كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاعهم على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً.
وأدرجت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن اسمها، هذه الاتصالات في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين السلطات المصرية، والسلطات في المنطقة الشرقية.
ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، إلى القاهرة.
وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، ناقش مساء أمس (السبت) مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مدينة إسطنبول التركية، آخر التطورات السياسية المحلية والدولية، مشيراً إلى أنهما بحثا أيضاً سبل إنجاح العملية الانتخابية الليبية، والتوافق حول القوانين والتشريعات المنظمة لها.
وكان لافتاً إعلان المشري أن أوغلو تطرق خلال اجتماعهما، إلى لقائه أخيراً مع وزير الخارجية المصري، وما وصفه بـ«التقارب التركي - المصري»، حول «الرؤية لحل الأزمة السياسية الليبية».
في شأن آخر، طالب رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، اليوم (الأحد) وزراء حكومته والوكلاء والمؤسسات الحكومية التابعة لهم، بعقد اجتماعات شهرية، «لتحقيق الأهداف، وتحسين الأداء وجودة العمل».
أحداث السودان
وكانت وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة» أعلنت (السبت) أنها تتابع ما وصفته بـ«الأحداث المؤسفة» التي تعيشها العاصمة السودانية (الخرطوم)، بعد اندلاع الاشتباكات المسلحة داخلها، وناشدت في بيان لها، الأطراف كافة لاتخاذ الإجراءات كافة لحماية المدنيين، ونبذ النزاع، والعودة للحوار، دفاعاً عن السودان، وتغليباً لمصالح الشعب السوداني، وتجنيبه خطر الموت والدمار.
كما دعت وزارة الخارجية، الجالية الليبية في السودان لتوخي أقصى درجات الحذر، واتباع تعليمات مؤسسات الحماية والإغاثة بخصوص التعامل مع تداعيات الاشتباكات المسلحة.
وحثت حكومة «الوحدة» الجالية الليبية في السودان على التواصل مع السفارة الليبية في الخرطوم، مشيرة إلى تشكيل فريق يتولى متابعة الأوضاع في الخرطوم، والتنسيق بين بعثة ليبيا الدبلوماسية هناك، وباقي الجهات الليبية المعنية في طرابلس وفي عواصم أخرى، بهدف متابعة وحماية أبناء الجالية الليبية كافة، في حال استمرت الأوضاع الأمنية في التدهور.
وقالت الحكومة إن أعمال فريق المتابعة تتم بالتنسيق المباشر مع الدبيبة، لتوفير الإمكانيات اللازمة كافة بما فيها الانتقال لمرحلة إجلاء الليبيين المقيمين في الخرطوم، في حال اضطرت الأوضاع الميدانية لهذا الأمر.
من جهة ثانية، كشفت مصادر في «الجيش الوطني»، عن تحركات عسكرية للجيش لتأمين الحدود مع السودان، في ضوء التطورات التي يشهدها.
وقالت المصادر إنه تم تعزيز قوات «الجيش الوطني» الموجودة بالقرب من الحدود المشتركة بين ليبيا والسودان، من دون أن تكشف مزيداً من التفاصيل.