أمل حويجة: «ماوكلي» و«كابتن ماجد» و«الصياد الصغير» منحوني الشجاعة

الفنانة السورية لـ«الشرق الأوسط»: أعطيت أبطال الرسوم المتحركة روحي قبل صوتي

الفنانة السورية أمل حويجة، صاحبة صوتَي «كابتن ماجد» و«ماوكلي» وغيرها من أبطال الرسوم المتحركة (الشرق الأوسط)
الفنانة السورية أمل حويجة، صاحبة صوتَي «كابتن ماجد» و«ماوكلي» وغيرها من أبطال الرسوم المتحركة (الشرق الأوسط)
TT

أمل حويجة: «ماوكلي» و«كابتن ماجد» و«الصياد الصغير» منحوني الشجاعة

الفنانة السورية أمل حويجة، صاحبة صوتَي «كابتن ماجد» و«ماوكلي» وغيرها من أبطال الرسوم المتحركة (الشرق الأوسط)
الفنانة السورية أمل حويجة، صاحبة صوتَي «كابتن ماجد» و«ماوكلي» وغيرها من أبطال الرسوم المتحركة (الشرق الأوسط)

بصوتها منحت أمل حويجة أصواتاً لأبطال خارقين، ونفحت الروح في شخصيات مثل «كابتن ماجد» و«ماوكلي» و«كاكيرو». علقت نبرتها في ذاكرة الأطفال العرب من المحيط إلى الخليج. أطفالٌ صاروا اليوم كباراً، لكنهم ما زالوا يندهشون بركلات «ماجد» وبصيحات «ماوكلي فتى الأدغال»، أو ربما بالنوستالجيا التي توقظها فيهم تلك الشخصيات.
انقضت أكثر من 30 سنة على انطلاق مغامرة الدبلجة وإعارة حويجة صوتها لأبطال الطفولة، وها هي الممثلة السورية اليوم في منزلها في اليونان، تبتدع استوديو داخل البيت وتصادق مذياعاً منزلياً، لئلّا ينقطع حبل السحر بينها وبين شغف العمر. تقول في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن «متعة التسجيل عن بُعد لا تُقارَن بالتسجيل في الاستوديو. لكن يبقى الأهم احترام الجمهور الذي يحب أن يسمع هذا الصوت كتتمة لمسلسل ما»، بغض النظر عن موقع التسجيل والأجواء المحيطة.
آخر ما سجّلته منذ سنة في إطار الرسوم المتحركة، كان جزءاً جديداً من مسلسل «القنّاص». وهي بالتوازي مع ذلك، تشرّع أبوابها لمشروعات جديدة، من بينها عرض مسرحي في طور الكتابة والتحضير، إضافة إلى مجموعة من القصص القصيرة.


أمل حويجة في ستوديو التسجيل المنزلي (الشرق الأوسط)

«الصياد الصغير» علّمني السباحة
منذ كانت طفلة تختبئ في «السقيفة» أو تحت السرير لقراءة جبران والمنفلوطي، سلكت أمل حويجة الخيال درباً أوصلها لاحقاً إلى عوالم من الأساطير والحكايات الجميلة. وقبل أن تأخذها الصدفة إلى دبلجة الرسوم المتحركة، كانت قد قاومت المشاركة في مسلسلات تلفزيونية وأصرّت على دخول مجال المسرح، انطلاقاً من قناعتها بأن «الفكر يحمي حالة الفن التي في داخلها». لكنها أيقنت لاحقاً أن «كل الفنون مهمة إذا جرى العمل عليها بإخلاص».


خلال إحدى جلسات الدبلجة: من اليمين الممثلون أمل حويجة، علي القاسم، أنجي اليوسف، أيمن السالك ومازن الناطور (أرشيف أمل حويجة)
أخلصت حويجة لأبطالها، وهي في ستّينها اليوم تعدّد الدروس التي علّمها إياها «ماوكلي» و«ماجد» و«الصياد الصغير». يسحرها «فتى الأدغال»، لا بطلَ آخر ينافسه على المرتبة التي احتلها في قلبها. «أشعر بأنه قضية تسكن في داخلي»، هكذا تتحدث حويجة عن «ماوكلي». تقول إن ثمة أصواتاً كثيرة أجمل من صوتها، لكن ما علق في أذهان الناس هي بطولة «ماوكلي» التي جسّدها هذا الصوت تحديداً.
من الأسباب التي جعلتها تتعلّق بـ«ماوكلي» أكثر من سواه، أن «عالم الحيوان واضح وصريح ومريح وخالٍ من المؤامرات»، حسب ما تقول. ومع أنها لم تكن تعيد مشاهدة الحلقات بعد تسجيلها، إلا أن بعض مشاهد «ماوكلي» ما زالت حتى اللحظة عالقة في مخيّلتها.

بشجاعته، واجه «ماوكلي» النمر «شريخان» وهو أفظع حيوانات الغابة. «كل الأبطال الذين قدّمتهم شجعان، أما أنا فشخصية حذرة وتخاف كثيراً»، تقول أمل حويجة. لكن بعد أن منحتهم صوتها، منحها هؤلاء الأبطال بعضاً من شجاعتهم.
تروي كيف أنها تعلمت السباحة بسبب رامي، «الصياد الصغير» الذي واجه بمفرده وحوش البحار. «عندما أدّيت صوته كنت أخشى السباحة. لكني سبحت أخيراً في سن الـ30. والصيّاد الصغير كان الدافع إلى كسر الخوف لديّ». وقد حدث ذلك يوم التقت بأطفال على الشاطئ كانوا من محبّي المسلسل، فأرغمت نفسها على تعلّم السباحة خلال يوم واحد كي تعوم في البحر أمامهم، وكي لا يصطدم خيالهم بواقعها.

