المحكمة العليا تأمر بإطلاق خان فوراً

بعد انتشار الجيش الباكستاني في العاصمة لوقف الاحتجاجات

صورة أرشيفية لعمران خان (د.ب.أ)
صورة أرشيفية لعمران خان (د.ب.أ)
TT

المحكمة العليا تأمر بإطلاق خان فوراً

صورة أرشيفية لعمران خان (د.ب.أ)
صورة أرشيفية لعمران خان (د.ب.أ)

أبطلت المحكمة العليا في باكستان، الخميس، توقيف رئيس الوزراء السابق، عمران خان، بعدما أثار احتجاجات عنيفة في سائر أنحاء البلاد. وقال رئيس المحكمة العليا، عمر عطا بانديال، الذي نظر في استئناف قدّمه محامو خان احتجاجاً على توقيفه الثلاثاء في قضية فساد من قبل جهاز مكافحة الفساد: «اعتقالك باطل، وتحتاج العملية برمتها إلى إعادة نظر». وكان عمران خان أُحضر أمام المحكمة بناء على أوامر رئيس المحكمة القاضي عمر عطا بانديال في وقت سابق أمس. وجاء توقيف خان الثلاثاء بعد أشهر من أزمة سياسية أدت إلى إطلاق رئيس الوزراء السابق حملة ضد الجيش الذي يحظى بنفوذ واسع في البلاد.

الشرطة توقف مؤيدة لعمران خان في كراتشي الخميس (أ.ب)

وأثار توقيف خان وحبسه غضب مؤيديه من حزبه «حركة الإنصاف». وعلى مدى يومين، خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في باكستان للاحتجاج؛ حيث اندلعت اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن. وقتل تسعة أشخاص على الأقل في حوادث مرتبطة بالمظاهرات، كما أعلنت الشرطة ومصادر طبية. وأصيب مئات من عناصر الشرطة، وتم اعتقال أكثر من ألفي شخص في مختلف أنحاء البلاد معظمهم في إقليمي البنجاب وخيبر باختونخوا، وفقاً للشرطة.

حاجز للشرطة خارج المقر الذي أوقف فيه عمران خان في إسلام آباد الخميس (رويترز)

كما أوقف سبعة مسؤولين على الأقل من قيادة «حركة الإنصاف» بتهمة تنظيم المظاهرات، من بينهم شاه محمود قرشي، الذي شغل منصب وزير الخارجية في حكومة خان، وزعيمان بارزان آخران في حزب «حركة الإنصاف»، هما أسد عمر وفؤاد شودري. وانتشرت الشرطة مستخدمة الهراوات ودروع مكافحة الشغب الخميس لمنع أي اضطرابات أخرى. وحث المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الخميس قوات الأمن الباكستانية على «ضبط النفس»، وطلب من المتظاهرين «الامتناع عن العنف». وكتب تورك على موقع «تويتر» أن «حرية التعبير والتجمع السلمي ودولة القانون عناصر أساسية لتسوية الخلافات السياسية»، مضيفاً أن «القوة غير المتناسبة لا مكان لها»، على خلفية تواصل اعتقال مؤيدين لعمران خان. وكانت الحكومة وافقت الأربعاء على نشر الجيش في إقليمين أحدهما البنجاب - يضم أكبر عدد من السكان - وفي العاصمة لإعادة فرض الأمن. كذلك، أمرت وزارة الداخلية بقطع خدمات الإنترنت، وفرضت قيوداً على الاطلاع على شبكات التواصل الاجتماعي: «تويتر» و«فيسبوك» و«يوتيوب»، كما أعلنت وكالة الاتصالات الباكستانية.

