فتح آرسنال طريق لقب الدوري الإنجليزي أمام مطارده وحامل اللقب مانشستر سيتي، بعدما أهدر تقدماً بهدفين ضد مضيفه وستهام ليكتفي بالتعادل 2 - 2 ضمن منافسات المرحلة الحادية والثلاثين، في الوقت الذي فاز فيه سيتي على ليستر 3 - 1 ليتقلص الفارق إلى 3 نقاط فقط. «الغارديان» تستعرض هنا أهم 10 نقاط جديرة بالدراسة من المرحلة:
1- هل يندم آرسنال على ضياع النقاط؟
كانت هناك مقولة في السابق تقول إن نتيجة التقدم بهدفين دون رد هي أخطر نتيجة في مباريات كرة القدم. لقد تم نسيان هذه المقولة منذ فترة طويلة، لكن يبدو أن آرسنال عازم على إعادتها مرة أخرى! فللأسبوع الثاني على التوالي يتقدم آرسنال بهدفين دون رد ثم يعود الفريق المنافس لإحراز هدفين وإدراك التعادل، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا لفريق يتصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. لا يزال هناك متّسع من الوقت لكي يعود آرسنال إلى الطريق الصحيح، لكن بعد سلسلة انتصارات في سبع مباريات متتالية يتعين على آرسنال أن يستعيد الزخم سريعاً بعد التعثر في آخر مباراتين قبل مباراته المهمة والحاسمة أمام مانشستر سيتي يوم الأربعاء المقبل، وهي المباراة التي يتعين على آرسنال أن يحقق فيها نتيجة إيجابية حتى لا يسمح لمانشستر سيتي بفرصة الحفاظ على اللقب.
آرسنال يُهدر النقاط تباعاً ويفشل في تشديد قبضته على قمة الدوري الإنجليزي (إ.ب.أ)
وإذا فشل آرسنال في القيام بذلك، فلن تكون هذه هي الخسارة الأكثر إيلاماً وإحباطاً هذا الموسم، فقد سبق لآرسنال أن تقدم في أربع مباريات ثم فشل في الفوز بها أمام منافسين كان من المفترض أن يتم الفوز عليهم بسهولة. وإذا كان فوز آرسنال الملحميّ على بورنموث الشهر الماضي قد أعطى الفريق دفعة هائلة وجعله يؤمن بحظوظه الكبيرة في الفوز بلقب الدوري، فإن ما حدث خلال الأسبوعين الماضيين يمكن أن يكون له تأثير عكسي تماماً. (وستهام 2 - 2 آرسنال).
سعيد بن رحمة لاعب وستهام في طريقه لهز شباك آرسنال من ركلة جزاء (إ.ب.أ)
2- أنتوني يُظهر ما يمكنه القيام به
مع مانشستر يونايتد
أظهر أنتوني طوال الموسم أنه لاعب موهوب للغاية، فالجناح البرازيلي يمتلك قدرة هائلة على خلق مشكلات كبيرة للفريق المنافس عندما يدخل إلى عمق الملعب من على الأطراف، كما أظهر أنه يمتلك مهارات استثنائية قلّما تجدها في لاعبين آخرين. ومع ذلك، فإن ما يعيب لاعب أياكس السابق هو أنه لا يقدم مستويات ثابتة، كما أنه سريع الانفعال. وأمام نوتنغهام فورست، كان النجم البرازيلي في المكان المناسب في الوقت المناسب ليحرز هدف التقدم لمانشستر يونايتد، كما صنع الهدف الثاني بعد مهارة رائعة وتمريرة متقنة.
وفي المقابل، هناك أمثلة على عيوبه: غالباً ما تكون طريقة لعبه متوقعة بسبب امتلاكه قدماً يمنى ضعيفة، كما يراوغ في بعض الأحيان بطريقة غير مجدية وغير مفيدة للفريق، بالإضافة إلى أنه لا يرسل الكثير من الكرات العرضية من على الأطراف. لكن يجب ألا ننسى أنه لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وأن هذا هو أول موسم له في الدوري الإنجليزي الممتاز، وبالتالي فأمامه متسع من الوقت من أجل التطور والتحسن. ومن الواضح أن إيجابياته تفوق سلبياته، وقد أظهر أنه يستطيع إحداث الفارق مع مانشستر يونايتد خلال السنوات القادمة. (نوتنغهام فورست 0 - 2 مانشستر يونايتد).
شون دايك وسقوط آخر لإيفرتون (إ.ب.أ)
3- مودريك لا يزال بحاجة
إلى وقت للتكيف
يتميز ميخايلو مودريك بالسرعة، وللأسف فإن هذا هو كل ما يمكن قوله عنه منذ انتقاله إلى تشيلسي مقابل 89 مليون جنيه إسترليني في يناير (كانون الثاني) الماضي. ومن بين جميع الصفقات المميزة التي أبرمها تشيلسي، قد يكون مودريك هو اللاعب الوحيد الذي بدأ يظهر بشكل جيد إلى حد ما. وكان الهدف الذي صنعه لكونور غالاغر هو ثاني هدف يصنعه منذ انضمامه للبلوز، وهو ما يشير إلى أنه بدأ يتأقلم تدريجياً مع أجواء اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومع ذلك، لا يزال الجناح الأوكراني الشاب يفتقر إلى الدقة وإلى التركيز وإلى القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب. لكنه لا يزال في الثانية والعشرين من عمره فقط، وهو ما يعني أنه لا يزال أمامه متسع من الوقت للتحسن.
لم يلعب مودريك إلا 33 مباراة فقط أساسياً في الدوري الأوكراني الممتاز قبل انتقاله إلى لندن، وبالتالي فإن هذه الخطوة كبيرة للغاية بالنسبة إلى هذا اللاعب الشاب، كما أنه انتقل إلى ثقافة جديدة، وبالتالي فمن المنطقي أن يتطلب الأمر بعض الوقت من أجل التكيف. لكن انتقال مودريك إلى تشيلسي بمقابل مادي كبير جعل كثيرين يتوقعون منه تقديم مستويات جيدة على الفور، وهو الأمر الذي يضع ضغوطاً هائلة على كاهله. (تشيلسي 1 - 2 برايتون).
أنتوني أظهر ما يمكن أن يقدمه مع مانشستر يونايتد (أ.ف.ب)
4- أستون فيلا قادر على التأهل للمسابقات الأوروبية
كان أستون فيلا على بُعد ثلاث نقاط فقط من المركز الأخير بالدوري الإنجليزي الممتاز في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، لكنّ المدير الفني الإسباني أوناي إيمري، أحدث ثورة كروية داخل النادي وقاده لتحقيق الفوز السابع في آخر ثماني مباريات. فهل من الممكن أن تؤدي هذه الصحوة المتأخرة إلى احتلال الفريق أحد المراكز الأربعة الأولى في جدول الترتيب؟ رد إيمري على هذا السؤال قائلاً: «ليس الآن، ليس الآن. الآن يمكننا التفكير في التأهل إلى أحد المراكز المؤهلة للدوري الأوروبي، لكن من الصعب احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى».
وبعد الفوز على نيوكاسل بثلاثية نظيفة، أصبح أستون فيلا يتخلف عن نيوكاسل بفارق ست نقاط، مع العلم بأن نيوكاسل لديه مباراة مؤجلة وفارق أهداف أفضل بكثير من أستون فيلا. في الحقيقة، من الصعب للغاية على أستون فيلا إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى، خصوصاً أنه سيلعب أمام مانشستر يونايتد وتوتنهام وبرايتون في ثلاث من آخر خمس مباريات بالموسم. (أستون فيلا 3 - 0 نيوكاسل).
دانييل ليفي رئيس نادي توتنهام بعد هزيمة فريقه أمام بورنموث (رويترز)
5- الصبر يؤتي ثماره مع بورنموث
ابتعد بورنموث عن المراكز المؤدية للهبوط بست نقاط، وهو ما يعد إنجازاً كبيراً يُحسب لغاري أونيل، الذي يعد أحد أفضل المديرين الفنيين في الدوري هذا الموسم. وحقق أونيل هذا النجاح بفضل ثقة النادي فيه وعدم الشعور بالذعر والارتباك عندما كان الفريق يحقق نتائج سلبية، بعد أن أقال بالفعل سكوت باركر الذي قاد الفريق للحصول على نقطتين فقط خلال الفترة بين عيد الميلاد ومنتصف فبراير (شباط). ومنذ الخسارة بصعوبة أمام آرسنال بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مارس (آذار) الماضي، يعد بورنموث أحد أفضل فرق الدوري الإنجليزي الممتاز.
وتمكن بورنموث من تحقيق الفوز على توتنهام بثلاثة أهداف مقابل هدفين، من خلال اللعب بخطة تكتيكية متقنة تعتمد على الصلابة الدفاعية وشن هجمات مرتدة سريعة. وقدم دومينيك سولانكي أداءً ممتازاً، كما أظهر زميلاه ماتياس فينيا ودانغو واتارا أنهما إضافة قوية للغاية للفريق منذ قدومهما في فترة الانتقالات الشتوية الماضية. وتجب الإشارة هنا إلى أن أونيل نفسه يمتلك خبرات كبيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث لعب أكثر من 200 مباراة مع خمسة أندية مختلفة، كما أنه يلعب بطريقة واقعية تماماً. وبعد الفوز على توتنهام، أشار أونيل إلى «الفوارق الجيدة» التي وضعت بورنموث في مثل هذا الموقف القوي وغير المتوقع. (توتنهام 2 - 3 بورنموث).
6- غوارديولا يحذّر من التهاون
أمام بايرن ميونيخ
كما هو الحال مع جميع المديرين الفنيين العظماء، يعرف جوسيب غوارديولا أن تصريحاته العلنية تؤثر كثيراً على اللاعبين. فبعد الفوز على ليستر سيتي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، بعث غوارديولا رسالة للاعبيه مفادها أن الخلاف بين ساديو ماني وليروي ساني قد يكون عاملاً محفزاً لبايرن ميونيخ لتقديم أداء أفضل بعد خسارته في مباراة الذهاب في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا بثلاثية نظيفة على ملعب الاتحاد يوم الأربعاء الماضي.
وقال المدير الفني السابق لبايرن ميونيخ: «في بعض الأحيان تحتاج إلى الخلاف لكي تجعل الفريق أكثر تماسكاً. إنها ليست نقطة ضعف، لكنها ستكون نقطة قوية ضدنا. أنا أعرف هذا النادي جيداً. يمكنني أن أتخيل الوضع أمام مانشستر سيتي، فبايرن ميونيخ سيبذل قصارى جهده. فلو كان الأمر معكوساً وكنا نحن مَن خسرنا بثلاثية نظيفة ولم نفز أمام ليستر سيتي وكان هناك خلاف بين اللاعبين، كان الفريق سيقول إن هذه المباراة تعد مباراة نهائية بالنسبة لنا ونعلم بالضبط ما يتعين علينا القيام به». وغاب ماني، الذي أوقفه بايرن ميونيخ لمباراة واحدة بعد اشتباكه مع ساني، عن مباراة هوفنهايم، يوم السبت، لكنه متاح للعب أمام مانشستر سيتي. (مانشستر سيتي 3 - 1 ليستر سيتي).
7- تأثير شون دايك مع إيفرتون بدأ يتلاشى
تمكن إيفرتون من حصد ست نقاط من أول ثلاث مباريات لشون دايك على رأس القيادة الفنية للفريق، لكنه لم يحصد سوى ست نقاط فقط من آخر ثماني مباريات. ومع ذلك، ينفي المدير الفني أن يكون مستوى الفريق في تراجع! وعندما سئل عن هذا الأمر يوم السبت رد قائلاً: «ربما تلاحظ أننا كنا نلعب أمام بعض من أفضل الفرق». وصل فولهام إلى ملعب «غوديسون بارك» بعد الخسارة في خمس مباريات متتالية، لكنه رحل بعدما حقق فوزاً مهماً للغاية، ليحقق رقماً قياسياً في تاريخ النادي بعدما أصبح هذا سادس فوز يحققه خارج ملعبه في موسم واحد في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقد استفاد فولهام كثيراً من الخطة التكتيكية الغريبة التي اعتمد عليها دايك، الذي دفع باثنين من اللاعبين في مركز محور الارتكاز في ظل غياب أمادو أونانا وعبد الله دوكوري، كما كانت اختياراته للاعبين أيضاً غريبة، وخير دليل على ذلك أنه دفع بنيل موباي في التشكيلة الأساسية! لكن الحديث عن قرب إقالة دايك -بين اللاعبين والمشجعين على حد سواء- كان أكثر الأمور المقلقة بالنسبة للنادي الذي يقترب من الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى منذ 69 عاماً. وقال دايك رداً على ذلك: «ما زلت أعتقد أن هذا الفريق يضم مجموعة جيدة للغاية من اللاعبين». (إيفرتون 1 - 3 فولهام).
8- وستهام يُظهر العزيمة اللازمة للبقاء
سيتمكن وستهام من البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز بسهولة لو واصل تقديم نفس المستويات التي قدمها في الساعة الأخيرة من مباراته أمام آرسنال. لقد كانت هذه هي أفضل مباراة قدمها الفريق تحت قيادة ديفيد مويز، حيث تحلى الفريق بالشراسة والقوة واللعب المباشر والذكاء، وقدم كرة قدم ممتعة. لقد تفوق وستهام على آرسنال في خط الوسط، وكان ميخائيل أنطونيو يصول ويجول داخل المستطيل الأخضر ولا يتوقف عن شن هجمات خطيرة للغاية على مرمى المدفعجية.
كان وستهام قد لعب مباراة أمام جنت في دوري المؤتمر الأوروبي قبل 72 ساعة فقط، كما افتقر لخدمات أفضل لاعبين في مركز قلب الدفاع لديه بسبب الإصابة، لكن على مدار فترات طويلة من اللقاء كان وستهام يلعب كأنه لا يعاني من أي إرهاق أو غيابات، على العكس تماماً من آرسنال الذي لا يلعب حالياً إلا في بطولة الدوري ويحصل على فترات مناسبة للراحة بين المباريات. في الحقيقة، نادراً ما رأينا وستهام يقدم مثل هذا الأداء القوي خلال الأشهر الأخيرة، كما كانت الشكوك تحوم حول مستقبل مويز في النادي، لكن الفريق ظهر بشكل مختلف تماماً أمام آرسنال. قد يتساءل مويز عما إذا كان من الممكن أن يتجنب الإقالة في نهاية الموسم لو واصل الفريق تقديم مثل هذه المستويات القوية، كما يمكنه أن يتساءل أيضاً عن الأسباب التي تجعل الفريق لا يقدم هذا الأداء في الكثير من المباريات!
مستقبل واعد لولفرهامبتون
بعد اقترابه من البقاء!
عندما تولى جولين لوبيتيغي القيادة الفنية لولفرهامبتون، كان الفريق يتذيل جدول الترتيب برصيد 10 نقاط، ولم يحرز سوى ثمانية أهداف في 15 مباراة. لكنه منذ ذلك الحين لعب 16 مباراة تمكن خلالها من حصد 24 نقطة، وأحرز 18 هدفاً. وبعد الفوز المثير للإعجاب على برينتفورد بهدفين دون رد، يبدو أن مخاوف الفريق من الهبوط قد تلاشت تقريباً. لكن هدف ولفرهامبتون الأساسي خلال الموسم المقبل لن يكون مجرد البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، لأن الفريق الآن لا يضم لاعبين جيدين فحسب، لكنه يمتلك أيضاً مديراً فنياً رائعاً وقادراً على قيادة هؤلاء اللاعبين بشكل جيد.
ويبدو أن الأمر نفسه ينطبق على جميع الفرق التي تتقدم على ولفرهامبتون في جدول الترتيب، وهو الأمر الذي يلقي الضوء على شيء إيجابي في الدوري الإنجليزي الممتاز: وهو أن معظم الأندية تسير في مسار تصاعدي، لذا فمن المتوقع أن تكون المباريات في موسم 2023 - 2024 أعلى في المستوى وأكثر تنافسية. (ولفرهامبتون 2 - 0 برينتفورد).
10- إيز في طريقه للانضمام
إلى المنتخب الإنجليزي
لم يكن من قبيل المصادفة أن تتزامن عودة إيبيريشي إيزي إلى مستواه المعروف مع التحول المذهل في أداء كريستال بالاس تحت قيادة المدير الفني روي هودجسون. لقد شارك اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً في كل دقائق المباريات الثلاث التي حقق الفريق الفوز فيها منذ أن حل هودجسون محل باتريك فييرا على رأس القيادة الفنية للفريق، وأصبح إيز الآن الهداف الأول لكريستال بالاس في الدوري برصيد سبعة أهداف. في الحقيقة، لا يزال سبب فقدان فييرا الثقة في إيز –الذي لم يلعب أساسياً سوى مباراة واحدة فقط خلال الشهرين السابقين– يمثل لغزاً كبيراً، لكن من الواضح أن هودجسون يثق ثقة عمياء باللاعب الذي كان قد تعاقد معه من كوينز بارك رينجرز في عام 2020.
وعندما سُئل عمّا إذا كان يمكن لإيز أن يكون مرة أخرى على رادار المنتخب الإنجليزي بعد غيابه عن القائمة المؤقتة المشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020 بسبب الإصابة، أكد هودجسون أن مستقبل إيز في يديه. وقال: «نعم لمَ لا؟ لو كنت مكانه لقلت لنفسي إنني أمتلك القدرات والإمكانيات التي تمكنني من أن أجعل هذا هو طموحي». (ساوثهامبتون 0 - 2 كريستال بالاس).