كل شيء هادئ في كييف!

الأوكرانيون يواصلون حياتهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً

حالة الهدوء عكستها حركة المرور في شوارع كييف إذ بدت أكثر سلاسة وغابت عنها الاختناقات المرورية (الشرق الأوسط)
حالة الهدوء عكستها حركة المرور في شوارع كييف إذ بدت أكثر سلاسة وغابت عنها الاختناقات المرورية (الشرق الأوسط)
TT

كل شيء هادئ في كييف!

حالة الهدوء عكستها حركة المرور في شوارع كييف إذ بدت أكثر سلاسة وغابت عنها الاختناقات المرورية (الشرق الأوسط)
حالة الهدوء عكستها حركة المرور في شوارع كييف إذ بدت أكثر سلاسة وغابت عنها الاختناقات المرورية (الشرق الأوسط)

وسط اشتداد المعارك على الجبهات الشرقية، دخلت الحرب في أوكرانيا عامها الثاني. فخلال عام مضى على الحرب الروسية الأوكرانية التي اشتعلت شرارتها في الرابع والعشرين من فبراير (شباط) من العام الماضي، تدفقت مياه كثيرة في نهر دنيبرو، بينما تلوح في أفق التطورات المرئية على الأرض، وفي تصريحات أطراف النزاع وحلفائهم، نذر مواجهة أوسع.
في كييف، التي كانت على الخط الأول للعملية العسكرية الروسية فور اندلاعها وتعرضت لضربات صاروخية وغارات جوية وتقدمت نحو ضواحيها القوات الروسية، يبدو كل شيء هادئا هنا تزامنا مع الذكرى الأولى للحرب.
صمتت صافرات الإنذار وغاب دوي الصواريخ ومضاداتها عن أجواء العاصمة، في حين خرج الموظفون لأعمالهم وتوجه الطلاب إلى مدارسهم وسط أجواء من هدوء حذر يلف المدينة.
أليكس؛ موظف في القطاع الخاص الذي كان غادر كييف العام الماضي قبل أسبوع واحد من اندلاع الحرب وعاد إليها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال لـ«الشرق الأوسط» إنه قرر العودة بعد أن تبدلت الأوضاع في كييف خلال الفترة الماضية.

تقول صديقته نتالي التي تعمل في مؤسسة غير حكومية، إن سكان العاصمة تأقلموا اليوم مع ظروف الحرب في البلاد وباتوا قادرين على التعايش معها. وأضافت: «حين عدنا لكييف في أكتوبر الماضي تعرضت العاصمة لسلسلة هجمات صاروخية طالت البنى التحتية؛ كان ذلك مخيفا لكننا قررنا البقاء، فقد أصبحنا أكثر قدرة على التكيّف مع هذه الظروف».
منذ بداية الحرب عاش سكان العاصمة، حالهم حال كثيرين، في المدن الأوكرانية، أياما وأسابيع طويلة في الملاجئ على وقع الغارات والضربات الصاروخية. تقول نتالي إن هذه الحال تبدلت اليوم، مشيرة إلى أنه «في السابق كنا نسارع للملاجئ فور انطلاق صافرات الإنذار، أما اليوم فننتظر؛ لتقييم مدى الخطر قبل أن ندلف إلى الملاذات الآمنة، وفي غالب الأحيان نقرر البقاء في المنزل».
حالة الهدوء المشوب بالحذر في العاصمة عكستها حركة المرور في شوارع كييف وميادينها، إذ بدت الحركة أكثر سلاسة وانسيابا، وغابت عنها الاختناقات المرورية.
أندريه سائق تاكسي قال لـ«الشرق الأوسط» إن حركة السيارات اليوم في الذكرى الأولى للحرب أقل من الأيام السابقة وذلك بسبب ما يصفه بالقلق النسبي الذي يتملك سكان المدينة إزاء ما قد تحمله المرحلة المقبلة من تطورات.
المطاعم والمقاهي شهدت انخفاضا في نسبة الإقبال عليها في الذكرى الأولى لنشوب الحرب؛ إذ بدت بعض مرافق المدينة خالية من الرواد والزبائن على غير عادتها نهاية الأسبوع.
يظل كل شيء هنا هادئا، أو يكاد، بيد أن التوقعات بصمود ذلك واستمراره تظل متدنية كأحوال الطقس في المدينة التي تهوي فيها درجات الحرارة إلى ما دون الخمس درجات تحت الصفر، بينما تتسارع التحضيرات على جانبي جبهات القتال لفصول ساخنة من الحرب التي تدخل عامها الثاني دون أن تلوح في الأفق أي مؤشرات على نهايتها، بينما تتزايد المخاطر من تجاوز ألسنة اللهب حدود البلدين المتحاربين.
 


مقالات ذات صلة

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا ترمب وزيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي: ترمب قادر على وقف بوتين

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس إن بمقدور الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أن يحسم نتيجة الحرب المستعرة منذ 34 شهرا مع روسيا،

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناة تلغرام)

زيلينسكي: عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترمب قد يساعد في إنهاء حرب أوكرانيا

اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد يساعد على إنهاء الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا صورة من مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية 7 نوفمبر 2024 يُظهر جنوداً من الجيش الروسي خلال قتالهم في سودجانسكي بمنطقة كورسك (أ.ب)

روسيا: كبّدنا القوات الأوكرانية خسائر جسيمة على محور كورسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، اليوم الخميس، أن الجيش الروسي استهدف القوات المسلحة الأوكرانية بمقاطعة كورسك، وكبّدها خسائر فادحة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.