غموض حول استئناف محادثات السلام في جنيف اليوم.. واختطاف وزير في حكومة الثني

الجيش الليبي يهدد باستخدام القوة لمنع أي مظاهرات لأنصار القذافي في بنغازي

غموض حول استئناف محادثات السلام في جنيف اليوم.. واختطاف وزير في حكومة الثني
TT

غموض حول استئناف محادثات السلام في جنيف اليوم.. واختطاف وزير في حكومة الثني

غموض حول استئناف محادثات السلام في جنيف اليوم.. واختطاف وزير في حكومة الثني

أعلن العقيد ونيس بوخمادة قائد القوات الخاصة (الصاعقة) التابعة للجيش الليبي في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، أنه لن يسمح بخروج المظاهرات المؤيدة لنظام العقيد الراحل معمر القذافي وهدد بالتصدي لأي مظاهرات مماثلة باستخدام القوة.
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية عن المتحدث الرسمي باسم القوات الخاصة أن بوخمادة تعهد خلال اجتماع موسع عقده مع أمراء المحاور والمجموعات التابعة للقوات الخاصة في مدينة بنغازي، بعدم السماح لأنصار النظام السابق بالتظاهر، مشيرا إلى أنه ناقش المشكلات الإدارية والمالية والميدانية التي تواجه المقاتلين النظاميين والاحتياط والمتطوعين والوحدات المساندة من شباب المناطق، وحثهم على مواصلة معاركهم ضد المتطرفين في بنغازي. وحلقت طائرات عمودية وحربية في سماء عدة مدن ليبية أمس بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس الجيش الليبي.
وطبقا لما أعلنه رئيس أركان القوات الجوية العميد صقر الجروشي، فإن الطائرات الليبية التي كانت تهدف لتحية المواطنين، كان يفترض أن تحلق في سماء عدة مدن في مختلف أرجاء البلاد بما فيها العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها ميليشيات فجر ليبيا بقوة السلاح منذ صيف العام الماضي. من جهته، دعا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح منتسبي الجيش إلى الانضمام والالتحاق بوحداتهم، للمساهمة والعمل على استقرار البلاد وحفظ أمنها وبناء مؤسسات الدولة. من جهة أخرى، قالت مصادر حكومية ليبية إن مجهولين اختطفوا أحمد درمبه وزير الأوقاف التابع للحكومة من مقره في مدينة البيضاء، قبل يومين دون أي معلومات عن الجهة الخاطفة.
وقالت المصادر إن درمبة الذي ينتمي إلى مدينة الزنتان الجبلية في غرب ليبيا، قد تعرض للخطف من قبل مسلحين مجهولين بهدف الحصول على أموال.
إلى ذلك، سادت أجواء من الغموض الترتيبات المتعلقة باستئناف أحدث جولات الحوار الذي ترعاه بعثة الأمم لمتحدة التي من المقرر عقدها اليوم في مدينة جنيف السويسرية بعد نقلها المفاجئ من المغرب، من دون أي تفسير رسمي.
وعقد أمس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته جلسة تشاورية بمقره في العاصمة طرابلس لتحديد موقفه من استمرار مشاركته في هذه المحادثات، التي ستبدأ اليوم وتستمر حتى الأربعاء المقبل.
ولم يصدر حتى مساء أمس أي بيان يوضح ما إذا كان البرلمان السابق سيرسل وفده إلى هذه المفاوضات، لكن مصادر أممية في جنيف تحدثت عن أن المبعوث الخاص لليبيا برناردينو ليون سيسعى للحصول على موافقة الأطراف على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأشارت المصادر الأممية إلى أن الحكومة المقترحة سيترأسها رئيس وزراء ونائبان لرئيس الوزراء بسلطات تنفيذية، على أن يكون مجلس النواب هو الهيئة التشريعية في البلاد.

وكان ليون قد لفت أخيرا إلى وجود ما وصفه بتحفظات ما زالت لدى بعض الفرقاء، مطالبا كل الأطراف ببذل كل الجهد لتجاوز هذه الخلافات والمضي بالعملية السياسية إلى الأمام وإنهاء أعمال العنف، خاصة بعد التوقيع من جانب البرلمان الشرعي على الاتفاق المبدئي لتشكيل الحكومة بالأحرف الأولى في منتجع الصخيرات المغربي الذي رفضه برلمان طرابلس غير المعترف به دوليا.
وقال المتحدث الرسمي باسم مكتب الأمم المتحدة في جنيف إن ليون سيكون في جنيف اليوم وسيحضر معه نحو 30 ممثلا للأطراف الليبية.
إلى ذلك، قال مسؤولون نفطيون إن من المقرر تحميل ثلاث ناقلات بنحو مليوني برميل من النفط الخام في ميناءي الحريقة والبريقة بشرق ليبيا هذا الأسبوع حيث تكافح البلاد للعودة إلى مستويات الصادرات السابقة بعد أعوام من الصراع والاضطرابات.
وقال مسؤول إن ناقلة رست في الحريقة لتحميل 700 ألف برميل. وقال مسؤول ثان إن ناقلة أخرى حملت 600 ألف برميل في البريقة أمس، بينما ستحمل ثالثة 600 ألف برميل هذا الأسبوع في البريقة أيضا.
لكن موانئ تصدير النفط: السدرة ورأس لانوف والزويتينة الواقعة في الشرق أيضا ما زالت مغلقة نظرا لتعطل خطوط الأنابيب المغذية بسبب احتجاجات أو انعدام الأمن في إطار الاضطرابات التي أضرت بالقطاع منذ الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي في 2011.
وقال مصدر في البريقة إن ناقلة مقبلة من إيطاليا تحمل 10 آلاف طن من البنزين رست في الميناء لإمداد السوق المحلية. وهذه أول شحنة مستوردة من الوقود تصل إلى البريقة خلال سنوات.
وقال ما شاء الله الزوي وزير النفط في الحكومة الموازية التي تسيطر على العاصمة طرابلس لوكالة رويترز، إن ليبيا تنتج حاليا نحو 400 ألف برميل يوميا من النفط الخام.
وأضاف الزوي أن انقطاعات الكهرباء في البلاد لم تؤثر على إنتاج النفط. وأغلقت السلطات الأسبوع الماضي أكبر شركة لإنتاج الصلب في البلاد نظرا لنقص الكهرباء بعد الأضرار التي لحقت بشبكة الطاقة الكهربائية جراء القتال الدائر ونقص قطع الغيار.
وقدرت مصادر بقطاع النفط في وقت سابق إنتاج ليبيا من الخام بما بين 400 ألف برميل و450 ألف برميل يوميا أو ربع ما كانت ليبيا تضخه قبل انتفاضة 2011.
ومنذ ذلك الحين تضررت صناعة النفط والغاز جراء إضرابات واحتجاجات وقتال بين فصائل مسلحة متناحرة ومطالب سياسية ومالية من سكان محليين.
ويأتي ما يزيد على نصف إنتاج ليبيا النفطي من شركة الخليج العربي للنفط (أجوكو) الحكومية في شرق البلاد وهي إحدى وحدات المؤسسة الوطنية للنفط. وتدير أجوكو ميناء الحريقة وحقل السرير أكبر حقل نفطي في البلاد.
وقالت أجوكو إن إنتاجها يبلغ 220 ألف برميل يوميا انخفاضا من تقديرات سابقة لها بما بين 250 ألف برميل و290 ألف برميل يوميا وهو ما يفسر الهبوط الطفيف في إنتاج البلاد.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.