شاشة الناقد

مشهد من طرق على الكابين (يونيفيرسال بيكتشارس)
مشهد من طرق على الكابين (يونيفيرسال بيكتشارس)
TT

شاشة الناقد

مشهد من طرق على الكابين (يونيفيرسال بيكتشارس)
مشهد من طرق على الكابين (يونيفيرسال بيكتشارس)

- Knock at the Cabin
- ألغاز شيامالان تدق
- باب الكابينة
- وسط ★★
يشكّل اللغز عماد كل أفلام المخرج م. نايت شيامالان. نتذكر فيلميه الأوّلين «الحاسة السادسة» و«غير القابل للكسر»، وكيف حافظ فيهما على وضع تشويقي ناتج عن جملة من الأسرار تتوالى، يتأخر الجواب عليها حتى المشاهد الأخيرة.
كان هناك تكلّف في معالجته لهذين الفيلمين رغم حسناتهما في أكثر من مكان كما في أفلامه اللاحقة مثل «علامات» (2002‪، ‬ Signs) و«القرية» (2004‪، ‬ The Village). ثم أخذ هذا الصرح الكبير يتهاوى مثل بيت من ورق اللعب. «سيدة في الماء» (2006‪، ‬ Lady in the Water) و«بعد الأرض» (2013‪، ‬ After Earth) و«كبير السن» (2021‪، ‬Old) دعا جمهوره لحضور ألغاز أخرى لكن الاستجابة لها لم تكن، جماهيرياً كما نقدياً، على المستوى المأمول. كان شيامالان يكرر نفسه وحبكاته وطرق توفير حلوله. ‬‬‬‬‬
في «طرق على الكابين» لا يتغيّر الكثير في هذا النحو. القصّة الواردة هي أن هناك فتاة صغيرة اسمها وَن (كرستن كوي) تنمو في رعاية والديها (رجلان مُثليان) إريك (جوناثان غروف) وأندرو (بن ألدريدج). الثلاثة عطلة في بعض مضارب ولاية بنسلفانيا. فجأة ترى وَن، وهي تلعب في حقل من الزهور، أربعة رجال بملامح شرسة يقتربون منها. جاءوا مشياً (ربما من مسافات بعيدة) ليخبروا هؤلاء الثلاثة أن على اثنين منهم قتل ثالث إذا أرادوا إنقاذ العالم من دمار شامل. هذا يعني، ببساطة، أن الخيار مفتوح: إما أن يقتل الرجلان الفتاة أو يقتل أحدهما الآخر ويبقي الفتاة. هناك خيار ثالث أن يلجأ المشاهد إلى باب الخروج قبل أن يرى نفسه مطالباً بالفعلة نفسها.
القصّة التي نطالعها مأخوذة عن رواية منشورة لم يتح لهذا الناقد قراءتها ولا يبدو أنه سيفعل ذلك بعد مشاهدة النسخة السينمائية منها. لكن المسألة المُثارة، هنا على الأقل، فلسفية، فبعد أن يرفض الرجلان القيام بمهمّة غير إنسانية، يبث جهاز التلفزيون أنباء عن تسونامي يضرب السواحل الشرقية. يوحي الفيلم بأن هناك غضب إلهي وفي مشهد آخر هناك ذكر لاستنكار اليمين مبدأ الزواج المُثلي (الزواج من الجنس نفسه). هذا يقرّب الفيلم من وضع الإدانة بوضوح وإلا لاختار للزوجين أن يكونا من جنسين متقابلين (ذكر وأنثى).
مهارة شيامالان في إحاطة اللغز وتبعاته بما يلزم من تشويق موجودة، لكن الفشل في الخروج بما هو أعلى من مجرد فيلم آخر من أفلامه موجود أيضاً. الكثير من المشاهد تقع داخل الكوخ الريفي، مما يمنح الممثلين آداءات محكوم عليها بلقطات قريبة ومتوسّطة. لكن القاسي في الموضوع أن هناك فتاة صغيرة تكتشف عالماً قبيحاً وعنيفاً. يوحي الفيلم بأنها فتاة ذكية ستتغلب على آثار ما تشهده، لكن هذا يبقى افتراضاً.

ضعيف ★ وسط ★★ جيد ★★★
جيد جداً ★★★★ ممتاز ★★★★★


مقالات ذات صلة

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)
سينما بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

يأتي فيلم «سعود وينه؟» بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي.

«الشرق الأوسط» (جدة)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».