شهد الملتقى الرابع للإدارات الانتخابية العربية، إثارة مخاوف من تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على الانتخابات، وأكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي (الاثنين)، أن «الإعلام يُعد شريكاً مؤثراً على نحو جوهري على مُجريات العملية الانتخابية عبر مراحلها المتعددة، لما له من مساهمة ترسخ شفافية الانتخابات ومصداقيتها».
لكن على الجانب الآخر أشار الأمين العام المساعد، في كلمته خلال الملتقى الذي عقد بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة، إلى ما وصفه بـ«أدوار غير حميدة» للإعلام، وقال إن «التجارب في السنوات الأخيرة تشير إلى أدوار غير حميدة يُمكن أن توظف التكنولوجيا الرقمية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، للقيام بها على نحو ينزع المصداقية عن العملية الانتخابية، أو يقوض الثقة في نزاهتها وعدالتها»، مطالباً بدرس هذه الاتجاهات «على نحوٍ مستفيض، لتحصين التجارب الانتخابية من هذه المشكلات المُستجدة».
ولفت الأمين العام المساعد، في الملتقى الذي عقد تحت عنوان «الإعلام والانتخابات»، إلى «التغيرات المتلاحقة التي شهدها دور الإعلام في الانتخابات في عصر التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي»، وقال إنه «رغم الفرص التي وفرتها التكنولوجيا الحديثة لتطوير العملية الانتخابية، وإسباغ درجة أعلى من الشفافية على كافة مراحلها، وإتاحة مقدار أكبر من المعلومات لجمهور الناخبين حول المرشحين وبرامجهم، فإنها لم تكن كلها إيجابية».
ويأتي انعقاد الملتقى في إطار تعاون في شؤون الانتخابات بين جامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، ومتابعة لتنفيذ قرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بتاريخ 13 سبتمبر (أيلول) 2015، الذي رحب بعقد ملتقى موسع حول الانتخابات بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، تشارك فيه كافة الهيئات والإدارات الانتخابية العربية والمنظمات الإقليمية والدولية الرائدة في مجال الانتخابات، حسب زكي.
وأوضح الأمين العام المساعد، أن الملتقى على مدار دوراته السابقة التي عقدت في أعوام 2016، و2018، و2021، «شكَّل فرصة لتبادل أفضل الممارسات واستلهام الأفكار، ما أسهم في تعزيز مختلف الخبرات ذات الصلة بالعملية الانتخابية، لا سيما في ظل مشاركة المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بتطوير الممارسات الانتخابية المستقبلية في الدول العربية».
وناقش الملتقى في دوراته السابقة النظم الانتخابية، وتسجيل الناخبين، وقال زكي إن «محور هذا العام يتناول جانباً مؤثراً وفاعلاً في العملية الانتخابية، وهو الإعلام»، داعياً إلى «مناقشة سبل مواجهة التحديات التي تعترض الإدارات الانتخابية العربية في تنظيم ومراقبة دور الإعلام، التقليدي والرقمي، على حد سواء، في الانتخابات؛ الأمر الذي من شأنه أن يُسهم في تعزيز قدرات الإدارات الانتخابية على التعامل مع المشهد الإعلامي المتغير خلال مختلف مراحل العملية الانتخابية».