كينشاسا تسهر إلى الصباح لتصلي لـ«السلام» مع البابا

البابا فرنسيس على الكرسي المتحرك لدى وصوله إلى كينشاسا أمس (أ.ب)
البابا فرنسيس على الكرسي المتحرك لدى وصوله إلى كينشاسا أمس (أ.ب)
TT

كينشاسا تسهر إلى الصباح لتصلي لـ«السلام» مع البابا

البابا فرنسيس على الكرسي المتحرك لدى وصوله إلى كينشاسا أمس (أ.ب)
البابا فرنسيس على الكرسي المتحرك لدى وصوله إلى كينشاسا أمس (أ.ب)

بدأ البابا فرنسيس أمس الثلاثاء زيارة لجمهورية الكونغو الديمقراطية التي تشهد أعمال عنف، وهي تمثل المحطة الأولى في جولة ستقوده أيضا إلى جنوب السودان.
حطت طائرة البابا في مطار كينشاسا عاصمة أكبر دولة كاثوليكية في أفريقيا.
في منتصف النهار، بدأ عدد من سكان كينشاسا في التجمع أمام المطار، ومع مرور الوقت ازدادت أعدادهم بشكل كثيف وسط أجواء من الحماسة لرؤيته في سيارته الخاصة التي قادته إلى وسط المدينة على بعد حوالي 25 كيلومترا.
وقالت ماغي كايمبي الثلاثينية لوكالة الصحافة الفرنسية: «لم أرغب في تفويت هذه الفرصة لرؤيته وجها لوجه... إنه يبشر دائما بالسلام أينما ذهب، ونحن في أمس الحاجة إلى السلام».
تم تأجيل هذه الزيارة التي كانت مقررة أصلا في يوليو (تموز) 2022، بسبب آلام الركبة التي يعاني منها البابا البالغ من العمر 86 عاما، والذي يتنقل بكرسي متحرك، وأيضا بسبب المخاطر الأمنية في غوما شمال شرقي البلاد، وهي المحطة التي تم إلغاؤها.
وقال البابا (86 عاما) للصحافيين المرافقين له في الرحلة «ننتظر منذ عام. إنها زيارة جميلة. كنت أود أيضا أن أزور غوما لكن بسبب الحرب لا يمكنني ذلك».
في رحلته الدولية الأربعين منذ انتخابه في عام 2013، والخامسة إلى القارة الأفريقية، سيدعو البابا الأرجنتيني قبل كل شيء إلى إسكات الأسلحة في بلد يشهد أعمال عنف دامية، حيث يعيش ثلثا سكانه البالغ عددهم 100 مليون نسمة بأقل من 2.15 دولار في اليوم.
تواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية عودة ظهور «حركة إم 23» المسلحة التي احتلت في الأشهر الأخيرة مساحات شاسعة من إقليم شمال كيفو، المقاطعة الكونغولية على الحدود مع رواندا، التي تتهمها كينشاسا بالتدخل.
وتنتشر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية عشرات الجماعات المسلحة التي تستهدف المدنيين، وبينها إسلاميون متطرفون. وتأتي هذه الزيارة أيضا بعد أسبوعين من هجوم دموي تبناه تنظيم «داعش» على كنيسة شمال كيفو.
بعد تحية الحشود لدى مروره على متن سيارته الخاصة «باباموبيلي» في طريقه إلى قصر الأمة حيث يستقبله الرئيس فيليكس تشيسكيدي، يلقي البابا أول خطاب أمام ممثلين عن السلطات والسلك الدبلوماسي والمجتمع المدني.
وقال سامويل بوميريه، المسؤول في منظمة غير حكومية لمنطقة البحيرات الكبرى: «سيحدد هذا الخطاب النهج ويمكنه أن يوجه رسالة قوية إلى السياسيين من خلال التطرق إلى مسألة الفساد، لا سيما في ضوء الانتخابات العامة التي تنظم في ديسمبر (كانون الأول)». مساء الثلاثاء، شارك الآلاف في صلاة أقيمت في مطار ندولو في كينشاسا حيث قضوا الليل، قبل أن يحيي البابا قداساً ضخماً صباح الأربعاء يشارك فيه أكثر من مليون مؤمن.
في الأيام الأخيرة، تسارعت الاستعدادات في العاصمة الكونغولية حيث انتشرت بكثافة لافتات ولوحات عملاقة حملت رسائل للترحيب بأول بابا يزور البلاد منذ يوحنا بولس الثاني في عام 1985.
خلال زيارته للبلد الذي تضطلع فيه الكنيسة بدور رئيسي في المجتمع والسياسة، سيلتقي البابا فرنسيس أيضا ضحايا العنف ورجال دين وممثلي الجمعيات الخيرية.
في خُطبه، على رأس الكنيسة الكاثوليكية التي يتبعها 1.3 مليار نسمة يتطرق البابا لظاهرة ارتفاع حرارة الارض وإزالة الغابات والتعليم والقضايا الاجتماعية والصحية ودعم المجتمع المسيحي.
ويتوجه الجمعة إلى جوبا عاصمة جنوب السودان، أحدث وأفقر دول العالم.


