هل الحنين إلى الماضي كافٍ وحده لعدم إطاحة مويز؟

المدرب الاسكوتلندي لا يزال يحظى بدعم جماهيري رغم أن الطريقة التي يلعب بها عفا عليها الزمن

لاعبو وستهام وفرحة الفوز وسط أحزان فريق آيك لارنكا القبرصي (أ.ب)
لاعبو وستهام وفرحة الفوز وسط أحزان فريق آيك لارنكا القبرصي (أ.ب)
TT

هل الحنين إلى الماضي كافٍ وحده لعدم إطاحة مويز؟

لاعبو وستهام وفرحة الفوز وسط أحزان فريق آيك لارنكا القبرصي (أ.ب)
لاعبو وستهام وفرحة الفوز وسط أحزان فريق آيك لارنكا القبرصي (أ.ب)

عاش مشجعو وستهام مغامرة أخرى، عندما فاز فريقهم على آيك لارنكا القبرصي بهدفين دون رد في مباراة الذهاب لدور الستة عشر لدوري المؤتمر الأوروبي. لقد سار كل شيء على ما يرام في تلك المواجهة، حيث خرج وستهام بشباك نظيفة في مشهد لم يتكرر كثيراً هذا الموسم، وأحرز هدفين رائعين من توقيع مايكل أنطونيو، كما شارك كورت زوما في المباراة كاملة وقدم أداءً جيداً. وبالتالي، شهدت هذه المباراة الكثير من الإيجابيات بالنسبة للمدير الفني لوستهام، ديفيد مويز، قبل العودة للندن لمواجهة أستون فيلا في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق.
وقال مويز عن مباراة أستون فيلا: «إنها مباراة كبيرة بالنسبة لنا، فكل مباراة نخوضها على ملعبنا خلال الأسابيع الأخيرة هي مباراة هامة». من المؤكد أن مويز محق تماماً في تلك التصريحات، خاصة أن وستهام لم يحصد سوى ست نقاط فقط من المباريات التي لعبها خارج ملعبه في الدوري هذا الموسم - الفوز الوحيد الذي حققه وستهام خارج ملعبه في الدوري هذا الموسم كان أمام أستون فيلا على ملعب «فيلا بارك» في أغسطس (آب) الماضي - كما تعرض لهزيمة قاسية أمام برايتون برباعية نظيفة في الجولة قبل الأخيرة.
وبدا شبح الهبوط لدوري الدرجة الأولى أقرب من أي وقت مضى إلى وستهام بعد هذا الأداء الهزيل أمام برايتون. لقد كان هذا بمثابة دليل إضافي على أن وستهام ليس جيداً بما يكفي للمنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز. لا يزال ديفيد مويز يحظى بدعم داخل وستهام، لكن الحقيقة أن النادي يمر بأوقات صعبة للغاية، وربما يكون من الصعب الاستمرار في دعم المدير الفني الأسكوتلندي في حال مواصلة نزيف النقاط.

الضغوط تزداد يوماً بعد يوم على مويز (أ.ب)

