أجمعت شخصيات سياسية مغربية على الإشادة بخصال الراحل عبد الواحد الراضي، رئيس مجلس النواب المغربي الأسبق، والأمين العام الأسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وذلك بمناسبة حفل تأبين نظّم مساء أمس بمناسبة الذكرى الأربعين لوفاته، في مقر المكتبة الوطنية بالرباط.
وقالت السفيرة لمياء الراضي، ابنة الراحل، في كلمة بالمناسبة إن والدها كان «أباً للجميع»، وحريصاً على الوحدة وضد التفكك، وتحدثت عن مدى صعوبة لحظة تأبين والدها، وحيرتها في الحديث عنه بصفته أباً، أو الرجل الوطني الاتحادي الوفي، وقالت إن والدها «كان مؤمناً دوماً بأن قوة المغرب في تنوعه ووحدته، ويؤمن بأن العمل الحزبي والسياسي ينتج ويتطور ويتقدم بالوحدة وتماسك مكوناته».
وأضافت السفيرة الراضي أن والدها حرص على كتمان كثير من الأسرار بصمته الصوفي، وأنه كان يقول مراراً: «سيدفن معي كثير من الأسرار». لكنّ سراً واحداً هو الذي قالت لمياء إنها عرفته، وهو قول والدها إن «الحزب قبل العائلة والوطن قبل كل شيء».
وحضر الحفل التأبيني كثير من الشخصيات الحزبية من الأغلبية والمعارضة، فضلاً عن قياديي ومناضلي حزب الاتحاد الاشتراكي، وعدد من السفراء الأجانب، ورؤساء مؤسسات دستورية.
من جهته، قال إدريس لشكر الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية: «تقبلنا الفاجعة بقلوب مؤمنة، لنترحم على روحه الطاهرة، ونستحضر خصاله ومناقبه المتعددة بوصفه رجل دولة من العيار الكبير، وبوصفه مناضلاً وفيّاً لمبادئه وقيمه الاشتراكية». ووصف لشكر الراضي بأنه «رجل وطني مكافح من أجل أن تبزغ شمس الاستقلال، ومناضل تقدمي راهن على تطور المغرب، وكان مؤمناً بأن رياح المستقبل ستحمل معها نسائم الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية». مضيفا أن الراضي كان شاهداً على مسار التحولات الكبرى التي عرفها المغرب، وفاعلاً سياسياً أسهم مع رفاقه في جزء مهم من تاريخ المغرب المعاصر منذ مرحلة مناهضة الاستعمار الفرنسي ونيل الاستقلال.
واعتبر لشكر أن الراحل الراضي «ذاكرة وطنية ثرية»، تقاسم مع أمثال المهدي بن بركة، وعبد الله إبراهيم، وعبد الرحيم بوعبيد، وعبد الرحمن اليوسفي، دروب النضال.
ويعتبر الراضي من أقدم أعضاء مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، حيث انتخب نائباً في أول انتخابات تشريعية عرفها المغرب سنة 1963، وبقي محافظا على مقعده النيابي طيلة سنوات حياته حتى وفاته قبل نحو شهر.
في سياق ذلك، ألقى رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، كلمة قال فيها إن المغرب فقد برحيل عبد الواحد الراضي ركيزة أساسية في العمل البرلماني المغربي، مشيرا إلى أن الراضي دافع دائما عن الشرعية مهما كانت السياقات، وكان من بين الشخصيات السياسية التي حظيت بثقة الملك الراحل محمد الخامس والملك الراحل الحسن الثاني، وأيضا ثقة العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وأشار العلمي إلى أن الراضي ترأس مجلس النواب لولايتين ونصف، وترأس عدداً من المنظمات البرلمانية الدولية، منها رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، وأنه كان مدافعا شرسا عن القضايا الحيوية للبلاد. وجرى بالمناسبة تنظيم معرض لصور عبد الواحد الراضي، يبرز مسار الراحل بالصور منذ النشأة، مرورا بمراحله السياسية والنضالية.