عاصي الرحباني العصيّ على الغياب... في مئويته

دعوة لتشكيل لجنة تصنف ما لم يُنشر من أعماله

عاصي ومنصور الرحباني وفيروز ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، وبديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
عاصي ومنصور الرحباني وفيروز ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، وبديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
TT

عاصي الرحباني العصيّ على الغياب... في مئويته

عاصي ومنصور الرحباني وفيروز ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، وبديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
عاصي ومنصور الرحباني وفيروز ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، وبديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)

يصادف اليوم الرابع من شهر مايو (أيار)، مئوية الموسيقار عاصي الرحباني، أحد أضلاع المثلث الذهبي الغنائي الذي سحر لبنانَ والعالمَ العربيَّ لعقود، والعصي على الغياب.
ويقول عنه ابن أخيه، أسامة الرحباني إنَّه «أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية».
ويقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى».
غير أنَّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.
ويضيف أسامة الرحباني عن عمّه: «كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقَّف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السردَ يمشي كي لا ينقطع الدفق».
أمَّا الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمَّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أنَّ التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من أعماله ولوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان.
ويضيف الزيباوي أنَّ «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله... بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدَّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها». ورغم أنَّه الزوج والأب للأولاد الأربعة، فإنَّ «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوَّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي.
100 عامٍ من عاصي الرحباني


مقالات ذات صلة

الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

يوميات الشرق أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

استقبلت دار الأوبرا المصرية احتفالات الكريسماس لهذا العام بحفل غنائي في مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية» تضمن عزف مقطوعات موسيقية من أشهر الأعمال الكلاسيكية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الوتر السادس عمرو سليم لـ«الشرق الأوسط»: أفكر في العودة إلى التلحين

عمرو سليم لـ«الشرق الأوسط»: أفكر في العودة إلى التلحين

قال الموسيقار وعازف البيانو المصري عمرو سليم إن بينه وبين المطرب مدحت صالح كيمياء خاصة جعلتهما يشكلان ثنائياً ناجحاً في الحفلات الغنائية.

انتصار دردير (القاهرة)
الوتر السادس شيراز لـ«الشرق الأوسط»: النجومية لا تكتسب بل تولد مع صاحبها

شيراز لـ«الشرق الأوسط»: النجومية لا تكتسب بل تولد مع صاحبها

في كل مرة تبتعد فيها الفنانة شيراز عن الساحة الفنية تعود بعمل يفاجئ جمهورها وتتحوّل إلى حديث الناس.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق تفاعل الجماهير في مسرح «ساوندستورم 2025» (ميدل بيست)

ختام «ساوندستورم 2025» يرسخ مفهوم المدينة الموسيقية في الرياض

أسدل مهرجان «ساوندستورم 2025» الذي تنظمه شركة «ميدل بيست» الستار على نسخة استثنائية حوَّلت أرض المهرجان في الرياض إلى مدينة موسيقية.

فاطمة القحطاني (الرياض)
يوميات الشرق تحتفي جوائز «جوي أواردز» بنجوم السينما والدراما والموسيقى والإخراج والرياضة والمؤثرين العرب (هيئة الترفيه)

انطلاق التصويت لجوائز «جوي أواردز 2026»

انطلق التصويت لجوائز صُنَّاع الترفيه «جوي أواردز 2026»، التي تُعدّ الأرقى والأضخم في المنطقة، بعد اكتمال مرحلة التسمية التي شهدت تفاعلاً واسعاً من الجمهور.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

جدل في العراق بعد كلمة لساكو تضمنت مصطلح «التطبيع»

السوداني قال خلال قداس الميلاد إن التطبيع أمر مرفوض في العراق (رويترز)
السوداني قال خلال قداس الميلاد إن التطبيع أمر مرفوض في العراق (رويترز)
TT

جدل في العراق بعد كلمة لساكو تضمنت مصطلح «التطبيع»

السوداني قال خلال قداس الميلاد إن التطبيع أمر مرفوض في العراق (رويترز)
السوداني قال خلال قداس الميلاد إن التطبيع أمر مرفوض في العراق (رويترز)

أثارت كلمة لبطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق لويس روفائيل ساكو، خلال قداس عيد الميلاد في بغداد، جدلاً سياسياً واسعاً، بعد استخدامه مفردة «التطبيع»، في بلد يحظر قانونه أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل.

ودفعت ردود الفعل المتباينة مؤسسات دينية وسياسية إلى إصدار توضيحات متتالية، في محاولة لاحتواء الجدل الذي تصاعد على وسائل التواصل الاجتماعي ووصل إلى مطالبات بمحاسبة البطريرك، رغم أنه لم يربط مصطلح «التطبيع» مع إسرائيل أو أي دولة أخرى.

وقالت البطريركية الكلدانية، في بيان صحافي، إن تصريحات ساكو «أُخرجت من سياقها»، موضحةً أن المقصود بـ«التطبيع» هو أن «يطبِّع العالم مع العراق»، بوصفه «بلد الأنبياء ومهد الحضارات»، وليس الدعوة إلى تطبيع العراق مع أي دولة.

كان ساكو قد قال خلال القداس الذي أُقيم في كنيسة مار يوسف للكلدان الكاثوليك في بغداد، بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وعدد من المسؤولين: «هناك كلام عن التطبيع، وأتمنى من الحكومة الجديدة أن يكون التطبيع في العراق ومع العراق بلد الأنبياء»، مضيفاً أن «العالم يجب أن يأتي إلى العراق وليس إلى مكان آخر»، في إشارة إلى أهمية العراق الدينية والحضارية.

مسيحيون عراقيون في قداس ليلة الميلاد بكنيسة «سيدة النجاة» وسط بغداد الأربعاء (أ.ب)

رد السوداني

وردَّ السوداني في كلمة ألقاها خلال القداس نفسه قائلاً إن «كلمة التطبيع غير موجودة في قاموس العراق»، لأنها «ارتبطت بكيان محتل استباح الأرض والإنسان»، مؤكداً أن العراق «لا يحتاج إلى تطبيع بل إلى الأخوة والمحبة والتعايش»، والالتزام «بالواجب الشرعي والقانوني والدستوري».

وفي وقت لاحق، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى «محاسبة من يدعو إلى التطبيع كائناً من كان»، دون أن يذكر ساكو بالاسم، ما أسهم في تصاعد الجدل السياسي حول التصريحات.

من جهتها، أصدرت رئاسة التحالف المسيحي، الخميس، بياناً مطولاً أكدت فيه أن خطاب البطريرك «كان دينياً ثقافياً خالصاً» ولم يكن سياسياً، معتبرةً أن تفسيره على أنه دعوة إلى التطبيع مع إسرائيل «قراءة مسيَّسة» لا تعكس المقصود الحقيقي من الكلمة.

وأضاف البيان أن مصطلح «التطبيع» استُخدم بمعناه اللغوي والدستوري، أي «إعادة الشيء إلى طبيعته»، في إشارة إلى دعوة العالم للتعامل مع العراق بما يليق بتاريخه وعمقه الحضاري والديني، ورفض التحالف ما وصفه بـ«الاستثمار السياسي والإعلامي» للجدل أو الزج بالمكون المسيحي في صراعات سياسية.

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال قداس عيد الميلاد بكنيسة «مار يوسف» للكلدان في بغداد الأربعاء (رويترز)

واصدرت البطريركية الكلدانية فجر الخميس، توضيحاً جديداً شددت فيه على أن ساكو «يرفض الصهيونية»، وأن حديثه كان عن «تطبيع علاقة العالم مع العراق»، مرفقةً مقطع فيديو سابقاً يؤكد فيه الموقف ذاته.

ويحظر القانون العراقي أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، في قضية تحظى بحساسية سياسية وشعبية عالية، مما يجعل استخدام المصطلح مثار جدل واسع في الخطاب العام، حتى عندما يُستخدم في سياقات دينية أو ثقافية.


7 عادات يومية بسيطة لتحسين المزاج

طهي وجبة مألوفة يمكن أن يساعد على تحسين المزاج (مجلة ريل سيمبل)
طهي وجبة مألوفة يمكن أن يساعد على تحسين المزاج (مجلة ريل سيمبل)
TT

7 عادات يومية بسيطة لتحسين المزاج

طهي وجبة مألوفة يمكن أن يساعد على تحسين المزاج (مجلة ريل سيمبل)
طهي وجبة مألوفة يمكن أن يساعد على تحسين المزاج (مجلة ريل سيمبل)

نمرّ جميعاً بأيام نستيقظ فيها بمزاج سيئ أو نشعر بالإحباط دون سبب واضح، وفي مثل هذه الأوقات قد يبدو إنجاز أبسط الأمور أمراً صعباً.

لكن خبراء الصحة النفسية يؤكدون أن هناك عادات يومية سهلة يمكنها أن تساعد على تحسين الحالة المزاجية سريعاً، وفق مجلة «Real Simple» الأميركية.

