يسود الترقب في لبنان بانتظار ما سينتج عن القمة العربية التي تعقد في المملكة العربية السعودية، حيث من المتوقع أن تكون أزمته حاضرة في الاجتماع، في وقت لا تزال فيه المباحثات الرئاسية تدور في الفلك نفسه مع تمسك كل فريق بمواقفه.
وسجّل اليوم (الأربعاء) لقاء بين رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قبيل ساعات من مغادرته إلى السعودية للمشاركة في القمة، حيث كانت الأزمة اللبنانية بتفرعاتها حاضرة في اللقاء بحسب ما لفتت مصادر نيابية مقربة من بري. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الأنظار تتجه إلى القمة العربية وما سيتمخض عنها، لا سيما لجهة لبنان حيث من المتوقع أن تصدر دعوة مباشرة للمسؤولين في لبنان للإسراع بانتخاب رئيس وما يرتبط بها من تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وإنجاز التعيينات وغيرها. ومع إشارة المصادر إلى بعض الأجواء الإيجابية التي أحاطت بالملف الرئاسي في الأيام الأخيرة، اعتبرت أن «المشهد قد يتضح أكثر بعد انتهاء الاجتماع ومدى حضور لبنان في لقاء الرؤساء العرب».
يأتي ذلك في وقت لا يزال يحاول فيه الأفرقاء المعارضون التوصل إلى اتفاق على مرشح رئاسي واحد، وهو ما لم ينجحوا به حتى الساعة نتيجة عدم حسم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل قراره.
وهذا الموضوع كان حاضراً خلال زيارة قام بها رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل على رأس «وفد كتائبيّ» إلى مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان في دار الفتوى الأربعاء. وأكد الجميل بعد اللقاء «الحرص على انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن»، مؤكداً «أننا غير مستعدين لتأمين النصاب (في البرلمان) لانتصار فريق (حزب الله) على جميع اللبنانيين وتكريسه مرجعية تصنع الرؤساء والوزراء والحكومات والمجالس النيابية».
وفيما لفت إلى أنه «كانت مناسبة لاستذكار المفتي الراحل حسن خالد الذي استشهد بسبب مواقفه الوطنية وتمسكه بسيادة لبنان»، أشار إلى أنهم وضعوا المفتي بـ«كل أجواء الاتصالات التي نقوم بها وأين وصلنا في المعركة الرئاسية، وأكدنا حرصنا على انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن». وأضاف: «الإسراع شيء والاستسلام شيء آخر ولا شيء يبررهما، ونحن لن نستسلم ولن نترك بلدنا في الواقع الحالي، وبالتالي نرفض الضغط علينا وأن يجرنا الإسراع إلى الاستسلام، في حين أن الإسراع يجب أن يؤدي بنا إلى قبول الآخر وتفهمه والتوصل إلى مرشح قادر على جمع اللبنانيين وهذا ما نطلبه».وأكد استعدادهم لـ«النزول إلى جلسة وطرح كل الأسماء المقبولة من جميع الأطراف وانتخاب رئيس»، لكنه رفض «فرض اسم مرشح طرف علينا، ونحن لسنا مستعدين لتأمين نصاب لانتصار فريق حزب الله على جميع اللبنانيين وتكريسه مرجعية تصنع الرؤساء والوزراء والحكومات والمجالس النيابية، وفي حال تم التراجع عن هذا المنطق فلنذهب جميعا إلى المجلس النيابي ولنصوت لأي مرشح من المرشحين المقبولين وسنهنئ أي رئيس يتم انتخابه ديمقراطيًا بالمجلس خارج منطق الفرض والتعطيل والتهديد».
اقرأ أيضاً
وردًا على سؤال حول تأخر المعارضة في اختيار مرشحها للرئاسة، ذكّر الجميّل بأن مرشح المعارضة هو ميشال معوض أما مرشح «حزب الله» فهو سليمان فرنجية، مضيفًا: «فلنطرح أسماء أخرى للوصول إلى نتيجة، أسماء تكون مقبولة من الاثنين لفتح صفحة جديدة خالية من منطق الفرض ولكن إن بقي مرشحهم واستبدلنا مرشحنا فما الإفادة؟ نقول اليوم إننا مستعدون للانتقال إلى مرحلة التقاطع على أسماء مقبولة من الطرفين، وليس المطلوب سحب ترشيح معوض والإبقاء على فرنجية».
وعما إذا كانت هناك ثقة برئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ذكّر الجميل بأنه وقف ضد التسوية لإيصال ميشال عون إلى الرئاسة، وقال «اليوم لسنا في موقع القيام بتحالفات سياسية وإجراء امتحان ثقة، فالتيار الوطني الحر يرفض انتخاب فرنجية ونحن نرفض ذلك أيضًا، والمطروح اليوم هل ممكن على هذين الطرفين التقاطع على اسم مشترك، ولغاية الآن الحوار قائم ولم نصل إلى نتيجة حتى الساعة وموضوع الثقة غير مطروح اليوم ولكن يمكن أن نصل إلى هذا المكان في حال قرروا أن يأخذوا خيارات في السياسة مختلفة على سابقاتها، ولكن هذا مختلف عن الواقع اليوم فالتيار لم يغيّر تموضعه السياسي ولا يزال يدعم سلاح المقاومة وحزب الله».
انتخابات بعيدة
في المقابل، اعتبر النائب عبد الرحمن البزري «انتخابات رئيس الجمهورية لا تزال بعيدة المنال على الرغم من الدفع العربي والإقليمي والحراك الداخلي القائمين».
وقال في حديث إذاعي إن الاتصالات الداخلية الجارية بين أكثر من طرف، لم تتمكن حتى الآن من إحداث أي اختراق حقيقي، في أفق الأزمة السياسية التي لا تزال على ما هي عليه، معتبرا أن «أزمة الشغور ليست مسيحية - مسيحية، بل هي لدى كل الأطراف»، داعيا الجميع إلى «الذهاب باتجاه إيجاد حلول أكثر وسطية للخروج من الفراغ».