضور ترمب

تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

حدد نقاش المشاركين في «منتدى دبي للمستقبل - 2024» 7 تطورات رئيسية تمثل لحظة محورية للبشرية، منها العودة إلى القمر والطاقة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد جناح «مجموعة نيو للفضاء» في معرض «جيتكس» (إكس) play-circle 01:45

رئيس «الخدمات الجيومكانية» في «نيو للفضاء»: سنطلق تطبيقاً للخرائط الرقمية

تمضي السعودية نحو مساعيها في التنويع الاقتصادي عبر تطوير قطاعات جديدة ومستقبلية، يبرز من ضمنها قطاع الفضاء بوصفه أحد القطاعات التي يتسارع فيها التقدم.

مساعد الزياني (الرياض)

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
TT

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)

لم يشاهد الجمهور لوحة «الكلب الإسباني» منذ عام 1972، عندما بِيعت بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني. ومن المقرَّر عرض هذه اللوحة الشهيرة لجورج ستابس، للبيع، في مزاد علني تنظّمه دار «سوذبيز» للمرّة الأولى منذ ذلك العام.

ووفق «الغارديان»، تُعرض اللوحة العائدة إلى القرن الـ18، للبيع بسعر يتراوح بين مليون و500 ألف، ومليونَي جنيه إسترليني؛ وقد بِيعت آخر مرّة في مزاد بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني عام 1972. وقبل ذلك، بِيعت بـ11 جنيهاً إسترلينياً عندما طُرحت بمزاد عام 1802.

يشتهر الفنان المولود في ليفربول، والراحل عن 81 عاماً عام 1806، بإنجازه أقل من 400 لوحة طوال حياته المهنية؛ وهو يُعرف برسم الحيوانات، خصوصاً الخيول.

وإذ يُعتقد أنّ لوحة «الكلب الإسباني» رُسمت بين 1766 و1768؛ وهي أقدم لوحة للكلاب أبدعها الفنان، يُعدُّ عقد ستينات القرن الـ18 غزير الإنتاج بمسيرة ستابس المهنية. ففيها أبدع بعض أشهر لوحاته، منها لوحة «ويسل جاكيت» المعروضة في المعرض الوطني.

اللافت أنّ لوحة «الكلب الإسباني» لم تُعرض رسمياً سوى مرّة واحدة فقط في لندن عام 1948، ضمن المعرض الوطني للرياضة والتسلية. أما المرّة الأخيرة التي أُتيحت للجمهور فرصة مشاهدتها، فكانت عام 1972 داخل دار «سوذبيز» للمزادات.

وشهد القرن الـ18 اهتماماً لافتاً بالكلاب في الثقافة البريطانية، بفضل تفاقُم شعبية الرياضات الميدانية، خصوصاً الرماية الشائعة بين النخب الثرية آنذاك.

في هذا الصدد، قال المتخصِّص في اللوحات البريطانية، المدير الأول بـ«سوذبيز»، جوليان جاسكوين: «الأمر مثيرٌ لعدة أسباب؛ أولاً لأنها لوحة مفقودة، إنْ رغبنا في استخدام وصف درامي، منذ السبعينات».

وأضاف أنّ حالتها كانت لا تزال «رائعة»، بعكس كثير من أعمال ستابس التي «لم تصمد أمام اختبار الزمن».

وتابع: «تعود إلى العقد الأول من حياته المهنية؛ منتصف ستينات القرن الـ18؛ الفترة التي شكَّلت ذروة حياته المهنية، ففيها رسم لوحة (ويسل جاكيت)، وعدداً من لوحاته الأكثر شهرة؛ وكان استخدامه الفنّي للطلاء أكثر صلابة. بفضل ذلك، حافظت هذه اللوحة على حالة جميلة، وهو ما لم يحدُث مع كثير من أعماله الأخرى».

ومن المقرَّر عرض اللوحة للمشاهدة، مجاناً، ضمن جزء من معرض للوحات الأساتذة القدامى والقرن الـ19 في دار «سوذبيز» بغرب لندن، من 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي إلى 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.