كابتن ماجد... البطل النبيل
لا تتوقف الدروس التي لقّنها إياها أبطالها عند حدّ السباحة. تقرّ حويجة بأنها اكتسبت ثقافة من حكايات الأطفال: «زوّدتني المسلسلات الكرتونية بمعلومات كثيرة وطوّرت لغتي العربية كما طوّرت لاحقاً لغة الجمهور». أما على المستوى الروحي، فتبدو ممتنّة لـ«شخصيات زمان ولأخلاقياتها ومثُلها العليا ونُبلها الكبير. كل هذه الصفات سكنت ضميري لا شعورياً، لكنها ورّطتني أحياناً…».
لعلّ أبرز الشخصيات التي تجسّدت من خلالها تلك المثل العليا، هي شخصية «كابتن ماجد». تردّدت حويجة كثيراً قبل أن توافق على أداء صوت «ماجد»، خصوصاً لأنها فاشلة في كرة القدم على ما تخبر، لكنها لاحقاً وجدت نفسها تدافع عنه. حصل ما يشبه الانصهار بين الصبي الياباني المهووس بالكرة، والممثلة الثلاثينية التي منحته صوتها. تقول حويجة، «صار واجبي أن أعطي كابتن ماجد شيئاً من روحي. في كل مرة كانت لديه مباراة، كنت أدخل استوديو التسجيل بروح المنافسة».
شاهد رسالة من كابتن ماجد لجمهوره عبر «الشرق الأوسط»

تبنّت أمل حويجة قيم «كابتن ماجد» الإنسانية والروحانية، وأهدته طاقتها الداخلية. صحيح أن قفزاته العالية وتحليلاته قبل التسديد لا تفارق ذهنها، إلا أن بطولته الحقيقية بنظرها هي تلك التي كانت تظهر في الكواليس: «ما حقق نجومية ماجد هي صراعاته النبيلة مع منافسيه في غرف تبديل الملابس وخارج الملاعب».
ومن بين الشخصيات التي أدّتها حويجة، «كاكيرو» بطل مسلسل «الوميض الأزرق». أحبّت ذاك الصبي الذي عرّفها على فلسفة الآسيويين في التعامل مع قصص الأطفال، وجعلها تحترم التأمّل واليوغا.

«أنا مش مصدّقة… إنتِ ماوكلي!»
أثمن غلال حصاد العمر بالنسبة إلى أمل حويجة، هو الأثر الذي تركته في مخيّلة أطفال الثمانينات والتسعينات. عندما كانت غارقة في دوّامة العمل آنذاك، لم تكن تتصوّر أن هؤلاء الأطفال سيحملون صوتها معهم مدى الحياة. اليوم وقد صاروا كباراً، يقولون لها «شكراً» إذا ما صادفوها، وهذا يؤثّر بها كثيراً. مضت سنوات طويلة قبل أن تقطف ثمار الحب، لذلك أتت أشهى.


في خيمتها الملوّنة داخل بيتها في أثينا، تتابع أمل حويجة عملها في الدبلجة والتسجيل (الشرق الأوسط)
هي التي تخفّت خلف المذياع ووجوه الأبطال المحبوبين، صار صوتها بمثابة وجهها. يتعرف عليها الناس من خلاله ولا تخلو بعض المواقف التي تصادفها من الطرافة. تخبر عن خطوبة كانت مدعوّة إليها، حيث صرخت العروس مصدومة عندما تعرفت إلى صوتها، ثم صارت تضحك وتبكي قائلة: «أنا مش مصدّقة… إنتِ ماوكلي!».
إلى جانب نبرات البراءة والبطولة، ثمة غصّة عالقة بين أوتار أمل حويجة الصوتية. تهتزّ لرؤية معاناة أطفال بلدها. لم يوجعها الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، بقدر ما أوجعها العجز عن تأمين آليات لرفع الركام وعدم وصول المساعدات. بصوتٍ جريح تقول: «أرجو أن تتخلّص بلادنا ممن يهزّونها من فوق الأرض وليس من تحتها».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

رئيس «أبل» لـ «الشرق الأوسط» : نمو غير عادي للبرمجة في المنطقة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «أبل» لـ «الشرق الأوسط» : نمو غير عادي للبرمجة في المنطقة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

أكد الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، تيم كوك، أن مجتمع برمجة وتطوير التطبيقات في المنطقة ينمو بشكل غير عادي، مشدداً على أهمية دور التطبيقات في معالجة التحديات العالمية.

وأدلى كوك بهذه التصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته العاصمة الإماراتية أبوظبي، حيث عقد لقاء خاصاً مع عدد من المطورين، وشجعهم على متابعة شغفهم مع معالجة التحديات في العالم الحقيقي. ونصح كوك المطورين الشباب في المنطقة باحتضان العملية، بدلاً من التركيز على النتائج.

وشدَّد تيم كوك على النمو والديناميكية الملحوظة لمجتمع المطورين في المنطقة، مشيراً إلى وجود قصص للمبدعين المحليين وشغفهم بإحداث فرق في حياة الناس.