وزير خارجية جنوب السودان: جهودنا مستمرة لإيقاف الحرب

دينق داو كشف لـ«الشرق الأوسط» عن إجلاء 40 ألفاً من «معابرنا البرية»

دينق داو وزير خارجية جنوب السودان (الشرق الأوسط)
دينق داو وزير خارجية جنوب السودان (الشرق الأوسط)
TT

وزير خارجية جنوب السودان: جهودنا مستمرة لإيقاف الحرب

دينق داو وزير خارجية جنوب السودان (الشرق الأوسط)
دينق داو وزير خارجية جنوب السودان (الشرق الأوسط)

حذّر وزير خارجية جنوب السودان دينق داو من اتساع رقعة الحرب في السودان التي تؤثر على بلاده بشكل مباشر أمنياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً؛ إذ إن الحدود الطويلة الممتدة بين البلدين، من الشرق والغرب، تحتضن 12 معبراً، وهي ساهمت في إجلاء أكثر من 40 ألفاً من رعايا 11 دولة من أوروبا وأفريقيا وآسيا وأميركا.
وأكد أن جهود بلاده مستمرة من أجل تعزيز هدنة الأسبوع، وإنجاح لقاء مرتقب مع طرفي النزاع لإجراء حوار يثمر إيقاف الحرب بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والحدّ من الأوضاع المأسوية والإنسانية والصحية في مواقع الاشتباكات.
وقال داو، في حواره مع «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من جوبا: «هناك حاجة ماسة لدعم مادي ولوجيستي من المنظمات الإنسانية، لمواجهة الحاجة المطردة، من حيث إغاثة وغذاء وإيواء وعلاج اللاجئين في المناطق الحدودية بين السودان وجنوب السودان... إذا استمرت الحرب حتى نهاية الشهر، فسنتوقع أن يزداد عدد اللاجئين والفارين من الحرب، وأن يتجاوز الـ170 ألفاً، حيث نستقبل يومياً ما يناهز الـ500 منهم».
- مبادرة سلفا كير
وأوضح أن «المبادرة التي أطلقها الرئيس سلفا كير ميارديت قبل يومين، لهدنة لمدة أسبوع في السودان، جاءت نتيجة امتداد للمبادرة التي أطلقها الرئيس يوم 16 أبريل (نيسان) الماضي، ووجدت القبول من قبل طرفي النزاع، وننتظر تحديد المكان والزمان المناسبين، وفق اختياراتهما».
ووفق داو، فإن الرئيس سلفا كير ناشد عبر اتصال مباشر مع كل من القائد العام لقوات الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان والقائد العام لقوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان حميدتي، تحكيم صوت العقل، وإيقاف الحرب، والجلوس إلى طاولة حوار لحل الأزمة القائمة بين طرفي النزاع، وأنه تمت مخاطبة رسمية بهذا الشأن.
وأضاف: «إن الرئيس سلفا كير شرح لكل من قائدي طرفي النزاع مواصفات المبادرة وأجندتها بوضوح، وأنها تتضمن 4 محاور؛ أولها وقف إطلاق النار لمدة أسبوع، وثانيها أن يسمي كل طرف وفده للتفاوض حتى يستطيع هذا الأخير وضع أجندته التي يريد التفاوض حولها، وثالثها تحديد موقع للحوار إذا كان في جوبا أو أي مدينة من مدن الإقليم أو حتى خارج الإقليم، ورابعها تحديد وإعادة إطلاق الحوار».
ولفت إلى أن الاشتباكات المستمرة بين طرفي النزاع منذ 16 أبريل (نيسان) وخروج خدمات مطار الخرطوم من الخدمة، تسببت مباشرة بعدم تحقق زيارة كانت مزمعة لكل من رئيس جنوب السودان ورئيس كينيا ورئيس جيبوتي إلى الخرطوم للقاء البرهان وحميدتي، وإجراء حوار ولقاء توافقي بين طرفي النزاع بهدف إيقاف الحرب ومحاولة إيجاد تسوية للأزمة.
وشدد على أن الاشتباكات في الخرطوم كانت ضارية؛ إذ أدت إلى توقف الخدمات الأساسية في المطار بالخرطوم، وصعّبت طريقة السفر على الرؤساء الثلاثة إلى الخرطوم، غير أنهم على أهبة الاستعداد متى سنحت الفرصة.
- عمليات الإجلاء الحدودية
وعلى صعيد حركة الناس بين الخرطوم وجوبا في ظل هذا الصراع، والصعوبات التي تواجههم، قال داو: «هناك 1.6 مليون شخص من جنوب السودان موجودون في السودان، ولكن على الرغم من عمليات الإجلاء التي تمت لكثير من الرعايا، لم يكن في حساب هؤلاء الجنوبيين أو حتى في جنوب السودان عملية إجلاء في هذا الوقت الصعب».
ووفق داو، فإن الجنوبيين، مع عددهم الكبير في السودان، آثروا ألّا يفروا، وفضّلوا أن يقفوا إلى جانب إخوتهم السودانيين «يذوقون معهم المرة كما كانوا يذوقون معهم الحلوة، إذ كانوا مكرمين من قبل الشعب والحكومة ولم يتعرضوا إلى أي شكل من أشكال المضايقة، فكان لا بد لهم من إظهار شيء من الوفاء للشعب السودان ولحكومته والوقوف معه في الحرب كما كان مرحباً بهم في وقت السلم».
- الجهود السعودية والمبادرة الثنائية
وأكد داو أن السعودية بذلت جهوداً مقدرة في إجلاء رعايا لأكثر من 96 دولة، موضحاً أن ذلك يعتبر عملاً إنسانياً كبيراً مرحباً به ومشكورة عليه، ومشيراً إلى أن المبادرة السعودية - الأميركية مرحبٌ بها كونها تمثل مجهوداً مقدراً، وأي مبادرة تسهم في إيقاف الحرب في السودان وتحل الأزمة مرحب بها من قبل جوبا. كما لفت إلى أن أي نزاع أو حرب أو عدم استقرار في السودان سينعكس على دول الإقليم ككل. وشدد على أن جوبا ترحب بأي مساع للاتحاد الأفريقي، أو تلك التي تقودها السعودية أو أميركا أو غيرها من الدول لطالما تصبّ في الاتجاه نفسه لإيقاف الحرب وصنع السلام. وقال: «رؤيتنا في بداية الأمر أن يحاول السودانيون إدارة الحوار بأنفسهم، ولكن بالمقابل، هذا لا يمنع الاستعانة بأطراف أخرى في الإقليم للإسهام في إيجاد حلول ممكنة للأزمة وصنع السلام».
وعن مدى فاعلية البرنامج الإسعافي لمنظمات الأمم المتحدة على الحدود بين البلدين، أوضح أن مناطق الحدود تعاني مشكلات عديدة على الصعيد الإنساني، حيث هناك العديد من مخيمات اللاجئين. ففي عامي 2010 و2012، كان هناك 340 ألف لاجئ سوداني من الولايات الحدودية، مثل ولايتي مناطق كردفان والنيل الأبيض، فيما فاقمت إفرازات الصراع الحالي الوضع الإنساني تدهوراً، ما يعني الحاجة الماسة إلى مساعدات عاجلة.
- صادرات نفط جنوب السودان
قال داو إن صادرات نفط جنوب السودان، عبر ميناء بورتسودان لم تتأثر بالصراع حتى الآن، لافتاً إلى أن «الأنبوب الناقل للنفط من العاصمة جوبا حتّى ميناء بورتسودان، لم يتأثر بإفرازات الصراع الحالي في الخرطوم، ولم يتعرض إلى أي استهداف ولا خوف عليه في ظل جهود من المسؤولين السودانيين العاملين في هذا الحقل. فهو يمضي بشكل سلس بين جوبا إلى بورتسودان، ونتمنى ألّا يحدث أي عمل تخريبي للبنى التحتية حتى لا تزداد معاناة الشعبين لكلا البلدين». وحول مصير اتفاقية سلام جوبا ووجود الحركات المسلحة في الخرطوم في ظل الاستقطاب العسكري، قال: «أعتقد أنه عندما يعود الوضع الطبيعي بين طرفي النزاع، ويتم إيقاف الحرب، وبالتالي استئناف العملية السياسية، سيجد تطبيق برنامج سلام جوبا فرصته إلى الحياة».


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)
حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)
حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)

في سياق تكثيف مصر دعمها للسودان في إعادة الإعمار، ناقش ملتقى اقتصادي في القاهرة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، والتعاون الاقتصادي بهدف تقليل تأثيرات وخسائر الحرب السودانية، ودعم الأمن الغذائي بين البلدين.

واستضافت العاصمة المصرية القاهرة فعاليات «الملتقى المصري - السوداني الأول لرجال الأعمال»، اليوم السبت، بعد أيام من انعقاد «المؤتمر الاقتصادي الأول» في السودان، وناقش مسؤولون ورجال أعمال من البلدين فرص التوسع في الشراكات الاقتصادية.

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «نحو 13 ملايين سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار»، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء المصري، ووزير النقل والصناعة، كامل الوزير، في كلمته بالملتقى، أن التحديات التي تواجهها مصر والسودان «تفرض التعاون المشترك في مختلف المجالات»، لافتاً إلى حرص بلاده على «دعم السودان لتجاوز محنة الحرب وعودة الاستقرار».

وعدد الوزير المصري مجموعة من الفرص، التي يمكن استثمارها لدفع مجالات التجارة والصناعة والاستثمار في البلدين، منها «ثلاثة محاور للنقل البري، والمواني الجافة على الحدود المشتركة في معبري (قسطل وأرقين)»، إلى جانب ميناء للملاحة النهرية بين بحيرة ناصر (جنوب مصر) إلى وادي حلفا (شمال السودان)، معلناً عن مخطط مصري لمد مشروع خط القطار السريع «أبو سمبل - الإسكندرية» إلى السودان في منطقة «وادي حلفا»، ومؤكداً أن دراسات المشروع «باتت جاهزة للتنفيذ وتتبقى موافقة الجانب السوداني».