ويشير الخبراء إلى أن تحسين المزاج لا يتطلب تغييرات جذرية أو مجهوداً كبيراً؛ فأحياناً تكفي عادات صغيرة وبسيطة، نمارس كثيراً منها دون أن ننتبه، لتمنحنا شعوراً أفضل وتساعدنا على اجتياز اليوم بطاقة أكثر إيجابية، وإليك 7 طرق بسيطة لتعزيز مزاجك:

رتّب سريرك

لا يستغرق ترتيب السرير سوى دقائق، لكنه يمنحك بداية إيجابية لليوم، حسب أنغيلا بلفيل، مستشارة الصحة النفسية في مركز «بيلا هيلث» في الولايات المتحدة. وتقول: «لاحظت أنني عندما أرتب سريري في الصباح أشعر بتحسن فوري. إنه إنجاز صغير وسريع، لكنه يمنح إحساساً بالنجاح ويحفّز سلسلة من السلوكيات الإيجابية طوال اليوم».

طهي وجبة مألوفة

توضح ميغ بومان، اختصاصية التغذية المتخصصة في العلاقة بين الطعام والصحة النفسية، أن المهام المتكررة مثل التقطيع أو التحريك تخلق إيقاعاً يساعد على خفض هرمونات التوتر. وتضيف أن إعداد وصفات مألوفة يتطلب مجهوداً ذهنياً أقل، ويمنح شعوراً بالاكتمال، ما يعزز إفراز الدوبامين المرتبط بالإحساس بالرضا.

تناول الطعام بانتظام

يساعد الانتظام في الوجبات على استقرار مستوى السكر في الدم، ما يمنع التهيّج وتقلب المزاج. وتقول بومان مازحة: «كثيرون يظنون أنهم قلقون أو متوترون، بينما هم في الحقيقة جائعون!»

شرب القهوة أو الشاي

يشير الخبراء إلى أن الشاي أو القهوة، أو غيرها من المشروبات الدافئة، ترسل إشارات للجهاز العصبي بالراحة والأمان؛ فالدفء يرتبط في أذهاننا بالهدوء والاحتواء، ما يساعد الجسم على تحسين المزاج.

مشاهدة المسلسلات أو الأفلام المفضلة

رغم أن الإفراط في وقت الشاشة ليس صحياً، فإن المحتوى المألوف يمكن أن يكون مهدئاً للغاية. ويشير الخبراء إلى أن القصص المتوقعة تقلل العبء الذهني، ولهذا نشعر بالراحة عند إعادة مشاهدة أعمال نحبها، خصوصاً إذا كانت خفيفة أو مضحكة أو مرتبطة بذكريات جميلة.

اشتم رائحة لطيفة

ينصح الخبراء باستنشاق رائحة لطيفة لمدة تتراوح بين 5 و10 ثوانٍ، إذ تحفّز الروائح الجميلة مناطق في الدماغ مرتبطة بالمتعة والتركيز. وتشير الدراسات إلى أن روائح مثل الفانيليا أو إكليل الجبل (الروزماري) قد تعزز الإحساس بالراحة وتحسّن المزاج.

غسل الوجه بالماء البارد

جرّب فتح الصنبور على الماء البارد عند غسل وجهك. ويوضح الخبراء أن رش الماء البارد لا يساعد فقط على الاستيقاظ، بل يفعّل أيضاً الجهاز العصبي اللاودي المسؤول عن الراحة والهضم. ويمكن استخدام هذه الحيلة في أي وقت تشعر فيه بالتوتر أو الحاجة إلى الاسترخاء.


الانتخابات النيابية اللبنانية قائمة... وتأجيلها تقني «إن حصل»

ناخبة تدلي بصوتها في منطقة الشوف في الانتخابات المحلية الأخيرة في مايو 2024 (أرشيفية - إ.ب.أ)
ناخبة تدلي بصوتها في منطقة الشوف في الانتخابات المحلية الأخيرة في مايو 2024 (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

الانتخابات النيابية اللبنانية قائمة... وتأجيلها تقني «إن حصل»

ناخبة تدلي بصوتها في منطقة الشوف في الانتخابات المحلية الأخيرة في مايو 2024 (أرشيفية - إ.ب.أ)
ناخبة تدلي بصوتها في منطقة الشوف في الانتخابات المحلية الأخيرة في مايو 2024 (أرشيفية - إ.ب.أ)

السجال الدائر في لبنان حول مصير الانتخابات النيابية المقررة في مايو (أيار) المقبل، مع ارتفاع منسوب الترويج للتمديد للبرلمان لسنتين، يصطدم بحائط مسدود يتمثل في إصرار رؤساء الجمهورية العماد جوزيف عون، والمجلس النيابي نبيه بري، والحكومة نواف سلام على إنجازها في موعدها، احتراماً للاستحقاقات الدستورية، وتأجيل إنجازها، في حال حصوله، يعود لأسباب تقنية، وبحدود شهرين، أو ثلاثة أشهر على الأكثر، لتفادي انقضاء المهل.

