بكين تطلب «تفهماً يابانياً صحيحاً» لمواقفها... وطوكيو تؤكد قلقها من العسكرة الصينية

اللقاء الأول بين وزيري خارجية البلدين منذ ثلاث سنوات

وزير الخارجية الصيني خلال لقائه نظيره الياباني في بكين (رويترز)
وزير الخارجية الصيني خلال لقائه نظيره الياباني في بكين (رويترز)
TT

بكين تطلب «تفهماً يابانياً صحيحاً» لمواقفها... وطوكيو تؤكد قلقها من العسكرة الصينية

وزير الخارجية الصيني خلال لقائه نظيره الياباني في بكين (رويترز)
وزير الخارجية الصيني خلال لقائه نظيره الياباني في بكين (رويترز)

ناشد وزير الخارجية الصيني تشين جانغ اليابان «الفهم الصحيح للصين»، فيما عبر وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي عن قلق طوكيو العميق إزاء تزايد النشاط العسكري الصيني، بما في ذلك تقارب بكين مع روسيا ووجودها في بحر الصين الشرقي.
وكان الوزيران ناقشا ملفات ثنائية وإقليمية وأمنية خلال اجتماع الأحد في بكين خلال أول زيارة يجريها الوزير الياباني منذ أكثر من ثلاث سنوات. وطالب تشين اليابان بـ«إظهار الحكمة السياسية» في العمل مع الصين لتحسين التقارب وإدارة الخلافات وإزالة العقبات وتقليص الأعباء على العلاقات الثنائية.
وقال الوزير الصيني في إشارة واضحة إلى تحالف اليابان مع الولايات المتحدة: «في ظل التباين والاختلاف، فإن تشكيل تكتلات والصراخ والضغط لا يساعد على حل المشكلات، ولكنه سيؤدي فحسب إلى تعميق التباعد».
وبالنظر إلى قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع بالعالم «جي7» المنتظرة في مايو (أيار) المقبل في مدينة هيروشيما اليابانية، وإلى رئاسة اليابان للمجموعة حاليا، أعرب وزير الخارجية الصيني عن أمله في أن تحدد اليابان «نبرة الاجتماع والتوجه به على نحو صائب». ومن جهته، عبر هاياشي عن «قلق اليابان العميق إزاء تزايد النشاط العسكري الصيني» بما في ذلك تقارب بكين مع روسيا ووجودها في بحر الصين الشرقي.
وقال: «أكد الجانبان على أهمية مواصلة الحوار بشأن ملفات منها الأمن القومي»، مضيفا أنه تحدث إلى تشين عن «أهمية ضمان السلام والاستقرار في مضيق تايوان».
وأشار إلى أنه رغم أن اليابان والصين لديهما خلافاتهما، «فإنهما اتفقتا على استئناف محادثات ثلاثية مع كوريا الجنوبية»، ووصف الاتفاق على ذلك خلال اجتماعه مع تشين بأنه «إنجاز مهم».
وتابع: «اتفقنا على استمرار التواصل من كثب على عدة مستويات، بما في ذلك مستوى وزيري الخارجية ومستوى القادة». وقال هاياشي للصحافيين إنه طالب الصين بالإفراج عن مواطن ياباني محتجز لديها.
وأضاف: «قدمت احتجاجا على اعتقال مواطن ياباني في بكين في الآونة الأخيرة، وأوضحت بقوة موقفنا إزاء المسألة بما في ذلك الإفراج المبكر عن هذا المواطن». وأضاف أن اليابان تدعو «للشفافية في ما يتعلق بالإجراء القانوني للاحتجاز»، لكنه لم يأت على ذكر رد فعل الصين على ذلك.
وتأتي الزيارة بعد أسبوع من إعلان المتحدث باسم شركة «أستيلاس فارما»، ومقرها اليابان، عن احتجاز أحد موظفيها في الصين لأسباب غير معروفة.
وأفادت «وكالة كيودو للأنباء» بأن ما لا يقل عن 16 مواطنا يابانيا، بخلاف هذه الحالة، معتقلون في الصين منذ 2015 للاشتباه في قيامهم «بأنشطة تجسس».
وذكرت وسائل إعلام رسمية لاحقا، أن رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ أجرى محادثات مع وزير الخارجية الياباني هاياشي في بكين، وحضه على تعزيز «الحوار والتعاون» مع بلاده والمساعدة في «إدارة الخلافات بينهما».
والمعروف أن هناك خلافات ضخمة بشأن مزاعم الصين الإقليمية في بحر الصين الشرقي والتعاون الوثيق بين اليابان والولايات المتحدة وتوسع الجيش الياباني.
كما أن هناك خلافا بين الدولتين بشأن القيود الجديدة المفروضة على تصدير اليابان لمعدات تصنيع أشباه المواصلات، والتخلص من مياه التبريد الملوثة من المفاعل النووي المتضرر في فوكوشيما في المحيط الهادئ.
ومن المقرر أن يتوجه هاياشي بعد الصين إلى بروكسل لإجراء مشاورات مع مسؤولي حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما سوف يحضرها نظراؤه من دول أخرى مثل كوريا الجنوبية وأستراليا وأوكرانيا. وكان كيشيدا قد صنف في ديسمبر (كانون الأول) الماضي قوة الصين المتصاعدة بـ«التحدي الاستراتيجي الأكبر» لبلاده.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».