أسمهان على خشبة مسرح «الأتينيه» في باريس... مجدداً

قلب المغنية كان على طرف شفتيها

جانب من مسرحية «القلب على طرف الشفاه» مسرح «الأتينيه» في باريس (موقع المسرح)
جانب من مسرحية «القلب على طرف الشفاه» مسرح «الأتينيه» في باريس (موقع المسرح)
TT

أسمهان على خشبة مسرح «الأتينيه» في باريس... مجدداً

جانب من مسرحية «القلب على طرف الشفاه» مسرح «الأتينيه» في باريس (موقع المسرح)
جانب من مسرحية «القلب على طرف الشفاه» مسرح «الأتينيه» في باريس (موقع المسرح)

أكثر ما يثير العجب في هذه المسرحية هو التشابه الغريب بين ضيا ليان وبين موضوع الحكاية: المغنية السورية أسمهان التي غابت عن دنيانا منذ 79 عاماً. اسم المسرحية «القلب على طرف الشفاه». وقد جاء عرضها على مسرح «الأتينيه» في باريس بمثابة تحية لفنانة ذات حنجرة ذهبية لم يترك لها القدر فرصة استكمال نجاحها فماتت عن 31 عاماً في حادث غرق سيارتها في ترعة قرب طلخا بمصر.
باللغتين الفرنسية والعربية، تخاطب ضيا ليان، الممثلة والكاتبة والمخرجة ذات الأصول اللبنانية والسورية، جمهورها باللهجة المصرية، قائلة: «إحنا بقالنا قرون بنعمل ده. مش حييجي وقت ونوقف. ونحمد ربنا لسه ودانا بتسمع كويس. وفي كل كلمة بنغنيها نحط حتة من قلبنا». إن لها عيني أسمهان، وتسريحتها، وشفتيها، ونعومة صوتها، من دون أن تمتلك الخامة الذهبية ذاتها. وهي لم تتعرف على المغنية منذ صغرها بل تصادف ذات يوم من عام 2015 أن عثرت في مكتبة موسيقية بمدينة ستراسبورغ على أسطوانة رقمية تحمل صورة امرأة ذات نظرات ساحرة. وهي لم تكن قد سمعت باسمها من قبل. شعرت بأن صاحبة الصورة ملكة أو أميرة. ولم تعرف أنها بالفعل أميرة من عائلة الأطرش في جبال سوريا. اقتنت الأسطوانة واستمعت إليها في بيتها. كانت الأغنية الأولى من نوع التانغو الشرقي مع صوت يخترق القلب: «يا حبيبي تعال الحقني شوف اللي جرالي... من بعدك».
تلك كانت بداية الشغف. فتشت الفنانة المقيمة في فرنسا على أسمهان في المواقع الإلكترونية ووجدت أن اسمها الحقيقي أمل الأطرش، وأنها أميرة حقاً، قادتها موهبتها الاستثنائية إلى القاهرة واشتغلت في الغناء، متحدية تقاليد العائلة، وعاشت حياة حافلة رغم قصرها، ورحلت تاركة محبيها يبحثون عن السبب الحقيقي وراء مصرعها، حتى اليوم.

جانب من المسرحية (موقع المسرح)

درست ضيا ليان التمثيل في المدرسة الوطنية للمسرح في ستراسبورغ، شرق فرنسا. وكانت قبل ذلك قد تخصصت في التاريخ والعلوم السياسية. وهي قد عملت مع مخرجين لهم وزنهم، أمثال فالك ريختر، وستانيسلاس نوردي، وجوليان غوسلان. وأهم أدوارها كليوباترا الذي أدته في الموسم الماضي على مسرح المركز الوطني للدراما في مدينة بيزونسون. أما دور أسمهان في المسرحية التي كتبتها وأخرجتها بنفسها، فإنها استعانت فيه بالممثل سيمون سيغر ليقوم بدور صحافي يحاور المغنية التي تتحدث عن أهم محطات حياتها وتعرض عليه صوراً من أرشيفها. وسيغر هو من تولى التوليف الموسيقي للعرض. وبهذا فإنها مسرحية من شخصين مع جهاز مذياع يشاركهما الحكاية ويقدم مقاطع من أشهر أغاني أسمهان.
تجلس الممثلة على الأرض قرب الراديو المضاء ويدخل الصحافي ليحاورها. تدير الجهاز فينطلق صوت أسمهان مالئاً فضاء المسرح. بينما تعرض شاشة خلفية مشاهد من أفلامها. تنسحب وراء حاجز وتعود مرتدية فستاناً مثيراً للسهرة. تتزين أمام المرآة وتلتفت إلى الجمهور فإذا بها وكأنها أسمهان الحقيقية من شدة الشبه. وخلال ذلك يكون الصحافي مشغولاً بنصب الكاميرا لكي يصورها. نراها والكأس بيد والسيجارة باليد الأخرى، تخفي عينيها وراء نظارة سوداء بينما يتهدل طرف ثوبها حول مجلسها. إن فكرة المقابلة هي الطريقة التي اختارتها المخرجة لتقديم حياة أسمهان استناداً لمقابلة كان قد أجراها معها صديقها الصحافي المصري محمد التابعي عام 1944 قبل فترة وجيزة من رحيلها. هل كانت مقابلة حقيقية أم حيلة إخراجية؟ فمن المعروف أن المغنية كانت تتهرب من الصحافة.

ضيا ليان الممثلة والكاتبة والمخرجة في دور أسمهان (موقع المسرح)

تقول ضيا ليان: «أحب كثيراً الحوارات الصحافية مع الفنانين الذين فارقونا. وفي العرض حاولت أن أعطي للشخصية قوة وأجعلها تتكلم عن إيمانها بالفن والموسيقى وعن شكوكها وأفكارها السياسية وتحولاتها العاطفية. ثم هناك حشمتها كامرأة شرقية، وصعوبة ما تشعر به وهي تتكلم بحرج عن نفسها وتشرح كيف اخترقت الحياة العامة وهي في السابعة والعشرين، تعيش دوامة من الرغبات والملذات المتناقضة، كل ذلك كان مقروناً بحبها للمغامرة وبحثها عن المطلق وتوزعها بين حبها الشديد لوالدتها ولأخيها الفنان فريد الأطرش، وبين غواية القاهرة وجمهورها ومسارحها والكباريهات التي كانت منتشرة فيها. مغنية عاشت الفردوس والجحيم معاً، حاولت أن تضع حداً لحياتها. ثم جاءتها النهاية على حين غفلة».
لا شك أن الجمهور الفرنسي يجد في حياة أسمهان مادة تجمع ما بين المتعة الموسيقية والتشويق. فقد تضاربت الاتهامات في أسباب حادث موتها، ما بين علاقاتها بمخابرات أجنبية وقناصل دول غربية كبرى، وما بين غضب عائلتها منها، أو غيرة أم كلثوم من نجاحها الصاعق، وكلها تخمينات لم تخرج عن نطاق الشكوك. وقد تحلت المخرجة وبطلة المسرحية بالكثير من الجرأة لكي تنقل كل تلك الأحداث ونجحت في مغامرتها إلى حد كبير.


مقالات ذات صلة

جورج خباز: نهضة المسرح في لبنان لم تجعل منه صناعة

يوميات الشرق 
اختار عادل كرم ليشاركه تقديم «خيال صحرا» (صور جورج خباز)

جورج خباز: نهضة المسرح في لبنان لم تجعل منه صناعة

في عمل مسرحي مختلف بمشهديته، يستعدّ الفنان اللبناني جورج خباز لتقديم «خيال صحرا». اختار الممثل عادل كرم ليشاركه هذه التجربة، ليؤلّفا معاً ثنائياً جديراً.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق المغنية العالمية سيلين ديون (رويترز)

سيلين ديون تفصح عن تفاصيل حياتها مع المرض... وتتحدث عن «يأس» البداية

تحدثت المغنية العالمية سيلين ديون عن حياتها مع متلازمة الشخص المتصلب (SPS) لمجلة «فوغ» الفرنسية ووصفت يأسها في المراحل الأولى من الإصابة وطرحت خياراتها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق إعلان «البؤساء» على مسرح «سونديم ثياتر» (شاترستوك)

إدانة ناشطين تعدّوا على ممتلكات لتعطيل عرض «البؤساء» في لندن

أُدين 5 ناشطين بيئيين من مجموعة «جست ستوب أويل» (أوقفوا النفط) بتهمة التعدّي على الممتلكات لتعطيل عرض مسرحية «البؤساء» في لندن العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية... مقالات وحوارات ومتابعات

مجلة «المسرح» الإماراتية... مقالات وحوارات ومتابعات

صدر حديثاً عن «دائرة الثقافة» في الشارقة العدد الجديد الـ55 (أبريل/ نيسان 2024) من مجلة «المسرح» الشهرية، التي تضمنت مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات.

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق تزوجت لطيفة أنطوان ملتقى في شتاء عام 1959

المسرحية اللبنانية لطيفة ملتقى تودع الحياة ملتحقة بتوأم شعلتها الفنية

لم تستطع المخرجة والكاتبة والممثلة المسرحية اللبنانية لطيفة ملتقى احتمال فراقها عن زوجها أنطوان ملتقى منذ رحيله في 21 فبراير (شباط) ولحقت به في 9 أبريل (نيسان).

فيفيان حداد (بيروت)

«كفَى»... صرخة في وجه الليبرالية الجديدة

«كفَى»... صرخة في وجه الليبرالية الجديدة
TT

«كفَى»... صرخة في وجه الليبرالية الجديدة

«كفَى»... صرخة في وجه الليبرالية الجديدة

عن دار « صفصافة» بالقاهرة صدر كتاب «كفى - كيف تدمر الليبرالية الجديدة البشر والطبيعة» للكاتبة النرويجية لين ستالسبيرج التي تكشف فيه عن صلة قوية بين التطورات الاقتصادية العالمية وبين تعاسة إنسان هذا العصر. وتوضح المؤلفة في الكتاب الذي يقع في 220 صفحة من القطع المتوسط بترجمة شيرين عبد الوهاب وبسنت علي أمين، أن هناك مفاهيم مختلفة لمصطلح «الليبرالية الجديدة»، حيث يستخدمه البعض بوصفه النظام الاقتصادي الذي أنشأته رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت ثاتشر من جهة والرئيس الأميركي رونالد ريغان من جهة أخرى؛ فكثير من الناس يطلقون مسمى «أصولية السوق» أو «ليبرالية السوق» على هذا النظام وينظرون إلى «الليبرالية الجديدة» بكونها نظاماً سياسياً اقتصادياً تطبق من خلاله الدولة نظام فكر السوق على معظم مجالات الحياة، بما في ذلك خدمات الرعاية الاجتماعية، مثل رياض الأطفال ودور رعاية المسنين.

وهناك من يربطون هذا المصطلح بمصطلح آخر هو الاستهلاك، وأولئك هم الذين يستغلون الإعلانات واللافتات الموجودة في كل مكان، ويفكرون في كيفية استغلال مخاوفنا وعدم ثقتنا في أنفسنا والاستفادة من كل ذلك في جني المال. يمكننا أن نرى أثر ذلك حينما نجد أنفسنا ننساق وراء تلك الفتن وننفق الأموال لكي نغير من شكلنا وشكل أجسادنا. فعندما يصبح شكلنا الخارجي وما نملكه مرتبطاً بماهيتنا وصورتنا الاجتماعية وكيف يرانا الناس، هنا يصبح الاستهلاك والهوية أمرين مرتبطين تمام الارتباط، وبالتالي يمكننا أن نرى كيف اصطبغ فكرنا بفكر هذه الموجة من الليبرالية.

ويلفت الكتاب إلى أنه من جهة أخرى يربط أفراد حركات اتحادات العمال بين «الليبرالية الجديدة» ومصطلحات أخرى مثل مصطلح «الموارد البشرية» الذي حل محل قسم شؤون الموظفين، أو مصطلح الإدارة العامة الجديدة، وهو شكل من أشكال الإدارة التي تقيس مستوى الموظفين والنتائج من خلال التقارير البيانية والمؤشرات الدقيقة؛ فالليبرالية الجديدة بالنسبة لاتحادات العمال ما هي إلا نظام كبير يدمر الحياة العملية وقواعدها؛ وذلك لأنها تمكّن بعض الجهات من تعيين من يفتقرون إلى المؤهلات العليا.

ويهتم الكثير من علماء النفس أيضاً بهذا المفهوم وماهيته؛ فهم يرون أن الكثير من المرضى أو المستهلكين في زماننا هذا يعانون مشكلات واضطرابات نفسية صارت سمة من سمات هذا الزمن الذي نعيش فيه، ومن بين هذه الاضطرابات الضغط والقلق المرضي وجَلد الذات والشعور بأن المرء غير كافٍ، كذلك الاكتئاب والوحدة والشعور باليأس والإحساس بالعجز. وهذه الاضطرابات النفسية ليست متنشرة فقط في أوساط الشباب؛ فالكثير من الناس من مختلف الأعمار يعانون منها ويتساءل علماء النفس ما إذا كانت هذه المشكلات النفسية تنشأ من داخل المريض ذاته أم أنها نتيجة للمجتمع الذي يحيا فيه المريض.

وتركز المؤلفة على ارتباط «الليبرالية الجديدة» بكل تفاصيل حياتنا، فإذا كنت تعاني مأزق ضيق الوقت أو التوتر والقلق غير المبرر الذي ينبع من إحساسك بعدم الرضى عن نفسك وشعورك بأنك غير جيد بما فيه الكفاية فاعلم أنك لست وحدك، وأن زميلك في العمل الذي يخشى رفض أي من قرارات وأوامر رئيسه أو مديره في العمل بسبب الضغط الواقع عليه نتيجة التقييمات المستمرة لأداء الموظفين هو أيضاً يعاني الشعور ذاته الذي تشعر به، وعليك أن تعلم أن الليبرالية الجديدة التي نعيش في ظلها هي السبب في كل ذلك بشكل أو بآخر.

وبحسب لين ستالسبيرج، فإن هذه الموجة الجديدة من الليبرالية تفتقر للبوصلة الأخلاقية ولا تسعى إلا لتيسير أعمال الأسواق؛ فنجدها تدفعنا إلى تناسي بعض المُثل الإنسانية التي تربينا عليها، وأن نهتم عوضاً بأن نكون موظفين ذوي كفاءة عالية، وأن نتحلى بالإيجابية وأن تكون لدينا القابلية للتغيير والتكييف؛ ولكن ماذا سيحدث إذا لم نكن نرغب في ذلك؟... لا تفرض المؤلفة حلاً بعينه على القارئ إزاء تلك الأزمة العالمية، لكنها تكتفي بالإشارة إلى أننا نعرف أشخاصاً قرّروا أن يعيشوا الحياة بطريقة مغايرة واتخذوا قرارات مختلفة فيما يخص طريقة عيشهم وأسلوب حياتهم بعيداً عما تفرضه آيديولوجيات هذا الزمان.


رمضان عبد التَّواب ينتحل ترجمة عبد الحليم النَّجار

رمضان عبد التَّواب ينتحل ترجمة عبد الحليم النَّجار
TT

رمضان عبد التَّواب ينتحل ترجمة عبد الحليم النَّجار

رمضان عبد التَّواب ينتحل ترجمة عبد الحليم النَّجار

صنّف المستشرق الألماني يوهان فك (1894-1974) كتاباً بالألمانيّة، ترجمته «العربيَّة دراسات في اللُّغة واللهجات والأساليب». قام بالترجمة مدرس كلية الآداب في جامعة فؤاد الأول عبد الحليم النَّجار (ت: 1964)، ونُشر بالقاهرة: مكتبة الخانجيّ (مطبعة دار الكتاب العربيّ) 1951، وبعد أكثر مِن ثلاثين عاماً ظهرت ترجمة ثانية للكتاب نفسه، قام بها أستاذ العلوم اللُّغوية في كلية الآداب- جامعة عين شمس الدكتور رمضان عبد التَّواب (1930- 2001)، صدرت عن مكتبة الخانجي نفسها (1980).

لا قيمة لترجمة ثانية لأي كتاب، إلا يكون قد استجد أمرٌ ما، فيما يخص النّص، أو ما توصل له مترجم الكتاب الثّاني مِن مصادر وروايات وشروحات، تكون قد فاتت المترجم الأول، ومِن المفروض أن تكون الترجمة الجديدة بمعزل عن الأولى، وإذا كان الأمر تصحيحاً أو تصويباً، في بضع كلمات، فلا يحتاج النص إلى ترجمة جديدة، وإعادة الجهد بلا طائل، عند ذلك يُكتفى بمقال ناقد، أو إصدار جديد للترجمة نفسها مع مقدمة، يشار فيها إلى النواقص إن وجدت.

هذا، وبعد 64 عاماً مضت على صدور ترجمة عبد الحليم النَّجار أُعيد نشرها كاملة مِن قبل المركز القوميّ للترجمة بالقاهرة (2014)، مع مقدماتها، وكانت مصدرة بقلم الباحث أحمد أمين بك (ت: 1954)، وتقديم محمَّد يوسف موسى، وواضح أن طبعة المركز القومي كانت مصورة، طبق الأصل، عن الطَّبعة الأولى، ولم يُشر فيها لترجمة رمضان عبد التّواب، لا مِن قريب ولا مِن بعيد، أي لم تؤخذ ترجمته بعين الاعتبار، وما ادعاه مِن إضافات في ترجمته، على أنها ترجمة جديدة، وهي ليست كذلك.

يقول رمضان عبد التّواب في مقدمته لترجمته المزعومة، معترفاً بسبق النّجار إلى ترجمة الكتاب، فانتظر حتّى نفدت طبعة (1951)، ولما فكر النَّاشر في إعادة طبع الكتاب، عرض عليه عبد التَّواب «إعادة الترجمة مِن جديد، مضيفاً تعليقات أستاذي، شيخ المستشرقين في الوقت الحاضر، بروفسور شبيتالر، رئيس معهد اللُّغات السَّاميَّة بجامعة ميونيخ، وما تجمع لدي مِن ملاحظات على مادة الكتاب، وقضاياه، وتصحيح شيء من التَّصحيف والتَّحريف، وبعض الأخطاء التي وقعت في ترجمته، فرحب بالفكرة ترحيباً بالغاً، وكان لتشجيعه وغيرته العظيمة على العربيَّة وتراثها، أكبر الأثر في هذا الكتاب، بالصورة التي هو عليها» (فك، العربيّة دراسات في اللغة واللهجات والأساليب، ترجمة رمضان عبد التواب 1980).

ثم أردف قائلاً لإظهار جهده وشقاه في الترجمة: «والكتاب دائرة معارف واسعة، يحتاج مِن مترجمه إلى الكثير مِن الصّبر والجهد، ومراجعة الكثير مِن المصادر، لتحقيق هذا النَّص أو ذاك، مِن نصوصه الكثيرة، الممتدة عبر عصور العربيَّة» (نفسه).

إذا كان لا بد مِن قول ذلك، فهي بالأحرى مِن حقّ مترجم الكتاب الأول عبد الحليم النَّجار، لا مَن أخذ النص المترجم كاملاً، حتَّى كان الشبه بين الترجمتين شبه الغراب بالغراب، مثلما يُقال، لا تصحيح ولا مراجعة، فالمصادر، التي ذكر عبد التّواب أنه بذل جهداً بمراجعتها، هي المصادر نفسها التي وصل إليها النّجار، ووضعها في حواشي ترجمته للكتاب.

ليست ترجمة أن يقلب مفردة «ممارسة» ويجعلها «احتكاك»، أو يستبدل «العلاقات» ويستخدم «الروابط»، فهذا ليس جهداً ولا ترجمة ولا إضافةً، أو يستبدل «نظرة خاطفة» ويستخدم عبارة «عود على بدء»، فهذا لإبعاد شبهة الانتحال عنه. هذا التغيير اللفظي الذي لا يؤثر على النّص، كان من رمضان عبد التّواب أن يُقدم الطبعة الجديدة، ويشير إليها، إذا كان يحسب ذلك على مستوى مِن الخطورة، وهو ليس كذلك، لا أن يستولي على الكتاب كاملاً ويجعل نفسه مترجماً، فإذا كان الجديد الذي أضافه عبد التّواب هو تعليقات المستشرق شبيتالر، وهذه لا تستوجب انتحال الترجمة كاملة، والأداء أنه راجع المصدر، وهي التي راجعها واثلتها النّجار نفسه.

يبدو أن عبد التَّواب استغل جهل النّاشر في الترجمة، أو أراد تسويقاً جديداً للكتاب، وثانياً وفاة المترجم الأول، وثالثاً نفود الطبعة الأولى (1951) وبُعد عهدها، فالزَّمن كان 30 عاماً بين الطبعتين؛ والغريب ليس هناك من تصدى لفضح هذا الانتحال، مِن الوسط الأدبي والأكاديميّ، مع أنه كان انتحالاً مفضوحاً تاماً، وورط رمضان عبد التّواب نفسه في المقدمة، فقد أظهر نفسه المترجم المصوب لترجمة النَّجار، لا مستخدم نصوصه نفسها.

نبدأ مِن «التّمهيد»: ترجمة عبد التّواب (الصفحة: 13): «لم يحدث حدث في تاريخ اللغة العربيَّة، أبعد أثراً في تقرير مصيرها مِن ظهور الإسلام. فمن العهد - قبل أكثر مِن 1300 عام، عندما رتل محمد صلى الله عليه وسلم القرآن على بني وطنه بلسان عربي مبين».

ترجمة النَّجار (الصَّفحة: 1): «لم يحدث حدث في تاريخ اللغة العربيَّة، أبعد أثراً في تقرير مصيرها مِن ظهور الإسلام. فمن العهد - قبل أكثر مِن 1300 عام، عندما رتل محمد صلى الله عليه وسلم القرآن على بني وطنه بلسان عربي مبين».

ترجمة عبد التّواب (الصفحة: 17): «وقد بدأ التّطور إلى العربيَّة المولدة حينما انتقلت العربيّة بعد وفاة الرسول (عليه الصلاة والسلام) مباشرة عن طريق الغزوات الكبرى في العهد الإسلامي الأول، إلى خارج حدودها القديمة، في مواطن لغوية أجنبية».

ترجمة النَّجار (الصفحة: 6): «وقد بدأ التّطور إلى العربيَّة المولدة حينما انتقلت العربيّة بعد وفاة الرسول مباشرة عن طريق الغزوات الكبرى في العهد الأول، إلى خارج حدود الوطن العربي، في مواطن لغوية أجنبية».

نظرة خاطفة (عبد التواب)/ عود على بدء (النَّجار)

ترجمة عبد التَّواب (الصفحة: 238): «جاء السيل المغولي، الذي أصاب في الصميم بلداناً، كان لها التصدير في قيادة ركب الثقافة والمدنية في العالم الإسلامي، والذي اكتسح خلافة بغداد (656/1258) فأكمل حلقة الختام في مراحل الانحلال اللغوي التي بدأت بظهور السلاجقة، وبهذا تقطعت الخيوط الأخيرة من الثقافة التليدة المتوارثة في الأقاليم التي تغلغل فيها المغول».

ترجمة النَّجار (الصفحة: 230): «جاء السيل المغولي، الذي أصاب في الصميم بلداناً، كان لها التصدير في قيادة ركب الثقافة والمدنية في العالم الإسلامي، والذي اكتسح خلافة بغداد (656/1258) فأكمل حلقة الختام لمراحل الانحلال في تاريخ اللغة العربية أي المرحلة التي بدأت بظهور دولة السلجوقيين، وبهذا تقطعت الخيوط الأخيرة من الثقافة التليدة المتوارثة في الأقاليم التي تغلغل فيها المغول».

ترجمة عبد التَّواب (الصفحة: 234): «وإذا صدقت البوادر، ولم تخطئ الدلائل فستحفظ أيضاً بهذا المقام العتيد من حيث هي لغة المدنية الإسلامية، ما بقيت هناك مدنية إسلامية».

ترجمة النَّجار (الصفحة: 242): «وإذا صدقت البوادر، ولم تخطئ الدلائل فستحفظ أيضاً بهذا المقام العتيد من حيث هي لغة المدنية الإسلامية، ما بقيت هناك مدنية إسلامية».

يبدو أن عبد التَّواب استغل جهل النّاشر في الترجمة، أو أراد تسويقاً جديداً للكتاب، وثانياً وفاة المترجم الأول، وثالثاً نفود الطبعة الأولى (1951)

ملحق مادة: ل ح ن، ومشتقاتها:

ترجمة عبد التواب (الصفحة: 243): «يتطلب معنى اللحن اللغوي أن يكون الصواب متقدماً عليه، وكلاهما يمكن حصوله وتصوره إذا تجاوز التفكير في اللغة خطوات نشأتها الأولى. بيد أن مثل هذا التفكير والتأمل في نشوء اللغة كان بعيداً كل البعد عن عرب البادية الإسلامية».

ترجمة النَّجار (الصفحة: 235): «يتطلب معنى اللحن اللغوي أن يكون الصواب متقدماً عليه، وكلاهما يمكن حصوله وتصوره إذا تجاوز التفكير في اللغة خطوات نشأتها الأولى. بيد أن مثل هذا التفكير والتأمل في نشوء اللغة كان بعيداً كل البعد عن عرب البادية الإسلامية».

ترجمة عبد التَّواب (الصفحة: 255): «هذا البيت إلى البيتين المشار إليهما من قبل، يبدو - فيما أعلم - أنه أقدم الشواهد على استعمال كلمة، في معنى الخطأ اللغوي».

ترجمة النَّجار (الصفحة: 255): «هذا البيت إلى البيتين المشار إليهما من قبل، يبدو - فيما أعلم - أنه أقدم الشواهد على استعمال كلمة، في معنى الخطأ اللغوي».

بعد ذلك تأتي ترجمة عبد التّواب بالفهرس «فهرس تحليلي لموضوعات الكتاب»، عنوان النَّجار نفسه، والفرق أن عبد التواب جعله في آخر الكتاب (الصفحة: 256)، أما النّجار فكان قد وضعه في مقدمة كتابه، وهذا هو مكانه المناسب، لكن المهم نُقل حرفياً.

ختاماً، لقد استولى عبد التّواب على جهد عبد الحليم النّجار حرفياً، وإذا كان قد غيّر وبدل هنا وهناك فلا يزيد على كلمات وعنوان. يبدو مضحكاً للقارئ ومؤلماً للنجار، ما ورد في الغلاف الأخير من طبعة ترجمة عبد التَّواب (1980) الآتي: «وهذه الترجمة الجديدة، تمتاز بالدقة وكثرة التعليقات والتصحيحات والمناقشات لبعض القضايا المهمة في الكتاب»، ولم يزد صاحب الترجمة (الجديدة) شيئاً مذكوراً، غير نشر كلمة المستشرق شبيتالر، وهي 4 ورقات فقط، ووضع قائمة بمصادر مؤلف الكتاب، الواردة في الهوامش، استغنت عن ذكرها طبعة 1951.


«حزب الله» يرفض الجهود الأميركية لوقف النار مع إسرائيل

أحزاب ومواطنون لبنانيون يرفعون أعلاماً فلسطينية ولبنانية خلال مشاركتهم في مظاهرة بمناسبة عيد العمال في بيروت (إ.ب.أ)
أحزاب ومواطنون لبنانيون يرفعون أعلاماً فلسطينية ولبنانية خلال مشاركتهم في مظاهرة بمناسبة عيد العمال في بيروت (إ.ب.أ)
TT

«حزب الله» يرفض الجهود الأميركية لوقف النار مع إسرائيل

أحزاب ومواطنون لبنانيون يرفعون أعلاماً فلسطينية ولبنانية خلال مشاركتهم في مظاهرة بمناسبة عيد العمال في بيروت (إ.ب.أ)
أحزاب ومواطنون لبنانيون يرفعون أعلاماً فلسطينية ولبنانية خلال مشاركتهم في مظاهرة بمناسبة عيد العمال في بيروت (إ.ب.أ)

قلل «حزب الله» اللبناني من جهود الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا لاحتواء التوتر عند الحدود مع إسرائيل، حاملاً بشدة على ما سمّاه «الأساليب الدبلوماسية الزائفة» لواشنطن، مجدداً موقفه بربط أي وقف للنار مع إسرائيل بوقف النار في غزة.

ونقل موقع «أكسيوس» الإخباري، الأربعاء، عن مسؤولين أميركيين القول إن الإدارة الأميركية تعتقد أن التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ضمن صفقة لتبادل الأسرى سيخمد التوترات الأخرى بالمنطقة وقد يحول دون اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، بعد تصاعد التوتر بين الجانبين خلال الأشهر الستة الماضية.

وأتى ذلك في وقت رأى فيه «حزب الله» على لسان النائب حسين جشي أن «ما لم يستطع العدو تحقيقه عسكرياً لن يستطيع الوسطاء تحقيقه بالأساليب الدبلوماسية الزائفة»، في إشارة إلى المبادرات والجهود التي تبذل على خط التهدئة. وقال في احتفال تأبيني: «ما يتظاهر به الأميركي بأنّه وسيط هو محض كذب ونفاق، وكل ما يسعى إليه على المستوى الدبلوماسي في لبنان وبعض الدول العربية، هدفه تحسين شروط العدو وتأمين مصالحه على حساب الشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة، وهو يحاول أن يحصل على مكتسبات لمصلحة العدو الصهيوني، التي لم يستطع العدو أن يحصل عليها في الحرب، أي أنّه يكمل الحرب مع العدو بوجه آخر».

وأضاف: «ليعلم الوسطاء الذين ما برحوا يأتون إلى لبنان وعلى مدى الأشهر السبعة الماضية أنّه لا يمكن للمقاومة في لبنان أن تترك غزة وحدها، ولا كلام في هذا المورد قبل وقف العدوان على غزة، وليعلموا جيّداً أنّ ما لم يستطع العدو تحقيقه عسكرياً وفي الميدان، لن تحصلوا عليه عبر أساليبكم الدبلوماسية الزائفة والمخادعة».

إلى ذلك، تفاوتت حدة المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل في الساعات الأخيرة، مع استمرار القصف الإسرائيلي المتقطع باتجاه الجنوب وإعلان «حزب الله» تنفيذه عمليات محدودة.

ونعى «حزب الله»، الأربعاء، أحد عناصره ويدعى وحيد الطفيلي من بلدة دير الزهراني في جنوب لبنان، بينما أعلن عن استهدافه تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط ‏ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية والقذائف المدفعية صباحاً.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» في مرجعيون بأن دبابة ميركافا إسرائيلية استهدفت منطقة تل النحاس بين برج الملوك وكفركلا، مشيرة إلى أن قرى القطاعين الغربي والأوسط عاشت ليلاً حذراً ومتوتراً تخلله إطلاق القنابل المضيئة وتحليق الطيران الاستطلاعي المُعادي، كما حلّق الطيران الحربي المعادي على علو منخفض جداً بعد منتصف الليل فوق قرى قضاء صور والساحل البحري.

في المقابل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن شخصين أصيبا جراء سقوط صاروخ مضاد للدبابات على شمال إسرائيل، وأفادت صحيفة «جيروزاليم بوست»، الأربعاء، بإصابة شخصين بجروح طفيفة جراء سقوط صاروخ مضاد للدبابات قرب بلدة رموت نفتالي في شمال إسرائيل الليلة الماضية.

ونقلت الصحيفة عن مركز طبي القول إن الشخصين المصابين كانا يستقلان شاحنة في المنطقة وإن الصاروخ أصاب الشاحنة بصورة مباشرة أثناء وقوف هذين الشخصين خارجها، مشيراً إلى أنهما تلقيا العلاج وغادرا المستشفى.

بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن طائرات حربية أغارت خلال الليلة الماضية على أهداف تابعة لـ«حزب الله» في 5 مناطق بجنوب لبنان.

وأوضح أدرعي، عبر منصة «إكس»، أن «الغارات قصفت أهدافاً لحزب الله في منطقتي الخيام وكفركلا بجنوب لبنان، منها مواقع للاستطلاع وبنى تحتية، كما أغارت الطائرات الإسرائيلية على بنية تحتية لحزب الله ومبنى عسكري في مناطق بليدا عديسة وميس الجبل».

وكانت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام قد أفادت بأن طائرات حربية إسرائيلية شنّت غارة على أطراف بلدة عيترون في الجنوب في ساعة متأخرة من الليل، كما ذكرت قناة «الميادين» أن طائرات حربية إسرائيلية نفذت غارات عدة على أطراف بلدتي كفركلا وميس الجبل ووادي برغز.

طلاب في جامعة بيروت الأميركية يرفعون أعلاماً فلسطينية وأميركية ويرفعون شعارات مناهضة لإسرائيل في تحركات داخل حرم الجامعة (أ.ب)


الرئيس الجزائري يؤكد أن بلاده «لن تلجأ للديون الخارجية»

الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
TT

الرئيس الجزائري يؤكد أن بلاده «لن تلجأ للديون الخارجية»

الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأربعاء، إن بلاده «لم ولن تلجأ إلى الديون الخارجية، وفاء لشهداء الجزائر الأبرار».

وشدد تبون، في كلمة له من داخل مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين (نقابة عمالية مقربة من الحكومة)، بمناسبة عيد العمال، على ضرورة إرساء قواعد للحوار والتشاور مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وكل المواطنين الأحرار، من أجل الوصول إلى قرارات صائبة.

كما تحدث الرئيس تبون عن «الاقتصاد المنهار والأوضاع المزرية التي كانت تعيشها الجزائر قبل 2019 آخر سنة لعشرية مافياوية»، وفقاً لقوله. مشيراً إلى «خطابات البهتان التي كانت تدعي عجز الخزينة عن دفع أجور العمال، ووصول احتياطي الصرف إلى أدنى مستوياته، وكذا الفساد الذي نخر في كل القطاعات خلال عشرية حكم العصابة، التي تم فيها التخلي كلية عن الطبقة العاملة والوسطى والطبقة الهشة».

وأكد تبون أن «تلك الممارسات كان الهدف منها إحباط معنويات الجزائريين، وتسليم البلاد للخارج من خلال وضع الجزائر في يد صندوق النقد الدولي»، لافتاً إلى أن «الحراك (الشعبي) المبارك أنقذ البلاد من تلك الممارسات».

يذكر أن تبون انتخب رئيساً للجزائر في 12 من ديسمبر (كانون الأول) عام 2019.

ويرجح أن يترشح لولاية أخرى في الانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل.


«فيكتوريا شي»... ناطقة للشؤون القنصلية بأوكرانيا مولّدة من الذكاء الاصطناعي

عبارة «الذكاء الاصطناعي» في هذا الرسم التوضيحي الذي تم التقاطه في 31 مارس 2023 (رويترز)
عبارة «الذكاء الاصطناعي» في هذا الرسم التوضيحي الذي تم التقاطه في 31 مارس 2023 (رويترز)
TT

«فيكتوريا شي»... ناطقة للشؤون القنصلية بأوكرانيا مولّدة من الذكاء الاصطناعي

عبارة «الذكاء الاصطناعي» في هذا الرسم التوضيحي الذي تم التقاطه في 31 مارس 2023 (رويترز)
عبارة «الذكاء الاصطناعي» في هذا الرسم التوضيحي الذي تم التقاطه في 31 مارس 2023 (رويترز)

أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية، الأربعاء، أن ناطقة رسمية أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي ستتولى من الآن فصاعداً التعليق على الشؤون القنصلية من خلال قراءة نصوص سيكون معدّوها بشراً.

وأوضحت الوزارة أنها «أنشأت للمرة الأولى في التاريخ شخصية رقمية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتولّي مهمة التعليق رسمياً على المعلومات القنصلية المخصصة لوسائل الإعلام»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأطلِقَ على هذه الصورة الرمزية اسم «فيكتوريا شي»، ويشير اسمها الأول إلى «انتصار» بلادها في الحرب ضد الغزو الروسي، بينما يعني اسم شهرتها الذكاء الاصطناعي باللغة الأوكرانية.

وقالت الناطقة الجديدة التي أعطيَت ملامح شابة خلاسية في أول ظهور لها عبر مقطع فيديو على «يوتيوب»: «أنا شخص رقمي. وهذا يعني أن النص الذي تسمعونه لم يقرأه شخص حقيقي».

وأوضح المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية لوكالة الصحافة الفرنسية، أن البيانات «سيكتبها ويتحقق منها أشخاص حقيقيون».

وأضاف: «الذكاء الاصطناعي يساعدنا فقط في توليد الجزء البصري».

وستُنشر تصريحاتها المستقبلية على الإنترنت وتُتاح للصحافيين. وأشارت الوزارة إلى أنها لن تحل محل الناطق الرسمي باسمها، وهو إنسان، بل ستتولى فقط المواضيع القنصلية.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن اختيار ناطقة رسمية مولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي يهدف أيضاً إلى «توفير وقت الوزارة وإمكاناتها».

وأضاف: «سيكون الدبلوماسيون الحقيقيون قادرين على أن يكونوا أكثر فعالية ويركزوا على مهمات أخرى».

واستوحيت ملامح فيكتوريا شي من المغنية ونجمة وسائل التواصل الاجتماعية الأوكرانية روزالي نومبري، وهي مشاركة سابقة في النسخة الأوكرانية من برنامج تلفزيون الواقع «ذي باتشلور»، وهي من مواليد مدينة دونيتسك التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا.


الأمم المتحدة: حجم الدمار في غزة أكبر من أوكرانيا

يحتاج قطاع غزة إلى مئات الملايين من الدولارات لجعل غزة آمنة للسكان (أ.ف.ب)
يحتاج قطاع غزة إلى مئات الملايين من الدولارات لجعل غزة آمنة للسكان (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة: حجم الدمار في غزة أكبر من أوكرانيا

يحتاج قطاع غزة إلى مئات الملايين من الدولارات لجعل غزة آمنة للسكان (أ.ف.ب)
يحتاج قطاع غزة إلى مئات الملايين من الدولارات لجعل غزة آمنة للسكان (أ.ف.ب)

أعلنت الأمم المتحدة أن كمية الأنقاض والركام التي يتوجب إزالتها في غزة أكبر مقارنة بأوكرانيا، وهي تمثل مهمة مكلفة وخطيرة بشكل كبير في القطاع الفلسطيني الضيق بالنظر إلى وجود قنابل غير منفجرة فيها عدا عن مادة الأسبستوس.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، أعلن مسؤول عمليات نزع الألغام في الأمم المتحدة عن قطاع غزة الذي يتعرض لقصف متواصل تشنه إسرائيل في حربها مع «حماس» اليوم (الأربعاء) أن كمية الأنقاض والركام التي يتوجب إزالتها في غزة أكبر مقارنة بأوكرانيا.

وأوضح مونغو بيرتش، المسؤول عن دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في غزة، خلال مؤتمر صحافي في جنيف أنه «لفهم مدى ضخامة الأمر؛ جبهة القتال في أوكرانيا تبلغ 600 ميل (نحو 1000 كيلومتر) في حين أن غزة لا يزيد طولها على 25 ميلاً» وهي كلها جبهة قتال.

ولكن المشكلة لا تقتصر على حجم الأنقاض البالغ 37 مليون طن، أو 300 كيلوغرام لكل متر مربع، وفقاً لتقدير أجرته الأمم المتحدة في منتصف أبريل (نيسان).

وأضاف بيرتش: «يُعتقد أن هذه الأنقاض تحتوي على عدد كبير من القنابل غير المنفجرة، وسيكون تنظيفها أكثر تعقيداً بسبب المخاطر الأخرى الموجودة في الركام».

وقال: «نقدر أن هناك أكثر من 800 ألف طن من الأسبستوس، فقط في حطام غزة»، وهذه المادة الخطرة للصحة تتطلب احتياطات خاصة.

وتشير التقديرات إلى أن ما بين 10 إلى 15% من الذخائر التي يتم إطلاقها في النزاع لا تنفجر، وتشكل بالتالي تهديداً دائماً للسكان المدنيين.

40 مليون دولار

وعبّر بيرتش عن أمله في أن تكون دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في نهاية المطاف «قادرة على أن تكون هيئة تنسيق لإزالة الألغام في غزة وتأسيس فرقنا الخاصة لتفكيك الألغام والقنابل».

وبخصوص التمويل، حصلت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام على خمسة ملايين دولار ولكن «لمواصلة عملنا خلال الـ12 شهراً المقبلة، نحتاج إلى 40 مليون دولار إضافية»، بحسب المسؤول الأممي.

لكن «سيحتاج القطاع إلى مئات الملايين من الدولارات على مدى سنوات عدة لجعل غزة آمنة للسكان».

أنقاض غير مسبوقة

وقبل أسبوعين، عقدت الأطراف الرئيسية في هذه العمليات المستقبلية اجتماعاً في عمان، بإشراف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

ويتولى البرنامج مسؤولية الإشراف على خطة التنظيف وقد بحث المشاركون في الوسائل والأساليب التي يجب وضعها عندما يحين الوقت.

وأكد بيرتش أن «المشكلة تتمثل في حجم الأنقاض غير المسبوق. وعلينا أن نتوصل إلى أفكار جديدة حول كيفية إزالة الألغام».

وكان بير لودهامار، المسؤول في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، قد أكد أن «65% من المباني المدمرة سكنية». كما أشار خلال تصريح صحافي إلى أن إزالة الألغام ستستغرق 14 عاماً على افتراض استخدام نحو مائة شاحنة.

وأقر بيرتش: «نحن لا نزال في مرحلة التخطيط»، نظراً لأن عمليات إزالة الألغام تتطلب عدداً كبيراً من المعدات الثقيلة والشاحنات.

ولفت أيضا إلى أن «المنهجية الخاصة بكيفية القيام بذلك لا تزال قيد المناقشة بسبب حجمها».

ويمكن لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام أن تعتمد بشكل خاص على تجربتها في العراق فقد سبق وتولى لودهامار المهمة نفسها في الموصل حيث كان يتعين إزالة 7 ملايين طن من الركام والأنقاض.

المجهول في الشمال

لا يزال تقدير الوضع بدقة في غزة مستحيلاً في ظل استمرار القتال والقصف العنيف وتعذر الوصول.

وبالتالي ما دام لا يمكن الوصول إلى الشمال لإجراء تقييم، لن نتمكن من تقدير حجم التلوث بالقنابل غير المنفجرة، بحسب بيرتش.

وأشار إلى أن «المعلومات التي تصلنا تقول إن التلوث شديد بشكل غير مسبوق في شمال غزة»، مضيفاً: «نعتقد أن ذلك سيمثل مشكلة كبيرة في المستقبل».


ترمب يستأنف حملته تحت وطأة تهديدات القاضي بسجنه

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث مع الصحافيين عند مغادرته قاعة المحكمة في نيويورك (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث مع الصحافيين عند مغادرته قاعة المحكمة في نيويورك (إ.ب.أ)
TT

ترمب يستأنف حملته تحت وطأة تهديدات القاضي بسجنه

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث مع الصحافيين عند مغادرته قاعة المحكمة في نيويورك (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث مع الصحافيين عند مغادرته قاعة المحكمة في نيويورك (إ.ب.أ)

اغتنم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب استراحة الأربعاء من محاكمته بقضية «أموال الصمت» في نيويورك، ليتوجه إلى ويسكونسن وميشيغان بهدف حشد الناخبين في هاتين الولايتين المتأرجحتين للتصويت له في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، غداة تحذيراته من أن خسارته يمكن أن تؤدي إلى أعمال عنف في الولايات المتحدة.

وسلطت الأضواء على تصريحات ترمب خلال حملته الانتخابية غداة تغريمه تسعة آلاف دولار، وتهديده بالسجن، بعد إدانته في نيويورك بتهمة «ازدراء» المحكمة لانتهاكه الحظر المفروض على التصريحات والنصوص الخاصة بالمعنيين بالقضية التي تتمحور حول دفع أموال لإسكات الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز خلال موسم انتخابات عام 2016.

وحذّر القاضي خوان ميرشان ترمب من انتهاك الحظر مجدداً؛ لأنه «سيفرض عقوبة السجن». ولذلك يحاول الرئيس السابق الذي يجهد للعودة إلى البيت الأبيض، تحقيق توازن لا سابق له في تاريخ الولايات المتحدة، إذ عليه أن يزن كلمات خطابه السياسي بوصفه المرشح المفضل للجمهوريين بينما يحارب أيضاً الاتهامات الجنائية ضده، ولا سيما أنه اعتاد مهاجمة القاضي المشرف على قضيته في نيويورك والمدعين العامين والشهود المحتملين في تصريحاته وفي تغريداته على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يلقى إعجاباً وقبولاً من مؤيديه، ولكن يحتمل أن يُعرّضه لعواقب قانونية.

حذف منشورات

رغم إصراره على أنه يمارس حقوقه في حرية التعبير طبقاً للتعديل الأول من الدستور الأميركي، فإن ترمب أزال منشورات مسيئة من حسابه على «تروث سوشيال» وموقع حملته الانتخابية على الإنترنت. ويدرس ميرشان انتهاكات ترمب المزعومة الأخرى لأمر حظر النشر، وسيستمع إلى المرافعات الخميس.

وبدا ترمب مُحبطاً بعد انتهاء اليوم التاسع من المحاكمة الثلاثاء، مؤكداً أنه كان عليه أن يتفرغ للحملات الانتخابية في جورجيا ونيوهامشير عوض الجلوس في محكمة نيويورك. وقال: «لا يريدونني في الحملة الانتخابية»، واصفاً القضية وغيرها بأنها «تدخل في الانتخابات» لأنها تحول دون القيام بحملاته للانتخابات المقبلة.

وتُمثّل زيارات ترمب إلى ويسكونسن وميشيغان رحلته الثانية خلال شهر واحد. وهو ركز أخيراً على قضية الهجرة غير القانونية، ولا سيما المشتبه في ارتكابهم جرائم، واصفاً هؤلاء بأنهم «حيوانات».

رسم لجلسة محاكمة ترمب بنيويورك ويظهر فيها ابنه إريك 30 أبريل (رويترز)

ولكي يفوز في الولايتين ضد منافسه الديمقراطي المرجح الرئيس دونالد ترمب، يجب على ترمب أن يحقق نتائج جيدة في الضواحي الواقعة خارج مدينتي ميلووكي في ويسكونسن وساجيناو في ميشيغان، علماً أن أداءه كان ضعيفاً في هذه المناطق خلال الانتخابات التمهيدية لهذا العام.

ووفقاً لفريق حملة ترمب، فإنّ هذين الحدثين الانتخابيين يحملان فرصاً مهمّة تتيح للمرشح الجمهوري «إلقاء الضوء على التناقض» بين نجاح ولايته الأولى و«الرئاسة الفاشلة» لبايدن.

ورغم المحاكمة، فإن ترمب يستهلّ أيام المحاكمة للإدلاء بتصريحات قبل كل جلسة وبعدها ليعبر عن أمور كثيرة، مثل انزعاجه من الدعاوى ضده، أو حتى من الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة، أو من غيابه عن عيد ميلاد زوجته ميلانيا، ومن درجة الحرارة «الجليدية» في قاعة المحاكمة.

مرشحان «نائمان»

في المقابل، سخرت حملة بايدن من الوضع الحالي لترمب، فأطلقت عليه لقب «دون النائم»، في ردّ على حملة ترمب التي كان تطلق على بايدن لقب «جو النائم».

جو بايدن ودونالد ترمب في صورة مركبة (رويترز)

ويتزامن كل ذلك مع تقدّم بايدن في الاستطلاعات منذ مارس (آذار) الماضي. غير أن ترمب وأنصاره يأملون في الاستفادة من الاهتمام الإعلامي المحيط بمحاكمته الجنائية، مما يوفّر منصة إعلامية واسعة لحملته الانتخابية. وخلال واحدة من المناسبات الانتخابية، سخر ترمب (77 عاماً) من عمر بايدن (81 عاماً) رغم أن بينهما أربع سنوات فقط، كما قلد بايدن «المنهك» و«المضطرب» و«غير القادر على النزول عن المسرح».

وقال نحو 40 في المائة من الناخبين المسجلين في استطلاع رأي، أجرته وكالة «رويترز» واستمر يومين، إنهم سيصوتون لصالح بايدن إذا أجريت الانتخابات اليوم، مقارنة بنسبة 39 في المائة اختاروا ترمب. ويبلغ هامش الخطأ في الاستطلاع نحو ثلاث نقاط مئوية للناخبين المسجلين الذين لا يزال الكثير منهم على الحياد قبل ستة أشهر من الانتخابات. وقال نحو 28 في المائة إنهم لم يحسموا خيارهم بعد أو ربما سيميلون إلى خيارات أخرى منها الامتناع عن التصويت.

وكان بايدن يتقدم على ترمب بأربع نقاط في استطلاع «رويترز» و«إبسوس» في الفترة من 4 أبريل (نيسان) الماضي إلى 8 منه.

احتمالات العنف

في غضون ذلك، لم يستبعد الرئيس السابق احتمال وقوع أعمال عنف من مؤيديه إذا لم ينجح في الانتخابات المقبلة. وقال في مقابلة مع مجلة «تايم»: «أعتقد أننا سنفوز، وإذا لم نفز، كما تعلمون، فالأمر يعتمد دائماً على نزاهة الانتخابات»، مضيفاً: «أعتقد أننا سنحقق نصراً كبيراً ولن يكون هناك عنف». ولكن حين ضغطت المجلة عليه في شأن احتمال وقوع أعمال عنف مماثلة لهجوم الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، بدا ترمب غير واضح في شأن المستقبل، فواصل ادعاءاته بخصوص انتخابات 2020، التي عدّ أنها أثارت الغوغاء. وقال: «لا أعتقد أنهم سيكونون قادرين على القيام بالأشياء التي فعلوها في المرة الأخيرة». وكرر أنه سيفي بوعده المتعلق بالعفو عن مئات الأشخاص المحكوم عليهم لارتكابهم جرائم ارتكبت في هجوم الكابيتول، واصفاً هؤلاء بأنهم «رهائن».


الشرطة البريطانية تعتقل صبياً بتهمة الشروع في القتل

عناصر شرطة يقفون خارج نيوسكوتلاند يارد المقر الرئيسي لشرطة العاصمة البريطانية لندن 21 مارس 2023 (رويترز)
عناصر شرطة يقفون خارج نيوسكوتلاند يارد المقر الرئيسي لشرطة العاصمة البريطانية لندن 21 مارس 2023 (رويترز)
TT

الشرطة البريطانية تعتقل صبياً بتهمة الشروع في القتل

عناصر شرطة يقفون خارج نيوسكوتلاند يارد المقر الرئيسي لشرطة العاصمة البريطانية لندن 21 مارس 2023 (رويترز)
عناصر شرطة يقفون خارج نيوسكوتلاند يارد المقر الرئيسي لشرطة العاصمة البريطانية لندن 21 مارس 2023 (رويترز)

اعتقلت الشرطة البريطانية صبيا عمره 17 عاماً، للاشتباه في ارتكابه جريمة الشروع في القتل، بعد إصابة ثلاثة أشخاص في مدرسة ثانوية في ساوث يوركشاير بالمملكة المتحدة.

وتم الاعتداء على طفل، وأصيب شخصان بالغان بجروح طفيفة في الحادث الذي وقع في «أكاديمية بيرلي» في شيلفيلد صباح اليوم (الأربعاء)، وفق وكالة «الأنباء الألمانية».

وتوجه عناصر شرطة ساوث يوركشاير إلى مكان الحادث بعد الاستجابة لبلاغات تلقتها عن «حادث يشمل جسماً حاداً في المدرسة» في بيرلي لاين نحو الساعة 08:50 صباحاً بالتوقيت المحلي (07:50 بتوقيت غرينتش).

ونقلت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) عن المدرسة، قولها إنها دخلت في حالة «إغلاق» في أعقاب الحادث، وإن «جميع الطلبة والموظفين بخير»، ولم يتم نقل أي شخص إلى المستشفى.

وأشار متحدث باسم الشرطة إلى أنه تم القبض على صبي (17 عاماً) للاشتباه في محاولته الشروع في القتل، ولا يزال محتجزاً لدى الشرطة.

وقال المتحدث إن «الشرطة ستظل في مكان الحادث طوال اليوم لطمأنة الموجودين في المدرسة والمجتمع المحلي».


إحياء الذكرى الـ30 لوفاة آيرتون سينا بطل فورمولا 1

تم الوقوف دقيقة صمت بموعد وفاة سينا نفسه (أ.ف.ب)
تم الوقوف دقيقة صمت بموعد وفاة سينا نفسه (أ.ف.ب)
TT

إحياء الذكرى الـ30 لوفاة آيرتون سينا بطل فورمولا 1

تم الوقوف دقيقة صمت بموعد وفاة سينا نفسه (أ.ف.ب)
تم الوقوف دقيقة صمت بموعد وفاة سينا نفسه (أ.ف.ب)

تم إحياء الذكرى الثلاثين لوفاة بطل سباقات سيارات فورمولا 1 ثلاث مرات البرازيلي آيرتون سينا، الأربعاء، بإقامة نصب تذكاري في مضمار أوتودرومو إنزو إي دينو فيراري في إيمولا بإيطاليا، الذي شهد تعرضه لحادث خلال سباق جائزة سان مارينو الكبرى عام 1994.

