«الطوارئ الخاصة»: يد تصفع الإرهاب.. وأخرى تقدم العون للحجيج

نصف قرن.. وشعارهم «وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه»

أفراد قوات الطوارئ الخاصة يساعدون مسنة على رمي الجمرات (تصوير : عبد الله با زهير)
أفراد قوات الطوارئ الخاصة يساعدون مسنة على رمي الجمرات (تصوير : عبد الله با زهير)
TT

«الطوارئ الخاصة»: يد تصفع الإرهاب.. وأخرى تقدم العون للحجيج

أفراد قوات الطوارئ الخاصة يساعدون مسنة على رمي الجمرات (تصوير : عبد الله با زهير)
أفراد قوات الطوارئ الخاصة يساعدون مسنة على رمي الجمرات (تصوير : عبد الله با زهير)

قبل نحو نصف قرن من الآن وتحديدا في عام 1972، تشكلت النواة الأساسية لإطلاق قوات الطوارئ الخاصة، التي تعنى بعمليات حفظ النظام، وإنقاذ الرهائن والمخطوفين ومقاومة الاعتصام ومكافحة شتى أنواع الإرهاب والتخريب التي تعرض السلامة العامة للخطر.
ومنذ ذلك التاريخ ومع مرور الأيام دارت عجلة التطوير في جميع قطاعات الدولة، ومنها قوات الطوارئ الخاصة، التي وضعت لنفسها خطا ونهجا تسير عليه في خدمة البلاد والعباد، وكان شعارها الذي تشرّبه كل من انتسب للقطاع «وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه» هو المحور الرئيسي في تحريك أفرادها لحماية المقدرات، بشراكة استراتيجية مع القطاعات العسكرية والمدنية كافة.
وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه، رسالة واضحة من العاملين والمنتسبين لهذا القطاع، بأنهم لن يتهاونوا في تقديم أرواحهم، من أجل سلامة الآخرين من أبناء الشعب والمقيمين في البلاد، ومن هذا المرتكز والعقيدة في الدفاع عن الحق بكل قوته، يتفرع دور هذا القطاع في تقديم الدعم وإسناد قوات الشرطة في مختلف مناطق السعودية عند الضرورة، ومن ذلك دور أفرادها في موسمي الحج والعمرة، حيث يفد فيه قرابة 9 ملايين شخص من مختلف العالم، وتعتمد الخطط الأمنية في هذين الموسمين على دور قوات الطوارئ الخاصة في حفظ الأمن.
وشاركت قوات الطوارئ الخاصة في موسم العمرة الماضي، ضمن 30 ألف رجل أمن من مختلف القطاعات العسكرية، لتنفيذ الخطط الأمنية والمرورية، وخطط إدارة الحشود البشرية داخل الحرم المكي الشريف وساحاته، وكان لهم دور رئيسي في تقديم المساعدة الإنسانية التي تناقلتها وسائل الإعلام من صور بثت لأفراد القطاع وهم يقومون بنقل مسن، وإرشاد آخر وتقديم كل الدعم للمعتمرين، ويزداد هذا الدور في موسم الحج مع تزايد الأعداد في مساحة صغيرة تتطلب فيها قدرات خاصة ومعنويات مرتفعة لتنفيذ الخطة من جانب، وتقديم العون والإرشاد للحجاج القادمين من أكثر من 130 دولة.
وتنفذ خطة العمرة على ثلاثة محاور أساسية تشمل «المحور الأمني، المحور المروري، محور إدارة الحشود»، وكل محور من هذه المحاور يتم تنفيذه من قبل جهات أمنية مختصة، لديها خبرات تراكمية وتعمل وفق عمل مؤسسي مبني على دراسات علمية وتجارب سابقة، الذي أثبت فيه منسوبو قوات الطوارئ قدراتهم في تنفيذ المهام المناط بهم بكل حرفية، ونجح القطاع في إخراج مفهوم الرفادة إلى أكثر شمولية في الحفاظ على الحجاج والمعمرين من جانب، وتقديم العون من الجانب الآخر. هذا الاحتكاك المباشر مع الحشود وتقديم الخدمة المزدوجة من حفاظ على الأمن وتقديم الدعم الإنساني، جعل من قوات الطوارئ الخاصة التي تبنت شعار «وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه» حالة فريدة، تتسابق إليها عدسات المصورين وفلاشاتهم في كل المواسم والمواقف، إذ يتذكر الكثير ما تناقلته الصحف العالمية العام الماضي عندما قام عدد من أفراد قوات الطوارئ الخاصة في مساعدة «مسنة» تجلس على كرسي متحرك، حينما قاموا برفعها لترمي الجمرات وإتمام مناسك الحج، وصورة أخرى لأفراد هذا القطاع وهو يحمل حقيبة مسن ويوصله إلى مقر إقامته في مشعر منى.
وقال اللواء يحيى الزهراني مدير شرطة منطقة نجران، وقائد أمن الحرم سابقا لـ«الشرق الأوسط» إن لقوات الطوارئ الخاصة جهودا متميزة في حفظ الأمن وفي الأمور الإنسانية والتنظيمية المتعلقة بموسمي الحج والعمرة، لا ينكره إلا إنسان جاحد وظالم، ولهم دور بارز، في متابعة الفئة الضالة «الإرهابيين»، لافتا إلى أن غالبية من «استشهد» في المواجهات الأمنية هم من أفراد قوات الطوارئ الخاصة ونحسبهم إن شاء الله «شهداء». وشدد اللواء الزهراني على أن ما تقوم به الفئة الضالة أو غيرهم من أعمال إجرامية تستهدف أمن الوطن، لن يثني المنتسبين لقوات الطوارئ الخاصة، وعموم أفراد القطاعات العسكرية عن أداء الرسالة والواجب لحماية المقدسات وخدمة الدين والوطن، ونسأل الله أن يتغمد «الشهداء» بواسع رحمته، موضحا أن جميع منسوبي الأمن يسيرون على هذا النهج الأساسي في حماية البلاد والعباد، وحماية المقدسات «مكة المكرمة، المدينة المنورة» وهو ما جعل هذه البلاد بفضل الله، واهتمام القيادة، آمنة مستقرة.
وأضاف مدير شرطة منطقة نجران، أن قدر قوات الطوارئ أن يكونوا في الوجهة وفي الخط الأمامي فيما يتعلق بصد ووقف الأعمال الإرهابية وأحداث الشغب، إذ يكونون وفق عملهم وتدريباتهم في المقدمة، وهم من نعول عليهم الشيء الكثير في مواجهة هذه الأحداث الإجرامية، وهذا الأمر لن يثني المنتسبين لقوات الطوارئ أو عموم رجال الأمن في حماية الدين والوطن. وحول الأعمال الإنسانية، تطرق اللواء يحيى للكثير من القصص والمواقف التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والخارجية، موضحا أن هذه المواقف جزء يسير مما يقدمه أفراد قوات الطوارئ من أعمال إنسانية في موسمي الحج والعمرة، وجهودهم كثيرة وواضحة ومميزة، موضحا أن قوات الطوارئ اكتسبت هذه الصفات والمقومات من التدريبات الخاصة التي ينخرط فيها أفرادها، والاحتكاك المباشر في عملية إدارة الحشود في مشعر منى والحرم المكي.



