المليارديرة الصينية تشو كونفاي.. أغنى امرأة عصامية في العالم

مؤسسة ومالكة شركة «لينس للتكنولوجيا».. و«آبل» و«سامسونغ» أكبر عملائها

تشو كونفاي تسافر بطائرتها الخاصة إلى سيلكون فالي وإلى سيول لمتابعة المديرين التنفيذيين في شركتي «آبل» و«سامسونغ»، وهما من كبار عملائها الحاليين. وقد استضافت الرئيس الصيني تشي جينبينغ عندما قام بزيارة مقر شركتها من قبل (نيويورك تايمز)
تشو كونفاي تسافر بطائرتها الخاصة إلى سيلكون فالي وإلى سيول لمتابعة المديرين التنفيذيين في شركتي «آبل» و«سامسونغ»، وهما من كبار عملائها الحاليين. وقد استضافت الرئيس الصيني تشي جينبينغ عندما قام بزيارة مقر شركتها من قبل (نيويورك تايمز)
TT

المليارديرة الصينية تشو كونفاي.. أغنى امرأة عصامية في العالم

تشو كونفاي تسافر بطائرتها الخاصة إلى سيلكون فالي وإلى سيول لمتابعة المديرين التنفيذيين في شركتي «آبل» و«سامسونغ»، وهما من كبار عملائها الحاليين. وقد استضافت الرئيس الصيني تشي جينبينغ عندما قام بزيارة مقر شركتها من قبل (نيويورك تايمز)
تشو كونفاي تسافر بطائرتها الخاصة إلى سيلكون فالي وإلى سيول لمتابعة المديرين التنفيذيين في شركتي «آبل» و«سامسونغ»، وهما من كبار عملائها الحاليين. وقد استضافت الرئيس الصيني تشي جينبينغ عندما قام بزيارة مقر شركتها من قبل (نيويورك تايمز)

تعد تشو كونفاي أغنى امرأة عصامية في العالم. وتمتلك السيدة تشو، وهي مؤسسة ومالكة شركة «لينس تكنولوجي»، عقارات بقيمة تبلغ 27 مليون دولار في مدينة هونغ كونغ. وهي تسافر بطائرتها الخاصة إلى سليكون فالي وإلى سيول لمتابعة المديرين التنفيذيين في شركتي «آبل» و«سامسونغ»، وهما من كبار عملائها الحاليين. وقد استضافت الرئيس الصيني تشي جين بينغ عندما قام بزيارة مقر شركتها من قبل. لكنها تقضي أكثر وقتها في الوطن لمتابعة أعمال التشييد والبناء في مصنعها الحديث هناك.
إنها تغمر يديها في حوض مسطح من المياه لتحديد ما إذا كانت درجة الحرارة ملائمة أم لا. ويمكنها تفسير التعقيدات المتعلقة بزجاج التدفئة في حمام أيون البوتاسيوم الملحي. وعندما تمر بجوار ماكينة الطحن، فإنها تفضل أن تطلب من الفنيين التنحي جانبا حتى يمكنها أن تأخذ مكانهم أمام الماكينة لبرهة من الوقت.
تعرف السيدة تشو كل شيء عن الحفر. فلقد عملت لسنوات في أحد المصانع، وهي أفضل الوظائف التي حصلت عليها بعد نشأتها الفقيرة في إحدى القرى المتواضعة في وسط الصين.
صقلت السيدة تشو خبرتها المعرفية وانتقلت لتتبوأ مكانها في عمليات بمليارات الدولارات على مستوى عالمي، وتكون من طلائع الاتجاه الصيني نحو قدرات التصنيع الراقية. تعتبر شركة «لينس تكنولوجي» واحدة من كبار الموردين لما يُعرف بزجاج التغطية المستخدم في الحواسيب المحمولة، والأجهزة اللوحية، والأجهزة الجوالة، بما في ذلك هاتف «آيفون »وهاتف «غالاكسي» من «سامسونغ». خلال هذا العام يتوقع لمصانعها أن تنتج أكثر من مليار شاشة زجاجية وكل منها مصقولة حتى جزء من الملليمتر.
يقول ستون وو، وهو محلل لدى مؤسسة «آي إتش إس» البحثية للتكنولوجيا «إنها صناعة تستلزم تكنولوجيا فائقة التطور. إذا كانت معك مسطرة، تحقق من مقياس 0.5 ملم، وسوف تدرك مدى الصعوبة المتمثلة في صناعة شيء رقيق كهذا».
ولاتخاذ موطئ قدمها كمورد عالمي كان على السيدة تشو (44 عاما) أن تعيد تعريف طبقة جديد تماما من سيدات الأعمال في الصين اللاتي أقمن ثرواتهن من الصفر، وهي نادرة من نوادر عالم الأعمال. في اليابان، ليست هناك امرأة مليارديرة عصامية واحدة، وفقا لمجلة «فوربس». وفي الولايات المتحدة وأوروبا، فإن غالبية النساء المليارديرات حصلن على ثرواتهن من خلال الميراث.
لا توجد دولة في العالم بها نساء مليارديرات عصاميات غير الصين. وقد عزز الحزب الشيوعي الصيني، تحت قيادة ماوتسي تونغ، من المساواة بين الجنسين، مما سمح للنساء بالازدهار عقب شروع الرأسمالية في التوسع عالميا، وفقا لهوانغ ياشينغ، وهو خبير في طبقة الأعمال الصينية وأستاذ إدارة دولية لدى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وفي دولة ذات مواطنين عصاميين قليلين، فإن سيدات الأعمال على شاكلة السيدة تشو كن قادرات على وضع بصماتهن سريعا حينما دخلن عالم الأعمال في بداية فترة التسعينات عندما كان المحرك الاقتصادي الصيني يبدأ في الدوران.
تبلغ حصة السيدة تشو في شركة «لينس تكنولوجي»، والتي طرحت أسهمها للاكتتاب العام هذه السنة، مبلغ 7.2 مليار دولار. مما يضع ثروتها على قدم المساواة مع جون سي مالون قطب الإعلام وبيير أوميديار مؤسس موقع «إي باي».
لا تعتبر السيدة تشو من زعماء المشاهير على غرار جاك ما، الملياردير ومؤسس موقع «علي بابا» عملاق التجارة الإلكترونية. فلقد سمع القليلون في الصين عنها قبل أن تطرح أسهم شركتها للاكتتاب العام هذه السنة. ونادرا ما تسمح السيدة تشو بعقد المقابلات الشخصية أو بالظهور العلني المتكرر.
تعتبر السيدة تشو، التي تتمتع بأناقة عالية ووجه هادئ ونظارات تقليدية وخيارات موقفة لسترات كريستيان ديور الفرنسية، من النساء شديدات الحساسية وذات شخصية آمرة، حيث تأمر مديرها العام «اجلس بشكل مستقيم» خلال أحد الاجتماعات. وهي تنضح سحرا وتواضعا في الوقت ذاته، واعترافا هادئا بأن الأمور يسهل أن تأتي بنتائج مختلفة في بعض الأحيان.
تقول السيدة تشو في مقابلة شخصية أجريت معها في مكتبها الذي يضم تمثالا خشبيا للزعيم ماو برفقة شاشة لحاسوب أبل بمقاس 27 بوصة «في القرية التي نشأت فيها، لم يكن لدى الكثير من الفتيات حق اختيار الذهاب إلى المدرسة المتوسطة. فقد يخترن الخطبة أو الزواج وقضاء بقية حياتهن في تلك القرية. أما أنا فاخترت أن أدخل عالم الأعمال، ولست نادمة على ذلك أبدا».

