ذكرى رحيل نجيب الريحاني الـ74 تجدد دعوات تكريمه

ابنته قالت لـ«الشرق الأوسط» إن إحياء سيرته شغلها الشاغل

نجيب الريحاني (أرشيفية)
نجيب الريحاني (أرشيفية)
TT

ذكرى رحيل نجيب الريحاني الـ74 تجدد دعوات تكريمه

نجيب الريحاني (أرشيفية)
نجيب الريحاني (أرشيفية)

جددت الذكرى الـ74 لوفاة الفنان المصري نجيب الريحاني، الملقب بـ«الضاحك الباكي»، دعوات تكريمه بإطلاق اسمه على أحد فروع جوائز «مهرجان القاهرة السينمائي»، وتدشين تمثال له؛ تخليداً لتاريخه السينمائي والمسرحي المميز خلال النصف الأول من القرن العشرين.

نجيب الريحاني، الذي نشأ في حي باب الشعرية بالقاهرة، عاش حياة بسيطة عكس ما يعتقد البعض، وفق ابنته جينا الريحاني، التي تقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أطمح في إقامة تمثال لوالدي في حديقة الأزهر (شرق القاهرة)، وسط الورود والأشجار، كما أتمنى أيضاً إنشاء جائزة باسمه تابعة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي تُمنح لأعمال الكوميديا وفنانيها تخليداً لاسمه، حيث لا يوجد له متحف في القاهرة يضم أغراضه ومتعلقاته بعدما تم بيع جزء كبير منها بمزاد علني».

وأشارت جينا إلى أن شغلها الشاغل راهناً هو «إحياء سيرة والدها الراحل»، وأن عدم نيل موافقتها من قبل صناع مسلسل «الضاحك الباكي» أمر لا يهمها، موضحة: «كل ما كان يهمني هو الحديث عن سيرة نجيب فقط؛ كي تتعرف عليه الأجيال الحالية، لكن لم يحدث ذلك وخاب أملي»، وأكدت جينا أنها «لا ترغب في إبداء اعتراضها على العمل برمته، أو مقاضاة صناعه؛ لأنها لا تحب أن تنتشر سيرة والدها بأروقة المحاكم بعدما كان (صانع البهجة) في حياة الناس».

وأضافت الريحاني أنها لم تشاهد مسلسل «الضاحك الباكي»، الذي تم عرضه في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2022، لكنها «علمت من مقربين أن العمل لم يكن دقيقاً في السرد».

وأوضحت جينا أن الفنان المصري عمرو عبد الجليل فنان رائع، لكن ما قدمه بعيد عن قلب وروح الريحاني وأسلوبه الذي حُفر في أذهان الناس، وتتمنى جينا تقديم عمل فني متكامل يقدم سيرة والدها، ولكنها في الوقت نفسه تشعر بحزن شديد كون شخصية والدها لا يمكن لفنان تجسيدها باقتدار.

الريحاني (أرشيفية)

وتبحث الابنة الوحيدة للفنان المصري عن كنوز والدها الفنية كي تعرضها في المحافل الدولية، قائلة: «أطمح في الحصول على النسخة الأصلية من فيلمَي (صاحب السعادة كشكش بيه)، الذي تم إنتاجه في عشرينات القرن الماضي، و(بسلامته عايز يتجوز)، لكنني فقدت الأمل في الحصول عليهما، بعدما بحثت في لبنان وسوريا وفي مبنى ماسبيرو، وتواصلت مع إدارات قنوات عربية». وأشارت جينا إلى أنها أقامت أسبوعاً لأفلام الريحاني في باريس، وكذلك في برلين منذ 4 سنوات، بعد التنسيق مع الجهات المعنية هناك لاستعارة عدد من أفلامه المملوكة للتلفزيون المصري، وبعض القنوات الخاصة، خصوصاً المترجم منها.

وذكرت جينا أنها عاشت مع والدها ما يقرب من 3 سنوات بطفولتها، وأن الصور الخاصة التي جمعتهما معاً فقدتها ذات يوم في قطار القاهرة المتجه إلى الإسكندرية، وعن تشكيك البعض في نسبها لوالدها، قالت جينا: «لا يشغلني ما يقال، ولدي أوراقي الثبوتية التي تبطل أقوالهم».

وأكدت أنها استمعت لكثير عن حياة والدها بعد وفاته من طبيبه، وبديع نجل عمها، وسائقه الخاص، بجانب والدتها لوسي. وذكرت جينا أن الريحاني استعان باسم سائقه الخاص (حمام)، وظهر به في آخر أفلامه «غزل البنات»، بعدما اشتراه منه بـ10 جنيهات في ذلك الوقت.

