رئيسي يجدّد من نيكاراغوا التنديد بالقوى «الإمبريالية»

رئيسي وأورتيغا خلال اجتماعهما في نيكاراغوا أمس (أ.ف.ب)
رئيسي وأورتيغا خلال اجتماعهما في نيكاراغوا أمس (أ.ف.ب)
TT

رئيسي يجدّد من نيكاراغوا التنديد بالقوى «الإمبريالية»

رئيسي وأورتيغا خلال اجتماعهما في نيكاراغوا أمس (أ.ف.ب)
رئيسي وأورتيغا خلال اجتماعهما في نيكاراغوا أمس (أ.ف.ب)

ندّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مجدّداً بالقوى «الإمبريالية»، وذلك خلال زيارة إلى نيكاراغوا ضمن جولة على «بلدان صديقة» في أميركا اللاتينية استهلّها في فنزويلا ويختتمها في كوبا.

وقال رئيسي إنّ «شعبي إيران ونيكاراغوا يتشاركان تاريخاً نضالياً ومقاومة وثورات ونضالاً ضدّ عدوّ مشترك»، مندداً بالولايات المتحدة و«قوى إمبريالية» أخرى حمّلها مسؤولية زعزعة حكومات مستقلة بمحاولات انقلابية وعقوبات اقتصادية.

ووصل رئيسي، أول من أمس (الثلاثاء)، إلى نيكاراغوا لإجراء مباحثات مع نظيره دانيال أورتيغا حول اتفاقيات تعاون مشترك في مجالات العلوم والتكنولوجيا والطاقة والاقتصاد والتجارة والثقافة والسياسة. وفي اليوم الأخير من زيارته، قال رئيسي أمام النواب النيكاراغويين وفق الترجمة الرسمية: «نحن مستعدّون لنتشارك قدراتنا وخبراتنا مع نيكاراغوا، البلد الشقيق والصديق».

وكان رئيسي بدأ جولته بزيارة فنزويلا الخاضعة لعقوبات دولية، واعتمد الخطاب نفسه المناهض للإمبريالية. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زار هذه البلدان الثلاثة، بالإضافة إلى البرازيل في منتصف أبريل (نيسان).

وفاز أورتيغا بولاية رئاسية رابعة متتالية في نوفمبر (تشرين الثاني) في انتخابات لم ينافسه فيها أي من خصومه الذين إما أوقفوا وإما أجبروا على الذهاب إلى المنفى.

وندّد الرئيس بمحاولة انقلاب بعدما طالب متظاهرون بتنحّيه في عام 2018 في تحرّك قمعته السلطات بعنف.

واعتبرت الحكومة احتجاجات ربيع 2018 التي طالبت باستقالة الرئيس أورتيغا وزوجته ونائبته روزاريو موريو، محاولة انقلابية تقف وراءها واشنطن. وأدّى قمع المظاهرات إلى سقوط أكثر من 300 قتيل، بحسب الأمم المتحدة. ونيكاراغوا خاضعة منذ 4 سنوات لعقوبات أميركية وأوروبية فرضت أيضاً على شخصيات في النظام.

ورئيسي هو ثاني رئيس إيراني يزور نيكاراغوا بعد محمود أحمدي نجاد الذي زار البلاد في عامي 2007 و2012 وقد التقى حينها أورتيغا الممسك بالسلطة منذ عام 2007. وفي فبراير (شباط) دافع أورتيغا خصوصاً عن حق إيران في حيازة سلاح نووي.



بعد مذكرة توقيف نتنياهو... الإسرائيليون يخشون ملاحقة ضباط جيشهم

إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
TT

بعد مذكرة توقيف نتنياهو... الإسرائيليون يخشون ملاحقة ضباط جيشهم

إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)

بعيداً عن الرد العصبي الفوري للقادة الإسرائيليين في الائتلاف والمعارضة، على السواء، ضد قرار المحكمة الجنائية في لاهاي إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهمة التورط في جرائم حرب بقطاع غزة، ينكب قادة الجهاز القضائي العام وكذلك القضاء العسكري والخبراء في معاهد الأبحاث على دراسة القرار بشكل عميق، وسط مخاوف شديدة، ليس من اعتقال نتنياهو وغالانت، بل من تبعات القرار الأخرى التي يصفونها بالمخيفة.

وأهم المخاوف لدى الإسرائيليين تتعلق بقرار المحكمة الذي يعني أنها اقتنعت بأن ما جرى في غزة هو فعلاً جرائم حرب ضد الإنسانية، تشمل التجويع والتعطيش وحرمان الناس من العلاج الطبي السليم، والقتل الجماعي. في هذه القضايا يوجد مسؤولان كبيران هما نتنياهو وغالانت، ولكن يوجد منفذون. والمنفذون هم قادة الجيش الكبار وكذلك قادة الجيش الصغار وألوف الجنود والضباط الذين نشروا صوراً في الشبكات الاجتماعية يتباهون فيها بممارساتهم ضد الفلسطينيين. وكل واحد من هؤلاء يمكن اعتقاله بقرار من أي محكمة في أي دولة يصل إليها، في حال قُدّمت شكوى ضده.

ويتضح، في هذا الإطار، أن هناك «جيشاً» من المتطوعين في العالم، بينهم عشرات الإسرائيليين اليهود، الذين يقفون ضد الحرب وما تنطوي عليه من جرائم رهيبة، يتجندون في هذه المعركة من الآن. وهؤلاء، كما يبدو، جمعوا الكثير من المعلومات الدقيقة عن الضباط المذكورين، من قبيل من هم، وما أرقام هوياتهم وجوازات سفرهم، وأين يسافرون. وتم تخزين هذه المعلومات في أماكن مناسبة في الفضاء الإلكتروني تمهيداً لمثل هذه اللحظة التي وفرها قرار المحكمة الجنائية. وينوي هؤلاء، كما تقول أوساطهم، استغلال ما لديهم من معلومات لغرض اعتقال أي واحد من الضباط إذا سافر إلى الخارج.

وقد تمت تجربة هذه الخطوة ثلاث مرات في الشهر الأخير وكادت تنجح، لولا أن إسرائيل كرّست جهوداً ضخمة لإنقاذ الضباط المشتبه بتورطهم. المرة الأولى كانت في بلجيكا، حيث تم فتح ملف تحقيق ضد مواطن يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والبلجيكية، وشارك في الحرب على غزة. وقبل أسبوعين فُتح ملف مشابه لإسرائيلي يحمل الجنسية القبرصية في نيقوسيا. وفي الأسبوع الماضي حصل الأمر نفسه لضابط إسرائيلي في جيش الاحتياط، كان يمضي شهر عسل مع زوجته الشابة في قبرص. وهو من أولئك الضباط، الذين تباهوا بأفعالهم في غزة ونشر صورة له قبل 6 أشهر وهو يقول: «لن نتوقف. سنحرق غزة عن بكرة أبيها». وقد تتبعت منظمة بلجيكية أثره. ووجدت أنه ينشر صور شهر العسل بفرح وسعادة، فتوجهت إلى المحكمة لاعتقاله. وقد عرف جهاز «الموساد» بالأمر، فسارع إلى ترحيله من قبرص خلال ساعات قليلة، قبل أن يتم إصدار أمر باعتقاله.

بالإضافة إلى هذا الخطر، يدرس الإسرائيليون تبعات القرار على عمل نتنياهو. فإذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لاستقباله، فمن سيستقبله غيرها؟ وأي رئيس سيلتقيه الآن، في العالم؟ أي رئيس سيصل إلى إسرائيل؟ أليس كل مسؤول في العالم سيحسب حساباً للقائه بعد هذا القرار؟ وكيف يمكن لرئيس حكومة أن يعمل وهو مُقاطع من نظرائه في الخارج؟

أحد الخبراء، فوان الترمان، قال للقناة «آي 24» إن قرار محكمة لاهاي ينطوي على عدة نقاط ضعف، لكن لا يمكن الاستناد لإلغاء القرار إلا إذا سلّم نتنياهو نفسه إلى المحكمة. ولأن هذا لن يحدث يجب الاعتياد على العيش تحت قيادة «قائد منبوذ»، وهذا غير ممكن، برأيه، ولذلك فإن ما يجب الاعتياد عليه هو العيش من دون نتنياهو، متوقعاً أن نهاية عهده بدأت بقرار محكمة لاهاي.