* الميل نحو الوسوسة

ولدت السيدة تشو، وهي الصغرى بين ثلاثة أشقاء، في قرية صغيرة في وسط إقليم هونان الصيني، وهو مجتمع زراعي يبعد نحو ساعتين إلى الجنوب من مدينة تشانغشا، عاصمة المقاطعة. توفيت والدتها لما كانت تبلغ الخامسة من عمرها. أما والدها، وهو من الحرفيين الماهرين، ففقد إحدى أصابعه في وقت لاحق، وغالبية قوته على الإبصار في حادثة صناعية تعرض لها. وفي المنزل، ساعدت عائلتها في تربية الخنازير والبط لأجل الغذاء واكتساب المزيد من الأموال. ولقد كانت طالبة متفوقة في المدرسة.
يقول تشونغ زياوباي، مدرسها السابق من التعليم المتوسط «كانت طالبة مجتهدة وموهوبة. ولقد قرأت مقالة لها بعنوان (والدتي) بصوت مسموع أمام بقية التلاميذ. ولقد كانت مقالة مؤثرة بحق ودفعت الجميع للبكاء».
على الرغم من اجتهادها الأكاديمي، فإنها تركت الدراسة في سن 16 عاما وسافرت إلى جنوب لمقاطعة غوانغدونغ، لتعيش مع عائلة عمها وتبحث عن عمل أفضل. وفي حين أنها كانت تحلم بأن تكون مصممة للأزياء، فإنها عملت في وظيفة بأحد المصانع في مدينة تشنزن، حيث عملت على صناعة شاشات الساعات لقاء دولار واحد باليوم.
وتقول السيدة تشو «كانت ظروف العمل قاسية، كنت أعمل منذ الثامنة صباحا وحتى الثانية عشرة صباحا، وفي بعض الأحيان حتى الساعة الثانية صباحا. لم تكن هناك مناوبات بالعمل، مجرد بضعة عشرات من العمال، وكنا نعمل جميعا على صقل الزجاج. لم أكن أحب ذلك».
قررت الاستقالة من عملها بعد مرور ثلاثة شهور حيث كتبت خطاب استقالة إلى مديرها. وجاء فيه أنها تعرب عن شكواها من ساعات العمل الطويلة والملل الشديد. ومع ذلك، فهي عبرت عن شكرها وامتنانها للعمل في المصنع، حيث قالت إنها أرادت التعلم ومعرفة المزيد.
أعجب مدير المصنع بخطابها كثيرا، والذي أخبرها بأن المصنع على وشك الدخول في عمليات جديدة. وطلب منها البقاء في العمل، عارضا عليها ترقية جديدة. وكانت الترقية الأولى التي حصلت عليها خلال عملها هناك لمدة ثلاثة أعوام.

في عام 1993، قررت السيدة تشو، وكانت تبلغ من العمر حينها (22 عاما) أن تبدأ في عملها الخاص. ومن واقع مدخراتها البالغة وقتها 3 آلاف دولار فقط، وبدأت مع بعض من أقاربها ورشة العمل الخاصة بهم في مبنى مجاور لهم. ولقد جذبوا العملاء بصناعتهم لشاشات الساعات ذات الجودة الراقية.
قامت السيدة تشو بفعل كل ما يلزم في شركتها الجديدة. حيث أصلحت وصممت ماكينات المصنع. وعلمت نفسها عمليات طباعة الشاشات المعقدة والأساليب الصعبة التي أتاحت لها تحسين المطبوعات للزجاج المنحني.
يقول تشو شيني ابن عمها، والذي عاونها في افتتاح ورشة العمل ويعمل حاليا في مجلس إدارة شركة لينس «في لغة هونان نسمي النساء مثلها (با دي مان) والتي تعني الشخص الجريء على فعل ما يخشى الآخرون فعله». على طول الطريق، تزوجت السيدة تشو كونفاي من رئيسها في المصنع السابق، وأنجبت منه طفلا ثم حصلت على الطلاق. ثم تزوجت مرة أخرى من أحد زملائها في المصنع منذ فترة طويلة، والذي يعمل حاليا في مجلس إدارة الشركة، ورزقت منه بطفل آخر.
تنزع عاداتها في العمل إلى الوسوسة. يقع مقر شركتها داخل أحد مصانعها في مدينة تشانغشا. وفي مكتبها الرحيب، هناك باب صغير خلف مقعدها يقود إلى شقة صغيرة، مما يمكنها من متابعة أعمال المصنع في أي وقت بليل أو نهار.