رئيس البرلمان نبيه بري يترأس اجتماعاً لكتلته «التنمية والتحرير» (أرشيفية - رئاسة البرلمان)

فالترويج للتمديد بدأ يأخذ طريقه إلى العلن، بتبادل الاتهامات بين بري وخصومه، مع أن مصادر نيابية محسوبة على «الثنائي الشيعي» تستغرب إلصاق تهمة التمديد برئيس البرلمان.

وتؤكد المصادر لـ«الشرق الأوسط» أنه لا جدال في موقف بري من إجراء الانتخابات في موعدها، وأن من يريد التمديد فليتحمل مسؤوليته أمام اللبنانيين، والمجتمع الدولي.

ونقلت عن رئيس البرلمان قوله، في لقاء مسائي جمعه بعدد من النواب، إن ما يُنسب إليه أو للمنتمين إلى كتلته النيابية «ليس صحيحاً»، وأنه يسمع بالتمديد عبر بعض وسائل الإعلام وهو «يتيم الوالدين»، بالمفهوم السياسي للكلمة، و«نحن من جانبنا أوعزنا للمسؤولين عن الملف الانتخابي في حركة (أمل) بتشغيل الماكينة الانتخابية تحضيراً لخوض الانتخابات، وهذا ما حصل».

عون ليس في وارد التمديد

وفي المقابل، فإن ما يُنقل عن بري ينسحب على عون باعتباره الخاسر الأكبر من التمديد للبرلمان مع انقضاء عام ونيف على انتخابه رئيساً للجمهورية، كونه يراهن على دور الشباب لإحداث تغيير لملاقاته في منتصف الطريق لإنقاذ لبنان. وبالتالي فإن عون، كما تقول مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط»، ليس في وارد تمرير التمديد، وأنن لا شيء يمنع إجراء الانتخابات في موعدها، وليتحمل النواب مسؤوليتهم بالتوصل لتسوية حول قانون الانتخاب تعبّد الطريق أمام إنجازها.

سلام أيضاً

كما ينسحب موقف عون-بري على سلام الذي يراهن على توصُّل النواب لتسوية لإخراج قانون الانتخاب من السجال، مستغرباً، كما ينقل عنه زواره، اتهامه بتأييده الضمني للتمديد الذي يسمح ببقائه على رأس الحكومة بدلاً من اعتبارها مستقيلة حكماً بولادة مجلس نيابي جديد.

الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام خلال اجتماع ثنائي يوم الثلاثاء الماضي (الرئاسة اللبنانية)

وفي هذا السياق، يُنقل عن المصادر الوزارية قولها إنه لا عائق أمام الحكومة لإجراء الانتخابات بعد أن أشرفت في أحلك الظروف وأشدها، في ظل الاحتلال الإسرائيلي لعدد من التلال الواقعة في البلدات الحدودية، على إنجاز استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية بعد التمديد لأكثر من ولاية لمجالسها.

الدور الأميركي

وتؤكد المصادر أن الفترة الفاصلة عن إجراء الانتخابات في موعدها قد تكون كافية لتبدّل المشهد العسكري الذي تفرضه إسرائيل بالنار على الجنوب امتداداً إلى البقاع على نحو يعيد الاستقرار بالكامل للبنان من بوابته الجنوبية، وهذا يتوقف على مدى استعداد الولايات المتحدة الأميركية للضغط عليها لإلزامها بوقف الأعمال العدائية، مع استعداد لبنان للمضي بتطبيق حصرية السلاح بالانتقال للمرحلة الثانية من الخطة التي أعدتها قيادة الجيش وتبنّتها الحكومة، وتشمل المنطقة الممتدة من شمال نهر الليطاني حتى الأوليّ، بعد التأكد من سيطرة الوحدات العسكرية على المنطقة المحررة في جنوب الليطاني بشهادة لجنة الـ«ميكانيزم» المشرفة على تطبيق الاتفاق، ومعها قيادة قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل».

