في إطار الدعم السعودي للشعب السوداني ومساعدته لتجاوز الأزمة التي تمر بها بلادهم، وصلت إلى مطار بورتسودان الدولي بالسودان، يوم السبت، الطائرة الإغاثية السعودية السادسة، تحمل على متنها 30 طناً من السلال الغذائية والمواد الطبية.
ويأتي ذلك ضمن الجسر الجوي الإغاثي السعودي الذي يسيّره «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» لمساعدة الشعب السوداني، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتجسيداً للدور الإنساني النبيل الذي تقوم به السعودية تجاه الدول الشقيقة والصديقة.
«الهلال الأحمر المصري»
من جهة أخرى، وفي تعاون مصري مع الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بدأ «الهلال الأحمر المصري» في نقل 27 طناً من «إمدادات الرعاية الصحية الفورية لتعزيز مجهودات الحكومة المصرية على الحدود الجنوبية في مواجهة الأزمة السودانية».
وعقد «الهلال الأحمر المصري» مؤتمراً صحافياً موسعاً، السبت، بحضور نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي ونائب رئيس الهلال الأحمر المصري، والدكتور رامي الناظر، المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري، وكريستيان برجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي بمصر، وأليساندرو فراكاسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وذلك للإعلان عن الدعم المقدم لمواجهة الأزمة السودانية.
وفي كلمتها أمام المؤتمر، أكدت وزيرة التضامن المصرية أن «المنحة المقدمة تأتي تحت مظلة التعاون المشترك بين وزارة التضامن الاجتماعي والاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ضمن مشروع تعزيز القدرات المؤسسية والموارد البشرية، وأن تقديم المنحة لدعم جهود الهلال الأحمر المصري إزاء الأزمة السودانية يعكس التقدير والثقة اللذين أولاهما المجتمع الدولي للهلال الأحمر المصري لما يبذله من جهد في خدمة الإنسانية داخل وخارج مصر».
وأضافت القباج أن «أزمة اللاجئين الناجمة عن الحرب السودانية تعد ثالث أكبر أزمة لاجئين في العالم بعد سوريا وأفغانستان، ووفق ما أعلنته مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، فإن 63 في المائة من لاجئي جنوب السودان تقل أعمارهم عن 18 عاماً وغالبية النازحين من جنوب السودان من النساء والأطفال فراراً من العنف الدائر على الأراضي السودانية».
وأشارت إلى أن مصر بها «ما يقرب من 8 ملايين لاجئ من الدول المختلفة، حيث تضم أكبر عدد من اللاجئين على مستوى العالم، خاصة في السنوات الأخيرة، لذلك تنتظر الوزارة المزيد من الدعم لجهودها وجهود الهلال الأحمر المصري للدفع بمزيد من التدخلات الإغاثية والإنسانية والتموينية والحماية الاجتماعية ومتابعة وضع هذه الأسر، خاصة النساء والأطفال وكبار السن، وذلك بالشراكة مع الجهات المعنية».
بدوره، أوضح رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر السفير كريستيان برجر، أن «الاتحاد الأوروبي يلتزم ودوله الأعضاء بمساندة مصر والسودان في تلك الأوقات الصعبة»، مؤكداً العمل مع الشركاء على «مساعدة مصر في جهودها لضمان الاحتياجات الاجتماعية والصحية الأساسية للاجئين السودانيين، وإضافة إلى ذلك، قدم الاتحاد الأوروبي 200 ألف يورو لجمعية (الهلال الأحمر المصري) لمساعدة القادمين من السودان إلى مصر».
وأكد أليساندرو فراكاسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمصر، أن «البرنامج سيكرس مجهوداته لبناء وحماية سبل العيش للمجتمعات المضيفة والسودانيين في مصر»، مضيفاً أن الهدف الأول سيكون «تعزيز قدرات الحكومة والجهات المحلية المعنية لتقديم الخدمات الأساسية الحيوية للمتضررين».
من جانبه، قال الدكتور رامي الناظر، المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري، إنه «منذ بداية الأزمة السودانية، يوجد متطوعو الهلال الأحمر المصري على مدار الساعة على الحدود المصرية السودانية لتقديم خدمات الإغاثة الإنسانية والطبية للعابرين بما يتوافق مع مبادئ حركة الهلال الأحمر والصليب الأحمر».
وأضاف أن «الشراكة المصرية مع الجهات الدولية الفاعلة هذا الوقت الحرج شراكة استراتيجية وفعالة ستنعكس آثارها على تحقيق الاستفادة القصوى لجهود الهلال الأحمر المصري في الاستجابة للأزمة على الحدود المصرية».