أعلن وزير السكك الحديدية الهندية أشويني فيشناو اليوم (الأحد)، التوصل إلى سبب حادث القطارات الذي يعد الأسوأ منذ عقود وتحديد المسؤولين عنه، دون مزيد من التفاصيل.
وقال وزير السكك الحديدية لوكالة الأنباء الهندية: «حددنا سبب الحادث والأشخاص المسؤولين عنه»، لكنه أوضح أنه «من غير المناسب» إعطاء تفاصيل قبل التقرير النهائي للتحقيق، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأكد أشويني أن «التغيير حدث خلال التشابك الإلكتروني ووقع الحادث بسبب ذلك»، في إشارة إلى نظام إشارات معقد مصمم لمنع القطارات من الاصطدام عبر تنظيم حركتها على القضبان. وأضاف: «سيتم العثور على من قام بذلك وكيف حصل ذلك بعد تحقيق مناسب».
وذكرت صحيفة «تايمز أوف إنديا» اليوم، نقلاً عن تقرير التحقيق الأولي، أن «خطأ بشرياً» في تنظيم الإشارات المرورية قد يكون تسبب بالتصادم، في واحدة من أسوأ كوارث القطارات بتاريخ الهند.
وقالت الصحيفة إن قطار «كوروماندا إكسبريس» الذي يربط بين كلكوتا ومادراس أعطي الضوء الأخضر ليسير على السكة الرئيسية، لكن تم تغيير مساره بسبب خطأ بشري إلى سكة كان يستخدمها قطار للشحن.
وكان قطار سريع متجهاً (شمال) من بنغالورو إلى كلكوتا قد انحرف وسقط على السكة المحاذية المخصصة للرحلات (جنوب)، ما أدى لاصطدم القطار كورومندال إكسبرس المتجه من كلكوتا إلى تشيناي بحطام القطار الآخر، وارتطم عدد من عرباته بقطار بضائع كان مركوناً في الجوار.
ولقي 288 شخصاً على الأقل حتفهم وأصيب أكثر من 900 بجروح في حادث تصادم القطارات الثلاثة، في أكثر حوادث القطارات مأساوية في هذا البلد منذ أكثر من 20 عاماً. ومن المرجح أن تكون حصيلة الضحايا أكبر وقد تبلغ 380 قتيلاً، حسب سودهانشو سارانجي المدير العام لخدمات الإطفاء في ولاية أوديشا.
وقال أرفيند أغاروال المسؤول عن المشرحة المؤقتة، إن «معظم» الجثث «لا يمكن التعرف عليها»، في ظل طقس شديد الحرارة.
وأبلغ أغاروال مسبقاً العائلات بالفعل، بأنه قد يكون عليها الخضوع لاختبارات الحمض النووي للمساعدة في تحديد هويات القتلى.
ووعد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي توجه إلى مكان الكارثة أمس (السبت)، والتقى جرحى في المستشفى، بأنه لن يُستثنى «أي مسؤول» عن الحادث. وقال لشبكة «دوردارشان» العامة إنه يأمل في أن «نخرج من هذه اللحظة الحزينة بأسرع وقت ممكن».
وروى الناجي أرجون داس، للتلفزيون الهندي بعد الاصطدام: «كان الناس يصرخون ويطلبون المساعدة». وأضاف أن ركاباً قُذفوا من أماكن جلوسهم، «وكان هناك جرحى في كل مكان داخل العربات وعلى طول السكك»، مؤكداً أنه يريد «نسيان المشاهد» التي رآها.
وهرع الطالب هيرانماي راث لتقديم المساعدة. وقال إن الأمر كان أشبه بـ«سقوط السماء علينا أو تصدع الأرض تحت أقدامنا».
وأكد أن ما رآه من «موت ويأس» أكبر بكثير مما كان يتخيل. وأضاف: «تصور أنك تنظر إلى جثة شخص مسحوقة، أو تنتشلها أو تنتشل ذراعاً أو ساقاً مبتورة».
وبعد البابا فرنسيس، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «تعازيه الحارة لأسر وأحباء الضحايا»، مشيداً «بالجهود البطولية التي بذلها أوائل المستجيبين والعاملين في المجال الطبي».
حتى الآن، سبب هذا الحادث سقوط أكبر عدد من الضحايا في هذا المجال بالهند منذ 1995 عندما اصطدم قطاران سريعان في فيروز آباد بالقرب من أغرا التي تضم (تاج محل)، ما أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص.
وشهدت الهند عدداً من حوادث القطارات الخطيرة، لكن السلامة تحسنت في السنوات الأخيرة بفضل استثمارات جديدة وتحسينات تقنية.
لكن يبقى الحادث الأكثر دموية في تاريخ البلاد ذاك الذي وقع في 6 يونيو (حزيران) 1981، عندما سقطت في ولاية بيهار (شرق) 7 عربات قطار في نهر باغماتي، ما أسفر عن مقتل ما بين 800 وألف شخص.