ما الذي أهّل «الدرعية» لتكون خامس مشاريع السعودية الكبرى؟

إنزيريلو لـ«الشرق الأوسط»: أصالة الماضي وعراقة التاريخ تشكّلان قيمة مهمة لجميع أعمالنا

وضَع الملك سلمان بن عبد العزيز حجر الأساس لمشروع «بوابة الدرعية» في نوفمبر 2019 (الشرق الأوسط)
وضَع الملك سلمان بن عبد العزيز حجر الأساس لمشروع «بوابة الدرعية» في نوفمبر 2019 (الشرق الأوسط)
TT

ما الذي أهّل «الدرعية» لتكون خامس مشاريع السعودية الكبرى؟

وضَع الملك سلمان بن عبد العزيز حجر الأساس لمشروع «بوابة الدرعية» في نوفمبر 2019 (الشرق الأوسط)
وضَع الملك سلمان بن عبد العزيز حجر الأساس لمشروع «بوابة الدرعية» في نوفمبر 2019 (الشرق الأوسط)

بدوافع الرغبة في خلق وجهة سياحية وثقافية عالمية، وتقديم تجربة متكاملة للزوار من داخل البلاد وخارجها، وتحقيق الأثر المتمثِّل في تعزيز وحماية التاريخ الحضاري للسعودية عبر تطوير المواهب المحلية في مجال البحوث الأكاديمية، ورفع قيمة التراث السعودي وتعزيز الفخر بالتاريخ المرتبط بالدرعية، والمساهمة في الناتج المحلي من خلال العوائد المستدامة لاستثمار البنى التحتية والخدمات والمرافق السياحية، يمضي «مشروع الدرعية» قُدماً ليسجّل نفسه كأحد المشاريع المحورية في مسيرة النهضة التي تمر بها السعودية ضمن رؤيتها التنموية «رؤية 2030» خصوصاً بعد إعلان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في التاسع من يناير (كانون الثاني) الجاري، عن ضمه إلى صندوق الاستثمارات العامة كخامس المشاريع الكبرى المملوكة للصندوق.
وفي هذا الإطار قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «هيئة تطوير بوابة الدرعية» جيري إنزيريلو: إن «للدرعية طابعها الخاص وأصالة ماضيها وعراقة تاريخها، وجميع هذه الميزات تشكّل قيمة كبرى ترتبط بجميع مشاريعنا التطويرية، وهي لا تقتصر على مشروعٍ معينٍ فحسب، ولكنها سمة مميزة وعلامة فارقة لجميع المشاريع والأصول، سواءً في مطل البجيري أو حي الطريف التاريخي أو المسار الرياضي على امتداد وادي حنيفة وغيرها، وكذلك ما يرتبط بها من بيئة عمرانية وتجارية، مما سيلبّي احتياجات الأجيال الشابة المتطلّعة إلى نمط حياة متميز يجمع بين العراقة والتطوّر في ذات المكان والزمان».

جانب من أحد المطاعم العالمية في مشروع «مطل البجيري» بعد إنجازه (الشرق الأوسط)

«تطوير بوابة الدرعية»
وفي حديثٍ خاص لـ«الشرق الأوسط» مع الرئيس التنفيذي ومسؤولين في الهيئة، أكّد إنزيريلو، أن مشروع «تطوير بوابة الدرعية» الذي تتجاوز مساحته 14 كم مربع «تم وفقاً للمخطط العام للمشروع الذي جرى من خلاله تقسيمه إلى مناطق متعددة تشمل تطوير البنى التحتية، وقد تم الانتهاء من تطوير مطل البجيري وحي الطريف التاريخي اللذين تم افتتاحهما مؤخراً للزوار من مختلف مناطق المملكة ومن أنحاء العالم كافة».

وادي صفار وميدان الدرعية
وفي التفاصيل، كشف إنزيريلو أنه «إلى جانب عملنا المتواصل على تطوير وادي صفار، كما أعلنت الهيئة في وقتٍ سابق عن رؤيتها المستقبلية لمشروع ميدان الدرعية بوصفه المركز التجاري والقلب النابض لبوابة الدرعية، ومن المزمع افتتاحه عام 2024 ليضم أكثر من 450 علامة تجارية عالمية راقية توفّر للزوار والأهالي خيارات متنوعة على صعيدَي التسوّق والترفيه، بالإضافة إلى عددٍ من الفنادق الفاخرة والمرافق والخدمات»، واستدرك إنزيريلو: «وما ذكرته هو مثالٌ بسيط على جزءٍ من المشاريع التي نعتزم تنفيذها في الفترة المقبلة».

الإقبال الكثيف يوجِد سوقاً واعدة
ورأى الرئيس التنفيذي لمجموعة هيئة تطوير بوابة الدرعية، أن الفرص الاستثمارية والتجارية التي يحويها المشروع متعددة ومتنوعة، لعدة أسباب، أهمها «الكثافة المتوقعة لزوار الدرعية وسكانها بعد اكتمال المشروع، حيث إنه من شأن هذا الإقبال أن يوجِد سوقاً تنافسية واعدة ومليئة بالفرص النوعية». وأضاف إنزيريلو: «نحن بدورنا نشجّع رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة على المشاركة في منظومة الخدمات والمشاريع التي تقدمّها هيئة تطوير بوابة الدرعية وشركة الدرعية في إطار المعايير والضوابط والالتزامات التي تحكم عملها وتنسجم مع أهدافها الاستراتيجية».

الاستدامة
وفي جانب الاستدامة، أفاد إنزيريلو بأن هيئة تطوير بوابة الدرعية «أَوْلت منذ انطلاقها معايير الاستدامة أهميّة بالغة في جميع مشاريعها، سواءً على مستوى شراء المواد المستخدمة من خلال دعم السوق المحلية المنتج لها أو عقد الاتفاقيات مع الشركات والجهات المتخصصة بإعادة تدوير النفايات ومخلّفات البناء والأجهزة الإلكترونية وغيرها؛ لتعزيز التعاون في مجال الدراسات والأبحاث وإعادة التدوير، سعياً إلى رفع العائد الاقتصادي وتعزيز الاستدامة وإسهاماً في رفع جودة الحياة، الذي يُعدّ أحد أبرز مستهدفات (رؤية المملكة 2030)، كما نعمل على بناء شراكات فاعلة مع القطاعات الاستثمارية والشركات ذات الخبرة العالية من أجل تعظيم الأثر الاقتصادي لمشاريع الدرعية».

ولي العهد السعودي والرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية في صورة تفاعلية على هامش منافسات «فورمولا إي»

خمسة أعوام مذهلة بالكم والنوع
ووفقاً لمسؤولين في «هيئة تطوير بوابة الدرعية»، فقد حققت الهيئة طوال عمرها البالغ خمسة أعوام منذ تأسيسها في عام 2017، كثيراً من المنجزات «المذهلة من حيث الكم والنوعية مقارنةً بمدة عمرها القصيرة»، إذ تتولّى الهيئة مسؤوليات عدة ضمن نطاق المشروع وصولاً إلى إعلان الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة مؤخراً، عن ضمّه كخامس المشاريع الكبرى المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، ليصبح واحداً من المشاريع الفريدة من نوعها على مستوى العالم، وتتويجاً لسلسلة الإنجازات المتوالية التي حقّقتها الهيئة وتميّز بها المشروع في إطار مخططه الرئيسي الذي يستهدف تعزيز مفهوم الاستدامة ويواكب المتطلبات المستقبلية.
وأكّد المسؤولون ذاتهم أن الهيئة قطعت شوطاً كبيراً في إتمام مراحل التطوير على نحوٍ تم خلاله افتتاح عددٍ من الوجهات الثقافية والتاريخية والترفيهية لأهالي الدرعية وزوّارها من مختلف مناطق المملكة ومن جميع أنحاء العالم، بينما يجري العمل بوتيرة متصاعدة لاستكمال مراحل أخرى تُعدّ من المراحل المتقدمة للمشروع.

حي الطريف التاريخي (الشرق الأوسط)

 

القيمة النّوعية للمشروع
وفي ردٍّ على سؤال حول أبرز العوامل التي تجعل من «مشروع الدرعية» أحد المشاريع الكبرى في السعودية، وأحد الأصول الرئيسية في صندوق الاستثمارات العامة، أجاب المسؤولون بأن قيمة المشروع من حيث ارتباطه بالدرعية «له رمزية تاريخية وثقافية وحضارية، كونها مَهْد انطلاق الدولة السعودية منذ ما يقارب 300 عام وبوصفها أرض الملوك والأبطال، إضافةً إلى ضخامة الأصول والمستهدفات النوعية للمشروع والمتضمنة تحويله إلى وجهة ثقافية وسياحية هي الأولى عالمياً، فضلاً عن موقعه الحيوي على امتداد وادي حنيفة بطبيعته الجميلة، كما يضم المشروع حي الطريف التاريخي المسجّل في قائمة اليونيسكو لتراث العالمي منذ 2010 والذي تم افتتاحه للزوار مؤخراً بعد اكتمال أعمال التطوير فيه، إذ يعد مقر حكم أئمة الدولة السعودية في بدايات تأسيسها، ويحوي عدداً من القصور والمساجد والنطاق السكاني لأهالي الدرعية منذ ذلك الحين، إلى جانب افتتاح مطل البجيري الذي يشكّل جزءاً قيّماً من المشروع، حيث تضم منطقة المشاة ما يزيد على 20 مطعماً، منها أربعة مطاعم حاصلة على نجمة ميشلان، هي: لونغ تشيم، وهاكاسان، وتاتيل، وشي برونو، إضافةً إلى مطاعم أخرى منتقاة بدقة تقدّم باقة من المأكولات السعودية التقليدية والمعاصرة».

 

جانب من مشروع «مطل البجيري» بعد إنجازه (الشرق الأوسط)

ومن المقرّر أن يصل إجمالي عدد الفنادق في الدرعية عند اكتمال المشروع إلى 38 فندقاً ذات علامات تجارية تُعد هي الأرقى والأشهر عالمياً، وسيكون افتتاح أول تلك الفنادق خلال العام الجاري، كما سيضم المشروع 110 آلاف متر مربع كمساحة مكتبية إبداعية تضم أكثر من 23 مبنًى مكتبياً، وحسب المسؤولين في الهيئة، فإن كل هذه العوامل هي جزءٌ مما يجعل «مشروع الدرعية» أحد أهم المشاريع النوعية في السعودية وخامس المشاريع الكبرى في محفظة صندوق الاستثمارات العامة.

المستجدّات في «مشروع الدرعية»
وتتسارع وتيرة الإنجاز الذي يشهده «مشروع الدرعية»، إذ إنه من المخطط الإعلان عن افتتاح مشاريع وأصول متنوّعة سنوياً، بدءاً من عام 2022 حتى اكتمال المشروع، وفضلاً عمّا سبقت الإشارة إليه من مشروعات منجزة وأخرى يتم العمل على إنجازها، فإن المشروع وفي إطار الاهتمام بالطبيعة والغطاء النباتي سيوفّر مجموعة من المساحات الترفيهية المفتوحة، بما في ذلك 6 حدائق مع مساحات خضراء واسعة تمتد على مساحة تفوق 2 كم مربع يتخلّلها أكثر من 9 كم من الممرات والمسارات للمشي وركوب الدراجات وركوب الخيل، وسيضم أيضاً 6 معارض وأكثر من 26 معلماً ثقافياً وأكثر من 400 متجر متنوع، بالإضافة إلى أكثر من 100 سوق وبازار للحرف التقليدية المحلية والمنتجات المصنوعة يدوياً، إلى جانب العلامات التجارية المعروفة عالمياً. كما سيوفّر المشروع مواقف للسيارات مكونة من 3 طوابق تقارب مساحتها الإجمالية مليون متر مربع تقع أسفل ميدان الدرعية، فيما ستتجاوز سعتها أكثر من 10500 مركبة.

قصر سلوى في الدرعية (الشرق الأوسط)

شركة ومفهوم جديدان يرسمان الخطة الاستراتيجية
وضمن خطتها للانتقال إلى مرحلة استراتيجية جديدة تحقّق الموازنة بين الأعمال التشريعية والتطويرية، أنشأت هيئة تطوير بوابة الدرعية «شركة الدرعية». وستكون الشركة مستقلة عن «هيئة تطوير بوابة الدرعية» التي ستمثّل الجهة التشريعية والمقدمة لجميع الخدمات الحكومية، وستدعم الشركة وتمكّن قدرات منسوبيها لخدمة جميع الأعمال التطويرية والتشغيلية. كما تم إطلاق مفهوم «الدرعية» كعلامة تجارية؛ لتكون ذراعاً تسويقية للوجهة السياحية والأصول المرتبطة بها.
إذ تسعى «الدرعية» إلى الإسهام في تنويع الإيرادات ومصادر الدخل، حيث تعمل على استكشاف فرص جديدة وواعدة عبر الاستثمار المباشر في الأصول المختلفة وغيرها من الفرص الاستثمارية الأخرى، بناءً على الأسس التي انطلق منها المشروع وبما يُسهم في رفع القيمة التنافسية للدرعية سياحياً واقتصادياً، فيما تواصل سعيها للارتقاء بمستوى الأداء وتوظيف جميع الإمكانات والقدرات بشكلٍ فاعلٍ يجعل منها وجهة أولى عالمياً ويُسهم في تحقيق النمو الاقتصادي.

