الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تقدم 3 ملايين دولار لدعم القطاع الصحي اليمني

أكدت لـ«الشرق الأوسط» أنها تساهم في الانتقال من الاستجابة الطارئة إلى مرحلة طويلة الأمد

صورة لاستخدام أنابيب الأكسجين في أحد المرافق الصحية اليمنية (السفارة الأميركية باليمن)
صورة لاستخدام أنابيب الأكسجين في أحد المرافق الصحية اليمنية (السفارة الأميركية باليمن)
TT

الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تقدم 3 ملايين دولار لدعم القطاع الصحي اليمني

صورة لاستخدام أنابيب الأكسجين في أحد المرافق الصحية اليمنية (السفارة الأميركية باليمن)
صورة لاستخدام أنابيب الأكسجين في أحد المرافق الصحية اليمنية (السفارة الأميركية باليمن)

أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تخصيص 3 ملايين دولار لبرامج جديدة بالتعاون مع الأمم المتحدة لتعزيز النظام الصحي في اليمن، ويشمل ذلك تقديم الرعاية الأساسية لوباء كوفيد 19 للمرضى في وحدات العناية المركزة.

وأشارت الوكالة إلى أن الدعم الجديد سوف يساعد على الانتقال من الاستجابة لحالات الطوارئ إلى مرحلة أكثر استدامة وطويلة الأمد لإدراج لقاحات كوفيد 19 وتعزيز النظام الصحي في البلاد.

وقالت الوكالة الأميركية في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن تدخلاتها الأخيرة تركز على تقوية الخدمات الصحية في اليمن على المدى الطويل. وأضافت «بالتعاون مع شركاء الصحة المحليين والدوليين تواصل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية دعم الأنشطة والتدخلات التي تقوي النظام الصحي وتُحسن جودة الخدمة الصحية المقدمة لليمنيين، وبالتالي فإن الدعم الذي أعلن عنه سيركز على تحويل الأنشطة التي تركز على التدخلات الطارئة لمكافحة كوفيد - 19 إلى تدخلات طويلة الأمد لتقوية الخدمة الصحية ككل».

اقرأ أيضاً

وتابعت الوكالة «في المرحلة الحالية سندعم مصادر أكثر استدامة لتوفير الأكسجين، وذلك لضمان الإمداد الآمن والمتواصل لهذه المادة المهمة لإنقاذ حياة الناس، كما شاهدنا في مستشفى الصداقة في عدن».

وبحسب الوكالة الأميركية للتنمية، فإنها تعمل على تحويل الدعم الموجه لكوفيد 19 من أنشطة الاستجابة الطارئة إلى الحلول طويلة المدى عبر دمج تدخلات رعاية مرضى كورونا في النظام الصحي ككل.

وقالت كمبرلي بيل مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في اليمن «بالتنسيق مع شركائنا اليمنيين في قطاع الصحة، قامت الوكالة بتقديم الدعم لتحسين الأنظمة الصحية المحلية، نحن سعداء لإعلان الدعم الجديد الذي سيحسن من الخدمات الصحية المنقذة لحياة اليمنيين».

وستوفر منظمة الصحة العالمية، ضمن برنامج جديد بقيمة 1.9 مليون دولار تقريباً، قطع الغيار والإصلاحات والصيانة لثماني محطات أكسجين في المرافق الصحية ودعم تكاليف التشغيل وربط محطات الأكسجين بوحدات العناية المركزة الخاصة بكوفيد 19 في خمسة مستشفيات.

كما ستُدرّب منظمة الصحة العالمية العاملين الصحيين على تقديم الرعاية الخاصة بوباء كورونا للمرضى ذوي الحالات الحرجة في خمسة مستشفيات إحالة على الأقل.

ومن المنتظر أن يدعم البرنامج الممول من الوكالة الأميركية خدمات الرعاية الصحية الأولية ومستشفيات المديريات، فضلاً عن التوعية المجتمعية لزيادة عدد اليمنيين الذين يتلقون التطعيم، وذلك لغايات تنسيق وإدراج التطعيم الروتيني لوباء كوفيد 19 في نظام الرعاية الصحية في محافظات أبين وحضرموت ولحج وتعز.

وفرت الوكالة الأميركية 25,000 أسطوانة أكسجين لـ25 مستشفى ومنشأة طبية يمنية (السفارة الأميركية باليمن)

كما ساهمت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بمبلغ 1.1 مليون دولار لليونيسف لتدريب 750 من العاملين في قطاع الصحة على الخدمات المجتمعية الخاصة بكوفيد 19، وحشد المجتمع، والوقاية من العدوى ومكافحتها. كما سيقدم البرنامج الدعم المالي لـ1200 عامل صحي مجتمعي على مدى ثلاثة أشهر لتمكينهم من القيام بزيارات منزلية.