* موجهة ذاتيًا نحو الهيمنة

كان الهاتف الجوال هو السبب في ثراء السيدة تشو.
في عام 2003، كانت لا تزال تعمل في صناعة شاشات الساعات حينما تلقت مكالمة هاتفية غير متوقعة من المديرين التنفيذيين في شركة «موتورولا». وسألوها إذا كانت مستعدة لمساعدتهم في تطوير شاشة زجاجية لمنتجهم الجديد المعروف باسم (رازر في 3).
في ذلك الوقت، كانت شاشات العرض في أغلب الهواتف الجوالة مصنوعة من البلاستيك. وأرادت شركة «موتورولا» صناعة شاشة عرض زجاجية تكون أكثر مقاومة للخدوش وتوفر عرضا أكثر دقة للرسائل النصية، والصور، والوسائط المتعددة.
وتقول السيدة «تلقيت تلك المكالمة، وقالوا لي: فقط أجيبينا بنعم أو بلا، وإذا كانت الإجابة بنعم، فسوف نساعدك في تطوير العملية»، وكان رد السيدة تشو: «بالطبع أجبت بنعم».
بعد فترة وجيزة، بدأت طلبات الشراء في الوصول إليها من صناع الهواتف المحمولة الآخرين مثال بشركة (إتش تي سي)، ونوكيا، وسامسونغ. ثم في عام 2007، دخلت شركة «أبل» الأميركية السوق بهاتف «آيفون»، والذي كان به شاشة عرض تعمل باللمس وتحمل لوحة المفاتيح ،والتي أعادت تأسيس قواعد اللعبة بالنسبة لل الأجهزة المحمولة. اعتمدت شركة «أبل» شركة «لينس» كمورد لها، مما دفع بشركة السيدة تشو إلى موقع مهيمن على تلك الصناعة داخل الصين.
بعد ذلك، استثمرت السيدة تشو بقوة في إنشاء مصانع جديدة ووظفت الفنيين المهرة. ولأكثر من مرة يقول زملائها إنها طرحت شقتها كضمان للحصول على قروض مصرفية جديدة. وخلال خمس سنوات، امتلكت مصانع تحت الإنشاء في ثلاثة مدن.
يقول جيمس هوليس، المدير التنفيذي في شركة «كورنينغ» التي تربطها شراكة مع مؤسسة «لينس تكنولوجي»: «إنها سيدة أعمال شديدة الحماس، كما أنها تعرف أدق تفاصيل الصناعة. لقد كنت أراقب نمو شركتها بمرور الوقت، ولديها فريق عمل قوي بحق. والآن، هناك أكثر من 100 منافس في ذلك المجال، ولكن شركة (لينس) هي رقم واحد».
تعمل شركة «لينس» على مدار الساعة، وتضم 75 ألف عامل منتشرين على المصانع الثلاثة الرئيسة التي تحتل مساحة تقدر بنحو 800 فدان في مدينة تشانغشا. وفي كل يوم، تتلقى الشركة كميات هائلة من الزجاج من شركات صناعية عالمية مثل شركة «كورنينغ» في الولايات المتحدة الأميركية وشركة «أساهي» في اليابان.
تصمم السيدة تشو وتشرف تقريبا على كل خطوة من خطوات هذه العملية، وهو مسار عمل يعتمد على التفاصيل التي ظلت مولعة بها منذ نعومة أظفارها، حيث تقول «فقد والدي بصره، لذا إذا وضعنا شيئا ما في مكان ما، فلا بد أن يتخذ موضعه الصحيح، تماما، أو سوف يقع خطأ ما. ذلك هو القدر من الاهتمام والعناية بالتفاصيل الذي أطالب في أماكن العمل».
لم تعان شركة «لينس» من الاضطرابات العمالية التي خيمت على المصنعين المتعاقدين الآخرين مثل «فوكسكون». غير أن العمال الحاليين والسابقين يقولون إن العمل لديها مفعم بالتحدي. وغالبية الأعمال تجري على أيدي النساء صغيرات السن اللاتي يفتشن على الزجاج من مختلف الزوايا، محاولات الكشف عن عيوب الصناعة.
تقول غاو زيمي، التي تركت العمل في شركة «لينس» مؤخرا «بصفتي مفتشة على الجودة، كان لزاما عليّ التحديق في تلك المنتجات طيلة اليوم، ولذلك فهي وظيفة مرهقة بحق. ولكن يجب أن أقول إن العمل في التصنيع يسبب الإرهاق المستمر، كما أن العمل لدى شركة (لينس) هو أكثر إرهاقا عن العمل في مصانع أخرى».
تحولت شركة «لينس تكنولوجي» للاكتتاب العام في مارس (آذار) الماضي، في الوقت الذي كانت فيه أسواق الأسهم الصينية في ذروة الازدهار. ومع الانهيار الحالي في أسواق الأسهم، فقدت الشركة 45 في المائة من قيمتها، لكنها لا تزال تحمل قيمة بمقدار 8 مليارات دولار.
خلال العام الماضي، حققت الشركة إيرادات بقيمة 2.4 مليار دولار. وارتفعت الأرباح وصولا إلى 40 في المائة خلال الربع الأول من العام. غير أن شركة «لينس» تتلقى غالبية أرباحها من شركتي «آبل» و«سامسونغ»، مما يجعل الشركة معتمدة على العمل مع عميلين اثنين فقط.

* خدمة «نيويورك تايمز»



أمين عام «أوبك»: «الوقود الأحفوري» مصطلح غير دقيق تاريخياً وعلمياً... ويجب التخلي عنه

الأمين العام لمنظمة «أوبك» (أ.ف.ب)
الأمين العام لمنظمة «أوبك» (أ.ف.ب)
TT

أمين عام «أوبك»: «الوقود الأحفوري» مصطلح غير دقيق تاريخياً وعلمياً... ويجب التخلي عنه

الأمين العام لمنظمة «أوبك» (أ.ف.ب)
الأمين العام لمنظمة «أوبك» (أ.ف.ب)

دعا الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، هيثم الغيص، إلى إعادة التفكير في مدى ملاءمة استخدام مصطلح «الوقود الأحفوري» لوصف النفط الخام، مؤكداً أن هذا المصطلح يفتقر إلى الدقة العلمية اللازمة في نقاشات مسارات الطاقة المستقبلية.

وأشار الغيص في مقال نشر على موقع «أوبك» إلى 3 عوامل رئيسية تُظهر عدم دقة المصطلح، مشدداً على أن الدقة أمر جوهري في العلم:

1- النفط ليس مُجرَّد «وقود»

أوضح الغيص أن النفط الخام نادراً ما يُستخدم كوقود مباشرة؛ بل يخضع للتكرير ليتحول إلى آلاف المنتجات المختلفة، جزء منها فقط هو وقود. واستشهد بتقرير توقعات النفط العالمية لـ«أوبك» لعام 2025 الذي يشير إلى أن قطاع البتروكيميائيات سيكون المساهم الأكبر الوحيد في نمو الطلب العالمي الإضافي على النفط خلال الفترة 2024- 2050.

وقال: «تعريفه (النفط) على أنه وقود فقط يشوه طريقة استخدامنا له في كل قطاع اقتصادي، وكل مرحلة من مراحل الحياة اليومية».

2- أصل المصطلح يعود للقرن الثامن عشر

تناول الغيص الأصل التاريخي للفظ «أحفوري» (Fossil) الذي يعود إلى الكلمة اللاتينية «fossilis» وتعني «المستخرج بالحفر». وأشار إلى أن أول استخدام مسجَّل لمصطلح «الوقود الأحفوري» في عام 1759، كان لتمييز المواد التي تُستخرج من باطن الأرض بالحفر (كالفحم والنفط) عن تلك التي تأتي من فوق الأرض (كالحطب والفحم النباتي).

وتابع: «هذا التعريف يشير إلى منهجية الاستخراج وليس إلى التركيب الكيميائي. لقد تطور العلم كثيراً منذ عام 1759، فهل من المناسب استخدام مصطلح عفَّى عليه الزمن يعود للقرن الثامن عشر لوصف مصادر وسلع الطاقة الحديثة؟».