وتعد شخصية «كشكش بيه» إحدى أشهر الشخصيات التي قدمها الريحاني في عدد من مسرحياته وأفلامه، وتجسد شخصية أحد وجهاء الريف الذي يأتي إلى العاصمة؛ بحثاً عن اللهو، فينخرط في سهرات الملاهي الليلية، وتحيط به الحِسان من كل حدب وصوب حتى يفلس تماماً، فيتخلين عنه، فيعض على أصابع الندم ويعزم على ألا يعود إلى تلك النزوة التي دفع ثمنها غالياً.

وكان الريحاني قد استلهمها من شخصية واقعية صادفها في مقتبل حياته العملية حين عمل بأحد البنوك الزراعية، وجاءه أحد الوجهاء يطلب قرضاً بعد أن أفلس تماماً نتيجة التجربة سالفة الذكر.

وُلد الريحاني في حي باب الشعرية الشعبي بالقاهرة لأب عراقي وأم مصرية، ومن أشهر أعماله في المسرح «الستات ميعرفوش يكدبوا»، و«حماتك بتحبك»، و«آه من النسوان»، وفي السينما «غزل البنات»، و«لعبة الست»، و«سلامة في خير».

ويؤكد المخرج المسرحي ناصر عبد المنعم أن «التراث المتبقي من نجيب الريحاني هو أفلامه السينمائية فقط، حيث لم يتم تصوير أعماله المسرحية، وبالتالي اندثرت»، ما دفعه إلى «اختيار عدد من نصوص مسرحياته التي كتبها رفيق دربه، الكاتب بديع خيري، وتقديم بعض مشاهدها في مسرحية (صانع البهجة)».

ويوضح عبد المنعم أن الريحاني كان رائداً في تقديم شخصية مصرية تنتمي إلى الطبقة الوسطى عبر كوميديا الموقف، ومواجهة حظ عاثر وظلم اجتماعي قبل أن تنفرج الأمور.



«سيد الخواتم» يدخل عالم الرسوم المتحركة اليابانية

معالجة «سيد الخواتم» على طريقة الأنيمي اليابانية
معالجة «سيد الخواتم» على طريقة الأنيمي اليابانية
TT

«سيد الخواتم» يدخل عالم الرسوم المتحركة اليابانية

معالجة «سيد الخواتم» على طريقة الأنيمي اليابانية
معالجة «سيد الخواتم» على طريقة الأنيمي اليابانية

إذا كنت تودُّ معرفة من هو ملك وادي «هيلمز ديب»، فأنت في المكان المناسب. كذلك إذا كنت من محبي أفلام الرسوم المتحركة اليابانية، ولم تشاهد أي جزء من سلسلة أفلام «لورد أوف ذا رينغز» (سيد الخواتم)، فمرحباً بك.

بدأت دور السينما العالمية في عرض فيلم رسوم متحركة من إنتاج شركة «وارنر برذرز»، وهو فيلم «لورد أوف ذا رينغز: وور أوف الروهيريم» (سيد الخواتم: حرب الروهيريم)، ويعد الجزء الأحدث من سلسلة أفلام «سيد الخواتم» الشهيرة، المأخوذة من روايات لجون رونالد تولكين. أحداث الفيلم تدور قبل 200 سنة من أحداث ثلاثية «سيد الخواتم»، وتروي قصة مهمة ملك أسطوري في الدفاع عن أرضه في مواجهة جيش من الغزاة.

فيما يلي ما يمكن معرفته عن مصدر القصة، وكيف تتلاءم مع باقي عالم «سيد الخواتم»، والشخصيات المألوفة التي يمكن العثور عليها.

* هل كتب تولكين هذه القصة؟

- تستند الشخصيات في الفيلم، وهو من إخراج كينجي كامياما، إلى تفاصيل واردة في ملاحق روايات «سيد الخواتم». إنها تغطي تاريخ حكام «روهان»، المملكة الخيالية في الأرض الوسطى التي تشتهر بمروضي الخيول والخيّالة الفرسان.

من البديهي أن يتطلب تحويل هوامش إلى فيلم مصور بعضاً من جهود إعادة الصياغة، وإضافة التفاصيل، وكانت مهمة صناع الأفلام بالأساس هي عرض شجرة عائلة، تتضمن الملك هيلم هامر هاند، ملك «روهان» الأسطوري، وأبناءه هاليث وهاما وابنة لا تحمل اسماً، على الشاشة. اختار المنتجون التركيز على ابنة هيلم، التي أطلقوا عليها هيرا من أجل الفيلم، والتي جعل تولكين مصيرها غير واضح.

