البرلمان التونسي يعلن تشكيل 6 كتل متنوعة

نائبة تدعو إلى حل حركة «النهضة»... وتصنيفها «تنظيماً إرهابياً»

صورة لاجتماع أعضاء البرلمان التونسي (موقع البرلمان التونسي على «فيسبوك»)
صورة لاجتماع أعضاء البرلمان التونسي (موقع البرلمان التونسي على «فيسبوك»)
TT

البرلمان التونسي يعلن تشكيل 6 كتل متنوعة

صورة لاجتماع أعضاء البرلمان التونسي (موقع البرلمان التونسي على «فيسبوك»)
صورة لاجتماع أعضاء البرلمان التونسي (موقع البرلمان التونسي على «فيسبوك»)

أعلن إبراهيم بودربالة، رئيس البرلمان التونسي المنبثق من الانتخابات البرلمانية، التي أُجريت نهاية السنة الماضية في دورها الأول وبداية هذه السنة في دورها الثاني، تركيبة الكتل النيابية وحصصها، وحصّة غير المنتمين في المسؤوليات داخل مكتب المجلس، وفي عضوية اللجان البرلمانية.

وبعد انتهاء آجال إيداع الملفات المتعلّقة بتكوين الكتل البرلمانية، يوم الأربعاء، تم إعلان تشكيل 6 كتل برلمانية، منها 5 «تقنية»، وواحدة فقط «حزبية»، وتشمل قائمة هذه الكتل، كتلة «صوت الجمهورية» (حزبية)، وهي مكونة من 25 نائباً، و«الكتلة الوطنية المستقلة»، التي تضم 21 نائباً برلمانياً، وكتلة «الأمانة والعمل» المكونة من 21 نائباً أيضاً، إضافة إلى كتلة «الأحرار» التي تضم 19 نائباً، وكتلة «لينتصر الشعب» التي تضم في صفوفها 16 نائباً، وكتلة «حركة الشعب وحزب الوطد»، التي تضم 15 نائباً. بينما أبقى 36 نائباً على استقلاليتهم تجاه هذه الكتل البرلمانية، ومن المنتظر تعيين مَن سيتحدث باسمهم ومَن يمثلهم في اللجان البرلمانية.

وينص النظام الداخلي للبرلمان التونسي الجديد على ألا يقل عدد أعضاء أية كتلة برلمانية عن 15 عضواً، ويُمنع التنقل من كتلة إلى أخرى بوصفه إجراءً لمنع ظاهرة «السياحة الحزبية» التي ميزت حقبة ما قبل 25 يوليو (تموز) 2021.

واستنكر بودربالة التصريحات، التي اعتبرت هجوم جربة «معاداة للسامية»، ودعا أصحاب هذه التصريحات إلى تعديل مواقفهم، مؤكداً أن «تماسك مؤسّسات الدولة وجاهزيتها سيكونان سدّاً منيعاً ضد كل عمليات التخريب، التي تستهدف كلّ التونسيين، الذين لهم الحقوق والواجبات نفسها، ولا مجال للبعض ممّن سولت له نفسه القول إن تلك العملية هي معاداة السامية»، مضيفاً أن «إخواننا اليهود يعيشون بيننا بكلّ طمأنينة».

رئيس البرلمان التونسي ونائباه (موقع البرلمان التونسي على «فيسبوك»)

في السياق ذاته، خصص نواب البرلمان جزءاً مهماً من مداخلاتهم لإدانة العملية الإجرامية، التي عرفتها جزيرة جربة، ودعا بعضم إلى مراجعة التعيينات التي حدثت خلال العشر سنوات الماضية، ملوحين إلى إمكانية اندساس عناصر أمنية ذات أفكار متطرفة داخل المؤسسة الأمنية.

وبهذا الخصوص، دعت فاطمة المسدي، البرلمانية التي كانت نائبة عن حزب «نداء تونس»، إلى تحميل مسؤولية الهجوم الإجرامي الأخير إلى قيادات حركة «النهضة»، كما دعت إلى حلها، وتصنيفها تنظيماً إرهابياً.

النائبة فاطمة المسدي دعت إلى تحميل قيادات حركة «النهضة» مسؤولية الهجوم الإجرامي الأخير على جربة (إ.ب.أ)

ويرى متابعون للشأن البرلماني في تونس، أن البرلمان التونسي الجديد يساند في مجمل تركيبته مسار «25 يوليو» 2021، الذي قاده الرئيس التونسي قيس سعيد، وتمخض عن تخلص تدريجي من منظومة الحكم، التي كانت حركة «النهضة» تتزعمها، غير أن ضعف تمثيليته الشعبية، اعتماداً على نتائج الانتخابات البرلمانية التي شارك فيها 11.4 في المائة فقط من إجمالي الناخبين، سيحد من صلاحياتها، خصوصاً في ظل ضبابية الفصل بين السلطات، وعودة تونس إلى نظام رئاسي تتركز السلطة فيه لدى رئيس الجمهورية، بدلاً من النظام البرلماني المعدل السابق، الذي أوكل لها مهمة مراقبة عمل الحكومة، ومكّنها من إمكانية سحب الثقة منها.



مسؤولون مصريون سابقون يدرسون تدشين «حزب جديد» استعداداً للانتخابات البرلمانية

الفعالية التي نظمها «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» في القاهرة (الاتحاد)
الفعالية التي نظمها «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» في القاهرة (الاتحاد)
TT

مسؤولون مصريون سابقون يدرسون تدشين «حزب جديد» استعداداً للانتخابات البرلمانية

الفعالية التي نظمها «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» في القاهرة (الاتحاد)
الفعالية التي نظمها «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» في القاهرة (الاتحاد)

من رَحِم «اتحاد القبائل والعائلات المصرية»، يدرس مسؤولون مصريون سابقون، وشخصيات عامة، تدشين حزب «سياسي جديد»، استعداداً للمنافسة في الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها العام المقبل، ليكون الحزب الوليد «الصوت السياسي» للاتحاد الذي يرأسه رجل الأعمال السيناوي، إبراهيم العرجاني.

وأثار «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» جدلاً في الساحة السياسية المصرية منذ إعلان تأسيسه في مايو (أيار) الماضي، برئاسة العرجاني، الذي سبق أن استعانت به السلطات المصرية في حربها ضد «التنظيمات الإرهابية» بشمال سيناء.

وحسب مصدر برلماني تحدث لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم ذكر اسمه، فإن «اتحاد القبائل الذي تشكّل في الأساس بوصفه جمعية أهلية يرغب في لعب دور سياسي». وقال: «يجري الآن الإعداد لتشكيل حزب جديد يكون الصوت السياسي للاتحاد ويشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة». لافتاً إلى أن «رئيس البرلمان السابق علي عبد العال، ووزير الإسكان السابق عاصم الجزار مرشحان لرئاسته».

ومن المقرر إجراء انتخابات مجلس النواب المصري (البرلمان) في نهاية عام 2025، قبل 60 يوماً من انتهاء مدة المجلس الحالي في يناير (كانون الثاني) 2026؛ وذلك تطبيقاً لنص المادة 106 من الدستور المصري.

وتحدث البرلماني المصري السابق، القيادي في حزب «المصريين الأحرار»، عاطف مخاليف، عن «عقد اجتماع أولي، لدراسة خطوة تأسيس حزب سياسي جديد، من رَحِم اتحاد القبائل المصرية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «شارك في الاجتماع العرجاني، و10وزراء سابقين، كان من بينهم وزير الإسكان السابق عاصم الجزار، ووزير الزراعة السابق السيد القصير، ووزيرة التضامن السابقة نيفين القباج»، إلى جانب «برلمانيين حاليين وسابقين، كان من بينهم رئيس مجلس النواب السابق، علي عبد العال».

وأوضح مخاليف، الذي حضر الاجتماع، أن «الحزب الجديد، يسعى للمنافسة في الانتخابات البرلمانية وفق برنامج يجري إعداده حالياً»، مشيراً إلى أنه «من المقرر عقد اجتماع آخر قريباً لمناقشة الصيغة القانونية لتأسيس الحزب، وجمع توكيلات من المؤسسين، والاتفاق على اسم الحزب، والهيئة التأسيسية له».