وتأتي البرامج الجديدة لتبني على تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لبرامج منظمة الصحة العالمية واليونيسيف في عامي 2021 و2022 والتي وفرت 25 ألف أسطوانة أوكسجين لـ25 مستشفى ومنشأة طبية.

وقدمت اليونيسف، بتمويل من الوكالة الأميركية 42 ثلاجة تعمل بالطاقة الشمسية لمقاطعات في 11 محافظة للحفاظ على برودة اللقاحات حيث يوجد نقص في الكهرباء. كما دربت اليونيسف القابلات والعاملين الصحيين والمتطوعين الصحيين ووصلت إلى 4.5 مليون شخص برسائل ترويج تحثّ على التطعيم ضد وباء كورونا عبر 25 محطة إذاعية مجتمعية و12 محطة إذاعية مجتمعية تابعة للقطاع الخاص وأربع قنوات تلفزيونية في 133 مقاطعة.


مقالات ذات صلة

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

العالم العربي منذ أكثر من عام بدأت الجماعة الحوثية هجماتها في البحر الأحمر وتصعيدها ضد إسرائيل (أ.ف.ب)

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

تفاقمت الخلافات بين الأجنحة الحوثية على مستقبل الجماعة، بسبب المواجهة مع إسرائيل والغرب، بين المطالبة بتقديم تنازلات والإصرار على التصعيد.

وضاح الجليل (عدن)
الولايات المتحدة​ أرشيفية لمقاتلة أميركية تستعد للإغارة على مواقع للحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

الجيش الأميركي يعلن سقوط مقاتلة في البحر الأحمر بـ«نيران صديقة»

أعلن الجيش الأميركي، أن طيارين اثنين من البحرية الأميركية قد تم إسقاطهما فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة «نيران صديقة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي في 19 ديسمبر 2024 تظهر غارات إسرائيلية على أهداف للحوثيين (رويترز)

اليمن يدين الغارات الإسرائيلية ويحمّل الحوثيين المسؤولية

وسط قلق أممي من التصعيد، أدان مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الغارات الإسرائيلية الجديدة على صنعاء والحديدة، وحمّل الحوثيين مسؤولية تعريض اليمن لانتهاك سيادته.

علي ربيع (عدن)
تحليل إخباري دمار كبير في إحدى محطات الكهرباء بصنعاء إثر الغارات الإسرائيلية (رويترز)

تحليل إخباري ضربات إسرائيل في صنعاء تضاعف المخاوف المعيشية والأمنية

يخشى السكان في صنعاء من تأثير الضربات الإسرائيلية على معيشتهم وحياتهم ومن ردة فعل الجماعة الحوثية واستغلال الفرصة لمزيد من الانتهاكات بحقهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي دخان في صنعاء بعد ضربة أميركية على مواقع الجماعة الحوثية فيها الثلاثاء (أ.ف.ب)

ما مصير الجماعة الحوثية بعد إثارة مخاوفها بالحراك الدبلوماسي؟

تعيش الجماعة الحوثية حالة استنفار بعد حراك دبلوماسي يبحث مواجهة نفوذها واستمرار أعمالها العدائية، وتخشى تكرار السيناريو السوري في اليمن.

وضاح الجليل (عدن)

أميركا تخسر أولى مقاتلاتها منذ بدء ضرباتها ضد الحوثيين

حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس ترومان» مشاركة في مهمة ضرب القدرات الحوثية (أ.ب)
حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس ترومان» مشاركة في مهمة ضرب القدرات الحوثية (أ.ب)
TT

أميركا تخسر أولى مقاتلاتها منذ بدء ضرباتها ضد الحوثيين

حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس ترومان» مشاركة في مهمة ضرب القدرات الحوثية (أ.ب)
حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس ترومان» مشاركة في مهمة ضرب القدرات الحوثية (أ.ب)

استمراراً للحملة التي يقودها منذ قرابة عام للحد من قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن، أعلن الجيش الأميركي تدمير منشأة للصواريخ ومنشأة أخرى للقيادة والسيطرة في صنعاء، ليل السبت - الأحد، قبل أن يؤكد تحطم أولى مقاتلاته منذ بدء الحملة، بنيران صديقة ونجاة الطيارين.

وتشن الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، إلى جانب الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة، وهي السردية التي تصفها الحكومة اليمنية بالمضللة.

وأفاد سكان صنعاء، حيث العاصمة اليمنية المختطفة، بدوي انفجارات ضخمة جراء الغارات التي ضربت منطقة عطان التي يعتقد أنها لا تزال تضم مستودعات للصواريخ الحوثية، وكذا معسكر الحفا الواقع بالقرب من جبل نقم شرق المدينة.

وأقرت الجماعة الحوثية بتلقي الضربات في صنعاء، وبتلقي غارة أخرى ضربت موقعاً في جبل الجدع التابع لمديرية الحديدة شمال محافظة الحديدة الساحلية، دون الحديث عن آثار هذه الضربات.

