مُخرَجات زيارة أوستن... كما يراها محللون عراقيون

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بغداد (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بغداد (رويترز)
TT

مُخرَجات زيارة أوستن... كما يراها محللون عراقيون

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بغداد (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بغداد (رويترز)

على مستوى تحليل مخرجات زيارة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، وما إذا كانت عادية أم ستؤسس لشراكة استراتيجية، كانت هناك قراءات عدة لمحللين عراقيين.
إذ يقول الخبير الأمني المتخصص فاضل أبو رغيف، في لقاء مع «الشرق الأوسط»: إن «هذه الزيارة هي ليست الأولى لوزراء الدفاع الأميركيين إلى العراق. إذ إن الولايات المتحدة تملك أكبر عديد للقوات التابعة للتحالف الدولي الموجودة في العراق منذ عام 2003 إلى اليوم. وبالتالي، فإنها من هذه الزاوية زيارة طبيعية لجهة تفقد القوات والاطلاع عليها». وأضاف أبو رغيف، أن «من بين أهداف الزيارة عقد شراكات مع المسؤولين العراقيين على صعيد رفع المستوى القتالي للقوات العراقية لجهة التجهيز والتسليح التطوير والتدريب. وفضلاً عن ذلك إجراء دراسة جدوى ما تحتاج إليه الأجهزة الأمنية من أسلحة تتناسب مع الحرب القادمة ضد تنظيم (داعش) وهي حرب استخبارات ومعلومات وحرب أمنية». وأكد، أن «الزيارة تُعدّ نمطية وليست استثنائية. ومن ثم، من المهم تأكيد أنها تأتي في سياق التعاون الاستراتيجي، وخصوصاً، إذا علمنا أنه لا توجد قوات مشاة أجنبية على الأرض ولا قوات قتالية ولا تعبوية إنما فقط قوات تعطي المشورة».
أما الدكتور غالب الدعمي، أستاذ الإعلام والباحث في الشأن السياسي، فعدّ في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الولايات المتحدة، عبر الحراك القوي الذي مارسته السفيرة الأميركية في العراق بتكرار زياراتها إلى كبار المسؤولين العراقيين وتصريحاتها الواضحة، يدل على أن واشنطن تسعى هذه المرة وبقوة إلى إعادة العراق إلى محورها والتأثير في سياساته». وأردف الدعمي، أن «هذه الزيارات الأميركية متوازية مع زيارات الاتحاد الأوروبي، تضاف إليها زيارات السوداني الخارجية، خصوصاً إلى أوروبا. كل هذا يدل على أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يعملان لسحب العراق من التأثير الإيراني إلى المجال الأوروبي». ثم أوضح «ولكن إذا تأكد أصحاب هذه المحاولة المبذولة لسحب العراق من المحور الإيراني إلى المحور الأميركي - الأوروبي، لم تنفع في سحب العراق من التأثير الإيراني... سيكون بالتأكيد هناك قرار آخر يسعى إلى وقف التعاون مع العراق». واختتم «يتعين على العراق ألا يكون جزءاً من أحد المحوَرين، بل عليه اتباع سياسة متوازنة مع الجميع من دون التأثير عليه من أحدهما».