لقد جاء الفوز على آيك لارنكا القبرصي في دوري المؤتمر الأوروبي - الفوز التاسع على التوالي لوستهام في البطولات الأوروبية - في توقيت مثالي تماماً، وكان بمثابة تذكير بالأسباب التي تجعل مويز لا يزال يحظى بدعم داخل النادي، فلم ينس جمهور وستهام أن المدير الفني الأسكوتلندي هو الذي قاد النادي من الأساس للتأهل والمشاركة في البطولات الأوروبية. ولا تزال ذكريات الفوز على إشبيلية وليون الموسم الماضي حية في أذهان الجماهير، حتى بعدما تبددت آمال وستهام في الفوز بلقب الدوري الأوروبي أمام أينتراخت فرانكفورت الألماني. وهناك أمل الآن في أن يتمكن مويز من قيادة النادي للفوز بأول بطولة أوروبية منذ عام 1965، رغم الصعوبات والتحديات التي يواجهها النادي في الدوري.
لكن السؤال الذي يجب طرحه في الوقت الحالي هو: هل الحنين إلى الماضي وحده كافٍ لمنع الإطاحة بمويز وتعيين مدير فني جديد؟ يقدم وستهام مستويات سيئة للغاية هذا الموسم، وقد يزداد الأمر سوءاً. وعلاوة على ذلك، يقدم الفريق كرة قدم مملة، عفا عليها الزمن تحت قيادة مويز، الذي لم يتمكن من تحسين مستوى الفريق رغم إنفاق نحو 160 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع لاعبين جدد الصيف الماضي.
ويجب الإشارة إلى أن هذا التراجع لم يكن مفاجئاً. لقد فاز وستهام في 13 مباراة في الدوري منذ بداية عام 2022. وأحرز 23 هدفاً في 25 مباراة بالدوري، ولم تنجح محاولات تغيير طريقة اللعب، التي تعتمد على التكتل الدفاعي في الخلف والهجمات المرتدة السريعة. وتشير الإحصائيات إلى أن متوسط استحواذ وستهام على الكرة بلغ 42.8 في المائة في الدوري هذا الموسم، وهو الأمر الذي أثار حالة من الاستياء بين اللاعبين، وكذلك المشجعين، الذين أطلقوا صيحات الاستهجان ضد مويز خلال الشوط الثاني من مباراة برايتون.
وقال مويز: «كل ما يمكنني قوله هو أننا لعبنا بشكل سيء للغاية. لا يمكنني أن أنتقد أي شخص على ما قدمه. لقد أتيحت لي الفرصة لإعادة مشاهدة المباراة مرة أخرى، وأرى أن الجميع كانوا محقين بشأن وجهة نظرهم». يجب الإشادة بمويز لأنه تحدث بكل صراحة وصدق، ومن المؤكد أنه لم يكن ليكسب أي شيء لو دخل في صدام مع جماهير النادي. لا يزال لدى مويز الوقت لإنقاذ الفريق، خاصة أنه يستمد دعماً هائلاً من التشجيع المثالي من قبل الجماهير خلال المباريات التي يخوضها وستهام على ملعبه. فمنذ مطلع العام الحالي، فاز وستهام على ملعبه على إيفرتون، وتعادل مع تشيلسي، وسحق نوتنغهام فورست برباعية نظيفة بعدما غيَّر طريقة اللعب. وقال مويز عن ذلك: «لو لعبنا بنفس المستوى الذي قدمناه أمام نوتنغهام فورست، فسنمنح أنفسنا فرصة للبقاء».
ويحتاج وستهام إلى الوحدة والعمل الجماعي. لقد صادف يوم الجمعة الماضي الذكرى السنوية الخامسة لاحتجاج الجماهير على مجلس إدارة النادي خلال المباراة التي خسرها وستهام بثلاثية نظيفة أمام بيرنلي على ملعب لندن. لقد أصبحت الأجواء أكثر هدوءاً الآن، بعدما أعاد مويز الاستقرار إلى النادي. وكان من الصعب الشكوى من مجلس الإدارة في الوقت الذي كان ينافس فيه الفريق على احتلال أحد المراكز المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا.