ويربط مصر والسودان منفذان بريان، هما معبرا «أرقين»، و«أشكيت» (ميناء قسطل) بوادي حلفا بالولاية الشمالية، ويعتمد البلدان على المعبرين في التبادل التجاري ونقل الأفراد.

وزير النقل المصري خلال كلمته بـ"الملتقى المصري-السوداني" (مجلس الوزراء المصري)

ودعا كامل الوزير المستثمرين السودانيين لتوسيع أعمالهم في السوق المصرية، مشيراً إلى أن حكومة بلاده «مستعدة لإزالة أي عقبات أمام الشركات السودانية للاستفادة من الفرص المتاحة في قطاعات التجارة والقطاعات الإنتاجية»، ومنوهاً بـ«إجراءات تحسين مناخ الاستثمار بمصر لتسهيل تأسيس الشركات، وإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة».

وأضاف الوزير موضحاً أن «ملتقى رجال الأعمال المصري - السوداني» سيشكل «نواة للشراكة في المجال الصناعي بين البلدين، بما يعزز من التكامل الإقليمي، مع التعاون في مجال الأمن الغذائي».

وشارك في الملتقى وفد حكومي سوداني، ضم وزراء الصناعة والنقل والتموين والنفط والكهرباء، إلى جانب ممثلين من مجتمع الأعمال المصري - السوداني، وروابط الجالية السودانية بمصر.

وحسب تقديرات رسمية، تستضيف مصر نحو مليون و200 ألف سوداني، فروا من الحرب الداخلية، إلى جانب آلاف آخرين من الذين يعيشون في المدن المصرية منذ سنوات.

وعدّ السفير السوداني بمصر، عماد الدين عدوي، أن مبادرة انعقاد (ملتقى رجال الأعمال) بين البلدين «تستهدف تدشين شراكة لإعادة الإعمار في بلاده بعد الحرب»، مشيراً إلى أن الشركات المصرية (حكومية وخاصة) «هي الأجدر والأقدر على القيام بعملية الإعمار، وإعادة بناء ما دمرته الحرب».

كما أشار عدوي إلى أن الحرب «أثرت على النشاط الاقتصادي لبلاده، وحدّت من فرص التبادل التجاري»، غير أنه لفت إلى أن «نسب التجارة المصرية - السودانية لم تتأثر كثيراً، إذ حافظت على استقرارها عامي 2022 و2023»، وقال إن من أهداف الملتقى «دفع الشراكة لتحقيق الأمن الغذائي».

وسجل حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان نحو 1.4 مليار دولار خلال عام 2023، مقابل 1.5 مليار دولار عام 2022، بنسبة انخفاض قدرها 6.4 في المائة، وفق إفادة لـ«الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» بمصر، في مارس (آذار) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية).

مشاركات واسعة في "الملتقى المصري-السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة" (مجلس الوزراء المصري)

من جانبه، تحدث وزير التموين المصري، شريف فاروق، عما تنفذه بلاده من مشروعات بنية تحتية ولوجيستية، وقال إن تلك المشروعات «تمنح فرصاً للمستثمرين المصريين والسودانيين لتعزيز شراكتهم واستثماراتهم».

بينما أشار وزير التموين والتجارة السوداني، عمر محمد أحمد، إلى تأثير الحرب الداخلية على القطاعات الإنتاجية في بلاده، لافتاً في كلمته بالملتقى إلى «حاجة بلاده لمزيد من الاستثمارات في الأمن الغذائي»، ودعا إلى «تأسيس تحالف استراتيجي اقتصادي تجاري بين البلدين».

وناقش الملتقى ورقتي عمل حول عملية «إعادة الإعمار في السودان»، وفرص «تحقيق الأمن الغذائي بين البلدين»، وقدّر مدير «مركز التكامل المصري - السوداني»، عادل عبد العزيز، حجم خسائر القطاع الاقتصادي في السودان بسبب الحرب بنحو «89 مليار دولار»، من دون احتساب خسائر تدمير البنية التحتية والمنشآت، وقال في كلمته بالملتقى إن السودان «يواجه إشكالية مع المجتمع الدولي، ويعوّل على الشراكة مع الدول الصديقة مثل مصر لتجاوز أي تحديات».

وخلال فعاليات الملتقى، تحدث ممثلون عن المستثمرين ورجال الأعمال بالبلدين، وأشار ممثل مجتمع الأعمال السوداني، سعود مؤمن، إلى أن الملتقى «يروم تكامل جهود البلدين في إعادة الإعمار، وتوفير احتياجات السودان من السلع الضرورية»، منوهاً بـ«رغبة القطاع الخاص السوداني في تدشين تجمعات اقتصادية مع نظرائهم بمصر في مجال الصناعات الغذائية».

كما أشار رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، إلى أن «الزراعة تعد من أكثر المجالات جذباً للاستثمار بالسودان لتوافر المياه والأرض الصالحة»، فيما رأى ممثل مجتمع الأعمال المصري، أحمد السويدي، أن «التصنيع الزراعي أحد المجالات التي يمكن الاستثمار بها في السودان».