اتهمت حكومة الوفاق الوطني في رام الله، أمس، الحكومة الإسرائيلية بمحاولة جر المنطقة بأكملها إلى دوامة من العنف، بهدف التنصل من الالتزامات تجاه عملية التسوية، وتقويض الجهود والمبادرات الدولية الهادفة لتحقيق السلام في المنطقة، وذلك في أعقاب مقتل فلسطيني ثان خلال 24 ساعة، وتصعيد قوات الاحتلال نشاطها العسكري في نابلس والقدس وغيرهما.
وأشارت الحكومة الفلسطينية إلى أن التصعيد الإسرائيلي العسكري، يأتي بالتزامن مع مصادقة إسرائيل على بناء مئات الوحدات الاستيطانية في أراضي الضفة، خاصة في القدس الشرقية المحتلة، وسرقة الأراضي وعمليات التهجير، خاصة بحق أهالي قرية سوسية جنوب الخليل، وأبو النوار في القدس المحتلة، إلى جانب اتخاذ مزيد من الإجراءات التعسفية بحق الأسرى، لا سيما الإداريين. وطالبت الحكومة مؤسسات المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، في إلزام «إسرائيل» بوقف جرائمها وانتهاكاتها بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ووقف سياسة التهجير القصري والهدم، وإنهاء الاعتقال الإداري بحق المواطنين، والإفراج عن الأسرى الإداريين والمرضى والنساء والأطفال من دون قيد أو شرط.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد داهمت بيت فلاح حمد أبو ماريا، في بلدة بيت أمر، قضاء الخليل، وقتلته بعد إصابته برصاصتين في الصدر وأصابت اثنين من أبنائه. وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشيخ وحيد أبو ماريا، وهو شقيق فلاح، إن الاحتلال حاول تصفيه أبن شقيقه محمد أبو ماريا من خلال اقتحام منزله في بلدته بيت أمر القريبة من الخليل، إلا أن الشهادة كانت أقرب لشقيقه فلاح الذي سقط فجر اليوم. وأضاف أن جنود الاحتلال أطلقوا النار باتجاه محمد من دون سابق إنذار وبلا أي سبب، وهو ما دفع أشقاءه ووالدهم إلى الدخول معهم في مشادة كلامية ومن ثم ضرب الجنود.
وروى ما جرى قائلا: «في الساعة الثالثة من فجر اليوم (أمس الخميس)، داهمت قوة خاصة بلباس الجيش منزل فلاح، وقامت بتفجير أبواب المنزل واقتحامه، وعندما خرج أبناء الشهيد لمعرفة سبب الأصوات والتفجيرات، كان الجنود قد دخلوا إلى المنزل. وعندما وصل الجنود إلى مدخل البيت الداخلي طلب أحدهم من أحمد، الابن البكر للشهيد، بالتعريف على إخوته، وبمجرد ذكر اسم محمد ومن دون أي مبرر، قام أحد الجنود بإطلاق النار بشكل مباشر عليه، مما أدى إلى إصابته برصاصتين في الحوض». وتابع أبو ماريا: «في هذه اللحظة قام أبناء (الشهيد) بضرب الجنود ضربا مبرحا، وحاول الوالد الحديث إليهم، ووقعت مشادة كلامية بينهم، أطلق على أثرها أحد الجنود ثلاث رصاصات باتجاهه، مما أدى إلى إصابته في الصدر والعنق. وفي تلك اللحظات، انسحب الجنود وتركوا وراءهم الأب وأبنه في حاله نزيف. ونقلهم المواطنون إلى المستشفى، حيث توفي الوالد نتيجة لإصابته الحرجة، فيما لا يزال محمد خاضعا لعمليات جراحية، ووصفت حالته بالمستقرة».
وأكد أبو ريا أن الجنود كانوا يقصدون تصفيه محمد من دون أي سبب، فهو أسير محرر خرج من السجن قبل أشهر فقط، وغير مطلوب ولا مطارد. وذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام منزل شقيقه، وأن كلا من أبنائه الستة، تعرضوا للاعتقال أكثر من مرة، وتم اقتحام المنزل 30 مرة في السابق، ولكنها المرة الأولى التي يتم الاقتحام بها بهذه الطريقة، حتى إن الشهيد حاول الحديث مع ضابط القوة إلا أن الجنود أخبروه أن لا ضابط معهم.
يذكر أن قوات الاحتلال قتلت فجر الأول من أمس، الشاب أحمد علاونة (21 عاما) من قرية برقين قرب مدينة جنين. ودخلت أمس بقوات كبيرة إلى نابلس واعتقلت نحو 20 شابا. وحملت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، واعتبرتا جريمة قتل فلاح أبو ماريا البالغ من العمر 53 عاما، إعداما مقصودا وقتلا بدم بارد. وأكدتا على «حق شعبنا في الدفاع عن نفسه والرد على جرائم الاحتلال الغاصب، بكل السبل الممكنة والمتاحة».
جنود إسرائيليون يقتلون فلسطينيين اثنين خلال 24 ساعة
داهموا بيت أحدهما للمرة الثلاثين وحاول محاورتهم فأطلقوا عليه النار
جنود إسرائيليون يقتلون فلسطينيين اثنين خلال 24 ساعة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة