وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى جارته بولندا، أمس (الأربعاء)، بمعنويات مرتفعة، بعد الإعلان عن أحدث مساعدات عسكرية أميركية، بينما تواصل القوات الروسية معركتها المستمرة منذ فترة طويلة للاستيلاء على مدينة باخموت شرق البلاد.
وأعلن الرئيس البولندي، أندريه دودا، أن بلاده ستطلب خلال القمة المقبلة لـ«حلف شمال الأطلسي»، في فيلينيوس، في يوليو (تموز): «ضمانات أمنية إضافية لأوكرانيا». وقال دودا، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني في وارسو، أمس: «نحاول الحصول على ضمانات أمنية إضافية لأوكرانيا (...) تعزز قدراتها العسكرية وشعور الشعب الأوكراني بالأمان»، مضيفاً: «مستعدون لتزويد أوكرانيا (في المستقبل) بكل مقاتلاتنا من طراز (ميغ - 29)».
وقال مارسين برزيداتش مساعد الرئيس البولندي: «لن يُفاجأ أحد إذا طلب الجانب الأوكراني من بولندا وشركاء أجانب آخرين مزيداً من الدعم... لكن يجب أن ندرك أننا، بولندا، فعلنا الكثير حقاً». وقال برزيداتش في وقت سابق إنه تم بالفعل تسليم أول شحنة من طائرات «ميغ» المقاتلة إلى أوكرانيا.
وكتب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف عبر «تلغرام»: «ستعزز طائرات (ميغ) التي قدمتها بولندا دفاعنا بشكل كبير، وتسمح لنا بتأمين أفضل لأجوائنا، وحماية أرواح مواطنينا، وكذلك تقليل الدمار الذي تسببه الهجمات الروسية». وغالباً ما تُستخدم بولندا محطةَ توقف للمسؤولين الدوليين الذين يتوجهون لاحقاً إلى أوكرانيا عبر القطار.
ووارسو خامس عاصمة عالمية يزورها زيلينسكي منذ بداية الاجتياح الروسي لبلاده في فبراير (شباط) 2022، بعد واشنطن ولندن وباريس وبروكسل، وهو سادس لقاء بين رئيسي الدولتين البولندية والأوكرانية، في فترة الحرب هذه، وبينها اجتماعا عمل في بولندا على الحدود بين البلدين. وبدأت الزيارة التي أُحيط برنامجها المفصل بسرية تامة حتى اللحظة الأخيرة، بحفل استقبال رسمي أمام القصر الرئاسي على وقع الأناشيد العسكرية.
وتعهدت الولايات المتحدة، أول من أمس (الثلاثاء)، بتقديم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 2.6 مليار دولار لحكومة زيلينسكي تشمل 3 رادارات للاستطلاع الجوي وصواريخ مضادة للدبابات وشاحنات وقود. وقدمت واشنطن حتى الآن مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة تزيد على 35 مليار دولار منذ بداية الاجتياح الروسي.
واتهمت سفارة موسكو في واشنطن الولايات المتحدة بأنها ترغب في إطالة أمد الصراع لأطول فترة ممكنة. وتأتي حزمة المساعدات الأميركية الجديدة بينما تتأهب القوات الأوكرانية لشن هجوم مضاد في الشرق، ومع ذلك لم يتم الكشف بعد عن موعد محدد لبدء هذا الهجوم. ولا يزال تركيز الحرب منصباً على باخموت.
وتكبد الجانبان خسائر فادحة في الأرواح، وتحول جزء كبير من المدينة إلى أنقاض بعد شهور من القتال في الشوارع وعمليات القصف. وبالقرب من بلدة على بُعد 50 كيلومتراً إلى الجنوب من باخموت، وصف جنود أوكرانيون في مخابئ موحلة جهودهم لصد الهجمات الروسية بشكل يومي. وقال قائد وحدة مشاة عرَّف نفسه لـ«رويترز» بالاسم الحركي، «بوديا»: «يتسللون ويطلقون النار ويحاولون إنهاكنا. ثم يقيمون الوضع ويتمكنون من التقدم قليلاً».