السعودية تعلن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»

بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام (وزارة الخارجية السعودية)
بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام (وزارة الخارجية السعودية)
TT

السعودية تعلن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»

بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام (وزارة الخارجية السعودية)
بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام (وزارة الخارجية السعودية)

أعلن الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، أمس الخميس، باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين عن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، وذلك خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام، الذي عقد على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية.

وفي بداية كلمة الأمير فيصل شدّد على أن الحرب على غزة تسببت في حدوث كارثة إنسانية، إلى جانب الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها قوة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتهديد المسجد الأقصى الشريف والمقدسات الدينية، تكريسًا لسياسة الاحتلال والتطرف العنيف.

وقال وزير الخارجية: «إن الدفاع عن النفس لا يمكن أن يبرر قتل عشرات الآلاف من المدنيين وممارسة التدمير الممنهج، والتهجير القسري، واستخدام التجويع كأداة للحرب، والتحريض والتجريد من الإنسانية، والتعذيب الممنهج بأبشع صوره بما في ذلك العنف الجنسي وغيرها من الجرائم الموثقة وفقًا لتقارير الأمم المتحدة».

وتطرق وزير الخارجية للتصعيد في المنطقة وقال: «إننا نشهد في هذه الأيام تصعيدًا إقليميًا خطيرًا يطال الجمهورية اللبنانية الشقيقة ويقودنا إلى خطر اندلاع حرب إقليمية تهدد منطقتنا والعالم أجمع».

وطالب وزير الخارجية بوقف الحرب قائلاً: «إننا نطالب بالوقف الفوري للحرب القائمة، وجميع الانتهاكات المخالفة للقانون الدولي، ومحاسبة جميع معرقلي مسار السلام وعدم تمكينهم من تهديد أمن المنطقة والعالم أجمع»، وأضاف: «إننا نتساءل ماذا تبقى من مصداقية النظام العالمي وشرعيته أمام وقوفنا عاجزين عن وقف آلة الحرب، وإصرار البعض على التطبيق الانتقائي للقانون الدولي في مخالفة صريحة لأبسط معايير المساواة والحرية وحقوق الإنسان».

وشدد وزير الخارجية على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة حقٌ أصيل وأساس للسلام، وليس نتيجة نهائية يتم التفاوض عليها ضمن عملية سياسية بعيدة المنال. وقال: «نُؤكد تقديرنا للدول التي اعترفت بفلسطين مؤخراً، وندعو كافة الدول للتحلي بالشجاعة واتخاذ ذات القرار، والانضمام إلى الإجماع الدولي المتمثّل بـ (149) دولة مُعترفة بفلسطين. إنّ تنفيذ حلّ الدولتين هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة، وإنفاذ واقع جديد تنعم فيه كافة المنطقة، بها فيها إسرائيل، بالأمن والتعايش».

واختتم وزير الخارجية كلمته بإعلان إطلاق «التحالف الدوليٍ لتنفيذ حل الدولتين»، قائلاً: «إننا اليوم باسم الدول العربية والإسلامية وشركائنا الأوروبيين نعلن إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"، وندعوكم للانضمام إلى هذه المبادرة، مؤكدين أننا سنبذل قصارى جهودنا لتحقيق مسار موثوق لارجعة فيه لسلام عادلٍ وشامل. ونتطلع إلى سماع ما لديكم للإسهام في إنهاء هذا الصراع، حفاظًا على الأمن والسلم الدوليين».