3- اختلاف التكوين الجيولوجي بين «الأحافير» و«النفط»

شدد الأمين العام على وجود فرق جوهري بين تكوين الأحافير الجيولوجي وتكوين النفط. فالأحافير تتضمن حفظ المادة العضوية في الصخر على مدى الزمن، بينما يتكون النفط من مواد عضوية قديمة (في الغالب العوالق والكائنات البحرية المتحللة) تتعرض لطبقات من الرمل والطمي والصخور. ومع مرور ملايين السنين، يعمل الضغط والحرارة على «طهي» هذه المادة وتحويلها إلى هيدروكربونات سائلة.

وأكد الغيص أن «هناك فرقاً رئيسياً: التحَفُّر يتضمن تحويل المادة العضوية إلى صخرة وحفظها. أما تكوين النفط فيتضمن طهي المادة العضوية وتحويلها إلى سائل».

تداعيات «الوصمة»

رفض الغيص حجة البعض القائلة بضرورة قبول المصطلح لأنه شائع الاستخدام. وتساءل: «في القضايا المتعلقة بتغير المناخ، يُطلب منا باستمرار الاستماع إلى العلم. فهل تتوافق المصطلحات العامة مع دقة العلوم الصارمة؟».

وخلص إلى أن مصطلح «الوقود الأحفوري» غالباً ما يُستخدم «كوصمة، وطريقة مهينة لرفض مصادر الطاقة». وأضاف أن هذا يغذي رواية تزعم أن بعض الطاقات «متفوقة أخلاقياً» على غيرها، مما يشوه النقاش الذي يجب أن ينصب على خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، ويحوله إلى «جدل مضلل حول استبدال مصادر الطاقة».

ودعا الغيص إلى ضرورة فهم حقيقة النفط، وكيفية تشكله، واستخدامه اليومي، محذراً: «خلاف ذلك، فإننا نجازف بتعريض الحاضر للخطر باسم إنقاذ المستقبل». مختتماً تساؤله: «بناءً على هذا، ألم يحن الوقت لأن يعيد العالم التفكير في مدى ملاءمة مصطلح الوقود الأحفوري؟».


«الاستثمارات العامة» و«جونز لانغ لاسال» يستثمران في «إف إم تك» لتعزيز إدارة المرافق

سعد الكرود رئيس الاستثمارات العقارية المحلية في صندوق الاستثمارات العامة ونيل موراي رئيس خدمات إدارة العقارات في «جونز لانغ لاسال» (الشرق الأوسط)
سعد الكرود رئيس الاستثمارات العقارية المحلية في صندوق الاستثمارات العامة ونيل موراي رئيس خدمات إدارة العقارات في «جونز لانغ لاسال» (الشرق الأوسط)
TT

«الاستثمارات العامة» و«جونز لانغ لاسال» يستثمران في «إف إم تك» لتعزيز إدارة المرافق

سعد الكرود رئيس الاستثمارات العقارية المحلية في صندوق الاستثمارات العامة ونيل موراي رئيس خدمات إدارة العقارات في «جونز لانغ لاسال» (الشرق الأوسط)
سعد الكرود رئيس الاستثمارات العقارية المحلية في صندوق الاستثمارات العامة ونيل موراي رئيس خدمات إدارة العقارات في «جونز لانغ لاسال» (الشرق الأوسط)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة توقيع اتفاقية تتيح لشركة «جونز لانغ لاسال» الاستحواذ على حصة مؤثرة في الشركة السعودية لإدارة المرافق «إف إم تك»، إحدى شركات محفظة الصندوق، في خطوة تستهدف دعم نمو قطاع إدارة المرافق وتوسيع نطاق الخدمات في السوق السعودية، بما ينسجم مع استراتيجية الصندوق لتمكين القطاع الخاص وتعزيز الشراكات معه.

وأوضح بيان مشترك أن إتمام الصفقة متوقع بعد استيفاء شروط الإتمام المعتادة، على أن يحتفظ صندوق الاستثمارات العامة بحصة الأغلبية في «إف إم تك»، التي أطلقها الصندوق في عام 2023 بصفتها شركة وطنية متكاملة لإدارة المرافق، تقدم خدماتها لشركات محفظته، إلى جانب الجهات الحكومية والقطاع الخاص في السعودية.