الشرطة تعتقل مؤيدين لعمران خان في إسلام آباد الخميس (أ.ف.ب)

كما أمرت السلطات بإغلاق المدارس في كل أنحاء البلاد وإلغاء امتحانات نهاية السنة. وعمران خان، نجم الكريكت الدولي السابق الذي تولى رئاسة الحكومة من 2018 إلى 2022، لا يزال يحظى بشعبية كبرى في باكستان ويقول إن عشرات القضايا المرفوعة ضده بعد إزاحته عن الحكم هي جزء من حملة تقوم بها الحكومة والجيش لمنعه من العودة إلى السلطة. وانتقاد الجيش أمر نادر في باكستان حيث يحظى قادته بنفوذ واسعة في السياسة الداخلية والخارجية.

الرأي


مقالات ذات صلة

غوتيريش يطلق مبادرة لجعل الأمم المتحدة «أكثر كفاءة» ماليا

العالم الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش خلال تقديمه مبادرة «الأمم المتحدة 80» (د.ب.أ)

غوتيريش يطلق مبادرة لجعل الأمم المتحدة «أكثر كفاءة» ماليا

أطلق الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء عملية مراجعة داخلية تهدف لجعل المنظّمة الدولية «أكثر كفاءة» في ظلّ الصعوبات المالية المزمنة.

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة)
العالم اجتماع لمجلس الأمن الدولي (صور الأمم المتحدة)

أميركا ملتزمة بالضغوط القصوى لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي

قالت بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة اليوم الأربعاء إن واشنطن ملتزمة بمواصلة تنفيذ استراتيجية «الضغوط القصوى» التي ينتهجها الرئيس دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم أحد الأحياء في شوارع مدينة عدن (رويترز)

الأمم المتحدة: 6.2 مليون امرأة وفتاة باليمن يواجهن مخاطر العنف في 2025

قال صندوق الأمم المتحدة للسكان إن 6.2 مليون امرأة وفتاة عرضة لمخاطر العنف في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم مقر الأمم المتحدة في نيويورك (رويترز)

مع مرور 80 عاماً على تأسيسها... الأمم المتحدة تسعى لخفض الإنفاق وسط أزمة نقدية

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، إن الأمم المتحدة تبحث عن طرق لتحسين الكفاءة وخفض التكاليف مع مرور 80 سنة على تأسيسها هذا العام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)

كيف تساهم السعودية في مكافحة الجوع على المستوى الدولي؟

تستمر الجهود السعودية لمكافحة الجوع في العالم في وقتٍ يواجه فيه 343 مليون شخص حول العالم جوعاً حاداً إذ أنفقت ما يربو على ملياري دولار خلال عقدين.

غازي الحارثي (الرياض)

دوتيرتي يصل إلى لاهاي للمثول أمام «الجنائية الدولية»

TT

دوتيرتي يصل إلى لاهاي للمثول أمام «الجنائية الدولية»

يحمل أنصار الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي أعلاماً ولافتات خلال مظاهرة خارج مركز احتجاز المحكمة الجنائية الدولية بالقرب من لاهاي (أ.ب)
يحمل أنصار الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي أعلاماً ولافتات خلال مظاهرة خارج مركز احتجاز المحكمة الجنائية الدولية بالقرب من لاهاي (أ.ب)

أعلن الرئيس الفيليبيني السابق، رودريغو دوتيرتي، أنه «يتحمل مسؤولية» أفعاله، وتعهد حماية الشرطة والجيش لدى وصوله إلى هولندا، اليوم (الأربعاء)، لمواجهة قضية أمام المحكمة الجنائية الدولية تتعلق بحملته الدامية على المخدرات.

وأعلنت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم، أنها تسلمت دوتيرتي، وقالت المحكمة الجنائية الدولية، ومقرها لاهاي، إن هناك «أسباباً معقولة» للاعتقاد بأن دوتيرتي ارتكب جريمة ضد الإنسانية، تتمثل في القتل، باعتباره «شريكاً غير مباشر» خلال حملة لمكافحة المخدرات، تقدر منظمات حقوق الإنسان أنها خلّفت عشرات آلاف القتلى.