ويشترط قانون الأحزاب المصري، تقديم إخطار للجنة شؤون الأحزاب (لجنة قضائية)، مصحوباً بتوكيلات 5 آلاف عضو من المؤسسين على الأقل، على أن يكونوا من 10 محافظات على الأقل، بما لا يقل عن 300 عضو من كل محافظة، ويعدّ الحزب مقبولاً بمرور 30 يوماً على تقديم إخطار التأسيس دون اعتراض لجنة شؤون الأحزاب عليه.

جانب من حضور فعالية «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» بالقاهرة ويظهر في الصورة علي عبد العال وعاصم الجزار (الاتحاد)

ولم يعلن «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» رسمياً حتى الآن عن رغبته في تأسيس الحزب، وأشار في بيان نشره عبر صفحته على «فيسبوك»، إلى «تنظيم فعالية كبرى» في القاهرة، مساء الثلاثاء، «في إطار دوره الوطني والمجتمعي، جمعت تحت مظلتها نخبة من القيادات الشعبية وقيادات الاتحاد، إلى جانب ممثلي القبائل والعائلات من مختلف المحافظات؛ بهدف تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ القيم المجتمعية»، ظهر من بينهم الجزار، والقصير، والقباج، وعبد العال.

وقال الاتحاد، إن اللقاء شهد «تسليط الضوء على الجهود الرامية للاتحاد، بما يشمل مجالات سياسية والمساهمة في دعم المشروعات التنموية الكبرى».

وبحسب نائب رئيس «اتحاد القبائل والعائلات المصرية»، أحمد رسلان، فإن «الاجتماع الذي عُقد في القاهرة أخيراً، كان اجتماعاً تنظيمياً للاتحاد، ولم يناقش أمر تأسيس حزب سياسي»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الاجتماع ناقش ترتيبات الاتحاد خلال الفترة المقبلة».

وأثارت الأنباء المتعلقة بعزم «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» تأسيس حزب سياسي، تساؤلات بشأن طبيعة الحزب، ودوره في المرحلة المقبلة، لا سيما أن «رؤية الحزب الجديد وبرنامجه لم يتحددا بعد»، وفق مخاليف الذي أشار إلى أن «الحزب سيتبنى فكراً قومياً وسطياً، ولن ينحاز إلى آيديولوجيا سياسية معينة».

وكان «اتحاد القبائل والعائلات المصرية»، أعلن، عند تأسيسه، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيساً شرفياً له، وقال إنه يستهدف «دعم عملية البناء والتنمية» في البلاد. وشهد السيسي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، احتفالية نظمها الاتحاد بمناسبة الذكرى الـ51 لـ«انتصارات أكتوبر» 1973.

تلسكوب برج القاهرة يمنحك رؤية بانورامية للقاهرة (الهيئة العامة للاستعلامات)

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور مصطفى كامل السيد، أن «فكرة تأسيس الحزب، تخالف القانون المصري، الذي يحظر إقامة أحزاب على أساس طائفي أو طبقي أو ديني»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «الحزب لن يشكل إضافة؛ كون فلسفته قائمة على دعم الرئيس، وهي فكرة تجسدها أحزاب أخرى قائمة بالفعل».

وبينما أكد مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر، الدكتور عمرو الشوبكي، «مشروعية الفكرة من حيث المبدأ»، تساءل في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، عن «مدى الحاجة إلى حزب جديد مؤيد للرئيس، في ظل وجود أحزاب شبيهة»، مشيراً إلى أن «صيغة إنشاء الأحزاب في مصر تحتاج إلى مراجعة حتى تتمكن من إفراز كوادر سياسية حقيقية لها أرضية شعبية».

ويبلغ عدد الأحزاب المشهرة قانوناً في مصر نحو 87 حزباً سياسياً، وفق الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهوري» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

من جانبه، أكد رئيس حزب «المصريين الأحرار»، عصام خليل، لـ«الشرق الأوسط» أن التحدي الأساسي أمام الحزب الجديد، يكمن في «قدرته على التأثير في الشارع»، راهناً نجاح الحزب الوليد بـ«عدد المقاعد التي سيحصدها في البرلمان المقبل».

وعدّ المتحدث باسم حزب «حماة الوطن»، عمرو سليمان، الحزب الجديد «إثراءً للتنافس السياسي». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «ظهور أحزاب جديدة، أمر طبيعي مع قرب الاستحقاق البرلماني».