مقالات ذات صلة

هل يُسهم الدعم الدولي في استعادة الكونغو الديمقراطية استقرارها؟

العالم هل يُسهم الدعم الدولي في استعادة الكونغو الديمقراطية استقرارها؟

هل يُسهم الدعم الدولي في استعادة الكونغو الديمقراطية استقرارها؟

تأمل الكونغو الديمقراطية (شرق أفريقيا)، في استعادة حالة الاستقرار الأمني، اعتماداً على دعم دولي، قد يُسهم في تعزيز منظومتها العسكرية، في مواجهة جماعات مسلحة تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي، خاصة شرق البلاد. و(السبت) تعهد صندوق النقد الدولي، بالمساهمة في تحديث القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم تجدد أعمال القتل في شرق الكونغو يثير المخاوف أممياً

تجدد أعمال القتل في شرق الكونغو يثير المخاوف أممياً

أكدت الأمم المتحدة ومنظمة «معاهدة احترام حقوق الإنسان» المحلية، الخميس، أن متطرفين من «القوى الديمقراطية المتحالفة» مع تنظيم «داعش» نفذوا عمليات قتل جديدة أوقعت في 2 أبريل (نيسان) الحالي، و3 منه، أكثر من 30 قتيلاً في مقاطعة إيتوري بشمال شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقال منسق «معاهدة احترام حقوق الإنسان» كريستوف مونياندرو للصحافيين، إن رجالاً ونساء وأطفالاً قتلوا على أيدي تنظيم «القوى الديمقراطية المتحالفة» بين إقليمي إيرومو ومامباسا في إيتوري.

علي بردى (واشنطن)
العالم «داعش» يتبنى هجوماً أسفر عن مقتل 35 شخصاً في شرق الكونغو

«داعش» يتبنى هجوماً أسفر عن مقتل 35 شخصاً في شرق الكونغو

قالت وكالة إخبارية تابعة لـ«داعش» أمس (الجمعة) إن التنظيم أعلن مسؤوليته عن هجوم استهدف قرية موكوندي الواقعة على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة بيني بإقليم نورث كيفو في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز». كان متحدث باسم الجيش قال يوم الخميس إن متشددين قتلوا 35 شخصاً على الأقل في هجوم على القرية ليلا ردا على حملة للجيش على أنشطة المتمردين. وأوضح المتحدث أنتوني موالوشاي أن المهاجمين ينتمون إلى «القوات الديمقراطية المتحالفة»، وهي جماعة مسلحة أوغندية تنشط في شرق الكونغو أعلنت الولاء لتنظيم «داعش» وتشن هجمات متكررة على القرى.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا)
أفريقيا مسلّحون من بينهم أطفال ينتمون إلى جماعة «الشباب» الإرهابية في شمال الصومال (أ.ب)

الأزمات السياسية والاقتصادية تُفاقم «تجارة الأطفال» في أفريقيا

أعادت محاكمة 8 كرواتيين في زامبيا الحديث حول تفاقم ظاهرة «تجارة الأطفال» في القارة الأفريقية، عبر وسائل متنوعة، بينها عمليات «التبني المشبوهة»، وتجنيد الأطفال في الجماعات المتطرفة، في ظل رصد لمنظمات دولية متخصصة رواج تلك التجارة غير المشروعة، مع تنامي الصراعات السياسية وغياب الفرص الاقتصادية والاجتماعية بغالبية دول القارة. ويُترقب في زامبيا محاكمة 8 أزواج كرواتيين، في الأول من مارس (آذار) المقبل، بتهمة «الاتجار بالأطفال»، بعدما ألقت السلطات القبض عليهم في ديسمبر (كانون الثاني) الماضي، وبحوزتهم «وثائق مزيّفة» تقدموا بها لتبنّي أطفال من جمهورية الكونغو الديمقراطية.

مروى صبري (القاهرة)
أفريقيا تظاهرة سابقة تطالب برحيل القوات الفرنسية عن بوركينا فاسو قبل الإعلان رسمياً عن خروج هذه القوات (رويترز)

فرنسا تتجه إلى وسط أفريقيا بعد «خسائرها» غرباً

يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، القيام بجولة أفريقية الأسبوع المقبل تشمل أربع دول في وسط القارة السمراء؛ بهدف تعزيز التعاون معها، فيما تعاني باريس من تدهور في علاقاتها بمستعمراتها السابقة في غرب أفريقيا، والذي ترتب عليه إنهاء الوجود العسكري الفرنسي ببعض تلك الدول، وسط تنافس روسي - غربي. وتمتد جولة ماكرون من الأول حتى الخامس من مارس (آذار)، وتشمل حضور قمة مخصصة لحماية الغابات الاستوائية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.