وأضاف: «في غضون ذلك، نحاول السماح لهم بالاقتراب منا حتى نتمكن من ضربهم بدقة أكبر». وشدد القادة العسكريون الأوكرانيون على أهمية الاحتفاظ بباخموت وبلدات أخرى، وإلحاق خسائر قبل الهجوم المضاد المنتظَر.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تقرير: «في قطاع باخموت، لا يتوانى العدو عن محاولات اقتحام المدينة. تم صد 20 هجوماً على الأقل للعدو هنا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية». وقالت «مجموعة فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة التي قادت الهجوم على باخموت في مطلع الأسبوع إنهم استولوا على وسط المدينة، وهو ما نفته كييف.
أعلن المتحدث الصحافي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف أن «الكرملين» لا يرى أي آفاق لإجراء محادثات بشأن أوكرانيا حتى الآن. وقال بيسكوف للصحافيين، رداً على سؤال بشأن كيفية تقييم «الكرملين» لاحتمال استئناف المفاوضات مع كييف على خلفية التصريحات بأن الرئيس الأوكراني ذهب إلى بولندا في زيارة رسمية لمناقشة كيفية العودة إلى المفاوضات مع روسيا، مع الرئيس البولندي أندريه دودا، وكذلك تصريحات وزارة الخارجية الصينية بأن الصين مستعدة لمناقشة التنظيم السياسي للصراع في أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي: «لا نرى أي احتمالات لذلك حتى الآن، لذلك لا يوجد شيء نضيفه هنا».
وأضاف بيسكوف للصحافيين أن «انضمام فنلندا إلى (الناتو) بالطبع لا يساهم في تعزيز الاستقرار والأمن والقدرة على التنبؤ في القارة الأوروبية. هذا يشكل تهديداً إضافياً لنا، ويلزمنا باتخاذ إجراءات ضرورية لإعادة التوازن إلى كل نظام الأمن».
وتابع أنه لا يمكن حتى الآن تسمية خطوات محددة لإعادة التوازن، وأن هذا يتطلب بعض الوقت. ونوه بأن «هذا ليس عملاً لمرة واحدة - بل عملية تتطلب وقتاً، ولكن، كل ما يتطلبه ضمان أمننا سيتم الأخذ به». وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يتبادل الآراء حول خطة مينسك للسلام في أوكرانيا، مع الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو.
وقال زيلينسكي إنه يأمل في فتح الحدود بين بولندا وأوكرانيا. وأشار إلى أن الأماكن القريبة من الحدود في بولندا «فتحت أبوابها، ولم تكن هناك حدود» بين البلدين، خصوصاً في الأيام الأولى من الحرب.
وأوضح زيلينسكي أن هذه بداية عدم وجود حدود بين الدولتين الجارتين في المستقبل، وقال، في إشارة إلى الماضي الصعب الأوكراني البولندي، إنه «لا توجد حدود من الناحية السياسية ولا الاقتصادية ولا التاريخية على وجه الخصوص»، وقال إن اللاجئين الأوكرانيين يمكنهم «الشعور وكأنهم في وطنهم» في البلد المجاور لهم، وإنهم ليسوا مجرد ضيوف بفضل الشعب البولندي. واستقبلت بولندا نحو 6.1 مليون لاجئ من أوكرانيا المجاورة، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
زيلينسكي يصل إلى وارسو بمعنويات مرتفعة بعد الإعلان عن أحدث مساعدات عسكرية أميركية
بولندا تعده بـ«ضمانات أمنية» إضافية من «الناتو» وتضع كل مقاتلاتها من طراز «ميغ - 29» تحت تصرفه
زيلينسكي يصل إلى وارسو بمعنويات مرتفعة بعد الإعلان عن أحدث مساعدات عسكرية أميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة