يبدو أن ياسر المسحل رئيس اتحاد كرة القدم السعودي، يقف أمام مرحلة زمنية فقط تفصله عن فوزه بولاية ثانية تجعله الرئيس الوحيد، منذ دخول الانتخابات لاتحاد كرة القدم، الذي يكمل مشواره الرئاسي بدورة انتخابية جديدة.
وقال رئيس نادٍ سعودي، فضل عدم الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط»، إن الأندية السعودية لا تفكر في دعم مرشح على حساب ياسر المسحل، كما أنه لا يوجد حديث هامشي حول اسم جديد، لكن أحد مسؤوليها قال إنه لا يستبعد تقدم أي شخصية وسط فرص ضئيلة جداً كون الرئيس الحالي يحظى بدعم كبير من الأندية، وستتم تزكيته؛ لأنه رجل المرحلتين الحالية والمقبلة.
وسيقدم المسحل أوراق ترشحه مجدداً لرئاسة اتحاد كرة القدم السعودي، بعدما أعلنت لجنة الانتخابات فتح المجال وبدء استقبال ملفات المرشحين، الأحد المقبل.
وعرف الاتحاد السعودي لكرة القدم الانتخابات منذ 2012، التي شهدت فوز أحمد عيد بعد منافسة شرسة مع خالد المعمر حينها، قبل أن يفوز بالدورة الانتخابية الثانية عادل عزت بعد ثلاث جولات مع منافسه الأبرز حينها سلمان المالك، بينما كانت التزكية حاضرة أمام قصي الفواز، ثم ياسر المسحل.
وقد يجري ياسر المسحل (49 عاماً) بعض التغييرات في قائمة مجلس إدارته، إلا أنه حظي بثقة عدد من ممثلي الجمعية العمومية للتقدم بوصفه مرشحاً لولاية ثانية تجعله الأوفر حظاً حتى الآن.
انتخابات اتحاد الكرة السعودي شهدت إثارة كبيرة في السنوات الماضية (تصوير: عبد الرحمن السالم)
ويضم مجلس إدارة المسحل حالياً كلاً من خالد الثبيتي، نائب الرئيس، وعضوية لمياء بنت بهيان، وبندر الأحمدي، وتركي السلطان، وخالد بن مقرن، وعبد الله حماد، وعبد العزيز العفالق، ومعيض الشهري، ونزيه النصر، ونعيم البكر.
ويعتبر المسحل الرئيس الرابع لاتحاد كرة القدم السعودي منذ دخول الانتخابات قبل عشر سنوات من الآن، حيث يعتبر الرئيس الثاني الذي يكمل ولايته بعد أحمد عيد الرئيس المُنتخب الأول في تاريخ «اتحاد القدم»، بينما لم يمضِ عادل عزت كامل فترته، أما قصي الفواز فلم يكمل عامه الأول ورحل ليحل المسحل خلفاً له.
ويتعين على المرشح لرئاسة مجلس إدارة «اتحاد القدم» أن يستوفي شرطين أساسيين بحسب اللائحة، الأول: الحصول على تصويت من 3 أعضاء في الجمعية العمومية، وأن يكون ترشحه بنظام القائمة وليس وحيداً، ويتم استبعاد ترشيح عضو الجمعية العمومية لأي قائمة انتخابية في حال تكراره «منح» صوته لأكثر من مرشح.
وبحسب المادة 33 من النظام الأساسي لاتحاد كرة القدم السعودي، فإنه يجب أن يكون ضمن أعضاء مجلس الإدارة امرأة واحدة على الأقل، بينما تضم القائمة رئيساً ونائب رئيس وتسعة أعضاء.
واستثنت المادة ذاتها المرشحين الأقل عمراً من 28 عاماً، ومن يتجاوز السبعين عاماً، على أن يكون سجله خالياً من أي سابقة أخلاقية مخلة بالشرف والأمانة والنزاهة، وألا يكون قد صدرت بحقه عقوبة شطب أو إسقاط العضوية أو الفصل من أحد الأندية أو الهيئات الرياضية أو الجهات الأخرى.
وحددت المادة 33 من النظام الأساسي ضرورة وجود مؤهل جامعي أو خبرة عالية المستوى في مجال كرة القدم، مع أهمية الجمع بين المؤهل والخبرة للرئيس ونائبه.
كما أشارت المادة ذاتها إلى أن رئيس مجلس الإدارة يجب أن يكون ممن يملكون خبرة رياضية في مجال كرة القدم محلياً ودولياً، لا تقل عن سنتين، في آخر خمس سنوات مارس خلالها مهمات وأعمالاً أو مناصب قيادية محلياً ودولياً، وأن يكون متقناً اللغة الإنجليزية.
