وزير خارجية الجزائر يبحث مع غوتيريش الأزمة الليبية ونزاع الصحراء

في إطار حملة ترشح بلاده لعضوية مجلس الأمن

الوزير عطاف مصافحاً غوتيريش (الخارجية الجزائرية)
الوزير عطاف مصافحاً غوتيريش (الخارجية الجزائرية)
TT

وزير خارجية الجزائر يبحث مع غوتيريش الأزمة الليبية ونزاع الصحراء

الوزير عطاف مصافحاً غوتيريش (الخارجية الجزائرية)
الوزير عطاف مصافحاً غوتيريش (الخارجية الجزائرية)

بحث وزير خارجية الجزائر، أحمد عطاف، اليوم (الجمعة) مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك الأوضاع في ليبيا والساحل ونزاع الصحراء، وذلك في إطار زيارة يقوم بها إلى مقر الأمم المتحدة لحشد التأييد لترشح بلاده لانتخابات مجلس الأمن الدولي المقررة الثلاثاء المقبل. ونقل بيان لوزارة الخارجية الجزائرية ثناء غوتيريش على «دور الدبلوماسية الجزائرية في دعم الاستقرار في ليبيا ومالي، ومساهمتها الفعلية في الدفع بأهداف التنمية المستدامة في المنطقة والقارة (أفريقيا) بأكملها». موضحاً أنه «لمس حرصاً» لدى الرئيس عبد المجيد تبون من أجل «تعزيز دور الأمم المتحدة، والعمل متعدد الأطراف، أمام ما تواجهه المجموعة الدولية من تحديات في المرحلة الراهنة».

عطاف والوفد المرافق له خلال لقاء غوتيريش في نيويورك اليوم (الخارجية الجزائرية)

ومن جهته، نقل عطاف للأمين العام الأممي دعم الجزائر «لجهوده ومساعيه الرامية لإنهاء الأزمات ونشر الأمن والاستقرار». ووفق ذات البيان، فقد تناولت جلسة العمل بين عطاف وغوتيريش «الكثير من الملفات الإقليمية، على غرار الأوضاع في منطقة الساحل والصحراء، والتطورات السياسية في جمهورية مالي، على ضوء الجهود التي تبذلها الجزائر لضمان استئناف مسار تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة». كما تطرقا إلى الأزمات في ليبيا واليمن والسودان، ومساعي الأمم المتحدة الخاصة بنزاع الصحراء، حسب ذات البيان، الذي أكد أن عطاف أطلع غوتيريش على حصيلة أعمال الجزائر خلال رئاستها القمة العربية منذ انعقادها على أرضها مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، إلى غاية تسليمها للمملكة العربية السعودية الشهر الماضي.

كما اجتمع رئيس الدبلوماسية الجزائرية اليوم أيضاً مع مدير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، أخيم شتاينر، حسب بيان ثانٍ للخارجية الجزائرية، أكد أن المسؤولين «استعرضا التعاون بين الجزائر والبرنامج الإنمائي الأممي، وآفاق تعزيزه في ضوء الأولويات التي حددتها الجزائر في مجال التنمية الوطنية. كما تبادلا الأفكار حول سبل وإمكانيات التعاون بين الطرفين، بخصوص دعم مشروعات التنمية الاقتصادية في دول الجوار، لا سيما في الساحل الأفريقي».

جانب من نشاط عطاف الدعائي لترشح الجزائر للانتخابات مجلس الأمن الدولي (الخارجية الجزائرية)

وأضاف البيان أن مواضيع المحادثات شملت أيضاً الانتقال الطاقوي، و«الآفاق الواعدة للجزائر في هذا المجال، لا سيما في ظل المؤهلات والقدرات، التي تملكها بلادنا، والتزام رئيس الجمهورية بتكريس التوجه نحو تنويع مصادر الطاقة، وتطوير الطاقات المتجددة بشكل مستدام». في إشارة إلى مشروعات جرى التعهد بها، تخص تنويع مصادر الطاقة، والتوجه إلى استغلال القدرات المتوافرة في مجال الطاقات المتجددة، في إطار مسعى التقليل من التبعية للمحروقات.

والخميس، عقد عطاف اجتماعاً مع أعضاء البعثة الدبلوماسية الجزائرية بالأمم المتحدة، حسب بيان للخارجية أكد أنه «شجعهم على مواصلة جهودهم وتكثيفها، تحسباً للاستحقاق المنتظر يوم السادس من يونيو (حزيران)، والعمل على حصول ترشيح الجزائر لعضوية مجلس الأمن على أكبر عدد ممكن من تأييد الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة».

وتفيد توقعات توجد بين يدي السلطات الجزائرية أنها ضمنت على الأقل 51 بالمائة من الأصوات، فيما تطمح إلى رفع النسبة إلى 75 بالمائة يوم الانتخاب، للدلالة على أن «التأييد واسع». كما شدد عطاف خلال الاجتماع على «السعي لتوفير جميع عوامل وشروط نجاح عهدة الجزائر، وتقديمها إضافة نوعية لأداء المجلس، بالشكل الذي يضمن إضفاء فاعلية أكبر على الجهود الرامية لحفظ السلم والأمن الدوليين».