وحسب البيان، تجمع الصفقة بين حضور صندوق الاستثمارات العامة في السوق، والخبرات التشغيلية والتقنية لدى «جونز لانغ لاسال»، بهدف صنع فرص تجارية جديدة وتعزيز قدرات تقديم الخدمات في السعودية، إلى جانب دعم العلاقة القائمة بين الطرفين.

ومن المنتظر أن تستفيد «إف إم تك» من الشبكة العالمية لـ«جونز لانغ لاسال» وخبراتها التشغيلية لإطلاق فرص إضافية، وتوطين المعرفة والتقنيات، كما يتيح التكامل مع المنصات الرقمية المتقدمة لدى «جونز لانغ لاسال» في إدارة المرافق رفع جودة الخدمات وتحسين مستويات الكفاءة والشفافية في العمليات المختلفة، بما يعزز قيمة الخدمات المقدمة للعملاء على المدى الطويل.

وأكد سعد الكرود، رئيس الإدارة العامة للاستثمارات العقارية المحلية في صندوق الاستثمارات العامة، أن إدارة المرافق تمثل «أحد الممكنات الرئيسية» للقطاع العقاري والبنية التحتية في السعودية، وكذلك لاستراتيجية الصندوق في القطاع العقاري المحلي.

وقال إن استثمار «جونز لانغ لاسال»، «يعزز تطور الشركة السعودية لإدارة المرافق، ويفتح فرصاً جديدةً لتحقيق نمو يستفيد منه القطاع بأكمله»، مشيراً إلى ارتباط ذلك بدعم الابتكار الحضري وتحسين جودة الحياة.

من جهته، قال نيل موراي، الرئيس التنفيذي لخدمات إدارة العقارات في شركة «جونز لانغ لاسال»، إن الاستثمار سيجمع «أفضل القدرات التشغيلية والتقنيات الرائدة» لدى الشركة العالمية مع خبرات «إف إم تك» في السوق المحلية، بهدف تقديم خدمات «استثنائية» في سوق سعودية وصفها بسريعة النمو.

وتأتي هذه الخطوة ضمن توجه صندوق الاستثمارات العامة لزيادة استثمارات القطاع الخاص من المستثمرين المحليين والعالميين في شركاته، بما يسهم في إطلاق قدراتها الكاملة، بالتوازي مع مواصلة الصندوق مستهدفاته في دفع التحول الاقتصادي وتوليد عوائد مستدامة.


مصفاة الزور الكويتية تعيد تشغيل وحدة تكرير النفط الخام بعد حريق

إحدى وحدات مصفاة الزور بالكويت (رويترز)
إحدى وحدات مصفاة الزور بالكويت (رويترز)
TT

مصفاة الزور الكويتية تعيد تشغيل وحدة تكرير النفط الخام بعد حريق

إحدى وحدات مصفاة الزور بالكويت (رويترز)
إحدى وحدات مصفاة الزور بالكويت (رويترز)

أفاد موقع «آي آي آر» لمتابعة قطاع النفط، اليوم (الاثنين)، بأن الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك) المملوكة للدولة، أعادت تشغيل وحدة تكرير النفط الخام التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 205 آلاف برميل يومياً في مصفاة الزور، في 13 ديسمبر (كانون الأول)، أي بعد شهر تقريباً من الموعد المتوقع من قبل، وفقاً لـ«رويترز».

وأغلقت المصفاة الوحدة وخط إنتاج «إيه آر دي إس 2» التابع لها في 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بسبب حريق. وكان من المتوقع سابقاً إعادة تشغيل وحدة تكرير النفط الخام في 11 نوفمبر (تشرين الثاني).

وتمثل مصفاة الزور التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 615 ألف برميل يومياً مصدراً رئيسياً لوقود نواتج التقطير مثل الديزل، وهي مشروع تكرير جديد نسبياً؛ إذ دخلت حيز التشغيل في 2022.