وفاة مليكة العرود «أيقونة التشدد» في بلجيكا

زوجها الأول قَتل أحمد شاه مسعود بتفجير انتحاري... زوجها الثاني قُتل بغارة أميركية

وفاة مليكة العرود «أيقونة التشدد» في بلجيكا
TT

وفاة مليكة العرود «أيقونة التشدد» في بلجيكا

وفاة مليكة العرود «أيقونة التشدد» في بلجيكا

توفيت الخميس في بلجيكا مليكة العرود التي اعتبرت لسنوات «أيقونة التشدد»، بعدما روّجت لجماعات متطرفة، وتزوجت من متشددين اثنين؛ أولهما عبد الستار دحمان الذي نفّذ عملية انتحارية، متظارهاً بأنه صحافي، في 9 سبتمبر (أيلول) 2001، أدت إلى مقتل الزعيم الأفغاني أحمد شاه مسعود، الملقب بـ«أسد بنجشير».
وظلت العرود لسنوات طويلة محل اهتمام واسع في أوروبا، علماً بأنها تزوجت دحمان في مركز إسلامي ببلدية مولنبيك ببروكسل عام 2000 بعد سنتين من لقائها به على متن قطار، ووقوعها في حبه. بعد زواجهما، توجّهت مليكة مع عبد الستار إلى أفغانستان للعيش في ظل حكومة «طالبان». ويُعتقد أن دحمان نفذ عملية قتل مسعود بناءً على تكليف من تنظيم «القاعدة»، قبل يومين من تنفيذ هجمات 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن.
بعد سقوط نظام حكم «طالبان»، انتقلت العرود إلى باكستان، حيث اعتُقلت وتم تسليمها إلى بلجيكا.
بعد ذلك بسنوات، تزوَّجت مليكة التونسي معز غرسلاوي، وذهبت للعيش معه في سويسرا، ونشطا معاً في المواقع المتشددة على الإنترنت. لوحقا هناك على خلفية نشاطهما، فعادا إلى بلجيكا. وقد غادر غرسلاوي نفسه بلجيكا إلى منطقة الحدود الأفغانية - الباكستانية، حيث قُتل بغارة نفذتها طائرة أميركية بلا طيار عام 2012.
انتقلت مليكة التي باتت تُلقب بـ«الأرملة السوداء»، للعيش في الجزء الفلاماني من بلجيكا الناطق باللغة الهولندية. لكن الحكومة البلجيكية جردتها من الجنسية عام 2018 وحكمت عليها بالسجن ثم ترحيلها إلى المغرب. غير أن طردها لم يتم بسبب إجراءات قانونية عرقلت إبعادها من بلجيكا.
وكتب موقع «عين أوروبية على الراديكالية» أن البعض يعتقد أن أهميتها انبثقت مما فعله زوجاها المتوفيان: «إلا أن الأشخاص المقربين منها أكدوا أن العرود هي من كانت توجّه الرجلين، وليس العكس. وحسب التحقيقات، فإن العرود هي من كانت تأخذ القرارات، وهما من ينفذان فقط». وقبل أن يدينها القضاء البلجيكي ويسجنها لمدة 8 سنوات في مايو (أيار) 2010 بتهمة التحريض على التشدد، نشطت العرود في التجنيد عبر الإنترنت. فعلت ذلك من خلال منتدى إلكتروني خاص بها باستخدام اسم مستعار هو «أم عبيدة»، حسب الموقع نفسه الذي أشار إلى أنها نجحت في إقناع 7 رجال على الأقل من بلجيكا وفرنسا بالمغادرة من أجل «الجهاد الأفغاني» عام 2007، كما «انخرطت في تجنيد أول إرهابية أوروبية انتحارية، مورييل ديغاوك، التي توفيت في العراق عام 2005.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.