وقالت المحكمة، في بيان، إنها وفّرت «كإجراء وقائي مساعدة طبية» في المطار لدوتيرتي، بما يتوافق مع الإجراءات المعتادة المتبعة عند وصول أي مشتبه به.

وقبيل وصوله إلى هولندا، قال دوتيرتي في مقطع فيديو نُشر على صفحته الشخصية على «فيسبوك» وصفحة أحد مستشاريه المقربين: «أنا من قاد قوات إنفاذ القانون والجيش. قلت إنني سأحميكم وسأتحمل المسؤولية عن كل هذا».

وأضاف الرجل البالغ 79 عاماً، وهو أول رئيس دولة آسيوي سابق يواجه اتهامات أمام المحكمة الجنائية الدولية: «لقد كنت أبلغ الشرطة والجيش أن هذه وظيفتي، وأنني المسؤول».

وتابع: «ستكون هذه إجراءات قانونية طويلة، ولكن أقول لكم إنني سأستمر في خدمة الوطن، فليكن».

وهبطت طائرة فلبينية تقل دوتيرتي، في روتردام، في وقت سابق اليوم، بعد إقلاعها من مانيلا؛ تمهيداً لتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.

واعتقلت السلطات دوتيرتي، الذي تولى رئاسة الفلبين من 2016 إلى 2022، في وقت مبكر من صباح أمس (الثلاثاء) في مانيلا، ما يمثل أكبر خطوة حتى الآن في تحقيق تجريه المحكمة الجنائية الدولية في جرائم ضد الإنسانية، قيل إنها ارتكبت خلال حملة لمكافحة المخدرات أسفرت عن مقتل الآلاف وأثارت تنديداً دولياً.

وقد يصبح دوتيرتي (79 عاماً) أول رئيس دولة آسيوي سابق يمثل أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وتقول مذكرة الاعتقال، التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، إن دوتيرتي بصفته رئيساً شكَّل وموَّل وسلَّح «فرق موت» نفّذت جرائم قتل بحقّ مَن اعتبروا متعاطين للمخدرات ومتاجرين فيها، في إطار حربه على المخدرات.

وسيمثل دوتيرتي أمام أحد القضاة خلال الأيام المقبلة، وستقرأ عليه التهم في المحكمة.

ويتهمه ممثلو الادعاء بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بسبب هجمات ممنهجة أدّت إلى عشرات جرائم القتل.

وتجمع نحو 20 متظاهراً مناهضاً لدوتيرتي أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي رافعين لافتات، منها لافتة كُتب عليها: «نطالب بالعدالة والمساءلة، رودريغو دوتيرتي مجرم حرب!».

وحمل أحد المتظاهرين قناعاً كبيراً من الورق المقوى يُصوّر دوتيرتي على هيئة مصاص دماء.

كما تجمع عدد من المتظاهرين المؤيدين لدوتيرتي عند مبنى المحكمة. وترى عائلات ضحايا الحرب على المخدرات في الفلبين أن اعتقال دوتيرتي أحيا الآمال في تحقيق العدالة.

سيارة إسعاف تغادر مطار روتردام لاهاي بعد هبوط الطائرة التي تقل الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي (أ.ف.ب)

«لحظة مهمة للضحايا»

من جهته، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، اليوم، إن توقيف الرئيس الفيليبيني السابق يمثل لحظة مهمة لضحايا «حربه على المخدرات».

وأضاف، في بيان، أن تنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة «أمر مهم للضحايا. إنه يعني الكثير، على ما أعتقد، للضحايا».

وتابع خان: «يقول كثيرون إن القانون الدولي ليس بالقوة التي نتمناها، وأنا أتفق معهم. ولكن كما أكدت مراراً، فإن القانون الدولي ليس بالضعف الذي يظنه البعض».

وقال: «عندما نتعاون... يمكن لسيادة القانون أن تسود».