دعم لا محدود من قيادة البلاد
وأكد المسؤولون أن «شركة الدرعية» و«هيئة تطوير بوابة الدرعية» تحظيان بدعمٍ لا محدود واهتمام بالغٍ من القيادة، حيث يُعد المشروع جزءاً من «رؤية السعودية 2030»، وسوف «يُسهم في الاحتفاظ بهذا الإرث التاريخي العظيم وإبراز أرض الملوك والأبطال كمنطلق الدولة السعودية منذ ما يقارب 300 عام، إضافةً إلى جعل الدرعية وجهة سياحية وثقافية هي الأولى عالمياً»، مما سيسهم بشكلٍ مباشر في استقطاب 27 مليون زائر محلي ودولي بحلول عام 2030، والذي يعد دعماً للاستراتيجية الوطنية للسياحة التي تهدف إلى استضافة 100 مليون سائح من أنحاء العالم في السعودية بحلول العام 2030.


مقالات ذات صلة

السعودية تمدّ جسور العطاء من غزة إلى أفريقيا وآسيا

الخليج جانب من المساعدات الطبية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (واس)

السعودية تمدّ جسور العطاء من غزة إلى أفريقيا وآسيا

تواصل السعودية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة دعم المتضررين حول العالم بمساعدات إيوائية وغذائية ومشاريع مياه وبرامج طبية تطوعية في غزة وأفريقيا وآسيا.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «الست» يحقق افتتاحاً قوياً بأكثر من مليون ريال في أسبوعه الأول (imdb)

شباك التذاكر السعودي: «السلم والثعبان» يتصدر... وافتتاح قوي لـ«الست»

واصل شباك التذاكر السعودي أداءه المستقر خلال الأسبوع الثاني من ديسمبر، محققاً إيرادات تتجاوز 14 مليون ريال، مع بيع نحو 286 ألف تذكرة.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
الخليج قافلة شاحنات تحمل مساعدات سعودية تدخل سوريا من معبر نصيب مع الأردن 6 يناير (رويترز)

مشاريع «مركز الملك سلمان» في سوريا تتضاعف أكثر من 100 % خلال 2025

أظهرت تحديثات جديدة كشفت عنها المنصة الإلكترونية لـ«مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» تسجيل أرقام جديدة حول مشاريع المركز المنجزة.

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد جناح «صندوق التنمية السياحي» في المؤتمر (الصندوق) play-circle 01:17

شراكات «صندوق التنمية السياحي السعودي» تتجاوز المليار دولار لتمكين المشاريع

أبرم «صندوق التنمية السياحي السعودي» شراكات جديدة مع جهات حكومية وخاصة، بأثر مالي يتجاوز 4 مليارات ريال من دوره لتوسيع تمويل المنشآت السياحية الصغيرة والمتوسطة.

عبير حمدي (الرياض)
رياضة سعودية الأمير الوليد بن طلال (حسابه في إكس)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: إعلان استحواذ الوليد بن طلال على الهلال قبل نهاية ديسمبر

كشفت مصادر وثيقة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» اليوم الأحد أن إعلان استحواذ الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز على نادي الهلال في تفاصيله النهائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السعودية تمدّ جسور العطاء من غزة إلى أفريقيا وآسيا

جانب من المساعدات الطبية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (واس)
جانب من المساعدات الطبية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (واس)
TT

السعودية تمدّ جسور العطاء من غزة إلى أفريقيا وآسيا

جانب من المساعدات الطبية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (واس)
جانب من المساعدات الطبية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (واس)

في وقت تتعاظم فيه الأزمات الإنسانية حول العالم، ترسخ السعودية نهجها القائم على نصرة الإنسان أينما كان، واضعة البعد الإنساني في صدارة تحركاتها الدولية، عبر ذراعها الإغاثية مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يوسّع حضوره الميداني من مناطق النزاع والكوارث إلى الدول الأشد احتياجاً، مستجيباً للاحتياجات العاجلة، ومطلقاً مشاريع مستدامة تحفظ الكرامة الإنسانية وتخفف المعاناة.

