قبائل ليبية تدعو لتشكيل حكومة «موحدة» تشرف على الانتخابات

«الأعلى للدولة» يرفض تكليف «النواب» رئيساً جديداً لهيئة مكافحة الفساد

صالح خلال لقائه عدداً من أعيان وحكماء ومشايخ المنطقة الغربية في القبة (المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب)
صالح خلال لقائه عدداً من أعيان وحكماء ومشايخ المنطقة الغربية في القبة (المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب)
TT

قبائل ليبية تدعو لتشكيل حكومة «موحدة» تشرف على الانتخابات

صالح خلال لقائه عدداً من أعيان وحكماء ومشايخ المنطقة الغربية في القبة (المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب)
صالح خلال لقائه عدداً من أعيان وحكماء ومشايخ المنطقة الغربية في القبة (المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب)

تصاعدت في ليبيا دعوات أطلقها سياسيون وزعماء قبائل لتشكيل حكومة «موحدة» تشرف على الانتخابات الرئاسية والنيابية المُنتظرة، وذلك على إثر إقالة فتحي باشاغا، رئيس الحكومة الموازية، بينما اعترضت لجنة المناصب السيادية بالمجلس الأعلى للدولة على قرار اتخذه مجلس النواب بشأن تكليف رئيس جديد لهيئة مكافحة الفساد، واعتبرته «مخالفاً للاتفاق السياسي».

وتبنى أعيان وحكماء ومشايخ بالمنطقة الغربية، خلال لقائهم عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، مساء أمس (الخميس)، بمدينة القبة (شرق)، ضرورة تشكيل حكومة «موحدة» تشرف على الاستحقاقات الانتخابية المنتظرة، مطالبين «بعدم إقصاء أي شخصية من الترشح للانتخابات».

واعتبر رمضان التويجر، القانوني والباحث السياسي الليبي، تشكيل حكومة موحدة «أمراً ممكناً في إطار التغييرات التي تشهدها المنطقة بشكل عام، وليبيا بشكل خاصة، لا سيما بعد إيقاف باشاغا» من قبل مجلس النواب، الثلاثاء الماضي.

فتحي باشاغا رئيس الحكومة الموازية المقال (الاستقرار)

وتمنى التويجر في حديثه إلى «الشرق الأوسط» على الأطراف الليبية أن «تكون جميع خطواتها وإجراءاتها محسوبة، بحيث يتم الانتقال بالبلاد من مرحلة الجمود السياسي إلى الاتجاه لتوحيد مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية»، مشدداً على ضرورة أن «تصبّ هذه التحركات في وحدة ليبيا واستقرارها، باعتبارها دولة كاملة السيادة، تقيم علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية».

وفي حضور عدد من نواب طرابلس، تم لقاء صالح بعدد من أعيان وحكماء ومشايخ المنطقة الغربية للمرة الأولى، وتم التباحث بحسب المكتب الإعلامي لصالح حول مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا. كما تناول اللقاء بحث «مطالب الشعب الليبي للوصول بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار، من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية»، معبرين عن دعمهم للتغيير من خلال الانتقال السلمي للسلطة، وتحقيق إرادة الشعب الليبي عبر صناديق الانتخابات.

وفي منتصف الأسبوع الماضي، أصدر مجلس النواب قراراً بتكليف معتوق اجديد، برئاسة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وهو ما اعتبرته لجنة المناصب السيادية بالمجلس الأعلى للدولة «آلية مخالفة» لمادة من الاتفاق السياسي الليبي، الموقع في الصخيرات المغربية، كما «يخالف» ما تم الاتفاق عليه في مدينة بوزنيقة المغربية.

من جلسة سابقة لمجلس النواب (المجلس)

وقالت اللجنة إن «الشخص الذي تم تكليفه لم يكن ضمن الأسماء المحالة إليها، وبالتالي فإن مجلس الدولة لن يتعامل مع هذا القرار»، ودعت مجلس النواب إلى «تحكيم لغة الحوار والتفاهم، والاتفاق للخروج من هذا الانسداد». وانتهت اللجنة إلى مناشدة رئاسة مجلسي النواب و«الدولة» المضي قدماً لإنهاء ملف المناصب السيادية وإتمامه، حسب الاتفاق السياسي واتفاق «بوزنيقة».

في شأن آخر، قالت الإدارة العامة لحماية البعثات الدبلوماسية في طرابلس، إنه «تمت السيطرة من قبل هيئة السلامة الوطنية على حريق مبنى السفارة المصرية»، منوهة بأن الحريق شب مساء (الخميس) «في الساحة الخارجية للمبنى المغلق، نتيجة ألعاب نارية أشعلت النيران في أوراق الشجر، لكن تم إخمادها دون إصابات بشرية أو خسائر مادية».

في شأن مختلف، قالت وزارة الاقتصاد والتجارة بحكومة الدبيبة، إن الوزير محمد الحويج، التقى في تركيا أمس (الخميس) بعض رجال الأعمال وأصحاب الشركات التركية؛ لمناقشة وضع الشركات التركية العاملة بدولة ليبيا.

وزير الاقتصاد والتجارة بحكومة الدبيبة خلال لقائه في تركيا بعض رجال الأعمال (وزارة الاقتصاد)

وقالت الوزارة، في بيان، إن اللقاء الذي حضره رئيس مجلس رجال الأعمال الليبي - التركي، مرتضى قرنفيل، تناول «تذليل الصعوبات لاستئناف الشركات التركية أعمالها في ليبيا، بما يتماشى مع خطة عمل حكومة «الوحدة الوطنية». وقال الحويج إن «نهوض الاقتصاد الليبي يكمن في تحقيق التعاون والتكامل مع القطاع الخاص والمشاركة الدولية»، مشدداً على ضرورة عقد اجتماع قريب في ليبيا، يضم الشركات التركية والاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة، ومجلس أصحاب الأعمال الليبي، إضافة إلى اتحاد الصناعة الليبية والجهات ذات العلاقة لبحث فرص التعاون والاستثمار».



الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.