وفي هذا السياق حض الوزير أيضاً على «مضاعفة الجهود، والعمل بكل تفانٍ وإخلاص من أجل إسماع صوت الجزائر، وما يتسم به من حكمة وتبصر والتحلي بروح المبادرة للمساهمة الفعلية، في تمكين المجموعة الدولية من مواجهة التحديات الحالية»، مبرزاً أن ترشح الجزائر يحظى بدعم الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، وأن بلاده «تتوجه إلى مجلس الأمن، وهي محملة بمسؤولية ترجمة آمال وتطلعات الدول والشعوب الشقيقة في هذين الفضاءين (أفريقيا والوطن العربي) بالحد من الأزمات والوقاية منها، والعيش في كنف الأمن المستدام والرخاء المشترك».


مقالات ذات صلة

«وزاري» عربي - غربي في الرياض لنقاش الأوضاع السورية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال استقباله قبل أيام أسعد الشيباني في الرياض (الخارجية السعودية)

«وزاري» عربي - غربي في الرياض لنقاش الأوضاع السورية

تستضيف العاصمة السعودية الرياض، الأحد، اجتماعاً وزارياً موسعاً لنقاش الوضع السوري بحضور عربي ودولي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي موظف تابع لمنظمة «أونروا» في أثناء توزيع ملابس شتوية في خان يونس (أونروا)

غموض مصير «الأونروا» يشعل الجدل بين الأمم المتحدة وإسرائيل

تتجادل الأمم المتحدة وإسرائيل حول من سيملأ الفراغ إذا توقفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن العمل في الأراضي الفلسطينية.

شمال افريقيا صورة ملتقطة في يناير 2024، تظهر نساءً وأطفالاً في مخيم زمزم للنازحين، بالقرب من الفاشر في شمال دارفور، السودان (رويترز) play-circle 01:42

«الأمم المتحدة»: 3 ملايين طفل سوداني يواجهون خطر سوء تغذية حاد

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليوم (الجمعة)، إن نحو 3.2 ملايين طفل دون الخامسة يواجهون خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد في السودان الذي يشهد حرباً عنيفة.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
المشرق العربي أكد لازاريني أن «الأونروا» تحظى بدعم مالي وسياسي قوي من السعودية (صور الأمم المتحدة) play-circle 01:02

لازاريني: متمسكون بالأمل ونتطلع لاستئناف الدعم الأميركي لـ«الأونروا»

تواجه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تحديات غير مسبوقة، مع اقتراب موعد تنفيذ قرار الاحتلال الإسرائيلي منع عملها في الأراضي…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن يتحدث عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف لأعضاء مجلس الأمن في نيويورك (الأمم المتحدة)

مسؤولان أمميان ينقلان المخاوف السورية إلى مجلس الأمن

نقل مسؤولان أمميان هواجس السوريين إلى مجلس الأمن بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد وشدّدا على التمسك بمقتضيات القرار «2254» رغم تحفظات السلطات المؤقتة

علي بردى (واشنطن)

رئيس الصومال في إثيوبيا... هل تذيب الزيارة الخلافات؟

رئيس الوزراء الإثيوبي خلال استقبال الرئيس الصومالي في أديس أبابا (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس الوزراء الإثيوبي خلال استقبال الرئيس الصومالي في أديس أبابا (وكالة الأنباء الصومالية)
TT

رئيس الصومال في إثيوبيا... هل تذيب الزيارة الخلافات؟

رئيس الوزراء الإثيوبي خلال استقبال الرئيس الصومالي في أديس أبابا (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس الوزراء الإثيوبي خلال استقبال الرئيس الصومالي في أديس أبابا (وكالة الأنباء الصومالية)

زيارة رسمية للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى أديس أبابا، تلبية لدعوة من رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بهدف «تعزيز التعاون»، في ضوء «اتفاق أنقرة» الهادف لإنهاء الخلافات المتصاعدة بين البلدين منذ نحو عام.

تلك الزيارة التي تُعدّ الأولى بعد نحو شهر من توقيع إعلان تفاهمات بوساطة تركية في 11 ديسمبر (كانون الأول) الماضي يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أنها ضمن مساعي إذابة الخلافات ومحاولات التقارب على مستوى أعلى، متوقعين زيارة مماثلة من آبي أحمد إلى مقديشو لتعزيز مسار التوصل لتفاهمات تنهي الأزمات.

وأفادت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية (صونا)، السبت، بأن حسن شيخ محمود وصل إلى أديس أبابا، واستقبله آبي أحمد، مشيرة إلى أن الزيارة «تأتي عقب (اتفاق أنقرة) الذي توصل إليه البلدان أخيراً في تركيا، وتعكس مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين».

وسبق أن زار وفد حكومي صومالي، برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية، علي بلعد، أديس أبابا، الشهر الماضي، بهدف «متابعة تنفيذ اتفاق أنقرة وتعزيز العلاقات»، وفق ما ذكرته «صونا».

وأوائل الشهر الحالي، زارت وزيرة الدفاع الإثيوبية، عائشة موسى، الصومال، والتقت بنظيرها عبد القادر محمد نور، وحينها أعلنت مقديشو دراستها طلباً إثيوبياً لإعادة النظر في المشاركة بالبعثة الأفريقية الجديدة المقرر لها مطلع العام الحالي، بعد أشهر من رفض صومالي، نظراً للخلافات بشأن المذكرة، وفق وسائل إعلام محلية.

وتعهَّد الاتفاق الذي رعته تركيا، الشهر الماضي، بين الصومال وإثيوبيا، بإنهاء الخلاف والذهاب لمحادثات في نهاية فبراير (شباط) المقبل، بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي في غضون 4 أشهر، بمساعدة تركية، في ظل رفض مقديشو توقيع الحكومة الإثيوبية في يناير (كانون الثاني) 2024 اتفاقاً مبدئياً مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، تحصل بموجبه أديس أبابا على مَنفذ بحري يتضمن ميناء تجارياً وقاعدة عسكرية في منطقة بربرة لمدة 50 عاماً، مقابل اعتراف إثيوبيا بـ«أرض الصومال» دولة مستقلة.

وباعتقاد المحلل المتخصص في الشؤون الأفريقية، الدكتور علي محمود كلني، فإن تلك الزيارة «تظهر أن البلدين أصبحا أقرب من ذي قبل، وأن الخلافات خفت وتيرتها بينهما إلى حد بعيد، وأنهما يبحثان الآن عن حل دائم، وأن (اتفاقية أنقرة) يبدو أنها ما زالت فعالة».

ويرى أن تلك الزيارة انتقال من مستوى متوسط إلى أعلى بزيارة الرئيس الصومالي، مرجحاً أن ترى مقديشو قريباً وفداً من إثيوبياً مماثلاً يقوده آبي أحمد، بما يؤدي في النهاية إلى «اتفاق وحل بشأن الخلافات يبدو أنه سيكون مؤقتاً وغير نهائي».

جلسة مباحثات بين الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي في أديس أبابا (وكالة الأنباء الصومالية)

وبرأي المحلل السياسي في الشؤون الأفريقية، عبد الناصر الحاج، فإن توقيت الزيارة «يحمل عقداً تشاورياً مع آبي أحمد، بغرض تلطيف الأجواء المشحونة بينهما، بعد مناوشات عسكرية شنها جنود إثيوبيون موجودون بالصومال، الشهر الماضي، على القوات الصومالية المتمركزة في قاعدة بولاية غوبالاند، دون أن ينفصل ذلك عن طلب إثيوبيا المشاركة في البعثة الأفريقية الجديدة».

وترجح تلك التطورات أن تكون أنقرة «ضاعفت من جهودها في إنقاذ الاتفاق وعدم جاهزية مقديشو في الدخول بمواجهات حالياً مع إثيوبيا»، وفق الحاج، الذي لا يستبعد أن يقوم رئيس الوزراء الإثيوبي بزيارة مماثلة إلى مقديشو لمنح الاتفاقية كامل الشعور بالالتزام والثقة والمسؤولية من الجانب الإثيوبي.

وتأتي زيارة حسن شيخ محمود لأديس أبابا تزامناً مع عقد الاجتماع الأول للجنة الوزارية بين وزراء خارجية مصر بدر عبد العاطي، والصومال أحمد معلم فقي، وإريتريا عثمان صالح محمد، بالقاهرة، السبت، بهدف «تعزيز التعاون الإقليمي ودعم الأمن والاستقرار بالقرن الأفريقي»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وحمل عبد العاطي في مؤتمر صحافي مع نظيريه بالصومال وإريتريا، رسالة غير مباشرة لإثيوبيا قائلاً إنه «تم التأكيد خلال الاجتماع على أن أمن البحر الأحمر مرهون بإرادة الدول المشاطئة فقط، ولا يمكن على الإطلاق قبول أي وجود لأي دولة غير مشاطئة به سواء بوجود عسكري أو بحري».

وبحسب علي محمود كلني، فإن الزيارة لن تتأثر بمخرجات «الاجتماع الثلاثي» في القاهرة، باعتبار أن «هذا مسار، وذاك مسار آخر»، مضيفاً أن «قرار مصر بعدم السماح لإثيوبيا بالوصول إلى مياه البحر الأحمر ليس جديداً، وهي تقول ذلك في كل مرة، وإثيوبيا تعلم أن هذا غير ممكن من دون أن تكون مصر جزءاً منه، ودون موافقتها فعلياً».

في حين يتوقع الحاج أن الموقف المصري المعلَن برفض أي وجود لأي دولة غير مشاطئة على البحر الأحمر سيكون في حسبان إثيوبيا جيداً، لكنها «ستترك تقديرات المُضي في ذلك إلى طبيعة ما يتمخض من نتائج المحادثات بينها وبين الصومال»، مرجحاً أن «تجتهد إثيوبيا في إيجاد موطئ قدم لها على شاطئ البحر الأحمر، عبر نوعية الالتزامات الناتجة من مصفوفة (اتفاق أنقرة)، الذي لن تسمح تركيا بانهياره بأي حال من الأحوال».