ومع وجود تكهنات باستهداف عناصر حوثيين في منشأة السيطرة والتحكم التي قصفتها واشنطن في صنعاء، أفادت القيادة المركزية الأميركية بأن قواتها نفذت غارات جوية وصفتها بـ«الدقيقة» ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وسيطرة تديرها جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في صنعاء.

وأوضح البيان الأميركي أن القوات نفذت ضرباتها في صنعاء بهدف تعطيل وتقليص عمليات الحوثيين، مثل الهجمات ضد السفن الحربية والسفن التجارية التابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.

إسقاط صاروخ ومسيّرات

خلال العملية نفسها، قالت القيادة المركزية الأميركية إن قواتها أسقطت كثيراً من الطائرات الحوثية من دون طيار الهجومية أحادية الاتجاه وصاروخ كروز المضاد للسفن فوق البحر الأحمر، وأشارت إلى أن العملية شاركت فيها قوات جوية وبحرية، بما في ذلك طائرات من طراز «إف 18».

وتعكس الضربة - بحسب البيان - التزام القيادة المركزية الأميركية المستمر بحماية أفراد الولايات المتحدة وقوات التحالف والشركاء الإقليميين والشحن الدولي.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وفي وقت لاحق، قالت القيادة المركزية الأميركية في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه تم إسقاط إحدى مقاتلاتها من طراز «إف 18» فوق البحر الأحمر، صباح الأحد (بتوقيت اليمن)، عن طريق الخطأ، ما أجبر طياريها على القفز بالمظلة.

في غضون ذلك زعم الحوثيون أنهم أفشلوا الهجوم الأميركي واستهدفوا حاملة الطائرات «يو إس إس هاري إس ترومان» وعدداً من المدمرات التابعة لها باستخدام 8 صواريخ مجنحة و17 طائرة مسيّرة. وبحسب ادعاء المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أسفرت العملية عن إسقاط طائرة «إف 18» أثناء محاولة المدمرات التصدي للمسيّرات والصواريخ، كما زعم المتحدث الحوثي أن حاملة الطائرات «يو إس إس هاري إس ترومان» انسحبت بعد استهدافها من موقعها السابق نحو شمال البحر الأحمر، بعد تعرضها لأكثر من هجوم من قبل القوة الصاروخية والقوات البحرية وسلاح الجو المسيّر التابع للجماعة.

وإذ تعد هذه أولى مقاتلة تخسرها الولايات المتحدة منذ بدء غاراتها على الحوثيين في 12 يناير (كانون الثاني) 2024، أكدت القيادة المركزية أنه تم إنقاذ الطيارين الاثنين، وأصيب أحدهما بجروح طفيفة بعد «حالة إطلاق نيران صديقة على ما يبدو»، ولا يزال ذلك قيد التحقيق.

سفينة مدمرة في موقع ضربته القوات الإسرائيلية بميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون (أ.ف.ب)

وذكر البيان أن الطائرة المقاتلة من طراز «إف إيه 18 هورنت» كانت تحلق فوق حاملة الطائرات «هاري إس ترومان»، وأن إحدى السفن المرافقة لحاملة الطائرات، وهي الطراد الصاروخي جيتيسبيرغ، أطلقت النار عن طريق الخطأ على الطائرة وأصابتها.

وكانت واشنطن أنشأت ما سمته تحالف «حارس الازدهار» في ديسمبر (كانون الأول) 2023 للتصدي لهجمات الحوثيين البحرية، وإضعاف قدراتهم على مهاجمة السفن، لكن ذلك لم يحل دون إيقاف هذه الهجمات التي ظلت في التصاعد، وأدت إلى إصابة عشرات السفن وغرق اثنتين وقرصنة ثالثة، إلى جانب مقتل 3 بحارة.

ومع تصاعد الهجمات الحوثية باتجاه إسرائيل، وكان آخرها صاروخ انفجر في تل أبيب، وأدى إلى إصابة 23 شخصاً، يتخوف اليمنيون من ردود انتقامية أكثر قسوة من الضربات السابقة التي كانت استهدفت مواني الحديدة ثلاث مرات، وفي المرة الثالثة (الخميس الماضي) استهدفت إلى جانب المواني محطتي كهرباء في صنعاء.

وفي أحدث خطبه، الخميس الماضي، قال زعيم الحوثيين إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1147 صاروخاً باليستياً ومجنَّحاً وطائرة مسيَّرة، فضلاً عن الزوارق المسيّرة المفخخة.

كما تبنى الحوثي مهاجمة 211 سفينة مرتبطة بمن وصفهم بـ«الأعداء»، وقال إن عمليات جماعته أدّت إلى منع الملاحة البحرية لإسرائيل في البحر الأحمر، وباب المندب، والبحر العربي، وعطّلت ميناء إيلات.