و«السياسة المتوازنة» التي يحاول أن يلعبها العراق في علاقاته العربية منها، أو الإقليمية أو الدولية، يتطرّق إليها الدكتور إحسان الشمري، رئيس «مركز التفكير السياسي» خلال حوار مع «الشرق الأوسط»، رأى فيه أن «العراق بات مؤهلاً للعب دور كبير على مستوى الدبلوماسية العربية، وكذلك فيما يرتبط بدبلوماسية المنطقة. وعلى الرغم من أن دبلوماسية المنطقة تعني تقاطع مصالح... فبحكم السياسات التي اتبعها عدد من الحكومات صارت هناك ثقة متنامية بالعراق».
وأضاف الشمري، أن «مثل هذا الأمر تمثّل في عدد من الأمور منها مبدأ التوازن، الذي منح العراق ثقة كبيرة. والأمر الآخر هو أن العراق لم يتخذ موقفاً مقاطعاً من الدول التي كانت دخلت في اختلاف وجهات النظر فيما بينها، لإدراكه أن أي استقرار سينعكس إيجاباً على الداخل العراقي علي أي مستوى من العلاقات». ثم أشار إلى أن «العراق، وفقاً لذلك، انطلق بهذا المسار لأنه يعمل وفق مبدأ الدبلوماسية الوقائية... حيث يحاول قدر المستطاع أن يقلل من آثار التداعيات والخلافات على الداخل العراقي». وأضاف «هذا الموضوع ساهم في أن يدفع به إلى أن يلعب دوراً كبيراً على مختف الصعد». ثم أوضح أن «الانفتاح العربي الذي يتبناه العراق عزّز دوره لجهة إمكانية أن يكون وسيطاً بين العرب أنفسهم، وذلك عبر الوفد البرلماني الذي زار دمشق من بغداد، وأيضاً الدور الذي لعبته الدبلوماسية العراقية بشأن العلاقة بين المملكة العربية السعودية وإيران... لأن إيران يبدو أنها متحمسة الآن لعقد الصلح مع المملكة». وبشأن العلاقة العراقية ـ الأميركية وصلتها بهذه التطورات، يرى الشمري، أن «الولايات المتحدة باتت تركز على العراق لأنها تدرك جيداً أن العراق يمكن أن يكون حلقة وصل مع بعض من تختلف معهم في المنطقة».
أما أستاذ الإعلام الدولي في الجامعة العراقية، الدكتور فاضل البدراني، فيقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، معلقاً: إن «العراق نهض بدور فاعل على الساحتين العربية والدولية، ولديه طموح بصناعة استقرار في المنطقة، مستنداً إلى دعم غربي - عربي ملموس». وتابع «إلا أن هذا الطموح يبقى رهن تصادم محاور دولية، منها أميركا وأوروبا التي تساهم حالياً بإعادة صياغة عراق متطور شريطة أن يكون ضمن محورها». وأكد البدراني، أنه «في مقابل ذلك، تريد إيران الممسكة حتى اللحظة بملفات سياسية أمنية بالعراق، أن ينهض العراق... ولكن شريطة أن يبقى ضمن محورها وتلك عقبات قد تؤخر عملية النهوض... وفي أي حال، الخطوات الأخيرة تبين أن الجو العام يقود العراق نحو ممارسة دور بارز على الصعد كافة».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

هدنة «مؤجلة» في غزة... وقصف إسرائيلي يوقع قتلى وجرحى

الدخان يتصاعد بعد قصف إسرائيلي على شمال غزة في اليوم الأول من الهدنة (رويترز)
الدخان يتصاعد بعد قصف إسرائيلي على شمال غزة في اليوم الأول من الهدنة (رويترز)
TT

هدنة «مؤجلة» في غزة... وقصف إسرائيلي يوقع قتلى وجرحى

الدخان يتصاعد بعد قصف إسرائيلي على شمال غزة في اليوم الأول من الهدنة (رويترز)
الدخان يتصاعد بعد قصف إسرائيلي على شمال غزة في اليوم الأول من الهدنة (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، مهاجمة أهداف في قطاع غزة مع تعثر تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان من المنتظر أن يكون قد بدأ سريانه الساعة 06:30 بتوقيت غرينيتش.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه «يواصل العمل حالياً ويهاجم أهدافاً في قطاع غزة... قبل قليل، تم استهداف عدة أهداف في شمال القطاع ووسطه باستخدام نيران المدفعية والطائرات».

وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل ثمانية فلسطينيين وإصابة أكثر من 25 في القصف الإسرائيلي.

بدورها، أعلنت القناة 12 الإسرائيلية أن إسرائيل تلقت أسماء الرهائن الذين سيُفرج عنهم في اليوم الأول من الاتفاق، بعد تأخر حركة «حماس» في تسليمهم.

واتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، الأحد، «حماس» بأنها «لا تفي بالتزاماتها بإرسال قائمة بأسماء الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم إلى إسرائيل»، مؤكداً أن اتفاق وقف إطلاق النار «لن يدخل حيز التنفيذ ما دامت (حماس) لا تفي بالتزاماتها».

وقال المتحدث في كلمة متلفزة تزامنت مع بدء سريان وقف إطلاق النار في الساعة 6.30 بتوقيت غرينيتش (8.30 بالتوقيت المحلي) بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي، إن «إسرائيل ستواصل الهجمات طالما لم تستجب (حماس) للمطالب». وأضاف: «الجيش الإسرائيلي مستعد تماماً لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ومستعد للرد إذا انتهكت (حماس) البنود».

من جانبها، أكدت حركة «حماس» في وقت سابق اليوم، التزامها بوقف إطلاق النار، موضحةً أن التأخر في إعلان أسماء الرهائن المطلق سراحهم يرجع لأسباب فنية وميدانية.

وبحسب وكالة «رويترز» للأنباء، فقد قالت الحركة في بيان: «تؤكد حركة (حماس) التزامها ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، وتشير إلى أن تأخر تسليم الأسماء التي سيتم إطلاق سراحها في الدفعة الأولى لأسباب فنية ميدانية».

وفي وقت لاحق، أكد قيادي في الحركة أنه سيتم تسليم قائمة أسماء الرهائن «في أي لحظة».

وقال القيادي، وهو عضو مشارك في مفاوضات وقف إطلاق النار في الدوحة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نؤكد أنه في أي لحظة سيتم تسليم الأسماء الثلاثة ربما هم من المجندات أو مدنيات»، موضحاً أن «تعقيدات الوضع الميداني واستمرار القصف الإسرائيلي أدى لتأخير تسليم الأسماء، لكن الاتصالات مستمرة على مدار اللحظة مع الوسطاء القطريين والمصريين لضمان تنفيذ الاتفاق».

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أكد أن وقف إطلاق النار لن يبدأ في الموعد المقرر ما لم تقدم «حماس» قائمة بأسماء الرهائن.

وقال مكتب نتنياهو في بيان نقتله «وكالة الصحافة الفرنسية»: «أصدر رئيس الوزراء تعليماته للجيش الإسرائيلي بأنه لن يتم بدء وقف إطلاق النار، الذي كان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ في الساعة 8:30 (بتوقيت القدس) حتى تحصل إسرائيل على قائمة الرهائن التي تعهدت (حماس) بتقديمها».

وكان نتنياهو حذر في وقت متأخر السبت، من أن تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن الأحد، لن يتم ما لم يتم تقديم قائمة بأسماء الرهائن. وأضاف أن إسرائيل تحتفظ بحقها في استئناف الحرب «إذا لزم الأمر» بدعم من الولايات المتحدة، مشدداً على أن وقف إطلاق النار الحالي «مؤقت».

وينص الاتفاق في مرحلة أولى تمتد ستة أسابيع، على الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في غزة. في المقابل، ستُفرج إسرائيل عن 737 معتقلاً فلسطينياً، على ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية، السبت.

من جهتها، أعلنت مصر التي تؤدي دور وساطة في التهدئة بين إسرائيل و«حماس»، السبت، أن إسرائيل ستطلق أكثر من 1890 فلسطينياً معتقلين لديها مقابل الإفراج عن 33 رهينة في المرحلة الأولى من الهدنة.

وبحسب الرئيس الأميركي جو بايدن فإن المرحلة الأولى تتضمن أيضاً انسحاباً إسرائيلياً من المناطق المكتظة بالسكان في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الذي تقول الأمم المتحدة إنه مهدد بمجاعة.