برناديت حديب لـ«الشرق الأوسط»: دور «المدام» تحداني واستمتعت به

في «وأخيراً» قلبت الطاولة على ما سبق وقدمته من أدوار

حديب قدمت دور امرأة تنتمي لعصابة مخدرات من خلال شخصية «المدام» (الشرق الأوسط)
حديب قدمت دور امرأة تنتمي لعصابة مخدرات من خلال شخصية «المدام» (الشرق الأوسط)
TT

برناديت حديب لـ«الشرق الأوسط»: دور «المدام» تحداني واستمتعت به

حديب قدمت دور امرأة تنتمي لعصابة مخدرات من خلال شخصية «المدام» (الشرق الأوسط)
حديب قدمت دور امرأة تنتمي لعصابة مخدرات من خلال شخصية «المدام» (الشرق الأوسط)

كثيرون لم يستطيعوا التعرف على الممثلة برناديت حديب، في مسلسل «وأخيراً» الرمضاني؛ فالمُشاهد، وللوهلة الأولى، تساءل: مَن هذه الممثلة، بعدما أجرت تغييراً ملحوظاً في شكلها الخارجي، كما أنها خرجت، مع شخصية «المدام» التي تتقمصها فيه، عن أدوراها المألوفة، فقدمت دور المرأة الشريرة والعنيفة والقاسية، وهو ما لم يسبق لها أن قدمته في مشوارها التمثيلي من قبل، فبرناديت اشتهرت بأدوارها التي تتناول حقوق المرأة العربية عامة، واللبنانية خاصة، كما غلب على غالبية إطلالاتها التمثيلية دور المرأة الحزينة أو المظلومة. وتعلِّق حديب، لـ«الشرق الأوسط»: «أولاً، الدور لا يشبهني بتاتاً، ولم أقم من قبل بما يتمشى معه. صحيح أنني ترددت بداية، ولكنني شعرت، فيما بعد، بأنه نوع من التحدي عليّ مواجهته».
التحدي كان ملحوظاً في شخصية امرأة تنتمي إلى عصابة مخدرات لم يجرِ مناداتها باسمها ولا مرة، طيلة الـ15 حلقة التي يتألف منها «وأخيراً»، فهي عُرفت خلاله بـ«المدام» الآمرة والناهية في إدارة قسمها بهذه العصابة. ولكن ما الذي دفع بها إلى تغيير شكلها الخارجي، بحيث لم يستطع المشاهد التعرف عليها للوهلة الأولى؟ تردّ: «لأن الدور كان جديداً عليّ، ارتأيتُ أن أجعله مختلفاً، قلباً وقالباً، ورسمت شخصيته في أفكاري، وتشاورت مع المسؤولة عن خطوط الشخصية الخارجية لتظهر بهذا اللوك، وكانت المفاجأة كبيرة بأن الناس لم تتعرف عليّ بسرعة، حتى عندما وقفت أمام المرآة، كنت سعيدة بهذا التبديل بجلدي، وقلت لنفسي: حلوة هالمدام».
إطلالة برناديت حديب، في هذا العمل، قلبت معه الطاولة على كل ما سبق أن قدّمته من قبل، فسابقاً كانت تطل على طبيعتها من دون مساحيق تجميل، وتربط شعرها؛ لأن أدوارها كانت تدور حول المرأة العملية.
«بعضهم تعرَّف عليّ من نبرة صوتي، وآخرون من تتر المسلسل في اليوم التالي، ولا أنكر أبداً أن هذا الضياع الذي أصاب المشاهد، أفرحني، كما أنني، وفي كل مرة لمست فيها مدى كره الناس للمدام، كنت سعيدة، وهذا يعني أنني نجحت في إيصال الشخصية الشريرة على المستوى المطلوب».

برناديت اشتهرت بأدوارها التي تتناول حقوق المرأة (الشرق الأوسط)

