قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن اللقاء بين الرئيسين رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد سيكون الخطوة التالية لاجتماع وزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا وإيران في موسكو الأربعاء، مرجحاً أن يعقد اللقاء خلال العام الحالي.
وتناول جاويش أوغلو، في تصريحات (الاثنين)، خريطة طريق تطبيع العلاقات بين بلاده وسوريا قبل 48 ساعة من اجتماع وزراء الخارجية الرباعي في موسكو. وقال إن «المرحلة التالية هي لقاء للرئيسين. آمل ألا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً، سيجري اللقاء خلال العام الحالي».
ويعقد اجتماع وزراء الخارجية في موسكو، والذي يأتي بعد اجتماع لوزراء الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات في الدول الأربع الذي عقد في موسكو في 25 أبريل (نيسان) الماضي، في ظل استمرار التباين في موقفي أنقرة ودمشق بشأن انسحاب القوات التركية من شمال سوريا، حيث أكدت تركيا رفضها الشروط المسبقة، ورأت أن الانسحاب يجب أن يكون هو الخطوة الأخيرة بعد تحقيق الاستقرار في سوريا «المجزأة حالياً».
وسبق أن أكد إردوغان استعداده لقاء الأسد، مشيراً إلى أنه بحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خريطة الطريق حول سوريا التي تقضي بإجراء لقاء بين رئيسي البلدين، لكن يجب أن تجري قبله اجتماعات على مستوى وزراء الدفاع وأجهزة المخابرات ووزراء الخارجية.
وعُقدت الاجتماعات المدرجة ضمن مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق، التي ترعاها روسيا وتشارك فيها إيران، باستثناء اجتماع وزراء الخارجية الذي سيعقد الأربعاء في موسكو. لكن الرئيس السوري، بشار الأسد، أعلن أنه لن يلتقي إردوغان قبل الاتفاق على انسحاب القوات التركية من سوريا.
وحذر جاويش أوغلو، في تصريحات سابقة (السبت)، من «خطر تقسيم سوريا، وحدوث موجة هجرة بسبب الوضع الاقتصادي السيئ في الداخل».
وقال: «نتوقع أن يصبح المشهد في سوريا معقداً وصعباً للغاية في المستقبل، انخرطنا في التعامل مع حكومة النظام لنرى... لا يمكننا استباق الأمور بشأن ما سنتفق عليه في اجتماعنا».
وأكد أن «على الإدارة السورية الإجابة عن هذا السؤال بوضوح: هل ما زالت تؤمن بالحل العسكري أم بإمكانية الحل السياسي؟ لا يوجد حل وسط بينهما... الحل العسكري مستحيل، إذا اتخذ النظام موقفاً مؤيداً للحل السياسي فستزداد احتمالية إيجاد حل، أما إذا رفض وقرر الاستمرار في محاربة الجميع مهما كلفه الأمر، فإن الحل سيستغرق عقوداً».
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق إزاء مسألة مكافحة الإرهاب، و«حزب العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له، والعودة الآمنة والكريمة والطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم، والدفع بالعملية السياسية، وهي المبادئ التي تواصل على أساسها تركيا مباحثات تطبيع العلاقات مع سوريا.
وأضاف أن المفاوضات بشأن تلك القضايا مستمرة، موضحاً أن «مسار التطبيع حديث العهد، ولا ينبغي توقع نتيجة فورية للمحادثات».