دفعة جديدة من المساعدات الإيوائية لإغاثة المتضررين من السيول في قطاع غزة (واس)

وقدّم مركز الملك سلمان للإغاثة دفعة جديدة من المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في قطاع غزة، ضمن الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني. وجاءت هذه المساعدات لتلبية الاحتياجات الشتوية العاجلة للنازحين، في ظل أوضاع إنسانية شديدة التعقيد فرضتها المنخفضات الجوية العميقة التي تسببت في جرف عدد من خيام النزوح وإلحاق أضرار جسيمة بها. وتركزت المساعدات على توفير حلول إيوائية سريعة وآمنة تحمي الأسر، خصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن، من البرد والأمطار، في وقت يعاني فيه القطاع نقصاً حاداً في المأوى ووسائل الوقاية.

مشاريع مستدامة لحفر 3 آبار عميقة تعمل بالطاقة الشمسية في جمهورية بنين (واس)

وعلى صعيد المشاريع التنموية المستدامة، وقّع المركز برنامجاً تنفيذياً مشتركاً لحفر 3 آبار عميقة تعمل بالطاقة الشمسية في جمهورية بنين، بهدف توفير مياه الشرب النظيفة للاستخدام البشري والمنزلي ولسقيا الماشية، وتحسين إمدادات المياه في المناطق ذات الدخل المنخفض. ويستفيد من المشروع نحو 9 آلاف فرد، كما يسهم في الحد من الأمراض المنقولة بالمياه، وإنقاذ الأرواح، لا سيما بين الرضع، وتحسين التغذية والصحة العامة، في إطار اهتمام المملكة بقطاع المياه والإصحاح البيئي في الدول المحتاجة.

وفي لبنان، واصل المركز دعمه للأسر الأكثر احتياجاً، حيث وزّع 1359 سلة غذائية ومثلها من كراتين التمور على اللاجئين السوريين والمجتمع المستضيف في منطقة المنية، استفاد منها 6795 فرداً، ضمن مشروعي توزيع المساعدات الغذائية وتوزيع التمور للعام 2025، تأكيداً على التزام المملكة بالوقوف إلى جانب الفئات المتضررة من الأزمات الاقتصادية والإنسانية.

مساعدات إغاثية في مديرية البرز بولاية بلخ في أفغانستان (واس)

كما امتدت الجهود الإغاثية إلى أفغانستان، حيث وزّع المركز 490 سلة غذائية و490 كرتون تمر في مديرية البرز بولاية بلخ، استفادت منها 490 أسرة من المتضررين من الزلزال في شمال البلاد، وذلك ضمن مشروع الاستجابة الطارئة، دعماً للشعب الأفغاني في مواجهة تداعيات الكوارث الطبيعية.

وفي الجانب الصحي، نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة المشروع الطبي التطوعي لجراحة القلب والقسطرة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، خلال الفترة من 5 إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، حيث أجرى الفريق الطبي التطوعي 20 عملية قلب مفتوح، و46 عملية قسطرة قلبية، إضافة إلى 90 فحصاً بالأشعة الصوتية، في خطوة تعكس حرص المملكة على تخفيف معاناة المرضى، وترسيخ ثقافة العمل التطوعي لدى الكوادر الطبية السعودية.

مشاريع طبية تطوعية ضمن مبادرات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (واس)

كما دشن المركز سبعة مشاريع طبية تطوعية في جمهورية الصومال الفيدرالية، شملت تخصصات عالية الاحتياج، من بينها جراحة العظام، والأطراف الصناعية وإعادة التأهيل، والجراحة العامة، وجراحة المخ والأعصاب، وجراحة الأطفال، والتشوهات والتجميل، ضمن البرنامج التطوعي السعودي للجراحات المتخصصة.

وتهدف هذه المشاريع إلى إجراء 310 عمليات جراحية، وتشخيص الحالات، وتقديم خدمات التأهيل والأطراف الصناعية، ليستفيد منها 665 شخصاً بشكل مباشر، بحضور مسؤولين صوماليين وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الصومال.

وتعكس هذه المبادرات المتنوعة، من الإغاثة العاجلة إلى التنمية المستدامة والرعاية الطبية المتخصصة، التزام المملكة العربية السعودية بدورها الإنساني العالمي، وترجمة توجيهات قيادتها الرشيدة في الوقوف إلى جانب الشعوب المتضررة، وتقديم الدعم الذي يصون الحياة والكرامة، ويمنح الأمل في مستقبل أكثر أمناً واستقراراً.