تخوض حديب مع «وأخيراً» مغامرة رمضانية غابت عنها منذ فترة، فآخر الأعمال الدرامية التي شاركت بها، كانت «راحوا» الذي صُوّر قبل جائحة كورونا، وعُرض خلال الحجر المنزلي. وتقول إنها سعيدة بالعودة إلى الشاشة في دور مختلف، ومع شركة إنتاج «الصباح إخوان»: «إنها شركة تحترم الممثل، وتوفر له كل وسائل الراحة، كي يستطيع العطاء إلى آخِر حد. وتحمست جداً لهذه العودة بعد غياب، ولا سيما أنها تأتي في موسم رمضان، فتلقيت رسائل وتعليقات إيجابية من بلدان عربية عدة؛ بينها ليبيا وتونس والجزائر، فكنت سعيدة جداً بهذا التفاعل، إذ كنت أعتقد أن المشاهد العربي لا يعرفني جيداً، وأسهم هذا المسلسل في وضعي على تماس مع الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي».
تؤكد برناديت حديب أنه على الممثل بين الوقت والآخر أن يقلب الطاولة، ويقدِّم المختلف، فيشكل مفاجأة لجمهوره، وحتى للمقربين منه: «لقد هزّ الدور متابعيَّ، إذ كان بمثابة كف تلقّوه من غير موعد».
وتؤكد الممثلة اللبنانية أن عدم خروجها عن المألوف في أدوارها لا يعود قراره إليها: «تعرفين أن بعض المخرجين، وعندما يعرفون مسبقاً أن هذا الممثل أو الممثلة يبرع في تقديم شخصية معينة، يحاصرونه بها، فيخافون من المخاطرة ويلجأون إلى منطقة آمنة يعرفون نتيجتها سلفاً، وهو ما يظلم الممثل أوقاتاً كثيرة. اليوم توفرت لي الفرصة السانحة، وآمل أن يرى المخرجون نواحي وطاقات جديدة أبرع بها».
وعلى الرغم من حصرها في أدوار المرأة الباحثة عن حقوق زميلاتها، أو التي تحمل هموم عائلتها، فإنها تؤكد استمتاعها بتقديم تلك الأدوار. «لو لم أقتنع بها وأحببتها، لَمَا كنت أقدمت عليها بالتأكيد، ولكن، في الوقت نفسه، أحبُّ التنويع، وإذا ما عُرض عليّ دور مختلف فلن أتردد في تقديمه».
في مشاهد عدة من «وأخيراً»، نرى برناديت حديب المرأة العنيفة والقاسية، فهل أتعبها الدور؟ وكيف حضّرت له؟ تقول، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد حضرت له بشكل جيد، بعد أن ابتكرت له خلفية تاريخية، فرسمت لها مسار حياة عانت فيها الكثير كي تصل إلى ما هي عليه، اليوم، وعندما كنت ألعب الدور، كنت أستمتع بكل تفصيل فيه؛ لأنني حبكته بإحكام، حتى الغموض الذي يخيّم على شخصية المدام وافتقادها إلى المشاعر والأحاسيس، اشتغلتها بعمق».
نهاية المدام، في المسلسل، لم تفاجئ كثيراً الناس؛ لأنهم كانوا يعلمون أنه من الصعب أن يغلبها أحد، فبقيت واقفة ومنتصبة حتى اللحظة الأخيرة. «كان من الضروري أن يحافظ الدور على وتيرته؛ من شراسة وقساوة، حتى اللحظات الأخيرة، فالصلابة التي تتمتع بها المدام كانت كفيلة بعدم وقوعها بفخ العصابة ورئيسها».
تابع المُشاهد «وأخيراً» على مدى 15 حلقة فقط؛ لأنه من نوع الأعمال الدرامية القصيرة، فهل كانت تتمنى أن يتألف من حلقات أطول؟ تقول: «أنا شخصياً أحب الدراما بحلقات قصيرة، وهو مبدأ كان رائجاً كثيراً في الماضي، فعندما يقل عدد الحلقات تكون وتيرة الأكشن والتشويق مكثفة بشكل أفضل، فيغيب عن العمل أي فرصة لتململ المشاهد، وهو ما حققه (وأخيراً)؛ إذ بقي الناس يتابعونه بحماس حتى اللحظة الأخيرة».
تشيد برناديت حديب بشخصية الممثل قصي الخولي، الذي لم تلتق به تمثيلياً، بل التقت به فقط على موقع التصوير. «لم أجتمع معه بأي مشهد، ولكنه لفتني بأدائه المحترف، وباحترامه للجميع، وبتواضعه الكبير، أما نادين نسيب نجيم فاستمتعت بالعمل معها، ولا سيما أن هناك تناغماً سريعاً نشأ بيننا».
وعن وقوفها إلى جانب ممثلين مخضرمين ككميل سلامة، وغبريال يمين، توضح: «كان من دواعي سروري أن أقف إلى جانب قامتين فنيتين على هذا المستوى الرفيع وأساتذة تمثيل، بكل ما للكلمة من معنى».
لم تتابع برناديت حديب أي مسلسل رمضاني، حتى اليوم، وبالكاد تشاهد بعض المقتطفات من «وأخيراً»، وغيره عبر السوشيال ميديا. وتبرر ذلك بقولها: «لا أحب أن أشاهد نفسي؛ لأن الأمر يقلقني؛ كوني ناقدة قاسية على نفسي، وأكتفي بمتابعة ردود الفعل والتعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فأعرف إذا ما نجحت أو فشلت في أداء دوري كما يجب».
واليوم، وبعد هذا الانقلاب الذي أجرته على نفسها، هل يساورها تجسيد شخصية معينة؟ تختم: «لطالما حلمت بتقديم الفوازير، فأشعر بأنني أملك الطاقة للقيام بها، ولكن مع تراجع الإنتاجات بشكل عام، أصبح هذا الأمر عسيراً، خصوصاً أنه يتطلب ميزانيات ضخمة، ولكنني، من ناحية ثانية، أحب أن أقدم دوراً يتناول العنصرية في مجتمعاتنا العربية، أما حالياً فأحضّر لمسرحية جديدة أنوي عرضها، في العام المقبل، وهي فكرتي، ومن كتابة وإخراج عصام بوخالد».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
TT

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ نجمتين عالميتين تقديراً لمسيرتيهما، هما الأميركية فيولا ديفيس، والهندية بريانكا شوبرا.

واختتم المهرجان عروضه بفيلم «مودي... 3 أيام على حافة الجنون» الذي أخرجه النجم الأميركي جوني ديب، ويروي حكاية الرسام والنحات الإيطالي أميديو موديلياني، خلال خوضه 72 ساعة من الصراع في الحرب العالمية الأولى.

واختير فيلم «الذراري الحمر» للمخرج التونسي لطفي عاشور لجائزة «اليُسر الذهبية» كأفضل فيلم روائي، أما «اليُسر الفضية» لأفضل فيلم طويل، فنالها فيلم «إلى عالم مجهول» للفلسطيني مهدي فليفل، بالإضافة إلى جائزة خاصة من لجنة التحكيم نالها فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» لخالد منصور.