المرحلة الثانية من حصرية السلاح

ولفتت إلى أن تأكيد سلام بالتحضير للمرحلة الثانية كان في محله، وقالت إنها تستغرب اتهامه من قبل كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) من دون أن تسمّيه، بأنه يتبرّع مسبقاً للإسراع بتنفيذ ما يرتاح له العدو من خطوات بدلاً من قيام حكومته بإجراء حازم يدفعه لتنفيذ ما عليه، رغم أن حديثه عن التحضير لهذه المرحلة يأتي انسجاماً مع تبنيها للخطة التي أعدتها قيادة الجيش وتقوم بتطبيق حصرية السلاح على 4 مراحل، ولم يحدد موعداً لبدء تنفيذها لأن تحديده يعود لمجلس الوزراء في ضوء التقرير الذي سيطلعه عليه قائد الجيش العماد رودولف هيكل حول ما أُنجز في المرحلة الأولى الخاصة بجنوب النهر، وموقف الـ«ميكانيزم» منه.

الحلقة الأضعف؟

وسألت المصادر «حزب الله»، هل من فارق بين ما صرّح به سلام في هذا الخصوص لـ«الشرق الأوسط»، وما قاله ويقوله عون بأن قرار حصرية السلاح اتُّخذ والتطبيق وفقاً للظروف؟ وهل يتعاطى الحزب مع سلام على أنه الحلقة الأضعف؟ وإلا لماذا يتجنّب الرد على رئيس الجمهورية بتكراره لموقفه، وآخره كان في أعقاب الخلوة التي عقدها مع البطريرك الماروني بشارة الراعي لمناسبة حلول عيد الميلاد؟

كما سألت الحزب ما إذا كان يحتفظ لنفسه بعدم الرد على عون، لئلا يرتد سلباً على حواره المتقطع معه، والذي لم يحقق التقدم المطلوب لانخراطه في تطبيق حصرية السلاح في ظل تمسكه به، مع أن ما أعلنه سلام لا ينطوي على خلاف مع رئيس الجمهورية، وأنه اختار التوقيت المناسب لتمرير رسالة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، وهو يستعد للقاء رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في 29 الجاري؟

رهانات على ترمب

وأكدت المصادر أنه أحسن باختياره التوقيت ليؤكد لترمب أن الحكومة ماضية بتعهّدها بتطبيق حصرية السلاح تنفيذاً للقرار 1701، وأن إسرائيل ما زالت العائق دون انتشار الجيش حتى الحدود الدولية للبنان قبالة المستوطنات.

ورأت أن الحكومة تتطلع لقيام ترمب بالضغط على نتنياهو، ليس لمنعه من توسعة الحرب، وإنما لإحداث تغيير في المشهد العسكري المفروض إسرائيلياً على لبنان، ما يسمح بعودة الاستقرار للجنوب، وهذا ما يحتّم على «حزب الله» التجاوب مع حصريته التزاماً منه بخطاب القسم، وبالبيان الوزاري للحكومة، ومشاركته فيها بوزيرين.

لذلك تراهن الحكومة على تبدُّل الظروف الأمنية على نحو يتيح إجراء الانتخابات في أجواء آمنة لا تدعو للقلق، وإنما في موعدها، آخذة بعين الاعتبار التأجيل التقني لوقف النزاع حول القانون الذي ستجرى على أساسه، ولضمان اقتراع المغتربين استناداً للتفاهم على تسوية تستبعد إحداث الدائرة الـ16 لتمثيل الاغتراب بـ6 مقاعد، في مقابل صرف النظر عن السماح لهم بالاقتراع من مقر إقامتهم لـ128 نائباً، على أن يؤدي التأجيل التقني لإنجاز الاستحقاق النيابي في الصيف للسماح لهم بالمجيء للبنان لاختيار ممثليهم إلى الندوة النيابية.

وعليه فبمجيئهم في الصيف سيسهمون بتحريك العجلة الاقتصادية. فهل ستسمح الظروف بإجراء الانتخابات مشروطة بتأجيلها تقنياً، أم أن إسرائيل ستقلب الطاولة بتوسعتها الحرب أبعد مما هي عليه الآن؟

وكيف سيرد ترمب، بإسقاط لبنان ذرائع إسرائيل لمواصلة اعتداءاتها، ومعه المجتمع الدولي الذي يتعامل حيال إنجازها على أنها محطة لإحداث تغيير في ميزان القوى للتأكيد على أن نتائجها ما هي إلا ثمرة للتحولات في المنطقة بتراجع محور الممانعة بقيادة إيران، وتقليص نفوذ «حزب الله» في المعادلة السياسية بافتقاده للعدد الأكبر من حلفائه، وبالتالي فإن عدم لجمها سيؤدي لإحراج المجتمع الدولي وعلى رأسه واشنطن بإصرار موفديها إلى لبنان على إجراء الانتخابات بلا أي تأخير؟