مسجد الظاهر بيبرس الأثري بالقاهرة يستعيد سيرته الأولى

يعد ثالث أكبر الجوامع الأثرية بالبلاد

0 seconds of 1 minute, 7 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:07
01:07
 
TT
20

مسجد الظاهر بيبرس الأثري بالقاهرة يستعيد سيرته الأولى

جدران المسجد مبنية من الحجر الدستور (وزارة السياحة والآثار المصرية)
جدران المسجد مبنية من الحجر الدستور (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد سنوات طويلة من تعثر مشروعات الترميم، فتح مسجد الظاهر بيبرس الأثري بقلب القاهرة، أبوابه مجدداً للمصلين، الاثنين، عقب افتتاحه رسمياً بمشاركة شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، ووزير السياحة والآثار المصري، ورئيس مجلس الشيوخ ببرلمان جمهورية كازاخستان، والمفتي العام ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان.

ودعا وزير السياحة والآثار المصرية أحمد عيسى الشعب الكازاخي لزيارة مصر والمسجد، لافتاً إلى أن هناك 6 آلاف كازاخي زاروا مصر الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أنه «من المتوقع أن تشهد مصر زيارة ما يقرب من 350 ألفاً إلى 400 ألف كازاخي العام الحالي».

وحسب وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة، فإن «افتتاح هذا المسجد رسمياً، الاثنين، يأتي بعد نحو 225 عاماً من الإغلاق، لم يكن حينها الجامع يؤدي دوره كمسجد، إذ استخدم قلعة حربية ومن ثَمّ مصنعاً للصابون فمخبزاً ومذبحاً».

وبلغت تكلفة مشروع ترميم المسجد نحو 237 مليون جنيه مصري، ساهم فيها الجانب الكازاخي بنحو 4.5 مليون دولار عام 2007، بما يعادل نحو 27 مليون جنيه مصري في حينه، كما ساهمت وزارة الأوقاف بنحو 60 مليون جنيه مصري من مواردها الذاتية ونحو 150 مليون جنيه مصري من وزارات السياحة والآثار والمالية والتخطيط، حسب جمعة، الذي أعلن أن صلاة الجمعة هذا الأسبوع ستُبثّ من جامع الظاهر بيبرس.

جانب من افتتاح المسجد (وزارة السياحة والآثار المصرية)
جانب من افتتاح المسجد (وزارة السياحة والآثار المصرية)

المسجد الذي تبلغ مساحته نحو 3 أفدنة، يعد ثالث أكبر المساجد الأثرية في مصر مساحة، بعد جامعي أحمد بن طولون، والحاكم بأمر الله، حسب الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري، الذي أشار إلى «البدء في مشروع ترميم جامع الظاهر بيبرس وإعماره عام 2007، ثم تعثر المشروع لعدة أسباب منذ عام 2011، حتى استؤنفت الأعمال عام 2018، التي تضمنت تخفيض منسوب المياه الجوفية، والانتهاء من جميع الأعمال الإنشائية، والترميم الدقيق والمعماري للجامع، وتطوير نظم الإضاءة والتأمين به»، لافتاً إلى «اكتشاف صهريج مياه أسفل أرضية صحن الجامع، خلال أعمال الترميم».

وشملت أعمال الترميم تدعيم الأساسات والعزل والأعمال الإنشائية وأعمال شبكة تثبيت منسوب المياه الجوفية وتركيب منظومة إطفاء الحريق، وأعمال شبكة الكهرباء الداخلية والخارجية وتركيب وحدات الإضاءة الداخلية، وترميم واستكمال الشبابيك الجصية الموجودة أعلى حوائط الجامع، وترميم ومعالجة الأشرطة الجصية الداخلية التي تحتوي على آيات قرآنية بإيوان القبلة، وترميم الأبواب الخاصة بمدخل الجامع وعمل التقوية والتعقيم والتسكيك للأبواب، وكذلك أعمال إحلال وتجديد الميضأة الحديثة، وترميم المداخل التذكارية الحجرية الثلاثة، حسب العميد مهندس هشام سمير مساعد وزير السياحة والآثار لمشروعات الآثار والمتاحف.

وعدّ الدكتور عبد الله كامل، أستاذ الآثار الإسلامية، ترميم المسجد الذي استغرق وقتاً طويلاً بأنه «مشروع إنقاذ»، إذ كان يعاني من التصدعات والمياه الجوفية.