ولي العهد السعودي يتلقى رسالة خطية من الرئيس الصيني

وزير الخارجية السعودي يتسلم الرسالة من نظيره الصيني (واس)
وزير الخارجية السعودي يتسلم الرسالة من نظيره الصيني (واس)
TT

ولي العهد السعودي يتلقى رسالة خطية من الرئيس الصيني

وزير الخارجية السعودي يتسلم الرسالة من نظيره الصيني (واس)
وزير الخارجية السعودي يتسلم الرسالة من نظيره الصيني (واس)

تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، رسالة خطية من الرئيس الصيني شي جينبينغ، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

تسلّم الرسالة الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، في مقر الوزارة بالرياض، الأحد، خلال استقباله نظيره الصيني وانغ يي.

‏حضر الاستقبال السفير السعودي لدى الصين عبد الرحمن الحربي، ومدير عام الإدارة العامة للدول الآسيوية ناصر آل غنوم.


السعودية والصين توقّعان اتفاقية إعفاء متبادل من التأشيرات

وزير الخارجية السعودي ونظيره الصيني خلال التوقيع على اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة بين البلدين (الخارجية السعودية)
وزير الخارجية السعودي ونظيره الصيني خلال التوقيع على اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة بين البلدين (الخارجية السعودية)
TT

السعودية والصين توقّعان اتفاقية إعفاء متبادل من التأشيرات

وزير الخارجية السعودي ونظيره الصيني خلال التوقيع على اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة بين البلدين (الخارجية السعودية)
وزير الخارجية السعودي ونظيره الصيني خلال التوقيع على اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة بين البلدين (الخارجية السعودية)

عُقدت في الرياض، الأحد، جلسة مباحثات سعودية - صينية، تناولت علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وذلك في إطار تعزيز العلاقات السعودية - الصينية، خلال زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى الرياض، بدعوة من الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، حيث جرى خلال الجلسة توقيع اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة.

واستعرض الجانبان مستوى العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بما فيها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة، مشيدين بما تشهده من تطور متسارع. كما نوّها بتزامن الزيارة مع الذكرى الخامسة والثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وما رافقها من تقارب في الرؤى وتعاون يخدم المصالح المشتركة.

عقد الاجتماع الخامس للجنة السياسية المنبثقة عن اللجنة السعودية الصينية المشتركة في الرياض (الخارجية السعودية)

وعقد الوزيران الاجتماع الخامس للجنة السياسية المنبثقة عن اللجنة السعودية - الصينية المشتركة رفيعة المستوى، حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، والتأكيد على أهمية استمرار التنسيق والتشاور.

وأكّد الجانبان حرصهما على تبادل الدعم في القضايا المرتبطة بالمصالح الحيوية للبلدين، ودعمهما لكل ما يعزز الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار. كما جدّد الجانب السعودي التزامه بسياسة «الصين الواحدة»، مؤكداً أن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها.

من جهته، عبّر الجانب الصيني عن دعمه لتطوير وتعزيز العلاقات السعودية - الإيرانية، مثمّناً الدور الذي تضطلع به المملكة في دعم الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي. كما أشاد بالتطورات الاقتصادية التي تشهدها المملكة في إطار «رؤية 2030»، مثنياً على نتائج «قمة الرياض العربية - الصينية للتعاون والتنمية» التي استضافتها المملكة في ديسمبر (كانون الأول) 2022.

عقد الاجتماع الخامس للجنة السياسية المنبثقة عن اللجنة السعودية الصينية المشتركة في الرياض (الخارجية السعودية)

وأعرب الجانب السعودي عن دعمه لاستضافة الصين «القمة العربية - الصينية الثانية» و«القمة الخليجية - الصينية الثانية» في عام 2026، فيما أبدى الجانب الصيني استعداده للمشاركة في معرض «إكسبو الدولي 2030» الذي تستضيفه المملكة.

وتبادل الجانبان وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكّدا دعمهما للجهود الرامية إلى التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق مبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

عقد الاجتماع الخامس للجنة السياسية المنبثقة عن اللجنة السعودية الصينية المشتركة في الرياض (الخارجية السعودية)

وفي ختام الزيارة، وقّع الجانبان اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة.