بارزاني: سننتقم بكل الطرق من الذين اعتدوا على الإيزيديين

«داعش» يعدم 44 من أبناء الموصل المتعاونين مع الحكومة العراقية

رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في خطاب لإحياء مرور عام على استيلاء «داعش» على سنجار (رويترز)
رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في خطاب لإحياء مرور عام على استيلاء «داعش» على سنجار (رويترز)
TT

بارزاني: سننتقم بكل الطرق من الذين اعتدوا على الإيزيديين

رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في خطاب لإحياء مرور عام على استيلاء «داعش» على سنجار (رويترز)
رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في خطاب لإحياء مرور عام على استيلاء «داعش» على سنجار (رويترز)

تعهد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، أمس، بالانتقام من تنظيم «داعش» الذي اعتدى بوحشية على أبناء الطائفة الإيزيدية في صيف 2014. وقال بارزاني في كلمة ألقاها بمحافظة دهوك بمناسبة مرور عام على احتلال سنجار من قبل التنظيم الإرهابي: «بعد كارثة سنجار، وعدت بابا شيخ (رجل الدين الإيزيدي) بأني سوف أضحي بروحي من أجل الانتقام من الذين غدروا بالإيزيديين». وأضاف: «الذين ارتكبوا هذه الجريمة لن نتركهم، ولو بقي منهم رجل واحد، وسوف نلاحقهم، سواء بالطرق العسكرية أو القانونية».
وفي 3 أغسطس (آب) العام الماضي قام المتشددون باجتياح قضاء سنجار معقل الطائفة الإيزيدية الذي كان تحت سيطرة قوات البيشمركة الكردية في محافظة نينوى. ونفذ التنظيم مذابح بحق الطائفة الإيزيدية بعد انسحاب قوات البيشمركة، وصفتها الأمم المتحدة بـ«محاولة لتنفيذ إبادة جماعية»، وكانت واحدة من مبررات قيام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بالتدخل جوا ضد التنظيم بعد أيام من وقوع المجازر.
وتمكنت قوات كردية سورية وقوات البيشمركة مدعومة بالتحالف الدولي، من استعادة مساحات من أراضي سنجار لاحقا، لكن لا تزال مساحات شاسعة تقع تحت سيطرة المسلحين المتطرفين. وقال بارزاني في خطابه: «هم (المتطرفون) تركوا آلافا من جثثهم في ساحات المعارك، ولكن هذا غير كاف بحقهم مقارنة بالجريمة التي ارتكبوها».
وأصدرت حكومة إقليم كردستان حصيلة بأعداد قتلى ونازحي الإيزيديين الذين بلغوا 400 ألف نازح بين ثلاثة ملايين في العراق، منذ مطلع عام 2014. ووفقا لإحصاءات حكومة الإقليم، فإن 1280 شخصا قتلوا خلال هجوم المتشددين على مدينة سنجار، فيما توفي 280 بسبب سوء الظروف، ولا يزال 841 شخصا في عداد المفقودين. وبحسب الحصيلة، فإن 5800 شخص خطفوا من قبل التنظيم الذي حول النساء سبايا. ولم يتمكن سوى نحو ألفين منهم من الفرار.
وفي الموصل، يواصل التنظيم الإرهابي عمليات القتل والقمع. وكشف مصدر أمني في شرطة نينوى أمس أن «داعش» أعدم 44 شابا وسط الموصل في ساحة عامة.
وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن «تنظيم داعش أعدم رميا بالرصاص نحو 44 شابا في أعمار مختلفة ظهر اليوم (أمس) في ساحة باب الطواب وسط الموصل». وأضاف أن «(داعش) أوضح لجمهرة المواطنين أن جميع هؤلاء الذين سيقوم التنظيم بإعدامهم الآن ثبت تعاونهم مع القوات الأمنية بإرسال معلومات عن تنظيم داعش إلى الحكومة المركزية».
وطالب الأهالي في الموصل الحكومة المركزية بالإسراع في تحرير المدينة للحد من عمليات الإعدامات الجماعية التي بدأت تطال أكبر الشرائح المثقفة بالموصل تحت ذرائع «داعش» الواهية.
وتتواصل معارك الكر والفر في عدد من المحافظات العراقية بين القوات الحكومة ومسلحي «داعش». وقال مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين إن تنظيم «داعش» استعاد السيطرة على الحي العصري وسط مدينة بيجي وحي «600 دار» شمال المدينة. وأبلغ المصدر وكالة الأنباء الألمانية بأن «(داعش) بدأ منذ ثلاثة أيام هجوما متقطعا رافقه قصف بأسلحة ثقيلة، لكنه كثف صباح اليوم (أمس) من هجماته من محورين تمكن خلالها من استعادة السيطرة على الحي العصري وسط المدينة وحي (600 دار) شمالها، فيما تراجعت القوات الأمنية والحشد إلى مواقع جديدة بالقرب منهما». وأوضح أن «القوات الأمنية فقدت 4 من عناصرها، وأصيب في المواجهات 12 آخرون، فيما تمكن التنظيم من إحراق عدد من التجهيزات والعجلات». وأكد المصدر أن «(داعش) تمكن خلال الاشتباكات التي ما زالت تتواصل حتى الآن، من استكمال محاصرته القوات الموجودة في مصفى بيجي».
ويشهد القتال في مدينة بيجي، التي تضم أكبر منشآت الصناعة النفطية في العراق، عمليات كر وفر بين القوات الحكومية و«داعش»، وتبادلا السيطرة خلالها على المدينة، في الوقت الذي أعلنت فيه القوات الأمنية مرارا السيطرة عليها وأنها حررتها.
ويفرض تنظيم «داعش» سيطرته الآن على نحو نصف مدينة بيجي، وكذلك نصف مساحة مصفاتها البالغة 22 كيلومترا مربعا.
وتكتسب بيجي أهمية استراتيجية لوقوعها على شبكة طرق مواصلات مهمة، وكذلك شبكة أنابيب نفطية تربط جميع مناطق العراق، فضلا عن وجود منشآت صناعية ونفطية وإنتاج طاقة كهربائية وزيوت وأسمدة فيها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».