مسجد عمرو بن العاص في القاهرة بحُلة جديدة بعد ترميمه

مسجد عمرو بن العاص بعد الترميم (صفحة الأوقاف المصرية على «فيسبوك»)
مسجد عمرو بن العاص بعد الترميم (صفحة الأوقاف المصرية على «فيسبوك»)
TT

مسجد عمرو بن العاص في القاهرة بحُلة جديدة بعد ترميمه

مسجد عمرو بن العاص بعد الترميم (صفحة الأوقاف المصرية على «فيسبوك»)
مسجد عمرو بن العاص بعد الترميم (صفحة الأوقاف المصرية على «فيسبوك»)

ظهر مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة في حُلة جديدة عقب الانتهاء من ترميمه. وأعلنت وزارة الإسكان المصرية اليوم (الأربعاء) الانتهاء من ترميم المسجد، ورفع كفاءته استعدادا لاستقبال المصلين في شهر رمضان. ويُعد مسجد عمرو بن العاص من أبرز المساجد التاريخية في مصر، الذي عادة ما يحتشد به المصلون خلال صلاة التراويح، ويقع المسجد في منطقة القاهرة القديمة، ويعد أول مسجد بناه عمرو بن العاص، إبان الفتح الإسلامي لمصر عام 21 هجرياً.
وشملت أعمال الترميم إنشاء ساحة جديدة للمسجد، تسع عشرة آلاف مُصل. وحسب رئيس «الجهاز المركزي للتعمير» في مصر، محمود نصار، فإن تلك الأعمال تأتي «ضمن مخطط تطوير منطقة الفسطاط التاريخية، وإنشاء حدائق الفسطاط، التي ينفذها الجهاز المركزي للتعمير من خلال جهاز تجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية، وذلك لاستقبال المصلين خلال شهر رمضان».

وتبلغ مساحة مسجد عمرو بن العاص 28500 متر مسطح، منها 13200 متر مسطح مخصصة أروقة للصلاة، وتشمل باقي المساحة ساحات خارجية تُستغل للصلاة في أيام الزحام والأعياد، بالإضافة إلى منطقة خدمات جديدة.
وأكد نصار أن أعمال التطوير شملت «ترميم جميع العناصر الأثرية بالمسجد، ورفع كفاءة شبكة تخفيض منسوب المياه الجوفية وشبكة صرف مياه المطر، وإنشاء شبكة وقاية من الحريق، وتطوير شبكات الإضاءة والصوتيات الداخلية والخارجية وتوسعة المدخل الرئيسي للمسجد، وكذلك إنشاء ساحة خارجية لاستقبال الزائرين».

وقالت أستاذة الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، رحاب الصعيدي، إن مسجد عمرو بن العاص ارتبط تاريخياً بلقب «تاج الجوامع». وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «يجمع جامع عمرو بن العاص بين أبهى طُرز الفن المعماري، وكذلك يمكن من خلاله الوقوف على سمات الفن الإسلامي وتطوره، لا سيما الفن المعماري والزخرفي»، موضحة أن «أهمية مسجد عمرو بن العاص ليست أهمية دينية وتاريخية وفنية وحسب، إنما له أهميته الكبيرة على المستوى الثقافي، فلقد كان مدرسة كبيرة، خرّجت العديد من المشايخ والعلماء».

وتعلق أستاذة الآثار الإسلامية على الموقع الخاص للصلاة في مسجد عمرو بن العاص. وتقول «مسجد عمرو بن العاص يمتاز بأنه في قلب منطقة مجمع الأديان بمنطقة الفسطاط التي تعد قلب القاهرة التاريخية، وهي منطقة مليئة بالروحانية، وتجذب المصلين إلى المسجد لأداء الشعائر الدينية عبر مئات السنوات».



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».