مهربون وفصائل وراء انتكاسة أمنية في ديالى

رئيس الوزراء العراقي يمهل قادة الأمن أسبوعين لفرض النظام

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
TT

مهربون وفصائل وراء انتكاسة أمنية في ديالى

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)

كشفت مصادر عراقية، الأربعاء، أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني أمهل قادة الأمن في محافظة ديالى أسبوعين لإنهاء الاضطراب الأمني وفرض النظام، بعد حوادث اغتيال متكررة الشهر الماضي.
وزار السوداني المحافظة على رأس وفد أمني كبير يضم قيادات أمنية وعسكرية، وعقد اجتماعات مع الحكومة المحلية والأجهزة الأمنية والعشائر لبحث الخروقات الأمنية المتكررة.
ويعتقد زعماء عشائر ورجال أمن وموظفون محليون، تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أن حوادث العنف الأخيرة «على صلة مباشرة بملف تهريب السلع والمخدرات عبر المحافظة». وبحسب مصادر أمنية، فإن التهريب يشمل مواد الحديد والنفط والمخدرات والخردة. وقال ضابط في الجيش إن «نشاط التهريب يتعاظم بشكل متسارع، وبات يشمل كل شيء». وكشف مصدر موثوق حضر جانباً من اجتماعات السوداني مع قادة الأمن في ديالى أن «رئيس الوزراء بدا خلال الحوارات على دراية بأن خرق الأمن في المحافظة تفوح منه رائحة سياسية».
وقال المصدر إن «مهلة الأسبوعين التي منحها السوداني لضباط الأمن كانت موجهة أيضاً لقادة الأحزاب المتنفذة في المحافظة».
وقال مسؤول حكومي رفيع إن تحرك رئيس الوزراء في المحافظة جاء بعد «مؤشرات خطيرة عن احتمال انفلات الأمن هناك نتيجة صدام محتمل بين العشائر والفصائل».
ومن المرجح أن يفتح هذا السيناريو الباب لصدام حزبي على المناصب الأمنية في المحافظة المتاخمة لإيران، وأن ينتهي بإجراء تغييرات أمنية ستطال قادة أمن يقودون حملات ضد مجموعات التهريب.
وأودى هجوم بعبوة ناسفة ضد سيارة مدنية تقل نجل زعيم قبيلة «التميمي» في بلدة المقدادية، مساء الاثنين، بحياة 8 مواطنين، وإصابة اثنين آخرين.
ورفض أبناء القبيلة تلقي العزاء احتجاجاً على تدهور الأمن، فيما قالت مصادر من المقدادية إن عدداً منهم «ينوون التمرد على فصائل مسلحة تتمركز في المقدادية»، بالتزامن مع وصول مجموعات مسلحة إلى محيط البلدة.
ويأتي الهجوم الجديد بعد نحو أسبوعين من عملية اغتيال طالت الطبيب أحمد طلال المدفعي، وهجوم شنه مسلحون على قرية الجبايلة في قضاء الخالص، أسفر عن مقتل 9 مزارعين بينهم نساء.
وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن «تصاعد أعمال العنف في ديالى يهدف إلى إحراج قادة الأمن بهدف إقالتهم، وقطع طريق الحملات الأمنية ضد المهربين».
وقبل نحو ٤ شهور، عينت الحكومة اللواء علاء غريب في منصب قائد شرطة المحافظة، لكن أصواتاً داخل المحافظة رفضت «تعيين ضابط من خارج ديالى».
ويعتقد ناشطون في المحافظة أن «التدهور الأمني في المحافظة بدأ بعد تصريح لقائد الشرطة قال فيه إنه أوقف نحو ٨٠ في المائة من عمليات التهريب».
لكن أعضاء في البرلمان العراقي يمثلون محافظة ديالى أدلوا بتصريحات عبر منصات محلية بشأن «محاولات لإذكاء الفتنة الطائفية». لكن مصادر عديدة تواصلت معها «الشرق الأوسط» لديها معطيات عن أن التدهور الأمني سببه «تعارض حاد بين جهات متنفذة في ديالى». وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن المسلحين الذين هاجموا قرى ومنازل وأطباء في المدينة، الشهر الماضي، ليسوا من تنظيم «داعش»، بل ينتمون لعصابات محلية خططت لتدبير هذه الهجمات.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

بلينكن يشدد أمام إردوغان على ضرورة حماية المدنيين السوريين

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يشدد أمام إردوغان على ضرورة حماية المدنيين السوريين

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، (الخميس)، إنه يجب حماية المدنيين السوريين بعد أن أطاحت فصائل مدعومة من تركيا حكومة الرئيس السابق بشار الأسد.

والتقى بلينكن على مدى أكثر من ساعة، في صالة بمطار أنقرة مساء الخميس، إردوغان الذي كان قد التقى رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان.

إردوغان (الرئاسة التركية)

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في بيان، أن بلينكن «كرَّر أنه من المهم أن تحترم جميع الجهات الفاعلة في سوريا حقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي، وأن تتخذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين، بمَن فيهم أفراد الأقليات».

كما شدَّد بلينكن أمام الرئيس التركي على «ضرورة ضمان أن يتمكَّن التحالف (الذي أنشئ لهزيمة تنظيم داعش) من الاستمرار في أداء مهمته الحاسمة».

من جهتها، تشدِّد تركيا على مخاوفها الأمنية فيما يتعلق بالوضع في سوريا، حيث تخوض مواجهة مع قوة يقودها الأكراد الذين تدعمهم واشنطن؛ لدورهم الرئيسي في محاربة تنظيم «داعش».

مقاتل من تنظيم «داعش» يحمل علم التنظيم وسلاحاً 23 يونيو 2014 (رويترز)

وكان بلينكن قد تحدَّث أمام الصحافة، قبيل مغادرته الأردن، متوجهاً إلى تركيا، عن «مصالح أنقرة الحقيقية والواضحة» فيما يتعلق بمقاتلي «حزب العمال الكردستاني». لكنه أضاف: «في الوقت نفسه، نريد مرة أخرى تجنب إشعال أي نوع من الصراع الإضافي داخل سوريا».

تدريبات مشتركة لـ«قسد» وقوات «التحالف الدولي» ضد «داعش» في ريف الحسكة (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأكد بلينكن أن دور مقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية» بقيادة الأكراد «حيوي» لمنع عودة ظهور تنظيم «داعش» في سوريا بعد إطاحة الأسد.

وقال: «في وقت نريد فيه أن نرى هذا الانتقال إلى حكومة مؤقتة، على مسار أفضل لسوريا، يجب علينا أيضاً ضمان عدم ظهور التنظيم مرة أخرى. و(قوات سوريا الديمقراطية) ضرورية للتأكد من عدم حدوث ذلك».