لكن المشاكل والتحديات التي يواجهها الفريق هذا الموسم أعادت الأضواء مرة أخرى على القضايا الهيكلية لوستهام. يمكن النظر إلى دعم مويز على أنه رفض مثير للإعجاب للعودة إلى الذعر وعدم الاستقرار، لكنه في الوقت نفسه يعكس حقيقة أن النادي ليست لديه خطة واضحة للمستقبل، فأحد الأسباب التي تدعو وستهام لعدم إقالة مويز هو عدم وجود بدائل. ومن الواضح للجميع أن وستهام ليس مثل برايتون، الذي رد على رحيل غراهام بوتر إلى تشيلسي بالتعاقد الفوري والجريء مع المدير الفني الإيطالي الشاب روبرتو دي زيربي، الذي يحقق نتائج رائعة مع الفريق حالياً.
تتمثل مشكلة وستهام في أن كل المنافسين يعرفون جيداً الطريقة التي يلعب بها. وهناك مبرر يتم ترديده بشكل متكرر وهو أن وستهام لا يريد إقالة مويز لأنه يخشى من التعاقد مع مدير فني لا يعرف كرة القدم الإنجليزية. لكن مارك نوبل، الذي عُين مؤخراً مديراً رياضياً لوستهام، يتعين عليه أن يبحث عن دي زيربي التالي، بالإضافة إلى أن لجنة التعاقدات بالنادي يجب أن تكون أكثر تركيزاً في سوق انتقالات اللاعبين من أجل دعم الفريق بشكل جيد في المراكز التي يعاني فيها.
يمتلك وستهام الأموال التي تمكنه من إبرام صفقات قوية، لكن طريقته عفا عليها الزمن. وهذا هو السبب الذي يجعل العديد من المشجعين يرغبون في إحداث تغيير جذري على مستوى مجلس الإدارة. وليس هناك شك أن هذا الصيف سيشهد بشكل شبه مؤكد رحيل ديكلان رايس عن الفريق. يصر لاعب خط الوسط الإنجليزي الدولي على الانتقال إلى نادٍ آخر من أجل المنافسة على مستويات أعلى، وسوف ينضم على الأرجح إلى آرسنال. لم يتمكن وستهام من إقناع رايس بأن الفريق يتحسن وينتظره مستقبل جيد. وعلاوة على ذلك، فإن الصفقات التي ضمها الفريق الصيف لم تحقق النجاح المأمول - جيانلوكا سكاماكا، المهاجم الإيطالي الذي ضمه وستهام مقابل 35.5 مليون جنيه إسترليني، لم يتأقلم، ولا يزال لوكاس باكيتا، لاعب خط الوسط البرازيلي المنضم لوستهام مقابل 50 مليون جنيه إسترليني، يقدم مستويات غير ثابتة - علاوة على أن بعض اللاعبين غير مقتنعين بالطريقة التي يلعب بها مويز منذ نهاية الموسم الماضي.
لقد تعجب الجميع عندما اختار مويز تشكيلة دفاعية بحتة أمام توتنهام الشهر الماضي. وأشار اللاعبون أنفسهم إلى أن الفريق لديه من القدرات ما يمكنه من تحقيق الفوز، لكن اللعب بهذا الشكل الدفاعي المبالغ فيه جعل الفريق يخسر بهدفين دون رد. ومع ذلك، لا يزال اللاعبون مستعدين للقتال من أجل مويز، كما يتعين عليهم أن يقدموا مستويات جيدة من أجل أنفسهم! أما بالنسبة لمويز، فإنه يأمل أن تبتعد الإصابات عن زوما، وأن يتمكن من تكوين شراكة دفاعية قوية مع نايف أكرد. كما أنه بحاجة إلى أن يكون رايس في أفضل مستوياته للسيطرة على خط الوسط، وإلى تألق جارود بوين في الناحية اليمنى. إنه يحتاج إلى فريق قادر على خلق الفرص لداني إنغز في الخط الأمامي!
في الحقيقة، لم يكن وستهام يخطط للمستقبل عندما تعاقد مع إنغز من أستون فيلا في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث يبلغ اللاعب من العمر 30 عاماً ولديه تاريخ مثير للقلق فيما يتعلق بالإصابات، كما أنه لا يجيد اللعب بمفرده في الخط الأمامي. ومع ذلك، يقدم إنغز مستويات جيدة في الآونة الأخيرة، وسجل هدفين رائعين في مرمى نوتنغهام فورست. لكن أهم شيء بالنسبة للفريق الآن هو إيجاد طريقة ما لتحقيق الفوز في المباريات!


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.