وتم الوقوف دقيقة صمت في موعد وفاة سينا نفسه، ووضعت الزهور عند زاوية تامبوريلو، مكان وقوع الحادثة التي أودت بحياة السائق الشهير عن عمر يناهز 34 عاماً.

كما تم إحياء ذكرى السائق النمساوي رولاند راتزينبيرغر، الذي توفي قبل يوم واحد من سينا أثناء التجارب التأهيلية، حيث تم وضع الزهور في زاوية فيلنوف، الذي شهد تحطم سيارته.

راتزنبيرغر فارق الحياة في الليلة التي تسبق وفاة سينا (أ.ب)

وتوج سينا بلقب بطولة العالم في فورمولا 1 أعوام 1988 و1990 و1991 مع فريق مكلارين.

وحضر الحفل ستيفانو دومينيكالي، الرئيس التنفيذي لفورمولا 1، وسياسيون من البرازيل وإيطاليا والنمسا.

وكان المسار، الذي سيستضيف سباق الجائزة الكبرى في 19 مايو (أيار) الجاري، مفتوحاً أمام جميع المشجعين الذين يرغبون في إحياء ذكرى أحد أعظم سائقي فورمولا 1على الإطلاق.

ومن المقرر أن يتم عرض فيلم وثائقي ومونولوج مسرحي ومعرض للصور بوصفه جزءاً من برنامج الأربعاء.

وكان سينا متصدراً للسباق عندما تجاوز منعطف تامبوريلو عالي السرعة في اللفة السابعة قبل أن تغادر سيارته خط السباق بسرعة 307 كيلومترات في الساعة تقريباً، وتنطلق في خط مستقيم خارج المسار وتصطدم بالجدار الخرساني بسرعة 233 كيلومتراً في الساعة تقريباً.

وتلقى سينا الإسعافات الأولية بجانب سيارته، لكنه عانى بالفعل من فقدان كمية كبيرة من الدم، وتم نقله جواً إلى المستشفى وتم إعلان وفاته مساء ذلك اليوم.

وتسببت وفاة سينا في إدخال العديد من التحسينات في مجال السلامة بمضمار إيمولا وفي جميع سباقات فورمولا 1، حيث تم وضع خطوط مستقيمة أقصر ومساحة أكبر حول المنعطفات الخطرة واستخدام محركات أقل قوة.


التعدين في السعودية يقترب من طرح فرص استثمارية لـ6 مواقع جديدة

مجموعة من المهندسين في أحد المناجم لإجراء عمليات الاستكشاف (واس)
مجموعة من المهندسين في أحد المناجم لإجراء عمليات الاستكشاف (واس)
TT

التعدين في السعودية يقترب من طرح فرص استثمارية لـ6 مواقع جديدة

مجموعة من المهندسين في أحد المناجم لإجراء عمليات الاستكشاف (واس)
مجموعة من المهندسين في أحد المناجم لإجراء عمليات الاستكشاف (واس)

يترقب قطاع التعدين الذي يعيش مرحلة تطور ونمو في السعودية إلى طرح مزيد من الفرص الاستثمارية خلال العام الحالي، بوجود 6 مواقع ضمن الجولة الخامسة للمنافسات التعدينية للاستكشاف، تشمل: خامات الذهب، والنحاس، والزنك، حيث يقدر إجمالي مساحتها بنحو 940 كيلومتراً مربعاً.

هذا ما قاله وكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية لإدارة الموارد التعدينية، عبد الرحمن البلوشي لـ«الشرق الأوسط»، مبيناً أن هناك مسارين لمنح الرخص ضمن نظام الاستثمار التعديني، أولهما التقديم المباشر، والثاني مسار المنافسات، و«نحن اليوم في الجولة الخامسة من المنافسات التعدينية لـ6 مواقع مطروحة للاستكشاف تخضع لشروط المنافسة، فيما تنافس الشركات في هذه الجولة على حجم أعمالها الجيولوجية التي تحدث في الموقع، وكيف تكون مدروسة بطريقة عملية تمكن الاستكشافات».

وأضاف البلوشي أن الوزارة منحت أكثر من 500 رخصة للاستكشاف في السعودية، ورصدت منذ بدء الأعمال نقلة نوعية في الاستكشاف الذي تضاعف عما كان مسجلاً في الأعوام الماضية؛ ما أسهم في تطوير مناجم جديدة، موضحاً أن ذلك مرده لعدة عوامل في مقدمتها تعديل نظام الاستثمار التعديني.

ومع الإنفاق على الاستكشاف عن طريق الشركات وتجهيز البنية التحتية في المملكة تضاعف حجم الثروة المعدنية الذي وصل إلى 9.6 تريليون ريال (2.5 تريليون دولار) وفقاً للبلوشي، والذي ركز في حديثه إلى كيفية الاستغلال الأمثل للثروة المعدنية لتدخل في الصناعات الوطنية وتصدر منتجات تنمي المدن الصناعية في قطاعات مستهدفة كالسيارات والطائرات.

أعمال الاستكشاف

وأفاد البلوشي بأن وزارة الصناعة منحت تراخيص كثيرة للشركات لتحفيز أعمال الاستكشاف في الفترة القادمة؛ كون الطلب كبيراً على هذه الرخص، و«اعتمدنا حزمة من الدعم لأعمال الاستكشاف التي نقدم فيها قرابة 7.5 مليون ريال لكل رخصة كشف للمنشآت التي تقوم بمهامها في المواقع الجديدة والتي تقل فيها أعمال الاستكشاف وتزيد فيها نسبة المخاطر»، كما تقل فيها أعمال الاستكشاف وتزيد فيها المخاطر، ويتوافق ذلك مع الخامات التي تستهدفها وزارة الصناعة مثل معادن الأساس «النحاس، والزنك، والنيكل»، والتي من الممكن أن يكون لها أثر أكبر في الاقتصاد، وهذا الدعم اعتمد لكل الشركات، وتلك التي تملك رخصاً سارية يمكن أن تقدم عليها.

وتحدث البلوشي عن الدرع العربية، قائلاً: «هيئة المساحة الجيولوجية قامت بأعمال كبيرة في الدرع العربية من حيث المسح بمختلف الأدوات الجيوفيزيائية، والجو كيميائية، وجارٍ العمل على إعداد خرائط دقيقة لها»، مبيناً أن السعودية لديها ثروات معدنية كبيرة وجبارة، وسيتم العمل بكل الوسائل والبرامج لاكتشافها.

وعملت السعودية خلال الأعوام الماضية على تطوير قطاع التعدين في مسارته كافة، بما في ذلك إطلاق أكبر وأحدث مسح جيولوجي إقليمي في العالم على مساحة 600 ألف كيلومتر مربع من منطقة «الدرع العربية» بقيمة إجمالية قدرت بنحو 1.5 مليار دولار، وتطوير قاعدة البيانات الوطنية لعلوم الأرض التي تحتوي على 80 عاماً من السجلات الجيولوجية في المملكة، إضافة إلى إصدار نظام الاستثمار التعديني الجديد الذي يتسم بالشفافية والوضوح وبمبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.

عمليات بحث في أحد المناجم (واس)

نظام الاستثمار التعديني

ويعد نظام الاستثمار التعديني أحدث الأنظمة الذي يتناول الجوانب المتعلقة بمخاوف المستثمرين من جميع أنحاء العالم، خاصة فيما يتعلق بزيادة فرص النمو والربحية.

ويقضي النظام الجديد على المخاطر المتعلقة بالاستثمار، وإيجاد آلية مرنة قادرة على مواجهة التغيرات المختلفة في البيئة، ما نتج عنه إقبال كبير من المستثمرين للدخول في المزادات الاستكشافية التي أطلقتها وزارة الصناعة والثروة المعدنية، ويسهم في تقليص مدة إصدار التراخيص، ما أثمر في زيادة عدد الرخص المصدرة مؤخراً.