«مورغان ستانلي» يرفع تقديراته لنمو الطلب النفطي 36 %

ناقلة نفطية راسية في منطقة تابعة لشركة «ترانسنفت» الروسية في مدينة نوفوروسيك (أ.ب)
ناقلة نفطية راسية في منطقة تابعة لشركة «ترانسنفت» الروسية في مدينة نوفوروسيك (أ.ب)
TT

«مورغان ستانلي» يرفع تقديراته لنمو الطلب النفطي 36 %

ناقلة نفطية راسية في منطقة تابعة لشركة «ترانسنفت» الروسية في مدينة نوفوروسيك (أ.ب)
ناقلة نفطية راسية في منطقة تابعة لشركة «ترانسنفت» الروسية في مدينة نوفوروسيك (أ.ب)

رغم حذر الأسواق، رفع «مورغان ستانلي» تقديراته لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بنحو 36%، استناداً إلى الزخم المتزايد نتيجة رفع الصين القيود المرتبطة بجائحة «كوفيد - 19» وانتعاش قطاع الطيران، لكنه أشار إلى أن زيادة المعروض من روسيا سيعوّض ذلك الزخم.
وقال البنك في مذكرة بتاريخ يوم الثلاثاء إن الاستهلاك العالمي للنفط من المتوقع أن يرتفع نحو 1.9 مليون برميل يومياً، مقارنةً مع توقعاته السابقة بأن يبلغ النمو 1.4 مليون برميل يومياً.
وذكر البنك أن «مؤشرات حركة النقل في الصين، مثل الازدحام، ترتفع بشكل مطرد»، بينما «عززت جداول رحلات الطيران توقعات الطلب على وقود الطائرات». وكتب محللون في البنك أن الإمدادات من روسيا كانت أكبر من المتوقع، مما أدى إلى عجز أقل قليلاً مما كان مفترضاً في النصف الثاني من العام، وبالتالي قلّص المحللون توقعاتهم لسعر خام برنت في تلك الفترة إلى ما بين 90 و100 دولار للبرميل، ممّا بين 100 و110 دولارات في السابق.
وتابع البنك: «توقعنا في السابق انخفاضاً بنحو مليون برميل يومياً على أساس سنوي في عام 2023، ثم عدلناه إلى 0.4 مليون برميل يومياً»، في إشارة إلى توقعاته لإنتاج روسيا مليون برميل يومياً.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، خفّض «غولدمان ساكس» توقعاته لسعر خام برنت لعام 2023 ورفع توقعاته للإمدادات العالمية لعامَي 2023 و2024، وكانت أبرز التعديلات الصعودية من نصيب روسيا وكازاخستان والولايات المتحدة. لكنّ البنك أشار أيضاً إلى أن ارتفاع الطلب الصيني بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً هذا العام من شأنه أن يدفع أسواق النفط مرة أخرى إلى العجز في يونيو (حزيران) المقبل.
وفي الأسواق، واصل النفط خسائره يوم الأربعاء بفعل توقعات بأن يشير مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) إلى أنه سيستمر في رفع أسعار الفائدة في تعليقات صدرت عنه في وقت متأخر أمس، مما يثير المخاوف إزاء تراجع النمو الاقتصادي وكذلك الطلب على الخام.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أبريل (نيسان) 48 سنتاً إلى 82.57 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:23 بتوقيت غرينتش، بعد انخفاضها 1.2%، أول من أمس (الثلاثاء). وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط لشهر أبريل 38 سنتاً إلى 75.98 دولار للبرميل. وانتهى عقد خام غرب تكساس لشهر مارس (آذار) يوم الثلاثاء على انخفاض 18 سنتاً.
وأصدر مجلس الاحتياطي الفيدرالي محضر اجتماعه الأخير مساء أمس (الأربعاء)، والذي كان من المتوقع أن يمنح المتعاملين لمحة عن كيفية توقع كبار المسؤولين لأسعار الفائدة بعد أن أظهرت البيانات الأخيرة تجاوز قوة سوق العمل وارتفاع أسعار المستهلكين للتوقعات.
ويميل الدولار للصعود في ظل ارتفاع أسعار الفائدة، مما يجعل النفط المقوَّم به أكثر كلفة لحاملي العملات الأخرى.
غير أن تقارير اقتصادية أخرى من الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، أظهرت بعض العلامات المقلقة. فقد انخفضت مبيعات المنازل القائمة في يناير (كانون الثاني) إلى أدنى مستوى لها منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 2010، وهو الانخفاض الشهري الثاني عشر، في أطول مدة متصلة منذ عام 1999.
وقالت سيرينا هوانغ، رئيسة قسم التحليلات الخاصة بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في «فورتيكس»: «المخاوف المتزايدة من الركود الاقتصادي تحدّ من أسعار النفط، لكنّ السوق يسودها تفاؤل حذر بشأن تعافي الطلب في الصين خصوصاً على البنزين ووقود الطائرات».
وكان استطلاع أوّلي لمحللي «رويترز» قد أظهر، يوم الثلاثاء، ارتفاع مخزونات الخام الأميركية، مما زاد مخاوف الطلب... لكنّ التوقعات بتضاؤل الإمدادات العالمية وزيادة الطلب من الصين قدمت دعماً لأسعار النفط في الآونة الأخيرة.
ويتوقع المحللون أن تصل واردات الصين من النفط إلى مستوى قياسي في عام 2023 لتلبية الطلب المتزايد على وقود النقل ومع بدء تشغيل مصافي التكرير الجديدة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتوقع فيه الصين ازدهار سوق السياحة فيها هذا العام، بدءاً بموسم سفر صيفي مزدحم وقوي، حيث يتدفق المسافرون إلى وجهات العطلات بعد أن أنهت الحكومة قيود فيروس «كورونا» التي أبقت الناس في منازلهم لثلاث سنوات تقريباً.
وقال دانييل هاينز، كبير محللي السلع الأولية في بنك «إيه إن زد»، في مذكرة، إن «بتروتشاينا» و«يونيبيك»، (الذراع التجارية لشركة «سينوبيك»، أكبر شركة لتكرير النفط في آسيا)، حجزتا عشر ناقلات عملاقة لاستيراد النفط من الولايات المتحدة الشهر المقبل، أي ما يعادل نحو 20 مليون برميل من الخام.


مقالات ذات صلة

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار «وكالة الطاقة الدولية»... (رويترز)

هل تراجع إدارة ترمب دور الولايات المتحدة في تمويل «وكالة الطاقة الدولية»؟

يضع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، والجمهوريون في الكونغرس «وكالة الطاقة الدولية» في مرمى نيرانهم، حيث يخططون لمراجعة دور الولايات المتحدة فيها وتمويلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد مشهد جوي لمصفاة تكرير نفط تابعة لشركة «إكسون موبيل» بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفاع مخزونات الخام والبنزين الأميركية بأكثر من التوقعات

قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، (الأربعاء)، إن مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة ارتفعت، بينما انخفضت مخزونات المقطرات، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.