التركمان والمسيحيون ينسحبون من لجنة صياغة دستور كردستان احتجاجًا على تهميشهم

عضو في اللجنة: سنطلب من البرلمان منحنا 90 يومًا أخرى لإكمال كتابته

التركمان والمسيحيون ينسحبون من لجنة صياغة دستور كردستان احتجاجًا على تهميشهم
TT

التركمان والمسيحيون ينسحبون من لجنة صياغة دستور كردستان احتجاجًا على تهميشهم

التركمان والمسيحيون ينسحبون من لجنة صياغة دستور كردستان احتجاجًا على تهميشهم

أعلن ممثلو التركمان والمسيحيين أمس انسحابهم من لجنة صياغة دستور إقليم كردستان ومقاطعتهم لجلساتها إلى حين الاستماع إلى آرائهم من قبل أعضاء اللجنة، بينما كشف عضو في اللجنة أن عملية صياغة الدستور لن تنتهي في المدة القانونية التي حددها البرلمان لذلك والبالغة 90 يوما، التي ستنتهي بحلول 20 أغسطس (آب) الحالي، مؤكدا أن اللجنة ستطلب رسميا تمديد مدة عملها لثلاثة أشهر أخرى مع بداية سبتمبر (أيلول) المقبل.
وقالت رئيسة كتلة التقدم التركمانية في برلمان الإقليم وعضو لجنة صياغة الدستور عن المكون التركماني، منى القهوجي، لـ«الشرق الأوسط»: «انسحبنا كمكونات من لجنة صياغة الدستور أمس لعدم استماع ممثلي الكتل الأخرى لمطالبنا وحقوقنا وتثبيتها في دستور الإقليم، فنحن كمكون تركماني طالبنا بتثبيتنا كقومية ثانية في الإقليم، وتأمين حقوقنا في السلطات الثلاثة (رئاسة الإقليم والبرلمان والحكومة)، لكي نستطيع الحصول على ثقة التركمان في المناطق المتنازع عليها، من أجل ضمان حقوقهم عند إلحاق مناطقهم بالإقليم مستقبلا». وأضافت: «مع الأسف غالبية ممثلي الكتل السياسية في الإقليم وقفوا ضد مطاليب التركمان والمسيحيين والإيزيديين في الدستور، وهذا سيتسبب في القضاء على التعايش السلمي في الإقليم ونعتبره خرقا لأسس الديمقراطية»، مبينة أن «ممثلي الحزب الديمقراطي الكردستاني الذين يبلغ عددهم سبعة أعضاء في لجنة صياغة الدستور هم فقط مستعدون للتوقيع على مطالبنا، أما الكتل الأخرى فهي دائما تهمش الفقرات والمطالب المتعلقة بالمكونات في الإقليم». وأضافت القهوجي: «إذا لم تثبت حقوقنا في الدستور، فسنطلب من مواطنينا عدم التصويت عليه، وحينها لن نكون بحاجة لدستور يهمش مكونا عريقا من مكونات إقليم كردستان».
من جهته، قال يعقوب جورجيس ياقو، رئيس قائمة الرافدين التابعة للحركة الديمقراطية الآشورية، لـ«الشرق الأوسط»: «سبب انسحابنا من اللجنة يعود إلى أن أعضاء هذه اللجنة لا يتعاملون مع ممثلي المكونات كمواطني هذا الإقليم، بل يتعاملون معنا كأجانب، وهذا مرفوض من جانبنا، إذا لم تضمن حقوقنا في هذا الدستور حينها نحن لن نقبل به».
لكن عبد الحكيم خسرو، عضو لجنة صياغة الدستور في الإقليم، نفى عدم الاستماع لآراء المكونات في عملية كتابة دستور، وقال: «حتى الآن تم الاستماع لآرائهم، مضى علينا أسبوع ثان ونحن نبحث ونناقش المواد المتعلقة بحقوق مكونات الإقليم، وسيكون القرار الأخير لهم».
وعن عدد مواد الدستور التي انتهت اللجنة من صياغتها حتى الآن، قال خسرو: «أنهينا حتى الآن كتابة (73) مادة من دستور الإقليم، الوقت الذي حدده برلمان الإقليم لصياغة الدستور البالغة تسعون يوما ستنتهي في 20 أغسطس الحالي، وسنرفع تقريرنا لرئاسة البرلمان مع بداية شهر سبتمبر ونطلب منحنا وقتا إضافيا لإتمام عملية الكتابة».
وصادق برلمان إقليم كردستان في 20 مايو (أيار) الماضي على لجنة صياغة دستور إقليم كردستان، ومنحها مدة تسعين يوما لإتمام عملية صياغة دستور للإقليم، ومن ثم عرضه في استفتاء عام على مواطني الإقليم للتصويت عليه. وأكدت مصادر سياسية مطلعة على عمل اللجنة أن عملها خلال المدة الإضافية «سيكون أكثر صعوبة بسبب أهمية الأبواب التي ستتم صياغتها خاصة المتصلة بنظام السياسي في الإقليم وآلية اختيار الرئيس وصلاحيات الرئاسات الثلاث، في حين أن الإقليم يشهد حاليا مباحثات مكثفة من قبل كل الأطراف للتوصل إلى حل لمسألة رئاسة الإقليم قبل انتهاء ولاية الرئيس في 20 أغسطس الحالي».



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».