المسجد من الداخل (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المسجد من الداخل (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأضاف كامل لـ«الشرق الأوسط»: «شهدت خطط ترميم المسجد خلال السنوات السابقة عراقيل متعددة، وخلافات بين خبراء ترميم قدموا مشروعاتهم إلى وزارة الآثار، وتوقف مشروع الترميم عام 1988، بسبب وجود أخطاء في عمليات ترميمه».

وأنشأ مسجد الظاهر بيبرس، السلطان المملوكي البحري، الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري، ما بين عامي 1266 و1268. ويعد بيبرس المؤسس الفعلي للدولة المملوكية البحرية ورابع السلاطين المماليك، الذي بدأ حياته في مصر لدى السلطان الصالح الأيوبي مملوكاً، وفق الدكتور أبو بكر أحمد عبد الله المكلف بتسيير أعمال قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار.

المسجد يستعيد سيرته الأولى (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المسجد يستعيد سيرته الأولى (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويؤكد أبو بكر أن «المسجد عانى الكثير من الإهمال أثناء الحملة الفرنسية على مصر، حيث حوله الفرنسيون إلى قلعة يتحصنون بها، ونصبوا المدافع أعلى أسواره. ثم تحول لمصنع للصابون في عهد العثمانيين ومحمد علي باشا، ثم أُقيم به فرن لخبز جراية العسكر، وفي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي أُزيل الفرن ونُظف الموقع واستعمله الجيش الإنجليزي مخبزاً فمذبحاً. واستمر كذلك حتى عام 1915، مشيراً إلى أن المسجد رمم أكثر من مرة بعد أن عانى من ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتساقط دعامته وأعمدته.

 

وينتمي تخطيط المسجد إلى التخطيط التقليدي للمساجد الإسلامية الذي يعتمد على وجود صحن أوسط مكشوف تحيط به أروقة أربعة أكبرها رواق القبلة التي كانت عقودها محمولة على أعمدة رخامية فيما عدا المشرفة منها على الصحن فقد كانت محمولة على أكتاف بنائية مستطيلة القطاع، كذلك صف العقود الثالث من شرق كانت عقوده محمولة على أكتاف بنائية أيضاً.

وبنيت وجهات الجامع الأربع من الحجر الدستور، وتوجد شبابيك معقودة بأعلاها، وتوجت بشرفات مسننة وامتازت بأبراجها المقامة بأركان الجامع الأربعة.



«الحلم يصبح حقيقة»... نجمة البوب كاتي بيري تستعد للغناء في الفضاء

نجمة البوب الأميركية كاتي بيري (أرشيفية - أ.ف.ب)
نجمة البوب الأميركية كاتي بيري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

«الحلم يصبح حقيقة»... نجمة البوب كاتي بيري تستعد للغناء في الفضاء

نجمة البوب الأميركية كاتي بيري (أرشيفية - أ.ف.ب)
نجمة البوب الأميركية كاتي بيري (أرشيفية - أ.ف.ب)

قالت نجمة البوب الأميركية كاتي بيري إنها تخطط للغناء في الفضاء، وذلك قبيل رحلة لشركة «بلو أوريغون» من المقرر أن تنقلها إلى حافة الفضاء اليوم الاثنين، ضمن طاقم نسائي.

وحافة الفضاء تعني الحد الفاصل بين الغلاف الجوي للأرض والفضاء الخارجي.

وأشارت نجمة البوب الأميركية، في تعليق مرفق مع مقطع فيديو نشرته على تطبيق «إنستغرام»: «لقد حلمت بالذهاب إلى الفضاء منذ 15 عاماً، وغداً يصبح هذا الحلم حقيقة».

وفي مقطع الفيديو، تأخذ بيري متابعيها في جولة داخل كبسولة تدريب تابعة لشركة «بلو أوريغون».

وتشير بيري، وهي مرتدية بدلة الفضاء الخاصة بها، إلى مقعدها وتوضح أن اسم ندائها هو «ريشة». وتابعت بيري قائلة: «أعتقد أنني سأغني... سأغني قليلاً. يجب أن أغني في الفضاء».

ومن المقرر أن تحلق نجمة البوب الأميركية كاتي بيري إلى حافة الفضاء والعودة على متن صاروخ من إنتاج شركة «بلو أوريغون» إلى جانب لورين سانشيز، خطيبة مؤسس شركة «أمازون» جيف بيزوس، بالإضافة إلى مقدمة البرامج الصباحية الأميركية جيل كينغ، ومهندسة الفضاء أيشا بوي، والناشطة والعالمة آماندا نجوين، ورائدة الأعمال كيرياني فلين.

من اليسار لورين سانشيز خطيبة مؤسس شركة «أمازون» جيف بيزوس ومغنية البوب كاتي بيري ومقدمة البرامج الصباحية الأميركية جيل كينغ (أ.ب)
من اليسار لورين سانشيز خطيبة مؤسس شركة «أمازون» جيف بيزوس ومغنية البوب كاتي بيري ومقدمة البرامج الصباحية الأميركية جيل كينغ (أ.ب)

ومن المقرر إطلاق مركبة «نيو شيبرد»، القابلة لإعادة الاستخدام، من غرب تكساس في الساعة الـ08:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (13:30 بتوقيت غرينيتش)، إلا إن التوقيت قد يتغير تبعاً للظروف الجوية. ووفق «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)»، فمن المتوقع أن تستمر الرحلة لمدة 11 دقيقة.

والمركبة الفضائية ذاتية القيادة تماماً، ولا تتطلب طيارين، ولن يُشغّلها الطاقم يدوياً. وستعود الكبسولة إلى الأرض بهبوط ناعم بمساعدة مظلة، بينما يهبط مُعزّز الصاروخ على بُعد نحو ميلين من موقع الإطلاق.

وأفادت شركة «بلو أوريغون» بأن آخر رحلة فضائية نسائية بالكامل كانت قبل أكثر من 60 عاماً، عندما أصبحت رائدة الفضاء السوفياتية فالنتينا تيريشكوفا أول امرأة تسافر إلى الفضاء في مهمة فردية على متن مركبة الفضاء «فوستوك6». ومنذ ذلك الحين، لم تُطلَق أي رحلات فضائية نسائية بالكامل، لكن النساء قدمن مساهمات مهمة عدة.

ووفق «بي بي سي»، فإن رحلات السياحة الفضائية تثير انتقاداتٍ؛ لأنها حصرية للغاية ومضرة بالبيئة. ويجادل المؤيدون بأن الشركات الخاصة تُسرّع الابتكار وتُسهّل الوصول إلى الفضاء. وصرح البروفسور برايان كوكس لـ«بي بي سي» عام 2024: «حضارتنا بحاجة إلى التوسع خارج كوكبنا لأسبابٍ عدة»، ويعتقد أن التعاون بين «ناسا» والشركات التجارية خطوةٌ إيجابية.

لكن المنتقدين يُثيرون مخاوف بيئية كبيرة. ويقولون إنه مع ازدياد إطلاق الصواريخ، تتصاعد مخاطر الإضرار بطبقة الأوزون. ووجدت دراسةٌ أجرتها البروفسورة إيلويز ماريه من «كلية لندن الجامعية» عام 2022 أن سخام الصواريخ في الغلاف الجوي العلوي له تأثيرٌ احتراريٌّ أكبر بـ500 مرة مما يُطلَق من طائراتٍ أقرب إلى الأرض.

والتكلفة الباهظة للسياحة الفضائية تجعلها بعيدة المنال عن معظم الناس، وهذه البعثات باهظة الثمن بعيدة عن متناول الأغلبية. وتساءل النقاد، ومنهم الممثلة أوليفيا مون، عن جدوى هذه المغامرة تحديداً، قائلين: «هناك كثير من الناس الذين لا يستطيعون حتى شراء البيض»، وذلك خلال الظهور في برنامج «توداي ويذ جينا آند فريندز».

ودافع رائد الفضاء تيم بيك عن قيمة السفر البشري إلى الفضاء، لا سيما فيما يتعلق بمعالجة القضايا العالمية، مثل تغير المناخ. وخلال قمة المناخ «كوب26» في غلاسكو، أعرب بيك عن خيبة أمله من النظرة المتنامية إلى استكشاف الفضاء على أنه مسعى للأثرياء، قائلاً: «أنا شخصياً من مؤيدي استخدام الفضاء لأغراض العلم ولمصلحة جميع سكان الأرض، لذا أشعر بخيبة أمل من تشويه صورة الفضاء».