شخص عدد من لاعبي فريق النصر السابقين المشاكل التي يعاني منها الفريق في البطولات المحلية وفقدانه السوبر وكأس الملك، وتراجع حظوظه في الدوري السعودي، حيث بات يحتل الوصافة، وأصبح قريبا حتى من فقدانها في ظل تقدم منافسين أقوياء.
وركز الخبراء من لاعبين ومدربين سابقين على الجانب الإداري الذي يمثل الأساس في صناعة الفريق البطل القادر على صنع المنجز الذي يسعد أنصاره، مشيرين إلى اتساع حجم الفوضى واللامبالاة، خصوصا بعد رحيل المدرب الفرنسي رودي غارسيا.
وقال علي كميخ اللاعب والمدرب السابق والمحلل الفني الحالي إن الفريق يحتاج التنظيم في الجانب الإداري والفني، في ظل وجود أسماء لها قيمتها من اللاعبين المحليين والأجانب وحجم الصرف الكبير الذي ضخ من أجل صناعة فريق قادر على المنافسة على الصعيدين المحلي والخارجي.
وأشار إلى أن هناك أسماء من اللاعبين القدامى الموجودين فعليا، وأن هناك من يحملون شهادات تدريبية وفنية وإدارية عالية ويمكن الاستفادة منهم بشأن الفريق الأول.
المدرب الكرواتي المؤقت لاقى انتقادات لاذعة بسبب خطته أمام الوحدة (تصوير: صالح الغنام)
وأضاف: «الجانب الإداري والفني يرتكز على ضرورة أن يكون هناك أسماء من أبناء النادي يعملون في إدارة الكرة والإدارة الرياضية، ويمكنهم أن يناقشوا الجهاز الفني في حالة أي تراجع كما هو حاصل، وهذا أمر مهم جدا لأي فريق، خصوصا أن الفرق التي أظهرت نجاحا تميزت في هذا الجانب».
وزاد بالقول: «النادي غني بإرثه وتاريخه الكبير ونجومه الذين قدموا الكثير من المنجزات وصنعوا الأمجاد، هناك ماجد عبد الله ويوسف خميس ومحيسن الجمعان وهاشم سرور والقائمة تطول، حتى فيصل سيف كمثال في الجانب الفني يمكن الاستعانة بخدماته وإن كان حاليا مع أحد الفرق خارج الرياض».
وبين أن الجهاز الفني يجب أن يتم استقراره بتعيين اسم له قيمته وقدرته على إعادة التوازن، لأن الحظوظ في الدوري لا تزال قائمة وحتى لا يفقد الفريق كل الفرص المتبقية له في بطولة الدوري، حيث تبقت «7» جولات يمكن من خلالها حدوث الكثير من التقلبات في المنافسة.
ورشح كميخ تولي جهاز فني مؤقت بقيادة المدرب سعد الشهري وكافة مساعديه الحاليين أمور الفريق وترتيب أوراقه وإبقاءه في المنافسة، وإن لم يحصد الفريق الدوري فيكون على الأقل في وضع أجهز وأفضل في الموسم المقبل، مشددا على أن العمل على الحلول يجب أن يكون اليوم وليس غدا.
وعن رأيه في إقالة المدرب السابق غارسيا وتوقيت القرار قال كميخ: «غارسيا أسم كبير وله قيمته وكان الفريق في عهده يسير بشكل جيد بالأرقام وحتى في المباريات التنافسية الكبيرة كان النصر حاضرا، ولكن هذا لا يعني أن وضع النصر قبل رحيله كان مميزا، كانت هناك أخطاء، ولكن بعد رحيله الوضع أصبح أسوأ فنيا داخل أرض الملعب، هناك من يقول إن علاقته باللاعبين كانت سيئة، ولكن لا أرى أن ذلك سوى مبالغة في وصف الوضع والعلاقة، أعتقد كانت علاقته جيدة معهم، ومع كل ذلك فهذا قرار واتخذ وانتهى، ويجب البحث عن الحلول الأنسب».
مسلي آل معمر أمامه ملفات صعبة في الفترة المقبلة (نادي النصر)
وحول رأيه في المطالبات برحيل الإدارة برئاسة مسلي آل معمر من قيادة النادي بشكل عاجل قال كميخ: «لا أوافق هذا الرأي، مسلي رجل كفء ولقي إشادات كبيرة من رمز النصر الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود، وإن كان هناك شيء يمكن أن يتم فيجب أن يكون هناك وضع أكثر هدوءا وتعقلا حتى لا تذهب كل المكتسبات في وقت خطأ يسبق نهاية هذا الموسم».
وشدد على أهمية أن يكون هناك هدوء كبير وعدم الضغط واتخاذ خطوات تصعيدية من أي نصراوي، بل يجب أن يلتف الجميع حول ناديهم في هذا الظرف العصيب، وبعد نهاية الموسم يمكن أن يتم حل الكثير من الأمور داخل البيت النصراوي بدلا من التصعيد الذي سيضر النادي بكل تأكيد.
من جانبه قال صالح أبو شاهين، أحد اللاعبين الذين شاركوا مع النصر في مونديال الأندية، إن الفريق يعاني بشكل واضح من سوء التنظيم داخل إدارة الكرة والجهاز الذي يعمل، حيث إن من الواضح أن هناك خللا كبيرا.
وبين أن الفريق لم يفقد فرصته في المنافسة، ويتوجب العمل على المعطيات والإمكانات الموجودة للتمسك بأمل المنافسة في بطولة الدوري والسعي لكي تكون مباراة الرائد بداية الانطلاقة، مع الأخذ في الاعتبار أن الاتحاد يمكن أن يتعثر وكذلك الشباب، كما يجب ألا يكون هناك استبعاد للهلال من المنافسة، وهو سيخوض مباراة ضد الاتحاد، وهذه المباراة يمكن أن تساعد في عودة النصر للصدارة، ولكن يجب أن يكون الفوز في جميع المباريات هو الهدف.
وأشار إلى أنه يحرص على حضور مباريات الفريق، سواء في المنطقة الشرقية أو خارجها، إلا أنه في المباراة الأخيرة لم يحضر بعد أن أدرك أن الفريق يحتاج إلى الشيء الكثير بعد الخسارة من الهلال.
أما حسن الراهب اللاعب السابق والمحلل الفني الحالي فعد أن المشاكل الفنية التي يعاني منها الفريق هي نتيجة طبيعية لتراكمات موجودة وقرارات إدارية واضحة، ليس في هذا الموسم فحسب، بل حتى في الموسم الماضي.
وبين أنه وجه نصائح مباشرة لإدارة النادي في أكثر من مناسبة لكن رأيه لم يؤخذ بالاعتبار، مبينا أن من الاقتراحات التي قدمها ربط دفع المبالغ المالية للاعبين بالتقييم الفني، سواء بعد كل مباراة أو بشكل شهري، حيث إن انخفاض مستوى اللاعب يعني الخصم من مقدم العقد على الأقل نسبة معينة، وأن يوجه للاعبين أيضا إنذارات في حال الانخفاض المستمر لمستوياتهم.
وأضاف: «أعرف أن هناك من يرى أن هذه الخطوة قد تكون خارج الإطار التنظيمي في العلاقة بين اللاعب والإدارة، ولكن ما الذي يمنع من تصحيح العقود والرفع للاتحاد السعودي لكرة القدم من أجل الموافقة عليها، وكذلك لوزارة الرياضة».
كما انتقد الراهب التمديد مع اللاعب البرازيلي تاليسكا وهو متبق على عقده قرابة الموسم ونصف الموسم، مشيرا إلى أن وضع اللاعبين الأجانب وحتى المحليين تحت الضغط هو ما يطور أداءهم وليس العقود الطويلة، في ظل وجود اختلاف في الآراء بين المدربين بشأن الأسماء التي يريدون بقاءها.
واستغرب الراهب عدم وجود استقرار تدريبي على بعض الأسماء رغم أنها حققت نجاحات جيدة وكان يتوقع منها المزيد، مبينا أن عدم وجود إدارة فنية لتقييم عمل المدربين من أشخاص لهم قيمتهم واسمهم له دور في القرارات غير المناسبة.
وشدد على أهمية أن يكون الإعداد قويا للموسم المقبل مع الإيمان بحظوظ الفريق في دوري هذا الموسم، مبينا أنه كان وسيبقى حريصا على الوقوف خلف الفريق وحضور مبارياته، أيا كان مكان إقامتها.
أما خالد جاسم النصف اللاعب السابق والمحلل الحالي فبين أن النصر يضم أسماء كبيرة من اللاعبين حاليا، ولكنه يحتاج إلى التنظيم الداخلي، حيث إن وجود الأسماء الكبيرة التي يتقدمها العالمي رونالدو يتطلب أن يضاهيه عمل كبير في الجانب الإداري وتعيين أسماء كبيرة من أجل تقييم وضع الفريق بشكل مستمر، والنقاش مع الجهاز الفني واللاعبين الكبار في أي حالات إخفاق أو تراجع.
وأشار إلى أن النصر يحتاج إلى عمل كبير يتوافق مع حجم الصرف الكبير الذي يدفع للنادي، من أجل أن يعود بطلا في كافة المناسبات.