مشهد من فيلم «سيد الخواتم: حرب الروهيريم»

* كيف تتصل هذه القصة بأحداث الروايات والأفلام الأخرى؟

- يقدم الفيلم الجديد أحداثاً سابقة في قصة هيلم، الذي يؤدي صوته براين كوكس، مؤسس «هيلمز ديب»، الحصن الحصين في جبال «وايت ماونتنز»، إذ دخلت فيها قوات الساحر «سارومان» في مواجهة مع جيش «روهان»، في ثاني جزء من فيلم «سيد الخواتم» الذي يحمل اسم «ذا تو تاورز» (البرجان).

في القصة الجديدة، يتخذ هيلم موقفاً شجاعاً في الدفاع عن روهان ضد هجوم مفاجئ من جانب وولف، حاكم قبيلة «الدانلينديغ» الشاب، الذي يسعى وراء الثأر لمقتل والده. في النهاية هيرا، ابنة هيلم، التي تؤدي صوتها غايا وايز، هي من تثبت أهميتها ومحورية دورها في قيادة المقاومة.

رغم أن الفيلم، مثل مسلسل «رينغز أوف باور» (حلقات القوة) الحديث من إنتاج شركة «أمازون»، يعدُّ تمهيداً لثلاثية «سيد الخواتم»، ولكن لا توجد صلة مباشرة بين المسلسل التلفزيوني و«حرب الروهيريم».

ملصق فيلم «سيد الخواتم: حرب الروهيريم»

* هل توجد أي من شخصيات أفلام «سيد الخواتم» في الفيلم الجديد؟

- تسبق أحداث فيلم «حرب الروهيريم» وجود أي من الشخصيات البشرية المألوفة في الأفلام السابقة من السلسلة، ويختلف الأمر بالنسبة لشخصيات السحرة التي تتمتع بأعمار ممتدة بشكل أكبر من البشر. ورغم عدم ظهور شخصية الساحر «غاندالف» على الشاشة، فإن إحدى الشخصيات الجديدة في الفيلم تشير إلى نيتها استشارته في خطة. إذا كنت من المعجبين بالشخصية التي أداها الممثل الراحل كرستوفر لي، فهناك خبر مثير وهو عودة شخصية «سارومان»، البطل المساعد الثانوي في الثلاثية الأصلية، وتعود الشخصية بصوت لي الحقيقي، فرغم وفاة الممثل عام 2015 عن عمر يناهز الثلاثة والتسعين عاماً، حصل منتجو الفيلم على تصريح من زوجته قبل وفاتها في بداية العام الحالي باستخدام تسجيل لصوته من مشهد بأحد أفلام سلسلة «الهوبيت».

* من هم «الروهيريم»؟

- إنهم الناس الذين يعيشون في دولة «روهان» الخيالية، وهي منطقة تقع في شمال الأرض الوسطى في سلسلة أفلام «سيد الخواتم». ويشتهرون، مثلما يُعرفون باسم «خيّالة روهان»، بعلاقتهم بالخيول، والتمتع بمهارة الفروسية في المعارك.

* هل يمكنني مشاهدة فيلم «حرب الروهيريم» إذا لم أكن قد شاهدت أي جزء من سلسلة أفلام «سيد الخواتم» من قبل؟

- رغم أنك ستفتقد بعض التفاصيل الدقيقة الموجودة في الثلاثية الأصلية، لكن يمكنك البحث عن «غاندالف» على محرك البحث «غوغل»، وننصح بالبحث تحديداً عن معركته مع «بارلوغ» في الجزء الذي يحمل اسم «رفقة الخاتم»، سوف يكون الأمر على ما يرام إجمالاً.

* هل هذا أول تصوير بالرسوم اليابانية المتحركة لـ«سيد الخواتم»؟

- لا، سوف يتذكر المعجبون بتولكين أن المخرج رالف باكشي قدم أول روايتين من ثلاثية تولكين في فيلم الرسوم المتحركة «سيد الخواتم» عام 1978. وقد تم توجيه بعض الانتقادات للفيلم من جانب المشاهدين والنقاد، إذ كتب فنسنت كانبي في صحيفة «نيويورك تايمز» أنه كان «يتسم بفقدان الحسّ ومبهر» في الوقت ذاته.

مع ذلك خلال العقود التالية عاد بعض المعجبين لمشاهدته، وامتدحوا استخدامه المبتكر لتقنية الصور المسقطة (الروتوسكوبينغ)، وهي من تقنيات الرسوم المتحركة التي تقوم على تتبع صور واقعية مباشرة إطار تلو الآخر، وأشاروا إلى أن الفيلم، الذي كانت ميزانيته تبلغ نحو 4 ملايين دولار، قد خضع لمقارنة ظالمة مع ثلاثية أفلام بيتر جاكسون، التي بلغ إجمالي ميزانيتها 281 مليون دولار.

* خدمة «نيويورك تايمز»