وتتألف الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم من 47 عضواً، وهم 16 عضواً يمثلون أندية الدرجة الممتازة، و10 أعضاء يمثلون أندية الدرجة الأولى بحسب الترتيب لآخر موسم يسبق انعقاد الجمعية، و10 أعضاء يمثلون أندية الدرجة الثانية، و8 أعضاء يمثلون أندية الدرجة الثالثة، و3 أعضاء يمثلون أندية الدرجة الرابعة.
وتنعقد الجمعية العمومية بعد اكتمال النصاب القانوني الذي يمثل حضور أغلبية الأعضاء (أكثر من 50 في المائة من الأعضاء)، وفي حال تعذر ذلك يتم عقد جمعية عمومية أخرى خلال 24 ساعة بجدول الأعمال نفسه.
ووفقاً للخطة الزمنية للانتخابات، فإن العملية الانتخابية لمجلس الإدارة ستستمر حتى الأول من مايو (أيار) المقبل، الذي سيشهد إعلان الرئيس الجديد ومجلس إدارته للدورة 2023- 2027.
وبحسب إعلان لجنة الانتخابات، فإن قوائم المرشحين ستخضع للفحص خلال الفترة بين 12 و16 مارس (آذار) الحالي، على أن يتم الكشف عن القوائم الأولية للمرشحين يوم 19 من الشهر ذاته.
وسيتلقى مركز التحكيم الرياضي السعودي الطعون والتظلمات على قوائم المرشحين خلال الفترة بين 20 و26 مارس الحالي، على أن يتم إعلان نتائج الفصل في الطعون والتظلمات يوم 9 أبريل (نيسان) المقبل.
ومن المقرر أن يتم إعلان القوائم النهائية للمرشحين يوم 25 أبريل المقبل، بينما سيتم السماح في اليوم التالي بالدعاية الانتخابية، التي تستمر حتى يوم 30 من الشهر ذاته، على أن تقام الانتخابات يوم الأول من مايو 2023.
وبحسب الفقرة الأولى من المادة الخامسة للائحة الانتخابات، فقد تمت تسمية أعضاء لجنة الانتخابات وهم أحمد القنيعان رئيس لجنة الاستئناف، والدكتور يزيد الرشيد نائب رئيس اللجنة، وبندر الحميداني رئيس لجنة الانضباط والأخلاق، والدكتور عبد العزيز الفضلي، نائب رئيس لجنة الانضباط والأخلاق، حيث اختار الأعضاء القنيعان رئيساً للجنة وفق الفقرة ج/4 من المادة الخامسة للائحة الانتخابات.
وكانت أول انتخابات في تاريخ اتحاد الكرة السعودي جرت في 20 ديسمبر (كانون الأول) 2012، بمشاركة الرئيس الأسبق أحمد عيد ومنافسه خالد المعمر، حيث استطاع عيد الفوز بالرئاسة لأربع سنوات، وفي يناير (كانون الثاني) 2017 تنافس 4 مرشحين هم عادل عزت وسلمان المالك وخالد المعمر والدكتور نجيب أبو عظمة، ليفوز عادل عزت بالمنصب.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2018 فاز قصي الفواز بالرئاسة دون منافس بعد تزكيته، لكنه عاد ليعلن استقالته في شهر فبراير (شباط) التالي، ليتسلم لؤي السبيعي المنصب مكلفاً حتى إعلان الجدول الزمني للانتخابات، الذي شهد إعلان تنصيب ياسر المسحل رئيساً بالتزكية في يونيو (حزيران) 2019.
يذكر أن الاتحاد السعودي لكرة القدم مر بكثير من المتغيرات منذ تأسيسه في عام 1956، وهو العام الذي شهد انتسابه إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حيث اقتصر منصب رئيس الاتحاد في البداية على رئيس الرئاسة العامة لرعاية الشباب، في ذلك الحين، قبل أن تتحول إلى الهيئة العامة للرياضة، وتولى الأمير خالد الفيصل أول المناصب الرياضية في المملكة، حينما عُيّن رئيساً للاتحاد السعودي لكرة القدم في بداية التأسيس، مررواً بالأمير فيصل بن فهد ثم الأمير سلطان بن فهد، وحتى عهد الأمير نواف بن فيصل، الذي جاءت بعده مرحلة الانتخابات وفاز بدورتها الأولى أحمد عيد.