أعلنت البحرية الأميركية أن المدمرة «يو إس إس ميليوس» التابعة لها والتي تحمل صواريخ موجهة، أبحرت عبر مضيق تايوان في عملية «حرية ملاحة»، بعد أيام من إجراء الصين مناورات عسكرية حول الجزيرة.
وقال بيان صادر عن الأسطول السابع في البحرية الأميركية - ومقره في يوكوسوكا باليابان - إن السفينة الحربية أجرت «عبورا روتينيا لمضيق تايوان» الأحد، في المياه «حيث تنطبق حرية الملاحة والتحليق في أعالي البحار بما يتماشى مع القانون الدولي». ووصفت البحرية الأميركية أن الغرض من العبور الروتيني هو إظهار التزام الإدارة الأميركية بحرية وانفتاح منطقة المحيطين الهندي والهادي. قال بيان البحرية الأميركية إن جيش الولايات المتحدة يطير ويبحر ويعمل في أي مكان يسمح به القانون الدولي، والولايات المتحدة ستواصل الدفاع عن حقوق وحرية الإبحار.
واحتجت الصين، يوم الاثنين، على عبور المدمرة الأميركية للمضيق بالقرب من جزر سبراتلي المتنازع عليها، واعتبرت أن المدمرة الأميركية «اقتحمت بشكل غير قانوني المياه التي تتمتع فيها الصين بسيادة لا جدال فيها على الجزر في بحر الصين الجنوبي».
وقالت الخارجية الصينية في بيان إن العبور الأميركي كان «ضجة عامة»، وإن قيادة المسرح الشرقي مستعدة في أي وقت «لحماية سيادة البلاد وسلامتها وسلامها واستقرارها الإقليميين بحزم». وأعلن الجيش الصيني حالة التأهب القصوى قائلا في بيان الاثنين إنه يراقب عن كثب ويتابع المدمرة الأميركية خلال عبورها لمضيق تايوان.
وقال الكولونيل شي يي المتحدث باسم قيادة الجانب الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني إن القوات الصينية في حالة تأهب قصوى في جميع الأوقات، وستحمي بحزم سيادة الصين الوطنية وأمنها والسلام والاستقرار الإقليميين.
كانت الصين قد أنهت الأسبوع الماضي مناورات جوية وبحرية واسعة النطاق في المضيق رداً على اجتماع رئيسة تايوان تساي إنغ ون مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي في 5 أبريل (نيسان) في كاليفورنيا. قالت الصين يوم الأربعاء إن التدريبات التي تحاكي تطويق تايوان تهدف إلى أن تكون «تحذيراً جاداً» للسياسيين المؤيدين للاستقلال في الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي ومؤيديهم الأجانب. وفرضت الصين عقوبات على النائب الأميركي مايكل ماكول الجمهوري من تكساس الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب بسبب زيارته لتايوان الأسبوع الماضي.
وقد صعدت الصين من ضغوطها العسكرية على تايوان في السنوات الأخيرة، حيث أرسلت طائرات مقاتلة وسفنا تابعة للبحرية نحو الجزيرة بشكل شبه يومي. وبعد زيارة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي لتايوان في أغسطس (آب) الماضي، أرسلت الصين المزيد والمزيد من السفن العسكرية عبر خط الوسط لمضيق تايوان، وهو حد غير رسمي تم قبوله منذ عقود. لقد أعطى هذا الضغط المتزايد من الصين اهتماماً أكبر لتايوان على مستوى العالم.
وقد حذر وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في يناير (كانون الثاني) الماضي في كلمته أمام جامعة شيكاغو من تضييق وتعطيل الملاحة عبر مضيق تايوان وقال إن «خمسين في المائة من كل سفن الحاويات في جميع أنحاء العالم تمر كل يوم عبر مضيق تايوان، وسبعين في المائة أو أكثر من رقائق الكومبيوتر المصنعة في العالم يتم تصنيعها في تايوان، وإذا تعطل ذلك فإن الاقتصاد العالمي بأسره سوف يعاني».
من ناحية أخرى، أكد الجيش التايواني عبور سفينة عسكرية تابعة للبحرية الفرنسية لمضيق تايوان، ولم يثر ذلك احتجاجا من جانب الجيش الصيني.
وخلال زيارة أريك بوثوريل رئيس وفد من الجمعية الوطنية الفرنسية لتايوان، أكد عبور سفينة عسكرية فرنسية في بحر الصين وقال للصحافيين: «ما نريد أن نقوله لتايوان هو أنه إذا حدث شيء لتايوان، فسيغير ذلك العالم. هذا هو السبب في أننا لدينا سفينة عسكرية من فرنسا عبرت بحر الصين الأسبوع الماضي، نحن نعتبر أنه يتعين علينا الحفاظ على حرية السفر والتنقل في هذا الفضاء».
وقد عبرت سفن بحرية دولية - منها سفن أميركية - لمضيق تايوان بشكل منتظم خلال السنوات الأخيرة بما في ذلك تسع مرات عام 2022 و12 مرة خلال عام 2021 لكن تصاعدت احتجاجات الصين منذ الصيف الماضي، وشكك العسكريون في الحق القانوني للسفن والطائرات الأجنبية في عبور مضيق تايوان دون إذن صريح من الحكومة الصينية، وهو الأمر الذي اعتبره المسؤولون الأميركيون محاولة من بكين لتقويض المعايير الدولية لحرية الملاحة.
الصين تعلن حالة التأهب القصوى بعد عبور مدمرة أميركية لمضيق تايوان
البحرية الأميركية تؤكد: العبور روتيني لحماية حرية الملاحة
الصين تعلن حالة التأهب القصوى بعد عبور مدمرة أميركية لمضيق تايوان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة